الطاير يسلط الضوء على جهود المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر في مواجهة آثار التغير المناخي
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
مسقط في 26 أكتوبر/ وام / سلط معالي سعيد محمد الطاير، رئيس المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر، الضوء على جهود المنظمة في دفع عجلة الإجراءات والنقاشات الفعالة حول العمل المناخي وذلك خلال كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الرابع والثلاثين لـ"مجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة" الذي عقد في مسقط بسلطنة عمان الشقيقة.
وتطرق معالي الطاير في كلمته إلى مساعي المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر في تسريع وتيرة تنفيذ المساهمات المحددة وطنياً، واستراتيجيات التنمية طويلة الأجل منخفضة الانبعاثات، وخطط التكيف الوطنية تدفع عجلة العمل المناخي وتعزز المرونة في مواجهة آثار تغير المناخ، مشيراً لانضمام 83 دولة حتى الآن إلى التحالف العالمي للاقتصاد الأخضر، وإلى أن هذا العدد في زيادة مستمرة، مما يدل على زيادة وتيرة الالتزام بتحقيق مستقبل مستدام للجميع.
ولفت معاليه إلى أن المنظمة تعمل لإيجاد منصة مشتركة تتعاون فيها الدول والمجتمعات لريادة مسارات الاستدامة، بحيث تعمل كمحفز لتبادل المعرفة والحلول المبتكرة التي تتجاوز الحدود الجغرافية.
وقال الطاير " كلنا أمل في أن تلتقي أفكارنا ورؤانا لتعزيز جهودنا المشتركة للتصدي للتحديات المختلفة التي تُواجه عالمنا العربي في الوقت الراهن بما في ذلك تغير المناخ والأمن الغذائي، وندرة المياه، والتنوع البيولوجي، والتصحر، وغيرها من تحديات".
وأضاف " نلتقي هنا اليوم ونحن على مشارف الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ COP28 الذي تستضيفه دولة الإمارات الشهر المقبل بمدينة إكسبو دبي،بدعم من القيادة الرشيدة من أجل تعزيز الجهود الدؤوبة لتحقيق التوازن بين النمو والاستدامة البيئية لنا ولأجيالنا القادمة".
وقال " علينا أن ننتهز هذه الفرصة المهمة للحوار وتبادل الأفكار حول التحديات المجتمعية المُلِحَّة، مثل الأمن الغذائي وشُح مصادر المياه".
وأضاف معاليه “ نظراً لما تعانيه المنطقة العربية من تقلص في مساحة الأراضي الصالحة للزراعة، فإن هناك اعتماداً مُطَرِدًا على الواردات من المواد الغذائية في ظل النمو السكاني الكبير، ونحن بحاجة إلى وضع خطة طويلة المدى للاعتماد على أنفسنا فيما يتعلق بإنتاج الغذاء وتعزيز الأمن الغذائي للمواطنين والمقيمين على حدٍ سواء”.
وتحدث عن الحاجةُ المُلِحَّةً لزيادة التعاون وتضافر الجهود حتى تحصل جميع البلدان على احتياجاتها الضرورية من المياه.
وقال " أدت التداعيات المقلقة للتغير المناخي إلى وقوفنا عند مفترق طرق، حيث أصبح الحفاظ على مواردنا ضرورة لا يمكن التغاضي عنها، لذلك، فإن هدفنا اليوم هو تبادل الخبرات، ومشاركة أفضل الممارسات، واستكشاف الفرص التي تعزز الحفاظ على مواردنا، لضمان مستقبل أكثر استدامة لنا وللأجيال القادمة".
وأفاد بأن التحديات البيئية التي تواجه العالم اليوم غير مسبوقة، مؤكداً ضرورة تضافر الجهود لوضع مسار عمل يتجاوز كل الحدود ويُذَلِّل المعوقات للوصول إلى هدفنا المشترك بمستقبل آمن ومستدام.
وأضاف " في عام 2015 توحد العالم في مؤتمر باريس للمناخ على التزام مشترك لمكافحة تغير المناخ، ومع ذلك، كلما أمعنا النظر في المستقبل، أدركنا سرعة تفاقم الكارثة، حيث أن السياسات والاستراتيجيات الاقتصادية العالمية الحالية ستزيد درجة حرارة الأرض بمقدار 2.8 درجة مئوية بنهاية القرن الحالي، مما يضع على عاتقنا تكثيف الجهود العالمية لتعزيز المساهمات المحددة وطنياً، التي تعهدت بها الدول الأعضاء في اتفاق باريس لتغير المناخ بتخفيض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والتكيف مع آثار تغير المناخ، وتمثل التزامنا للأجيال القادمة بالعيش المستدام".
وأوضح أن التكيف وتخفيف الآثار الناجمة عن التغير المناخي ركيزتان أساسيتان للمستقبل المستدام.
وقال معاليه “ منذ إنشاء المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر في عام 2016، أخذنا على عاتقنا مسؤولية دعم المساعي العالمية لتحقيق التنمية المستدامة، من منطلق إيماننا الراسخ بأن الاقتصاد الأخضر هو السبيل لتحقيق هذا الهدف”.
