توسعة حقل الشمال.. محطة جديدة في رحلة قطر لتزويد العالم بالطاقة النظيفة
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
الدوحة- عززت قطر رحلتها نحو الاستدامة وترسيخ مكانتها بوصفها منتجا ومصدرا عالميا للغاز الطبيعي المسال باعتباره طاقة نظيفة، عندما وضعت حجر الأساس لمشروع توسعة حقل الشمال بمدينة راس لفان الصناعية إيذانا بالعبور إلى مرحلة جديدة.
وتأتي الخطوة انسجاما مع إستراتيجية "قطر للطاقة" المحدّثة -التي أعلنتها العام الماضي 2022- والتي التزمت فيها ببلوغ مستويات صفرية من الانبعاثات الكربونية وخفض الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 25% بحلول 2030.
وتولي الدوحة قضايا البيئة أهمية كبيرة، إذ نشر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بمناسبة افتتاح "إكسبو 2023" هذا الشهر تغريدة أكد فيها أن "التنمية البيئية إحدى الركائز الأربع التي قامت عليها رؤية قطر الوطنية 2030 منذ 2008" وأن بلاده "تولي مكافحة التغير المناخي والتصحر أهمية خاصة".
التنمية البيئية إحدى الركائز الأربع التي قامت عليها رؤية قطر الوطنية 2030 منذ عام 2008، فبلادنا تولي مكافحة التغير المناخي والتصحر أهمية خاصة يأتي في إطارها اليوم افتتاح إكسبو 2023 الدوحة للبستنة. وهو أول معرض دولي من نوعه وفئته في قطر والمنطقة. فمرحبا بضيوفنا من جميع أنحاء… pic.twitter.com/ND06rkPOwj
— تميم بن حمد (@TamimBinHamad) October 2, 2023
توسعة حقل الشمالوجاءت المرحلة الأولى من مشروع توسعة حقل الشمال الشرقي التي تم تدشينها مطلع أكتوبر /تشرين الأول الحالي، لترفع الطاقة الإنتاجية من الغاز من 77 مليون طن سنويا، إلى 110 ملايين طن سنويا، في حين ستعمل المرحلة الثانية في حقل الشمال الجنوبي على زيادة الطاقة الإنتاجية من 110 ملايين طن سنويا إلى 126 مليون طن سنويا بحلول 2026.
وتمهيدا لتنفيذ عمليات التوسعة، أبرمت "قطر للطاقة" في يونيو/حزيران الماضي شراكة مع كل من "توتال إنرجيز" وشل و"كونوكو فيليبس" و"إكسون مييل"، أتبعتها باتفاقات أخرى في أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه مع كل من شركة "توتال إنرجيز" وشل و"كونوكو فيليبس" لتوسعة حقل الشمال الجنوبي.
وتم تعزيز تلك الاتفاقات في العام الجاري بشراكة مع مؤسسة الصين للبتروكيميائيات "سينوبك" ومؤسسة البترول الوطنية الصينية "سي إن بي سي" كشريكين إضافيين في توسعة حقل الشمال الشرقي.
ويقول الخبير النفطي محمد يعقوب السيد لـ"الجزيرة نت" إن وضع حجر الأساس لمشروع توسعة حقل الشمال الآن يعد ثمرة لخطة تطوير متكاملة تم وضعها منذ وقت مبكر وفق مراحل محددة ومدروسة بعناية لمد السوق العالمي باحتياجاته المتزايدة من الغاز الطبيعي المسال النظيف.
وأضاف أن ما يميز الرؤية القطرية في إنتاج الغاز الطبيعي المسال والتوسع فيه، هو الاهتمام المتعاظم بحماية البيئة والحرص على هذا البعد في كل مراحل وخطوات العمل في صناعة الغاز، خاصة في ظل تنامي الاهتمام العالمي بالآثار الكارثية التي يخلفها الاحتباس الحراري.
وأشار السيد إلى بناء أكبر مصنع للأمونيا النظيفة بما يصل إلى 1.2 مليار دولار كوقود لتشغيل محطات الكهرباء، فضلا عن جهود مضاعفة إنتاج الطاقة الشمسية والوصول بها إلى 5 آلاف ميغاواط بحلول 2035 بعد توسعة محطة الخرسعة ثالث أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم.
إستراتيجية الاستدامةوتنطلق شركة "قطر للطاقة" في إستراتيجيتها نحو الاستدامة من رؤية "قطر 2030" وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، فضلا عن دعمها لاتفاقية باريس للحد من ظاهرة الاحترار العالمي بمقدار درجتين مئويتين.
