مخيم البريج في غزة… ملحمة صمود بوجه العدوان الإسرائيلي
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
القدس المحتلة-سانا
مخيم البريج الذي يقع وسط قطاع غزة المحاصر يسطر ملحمة صمود أسطورية، فرغم كثافة القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي على المخيم، وتهديد الاحتلال بقصف المنازل، إلا أن أهالي المخيم صامدون فيه على الرغم من انقطاع الكهرباء والمياه ونفاد الوقود، فضلاً عن النيران التي تشتعل في المنازل بفعل القذائف الفوسفورية التي تتساقط عليها.
أكثر من 700 شهيد ودع مخيم البريج من أبنائه وآلاف الجرحى ومئات المنازل المدمرة، لكن هذا لم يمنع أهالي المخيم البالغ عددهم نحو 55 ألفاً من البقاء فيه.
ويقول توفيق العويدات من أهالي مخيم البريج لمراسل سانا: الاحتلال الإسرائيلي مسح مربعات سكنية بأكملها داخل المخيم، تضم عائلات المغاري ونوفل والنباهين والعواودة والسعافين، نتج عنها عشرات الشهداء والجرحى، موضحاً أن المخيم من أقرب المناطق للسياج الذي أقامه الاحتلال لفصل القطاع عن الأراضي المحتلة عام 1948، والقصف المدفعي عليه لا يتوقف ليلاً ولا نهاراً، وقد سقطت عدة قذائف على العيادة الصحية الوحيدة في المخيم، وهي تابعة لوكالة الأونروا ملحقة بها دماراً كبيراً بهدف منع علاج الجرحى والمرضى.
من جانبه يصف سعيد أبو نايف ليل مخيم البريج قائلاً: تحلق طائرات الاحتلال المسيرة بين أزقة المخيم وبيوته المتلاصقة، وتقتل صواريخها من تجده في طريقها، نحاول الاحتماء بالمنازل التي بقيت قائمة بعد القصف الإسرائيلي.. لن نرحل ونترك منازلنا ولن نكرر نكبة عام 1948، على الرغم من كثافة القصف وتعمد الاحتلال إيقاع أكبر قدر من الضحايا.
بسام أبو ظاهر وهو صاحب مزرعة دواجن دمرها الاحتلال اليوم بقذائف المدفعية شرق مخيم البريج بين أن اشتباكات عنيفة تدور بين الحين والآخر بين أبطال المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال التي فشلت في التقدم على أطراف المخيم الشرقية، مشيراً إلى أنه شاهد سقوط مروحية للاحتلال بعد استهداف المقاومة لها بصاروخ.
ولفت أبو ظاهر إلى أن الشريط الممتد من منطقة جحر الديك شمال البريج، حتى منطقة مقبولة جنوب المخيم تتعرض لقصف إسرائيلي مدفعي مكثف، لم يتوقف طيلة أيام العدوان المستمر لليوم العشرين، وتصدت المقاومة مرات عدة لقوات الاحتلال التي حاولت التوغل بالدبابات والقوة الراجلة شرق المخيم.
وعن فظائع الاحتلال داخل مخيم البريج، يقول الفتى سليمان النباهين: فقدت أمي وأبي وأربعاً من شقيقاتي، وبقيت لي شقيقة واحدة على قيد الحياة، بعد أن نجونا من قصف استهدف منزلنا في المخيم، مشيراً إلى أن العشرات من أبناء مخيم البريج لا زالوا تحت أنقاض منازلهم، ولا نعرف شيئاً عن مصيرهم، هل هم بين الأحياء أم ارتقوا شهداء.
محمد أبو شباب
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: مخیم البریج
إقرأ أيضاً:
عدوان واشنطن.. إعلان عجز أمام صمود جبال اليمن الشامخة
في فصلٍ جديدٍ من تاريخ الهيمنة والاستعمار، شنت الولايات المتحدة عدوانًا غادرًا على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية، هذا الهجوم يثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن واشنطن لم تكن يومًا مجرد داعمٍ للكيان الصهيوني، بل شريكٌ أصيل في جرائمه بحق شعوب المنطقة، جاء هذا العدوان السافر في محاولةٍ يائسة لمعاقبة اليمنيين على موقفهم المبدئي في دعم فلسطين، وعلى تصدرهم لجبهة المواجهة ضد المشروع الأمريكي-الإسرائيلي في المنطقة.
