متلازمة ستوكهولم.. الحُجة الجديدة لإسرائيل لتبرير مصافحة أحد الرهائن لعضو من حركة حماس
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
دائما ما يخرج الكيان المحال ليبرر أشياء لا أصل لها فعقب المؤتمر الصحفي الذي عقد في تل أبيب، صرحت الأسيرة المفرج عنها يوخفيد ليفشيتز (85 عاما) بأن عناصر "حماس" كانوا "ودودين للغاية" ما أثار حفيظة مؤيدي إسرائيل.
ومن أجل تبرير مشهد مصافحة ليفشيتز لأحد عناصر "حماس" خلال مقطع فيديو إطلاق سراحها برفقة أسيرة أخرى يوم الاثنين الماضي، وكذلك تصريحاتها بشأن معاملة عناصر حماس لها فادعى عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الداعمين لإسرائيل أن الأسيرة تعاني من ما يعرف بـ "متلازمة ستوكهولم".
تحدث متلازمة ستوكهولم عندما يصبح الشخص في الأسر مرتبطا عاطفيا بآسره كآلية للتكيف في التغلب على المواقف التي تهدد حياته. وتؤثر هذه الحالة على نحو 8% من الأشخاص الموجودين في الأسر، وفقا لما أورته شبكة “روسيا اليوم”.
والاسم مشتق من حادثة وقعت عام 1973. بعد عملية سطو على بنك في ستوكهولم، السويد، حيث احتجز المجرمون عددا من موظفي البنك كرهائن لمدة ستة أيام، خلال فترة التفاوض مع السلطات، وخلال هذه المدة أصبح الرهائن متعلقين عاطفيا بالخاطفين، رافضين مساعدة المسؤولين، بل وقاموا بالدفاع أيضا عن الخاطفين بعد انتهاء الأزمة، حتى أن امرأة من بينهم أصبحت مرتبطة بآسرها لدرجة أنها قررت الانفصال عن خطيبها، وكانت داعمة للآسر أثناء وجوده في السجن.
ويمكن اعتبار متلازمة ستوكهولم كنوع من الارتباط الذي له علاقة بالصدمة، ولا يتطلب بالضرورة وجود حالة خطف، فهو ترابط عاطفي قوي يتكون بين شخصين أحدهما يضايق ويعتدي ويهدد ويضرب ويخيف الآخر بشكل متقطع ومتناوب.
وتمت تسمية هذه الحالة من قبل المختص في علم الجرائم والأمراض النفسية، نيلز بيجيروت، والذي كان مستشارا نفسيا للشرطة في وقت وقوع حادثة السطو في ستوكهولم، واشتهرت هذه التسمية عالميا بعد ذلك.
علامات الإصابة بمتلازمة ستوكهولمتشمل علامات هذه المتلازمة لوم الذات، والتعاطف والمشاعر الإيجابية الأخرى تجاه الآسر أو المعتدي، والشعور بالسلبية تجاه الشرطة أو رجال الإنقاذ أو الأشخاص الذين يحاولون المساعدة، والشعور المزمن بالتوتر وبالقلق ودعم وتأييد سلوك وتفكير المعتدي، إلى جانب عدم القدرة على المشاركة في أي سلوك يساعد على تحرير الضحية أو فك ارتباطها.
وقد تظهر على المصابين بمتلازمة ستوكهولم أيضا العديد من الأعراض الأخرى، مثل الإنكار، والانسحاب الاجتماعي، ومشاعر الفراغ واليأس، إلى جانب الاكتئاب، وفقدان الاهتمام بالأنشطة المفضلة.
وقد يكون من الصعب العودة إلى الحياة اليومية والتكيف بعد الصدمة، أو التحدث عن تجاربهم لأن ذلك قد يتسبب في إصابتهم بالصدمة مرة أخرى.
الأسباب وراء متلازمة ستوكهولموفقا للخبراء، فإن المصابين بمتلازمة ستوكهولم وغيرها من أشكال الصدمات يقومون بإنشاء نسختهم الخاصة من تجربتهم والتي يمكن أن تكون أكثر تعاطفا مع الشخص الذي يحتجزهم أو يسيء إليهم. وهذه ظاهرة تعرف بالتنافر المعرفي.
والتنافر المعرفي، وفقا لعلم النفس، هو حالة من التوتر أو الإجهاد العقلي أو عدم الراحة التي يعاني منها الفرد الذي يحمل اثنين أو أكثر من المعتقدات أو الأفكار أو القيم المتناقضة في الوقت نفسه، أو يمارس سلوكا يتعارض مع معتقداته وأفكاره وقيمه. وهذا يؤدي إلى أفكار ومشاعر متضاربة يمكن أن تحفز التغييرات في المعتقدات أو السلوكيات.