وكان وزير الدولة لشؤون الطاقة والرئيس التنفيذي لـ"قطر للطاقة" سعد بن شريدة الكعبي أكد في بيان إطلاق الشركة لإستراتيجيتها المحدثة للاستدامة في مارس/آذار 2022، على الدور المهم لبلاده في التخفيف من آثار تغير المناخ من خلال وضع إستراتيجية الاستدامة موضع التنفيذ، وإنتاج غاز طبيعي مسال نظيف بتطبيق أحدث التقنيات للحد من الانبعاثات الكربونية، بل التعويض عن الانبعاثات المتبقية بالتقاط الكربون وتخزينه.
وأضاف الكعبي -أيضا- أن الاتفاقات التي وقعتها "قطر للطاقة" وتحالف التقاء الهيدروجين في جمهورية كوريا، والتعاون في مجال طاقة الهيدروجين في قطر مع شركة "شل" للمساعدة على خفض نسب الكربون.
ووفقا لتأكيدات الكعبي، فإن إستراتيجية شركة "قطر للطاقة" الخاصة بالاستدامة تدعم التزام الشركة بحماية البيئة وتحقيق التوازن بين المنافع الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
وتتضمن إستراتيجية "قطر للطاقة" للاستدامة عددا من المبادرات لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من أهمها:
احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه بقدرة حقن تصل إلى أكثر من 2.2 مليون طن سنويا، الأمر الذي يعزز قدرات الحجز لأكثر من 11 مليون طن سنويا بحلول 2035. الإسهام في خفض المزيد من كميات الكربون في منشآت الغاز الطبيعي المسال في قطر بنسبة 35% وفي منشآت التنقيب والإنتاج بنسبة تقدر بـ25% تقريبا.كما أكد الكعبي -في جلسة "حوار القيادات" في المؤتمر الدولي العشرين للغاز الطبيعي المسال الذي انعقد في مدينة فانكوفر في كندا في يوليو/تموز الماضي- أن موقع عزل ثاني أكسيد الكربون في مدينة راس لفان الصناعية يعد الأكبر على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأشار إلى استخدام الطاقة الشمسية لتشغيل محطات إنتاج الغاز الطبيعي المسال، وذلك بهدف لتقليل الانبعاثات الكربونية التي ربما تكون كثافتها في قطر هي الأدنى في العالم، بحسب الوزير.
رؤية متوازنة
من جانبه، قال رجل الأعمال خالد البوعينين إن قطر أظهرت جديتها وقدرتها على مواصلة عمليات التوسع في إنتاج الغاز الطبيعي المسال مع مد مختلف الأسواق بطاقة نظيفة مع الالتزام التام في الوقت نفسه بحماية البيئة وتعضيد الجهود العالمية في مجال مكافحة الاحتباس الحراري.
يشار إلى أن حقل الشمال -الحقل الأكبر في إمداد العالم بالطاقة النظيفة – يشتمل على 6 خطوط إنتاج عملاقة 4 منها في مشروع توسعة حقل الشمال الشرقي واثنين منها في حقل الشمال الجنوبي.
وسينتج المشروع 6.5 آلاف طن يوميا من غاز الإيثان، و200 ألف برميل يوميا من غاز البترول المسال، و450 ألف برميل يوميا من المكثفات، فضلا عن كميات كبيرة من غاز الهيليوم والكبريت النقي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الغاز الطبیعی المسال توسعة حقل الشمال ملیون طن سنویا قطر للطاقة فی قطر
إقرأ أيضاً:
قطر تهدد بوقف إمدادات الغاز إلى أوروبا بسبب غراماتها على شركة “قطر للطاقة”
الجديد برس|
حذر وزير الطاقة القطري سعد الكعبي من أن بلاده ستتوقف عن توريد الغاز المسال إلى الاتحاد الأوروبي إذا تعرضت شركة “قطر للطاقة” للغرامات على انتهاكها معايير الاستدامة للشركات.
وكتبت صحيفة “فاينانشال تايمز”: “قال وزير الطاقة القطري سعد الكعبي إنه إذا فرضت أي دولة في الاتحاد الأوروبي غرامات لعدم الامتثال على النطاق المحدد في توجيه التحقق من الشركات، فإن الدوحة ستتوقف عن تصدير الغاز الطبيعي المسال إلى الاتحاد”.
وأشارت إلى أن التوجيه المذكرو يلزم دول الاتحاد الأوروبي بفرض غرامات على الشركات لعدم امتثالها لمتطلبات الاستدامة، بحد لا يقل عن 5% من إجمالي الإيرادات العالمية السنوية للشركة.
وأضاف الوزير القطري: “5% من إيرادات “قطر للطاقة” هي 5% من إيرادات دولة قطر. هذه أموال الشعب ولذلك لا يمكنني أن أخسر هذا القدر من المال. ولن يوافق أحد على خسارة هذا القدر من المال… لن أوافق على أن تتم معاقبتي… سأتوقف عن توريد الغاز إلى أوروبا”.