لم يكن هذا العدوان الغاشم سوى حلقةً جديدةً في مسلسل العربدة الأمريكية، ومحاولةً فاشلةً لإخضاع شعبٍ لم يعرف الهزيمة يومًا، فالولايات المتحدة، التي عجزت عن كسر إرادة اليمنيين عبر الحصار والتجويع، لجأت إلى صواريخها وطائراتها، متوهمةً أن بإمكانها فرض معادلات جديدة بالقوة. لكنها تناست أن هذا الشعب، الذي واجه تحالفًا عالميًا طيلة سنوات، لا تزيده النيران إلا بأسًا، ولا يولد من تحت الركام إلا أكثر إصرارًا على المواجهة. ما جرى ليس مجرد عدوان، بل إعلان عجزٍ أمريكي أمام صمودٍ يُربك حسابات الطغاة، ويُفشل كل رهاناتهم الواهمة على إخضاع اليمن.
إن ما حدث يكشف بوضوح أن الولايات المتحدة لم تعد تملك سوى سلاح القوة الغاشمة، بعد أن فشلت في تحقيق أهدافها عبر الحصار السياسي والاقتصادي. فحين تعجز واشنطن عن فرض مشاريعها بالضغوط الدبلوماسية، تلجأ إلى القصف المباشر، ظنًا منها أن بإمكانها إخضاع الشعوب الحرة كما تفعل مع الأنظمة التابعة لها. لكن اليمن ليس من تلك الدول التي تُشترى مواقفها أو تُلوى ذراعها، بل هو أرضٌ عصيةٌ على الانكسار، وشعبٌ لا يُهادن في قضاياه المصيرية.
لقد تجاوز العدوان الأمريكي على اليمن البعد العسكري ليصبح إعلان حربٍ على كل مشروع مقاوم في المنطقة، ومحاولةً لترسيخ هيمنة واشنطن بأي ثمن، لكن ما لم تدركه الإدارة الأمريكية هو أن هذه الاعتداءات لن تزيد اليمنيين إلا ثباتًا، ولن تدفعهم إلا نحو مزيدٍ من الصلابة في مواجهة كل مشاريع الاحتلال والاستعمار الجديد. فمن أراد كسر إرادة هذا الشعب، فهو كمن يحاول تحطيم الجبال بأيدٍ واهنة، ومن راهن على إخضاعه، فقد حكم على نفسه بالهزيمة المحتومة.
في اليمن، لا تُكسر الإرادة بالقصف، ولا تُطفأ جذوة الصمود بالنار، من راهن على إخضاع هذا الشعب بالحديد والنار، لم يقرأ تاريخ اليمن، ولم يدرك أن هذه الأرض مقبرةٌ لكل غازٍ ومستعمر، هنا، لا تُكتب المعادلات بالقوة، بل تُرسم بدماء الأحرار، ولا مكان فيها للضعفاء والمتخاذلين. فليحشد المعتدون أساطيلهم، وليزجّوا بترساناتهم، فلن يحصدوا إلا الخيبة، ولن يجدوا إلا الموت الزؤام على يد رجالٍ لا يعرفون إلا النصر أو الشهادة، فاليمن ليس مجرد أرضٍ تُغزى، بل هو قدرٌ أسود يلاحق الطغاة، وقوةٌ لا تُكسر، وإرادةٌ لا تُقهر!
إن الشعب اليمني، الذي يواجه أعتى قوى العدوان، يؤكد يومًا بعد يوم تمسكه بقضيته الفلسطينية، رافضًا كل محاولات التطبيع والتخلي عن حقوق الشعب الفلسطيني. هذا الموقف الثابت يعكس أصالة الشعب اليمني ورفضه لكل أشكال الظلم والاضطهاد، ويثبت أن اليمن سيظل سندًا لفلسطين وقضيتها العادلة مهما كانت التضحيات.