وبعيدا عن العلاقة بين الآسر والرهينة، يمكن أن تحدث متلازمة ستوكهولم في أي علاقة تنطوي على سوء المعاملة، مثل العنف ضد المرأة، وفي الأطفال الذين يتعرضون للإيذاء من قبل والديهم، والعلاقات بين اللاعبين والمدربين، وبين الموظفين وأصحاب العمل، وفي علاقات أخرى.
سبب تطور متلازمة ستوكهولم
عندما يتعرض الأشخاص للصدمة وسوء المعاملة، يستجيب الجهاز العصبي الودي (جزء من الجسم المسؤول عن الاستجابة للضغط النفسي) للمخاطر المحتملة. وتشمل الاستجابات النموذجية القتال، والهروب، والتجميد، والتزلف.
ومتلازمة ستوكهولم هي استجابة نفسية للتعامل مع المواقف العصيبة أو الخطر. ويتحدث الشخص الذي يعاني من متلازمة ستوكهولم أو يتصرف بطريقة تساعد على تحييد المشاعر والسلوكيات الشديدة لشخص يسيء إليه أو يحتجزه. وهذا يمكن أن يؤدي إلى تهدئة الوضع ووقف أو منع استمرار الإساءة.
وإذا كان شخص ما يشعر أنه مصاب بمتلازمة ستوكهولم أو يلاحظ أعراض الحالة على أي فرد في محيطه، فإنه سيكون من الضروري التحدث إلى معالج نفسي، والذي يمكن أن يساعد على التعافي من اضطراب ما بعد الصدمة والقلق والاكتئاب
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مخاطر مسؤولين معالج عناصر انسحاب شخص مساعدة مواقع التواصل الاجتماعي المجرمون مشاعر مصاف الشرطة التواصل الاجتماعي متلازمة ستوکهولم یمکن أن
إقرأ أيضاً:
ضابط إسرائيلي: لن نصل إلى آخر صاروخ لدى حماس حتى لو حاربناها 20 عاما
صرح ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي، للقناة 12 العبرية اليوم الأحد، بأن إسرائيل لن تنجح بالوصول إلى آخر صاروخ تملكه حركة "حماس"، حتى لو ظلت تحاربها 20 عاما في قطاع غزة.
وقالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، في وقت سابق، إن وزير الأمن الغذائي وعضو مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي آفي ديختر صرح بأن جيش بلاده سيبقى في غزة لسنوات عديدة، ويقاتل العناصر الجديدة لحركة "حماس" وقد يكون مسؤولا عن توصيل المساعدات الإنسانية هناك.
وأضافت الصحيفة أن هذه التصريحات جاءت في الوقت الذي كشف جنود احتياط خدموا مؤخرا في غزة عن وجود بنية تحتية عسكرية جديدة بنتها إسرائيل تشمل معسكرات وطرقا جديدة واسعة في شمال ووسط غزة.
وذكرت أن التصريحات تشير إلى بقاء القوات الإسرائيلية داخل غزة لفترة طويلة، مع عدم وجود خطة فورية لأي إدارة أخرى لحكم 2.3 مليون شخص في المنطقة والبدء في إعادة الإعمار هناك.
وقال ديختر: "نحن لسنا في البداية مرة أخرى لكننا بالتأكيد لسنا في بداية النهاية لأنه لا يزال أمامنا الكثير من العمل الذي يتعين علينا القيام به"، مضيفا "أعتقد أننا سنبقى في غزة لفترة طويلة، ومعظم الناس يدركون أن إسرائيل ستظل لسنوات تدخل وتخرج وربما تبقى على طول ممر نتساريم".
وأضاف الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت)، أن "حماس لا تزال تمتلك بعض القدرات العسكرية لأن إسرائيل لم تصل إلى كل مكان في غزة"، مشيرا إلى أن "نحن نعلم أن حماس جندت المزيد من الناس، لديها قدرات أقل ولكن لديها أشخاص جدد".
ولا يزال من غير الواضح كيف تخطط إسرائيل لإدارة غزة إذا بقيت في المنطقة، ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المقترحات التي تقضي بتولي السلطة الفلسطينية بعد إصلاحها السلطة، لكنه لم يقدم أي اقتراحات مفصلة أخرى.
وأكد ديختر أن إسرائيل تدرس توظيف مقاولين من القطاع الخاص لحراسة قوافل المساعدات ضد اللصوص، واقترح أيضا أن تتولى القوات الإسرائيلية هذا الدور، وقال إن حلولا مختلفة قد تنجح في أجزاء مختلفة من غزة.