تخوفات إسرائيل المخفية… مفترق طرق
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
ضمن المجريات المتسارعة هناك قواعد رسختها عقود من الاحتلال وضعت الأطر الفلسطينية في قالب سياسي حتى المقاوِمة منها، ومشاهد الانتخابات أو حكم غزة والضفة والحياة اليومية هي جزء من المشهد الذي ترسخ فأنتج قوى مقاو.مة تشاغل وتقاوم ضمن معطيات أسماها الجميع قواعد اشتباك، وأخرى خاملة وثالثة مهادنة ضمن اتفاق "أوسلو"، وكلها لم تخرج عن قالب المشهد المنتج والذي بات الإقليم شاهدا سياسيا أو وسيطا أمنيا على ترتيباته.
الآن بإعلان "إسرائيل" الرسمي القضاء على حماس أوراق كثيرة ومهمة تداخلت، ومفاجآت لا تعرفها الأطراف ستكون وليدة الميدان الهائج والقرار المصيري غير الطبيعي في الصراع.
هذا يذكرنا جيدا بما أقدمت عليه أمريكا من خطأ فادح بمحاربة طالبان؛ حيث تفاجأ الأمريكي بتحول كل الشعب لمقاتلين وانخرطوا في صفوف طالبان، بل وتلاشى الدور السياسي للحركة، فكان هذا التحول جحيما انعكس على أمريكا التي استسلمت بينما عادت طالبان أقوى للحكم، وتعلق أفراد الحكومة المعينة بأجنحة الطائرات الفارة.
أمريكا حذرت أن هذا سيزيد الدافعية المقاتلة ويخفض صوت السياسة لدى الشباب الفلسطيني؛ وأبلغت "إسرائيل" به، بل في الإعلام الغربي ينشغلون كثيرا في استحضار أمثلة العراق وأفغانستان للإسرائيليين كي يستخلصوا العبر.
فاتورة الدم كبيرة جدا، وحسابات السياسة دقيقة وانتحارية في نفس الوقت، و"إسرائيل" على مفترق طرق سيرسم مزاج شعب كامل تريده مرتعبا حسب خطتها، ولكن ما فاجأ أمريكا في مواقع أخرى قد يكون في فلسطين، وينقلب السحر على الساحر ويصبح الشعب بأكمله وجغرافيته منخرطا في ما تخوفت من حدوثه،وهنا المشهد أكثر خطورة؛ حيث قد تمتد الحالة الثورية إلى الميدان العربي الذي يغلي أصلا والذي تعيش شعوبه إحباطا وعجزا أمام مصادرة صوتهم وحتى عدم سماع صوتهم لدعم فلسطين.
حسابات معقدة تتخوف منها أمريكا ستتكرر في فلسطين، وربما كرة النار تتدحرج للمحيط العربي اليائس من أنظمة استبداد أوهمت شعوبها بسلمية ثورة دمرت أحلامهم.
فاتورة الدم كبيرة جدا، وحسابات السياسة دقيقة وانتحارية في نفس الوقت، و"إسرائيل" على مفترق طرق سيرسم مزاج شعب كامل تريده مرتعبا حسب خطتها، ولكن ما فاجأ أمريكا في مواقع أخرى قد يكون في فلسطين، وينقلب السحر على الساحر ويصبح الشعب بأكمله وجغرافيته منخرطا في ما تخوفت من حدوثه، حيث تتوفر عناصر الغضب العام وليس الحزبي في مخرجات خطة "إسرائيل" التي تعدم الأفق السياسي وتمس جغرافيا الأمل الفلسطيني، وتحقق تلقائيا طردا وتهجيرا ووطنا بديلا ومسحا للهوية، وهذه كلها هواجس باتت واقعا للفلسطيني الذي يراقب ويغلي بحسب وصف أطراف إقليمية للمشهد، كذا الأفغاني والعراقي قبل زمن.
بين جحيم يغلفه دفاع عن النفس، وبين واقع يطلبه القانون الدولي، تعيش قيادة "إسرائيل" ساعات عصيبة تفرز الوجود من عدمه، وتصنف القادم برسم القرار المرتقب.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية غزة فلسطين غزة عدوان رأي تداعيات مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
رسوم ترامب الجمركية تضع الفيدرالي الأمريكي في مفترق طرق.. تفاصيل
قالت الإعلامية إنجي عهدي، إنّ الضغوط تتزايد على الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في ظل تحركات غير متوقعة من البيت الأبيض بشأن السياسات التجارية، حيث ينتظر الفيدرالي مزيداً من الوضوح في المشهد الاقتصادي لتحديد مساره المستقبلي.
ويأتي هذا في وقت يشهد فيه البنك المركزي الأمريكي خلافاً متصاعداً بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول.
وأضافت "عهدي"، خلال عرض تفصيلي عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ ترامب يدعو إلى خفض أسعار الفائدة كخطوة لتحفيز الاقتصاد، بينما يرى باول أن الاحتياطي الفيدرالي يجب أن يتحلى بالحذر قبل اتخاذ أي قرارات تتعلق بالسياسة النقدية، وذلك تحسباً لارتفاع محتمل في التضخم نتيجة للرسوم الجمركية.
وتابعت، أنّ هذا الخلاف ليس جديداً، فقد انتقد ترامب في وقت سابق أداء باول خلال حملته الانتخابية، مبدياً رغبته في التأثير على قرارات البنك المركزي، وفيما يخص العلاقة بين ترامب وباول، أكد الأخير أنه لن يستقيل قبل انتهاء ولايته في مايو 2026، رغم الضغوط المتزايدة من البيت الأبيض.
وأكدت، أنه رغم تأكيد ترامب على عدم تخطيطه لإقالة باول، إلا أن العلاقة بين الطرفين تظل محط جدل في الأوساط الاقتصادية والسياسية، ويواجه الفيدرالي الأمريكي تحديات اقتصادية كبيرة، حيث من المحتمل أن يتوسع فرض الرسوم الجمركية على الواردات، ما قد يؤدي إلى صدمة للاقتصاد الأمريكي.
وواصلت: "في هذه الحالة، سيكون أمام الفيدرالي خيار صعب بين الحفاظ على معدلات التوظيف من خلال خفض الفائدة أو محاربة التضخم عبر إبقاء تكلفة الاقتراض مرتفعة، ويحاول الفيدرالي الحفاظ على الثقة التي اكتسبها عبر سنوات من الاستقلالية، ويؤكد باول مراراً على مخاوفه من العواقب التضخمية المترتبة على الرسوم الجمركية".
وأردفت: "وفي حال استمرار الإجراءات الحمائية وزيادتها بشكل أكبر من المتوقع، فإن تأثيرها قد يفوق التوقعات ويهدد استقرار الاقتصاد الأمريكي، مما قد يودي إلى حالة من الركود التضخمي".