لأول مرة.. الذكاء الاصطناعي يلتقط "جانبا مهما من الذكاء البشري"!
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
أثبت فريق من العلماء أن نظام الذكاء الاصطناعي المسمى بالشبكة العصبية يمكن تدريبه لإظهار "التركيب المنهجي"، وهو جزء أساسي من الذكاء البشري.
ويكشف البحث، الذي نُشر في مجلة Nature، عن تحول في نقاش دام عقودا في العلوم المعرفية، يتحدث عن مجال يستكشف أي نوع من أجهزة الكمبيوتر قد يمثل العقل البشري على أفضل وجه.
ومنذ الثمانينيات، جادلت مجموعة فرعية من علماء الإدراك بأن الشبكات العصبية، نوع من الذكاء الاصطناعي (AI)، ليست نماذج قابلة للتطبيق لأن بنيتها تفشل في التقاط سمة أساسية لكيفية تفكير البشر.
ولكن مع التدريب، يمكن للشبكات العصبية الآن أن تكتسب هذه القدرة الشبيهة بالقدرة البشرية.
ويقول بريندن ليك، المعد المشارك في الدراسة، والأستاذ المساعد في علم النفس وعلوم البيانات في جامعة نيويورك: "يشير عملنا هنا إلى أن هذا الجانب المهم من الذكاء البشري يمكن اكتسابه من خلال الممارسة باستخدام نموذج تم رفضه لافتقاره إلى تلك القدرات".
وتحاكي الشبكات العصبية إلى حد ما بنية الدماغ البشري، لأن عُقد معالجة المعلومات الخاصة بها مرتبطة ببعضها البعض، وتتدفق معالجة البيانات الخاصة بها في طبقات هرمية. لكن تاريخيا، لم تتصرف أنظمة الذكاء الاصطناعي مثل العقل البشري لأنها كانت تفتقر إلى القدرة على الجمع بين المفاهيم المعروفة بطرق جديدة، فيما يسمى "التركيب المنهجي".
وعلى سبيل المثال، أوضح ليك أنه إذا تعلمت شبكة عصبية قياسية كلمات "قفزة" و"مرتين" و"في دائرة"، فيجب أن تظهر لها العديد من الأمثلة حول كيفية دمج هذه الكلمات في عبارات ذات معنى، مثل "قفزة مرتين" و"القفز في دائرة". ولكن إذا تمت تغذية النظام بكلمة جديدة، مثل "الدوران"، فسيحتاج مرة أخرى إلى رؤية مجموعة من الأمثلة لمعرفة كيفية استخدامها بشكل مماثل.
وفي الدراسة الجديدة، قام ليك والمعد المشارك في الدراسة، ماركو باروني، من جامعة بومبيو فابرا في برشلونة، باختبار نماذج الذكاء الاصطناعي والمتطوعين البشريين باستخدام لغة مختلقة تحتوي على كلمات مثل "dax" و"wif".
إقرأ المزيدوتتوافق هذه الكلمات إما مع نقاط ملونة، أو مع وظيفة تتلاعب بطريقة ما بترتيب تلك النقاط في تسلسل معين. وهكذا فإن تسلسل الكلمات يحدد الترتيب الذي تظهر به النقاط الملونة.
لذلك، بالنظر إلى عبارة لا معنى لها، كان على الذكاء الاصطناعي والمتطوعين اكتشاف "القواعد النحوية" الأساسية التي تحدد النقاط التي تتوافق مع الكلمات.
وأنتج المشاركون من البشر التسلسل النقطي الصحيح في حوالي 80% من الحالات.
وبعد اختبار سبعة نماذج للذكاء الاصطناعي، توصل ليك وباروني إلى طريقة تسمى التعلم التلوي من أجل التركيب (MLC)، والتي تتيح للشبكة العصبية ممارسة تطبيق مجموعات مختلفة من القواعد على الكلمات التي تم تعلمها حديثا، مع تقديم تعليقات حول ما إذا كانت قد طبقت القواعد بشكل صحيح أم لا.