وأضاف " أطلقنا العام الماضي التحالف العالمي للاقتصاد الأخضر الذي تقوده حكومة دولة الإمارات والمنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر، ويعمل على حشد جهود الدول المشاركة لتنفيذ أهداف اتفاق باريس وخطة عمل التنمية المستدامة 2030، من أجل تسريع التحول إلى الاقتصاد الأخضر بما يعزز العمل المناخي والتنمية المستدامة، ويمّكن من القضاء على الفقر".
وأعلن معاليه عن انضمام 83 دولة حتى الآن إلى التحالف العالمي للاقتصاد الأخضر، لافتاً إلى أن هذا العدد في زيادة مستمرة، مما يدل على زيادة وتيرة الالتزام بتحقيق مستقبل مستدام للجميع.
ويعمل التحالف العالمي للاقتصاد الأخضر على سد الفجوة بين البلدان المتقدمة والنامية، والقطاعين العام والخاص، والمنظمات الدولية، ومختلف الجهات والأطراف المعنية الفاعلة، وذلك لبناء قدرات الدول النامية للتحول إلى الاقتصاد الأخضر.
وقال معاليه إن التعاون المشترك من أهم العوامل التي تضمن مستقبل مستدام يلبي احتياجات الأجيال القادمة، ويجب علينا تجاوز الحدود والأيديولوجيات وتعزيز التفاهم المتبادل، فمسيرتنا نحو اقتصاد أخضر تستوجب تضافر الجهود العالمية من أجل عالم مستدام. عبد الناصر منعم/ جورج إبراهيم
المصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: تغیر المناخ
إقرأ أيضاً:
اللجنة الدولية للصليب الأحمر: ارهاب الاحتلال وخطابه المضلل عرقل الجهود
جنيف"أ ف ب": إزاء اتهامها بعدم زيارة المعتقلين الفلسطينيين في إسرائيل وعدم تقديم المساعدة الكافية للأسرى في قطاع غزة، قامت اللجنة الدولية للصليب الأحمر هذا الأسبوع بالدفاع عن نفسها، في موقف علنيّ نادر أوضحت فيه حدود دورها.
وشددت المنظمة على حيادها، مؤكدة أن "تصعيد العنف في إسرائيل وغزة والضفة الغربية ترافق مع مزايدات في الخطاب الاسرائيلي الذي يحط من إنسانية الأشخاص والمعلومات المضللة أو الكاذبة حول اللجنة الدولية للصليب الأحمر وعملنا في النزاع الحالي".
وتواجه اللجنة الدولية للصليب الأحمر اتهامات ولا سيما على شبكات التواصل الاجتماعي، بعدم الضغط على إسرائيل من أجل أن تسمح لها مجددا بزيارة معتقلين فلسطينيين، وبعدم تقديم المساعدة للجرحى في قطاع غزة.
وأوضحت المنظمة أن زيارة المعتقلين تبقى "أولوية" وأنها تلفت "انتباه السلطات المختصة إلى هذه المسألة الحرجة" في إطار "حوار ثنائي طي الكتمان".
وفي ما يتعلق بالمصابين، تلقى الصليب الأحمر مرارا طلبات بإخلاء مستشفيات في شمال القطاع، لكنه أشار إلى أن ذلك كان أمرا مستحيلا حتى وقت قريب "بسبب وضع أمني في غاية الصعوبة، فضلا عن قطع طرق وعدم إمكان الوثوق في الاتصالات".
و قال الرئيس السابق للجنة الدولية للصليب الأحمر ليوبولد بواسييه في 1968 إن "النقد الذي تواجهه هذه المؤسسة المهيبة في غالب الأحيان هو الصمت الذي تحيط به بعض نشاطاتها".
و سهلت آليات الصليب الأحمر في الأيام الماضية عمليات نقل المعتقلين الفلسطينيين المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية والرهائن المحتجزين في قطاع غزة منذ هجوم حماس في السابع من اكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل، في إطار عمليات التبادل بين طرفَي النزاع بموجب اتفاق وقف إطلاق النار بينهما.
ولفتت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أن نجاح عمليات التبادل المماثلة يقوم على "السلامة"، وأن "التدخل لدى عناصر أمن مسلحين قد يعرض للخطر سلامة موظفي اللجنة، والأهم من ذلك سلامة الأسرى".
وفي أواخر 2023، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك إيلي كوهين أن "الصيب الأحمر لا حق له في الوجود إن لم يقم بزيارة" الرهائن المحتجزين في غزة.
لكن المنظمة تعول في عملها على حسن نوايا أطراف النزاع. .
وواجهت اللجنة الدولية للصليب الأحمر انتقادات خلال الحرب العالمية الثانية، أخذت عليها عدم تحركها بوجه النازيين، ولا سيما من أجل زيارة معسكرات الاعتقال، ما حملها لاحقا على تقديم اعتذارات. وقالت اللجنة مجددا هذا الأسبوع إن هذا كان "أكبر فشل" في تاريخها،.وبعد حوالى ستين عاما، تواجه المنظمة انتقادات مماثلة، تكثفت خصوصا مع الغزو الروسي لأوكرانيا وحرب غزة.
وتنشر المنظمة التي أسست عام 1863 في جنيف، أكثر من 18 ألف متعاون في أكثر من 90 بلدا، وهي تنفي أن تكون "متواطئة" وتشير إلى ضرورة إقامة "حوار محاط بالتكتم مع كل أطراف النزاع" مضيفة أن "حيادنا وعدم انحيازنا أساسيان حتى نكون قادرين على العمل في أي وضع كان".