وتطابقت الشبكة العصبية المدربة بواسطة MLC مع أداء البشر في هذه الاختبارات أو تجاوزتها. وعندما أضاف الباحثون بيانات عن الأخطاء الشائعة لدى البشر، ارتكب نموذج الذكاء الاصطناعي أنواع الأخطاء نفسها التي ارتكبها البشر.
وقال بول سمولينسكي، أستاذ العلوم المعرفية في جامعة جونز هوبكنز، وكبير الباحثين الرئيسيين في شركة مايكروسوفت للأبحاث، والذي لم يشارك في الدراسة الجديدة: "لقد حققوا نجاحا مثيرا للإعجاب في هذه المهمة، في حوسبة معنى الجمل". لكن النموذج كان لا يزال محدودا في قدرته على التعميم.
وأوضح سمولينسكي: "كان بإمكانه العمل على أنواع الجمل التي تم تدريبه عليها، لكنه لم يتمكن من تعميمها على أنواع جديدة من الجمل".
وأضاف أن تعزيز قدرة MLC على إظهار التعميم التركيبي يعد خطوة تالية مهمة.
المصدر: لايف ساينس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: اختراعات بحوث الذکاء الاصطناعی فی الدراسة من الذکاء
إقرأ أيضاً:
قمة الذكاء الاصطناعي في رواندا تحدد مسار القارة التكنولوجي
في خطوة هامة نحو تعزيز مكانة القارة الأفريقية في مجال التكنولوجيا والابتكار، تستضيف العاصمة الرواندية القمة العالمية الأولى للذكاء الاصطناعي التي ستُعقد غدا الخميس وبعد غد، يومي 3 و4 أبريل/نيسان الجاري.
ويعد الحدث بمثابة منصة حوارية ضخمة تجمع قادة الحكومات والخبراء ورؤساء الشركات من مختلف دول العالم، حيث تتم مناقشة كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتحفيز النمو والتنمية في القارة.
قمة لتمكين أفريقيا رقميًاتعتبر هذه القمة، التي تُنظم تحت شعار "الذكاء الاصطناعي من أجل أفريقيا"، خطوة محورية نحو بناء مستقبل تكنولوجي للقارة.
ووفقًا لما ذكرته التقارير، فإن هذه القمة ستركز على وضع إستراتيجية شاملة لتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في أفريقيا، خاصة في مجالات حيوية مثل الرعاية الصحية والتعليم والزراعة.
ويُنظر إلى الذكاء الاصطناعي كأداة محورية لتحسين جودة الخدمات في هذه القطاعات، بالإضافة إلى تعزيز النمو الاقتصادي في القارة وفتح الفرص لإيجاد وظائف جديدة.
وسيتم مناقشة الدور الهام للذكاء الاصطناعي في تحسين أنظمة الرعاية الصحية في أفريقيا، مع التركيز على تطوير أدوات مبتكرة تساعد في تشخيص الأمراض بشكل أسرع وأكثر دقة.
كما سيتم تسليط الضوء على إمكانيات الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم، من خلال توفير حلول تعليمية تناسب احتياجات الطلاب الأفارقة وتواجه التحديات التي يعاني منها قطاع التعليم في بعض البلدان.
إعلان فرصة تاريخية لتحول رقمي شاملتُعد القمة فرصة تاريخية غير مسبوقة لأفريقيا لتقوية مكانتها في عالم التكنولوجيا.
ووفقًا لتقارير، تعد هذه القمة نقطة انطلاق للتعاون بين الدول الأفريقية والشركات العالمية الكبرى في مجال الذكاء الاصطناعي، مما سيتيح للقارة تعزيز بنية تحتية تكنولوجية.
كما يُنتظر أن تُسهم هذه القمة في تطوير حلول مبتكرة تتماشى مع احتياجات أفريقيا، مما يفتح المجال أمام شراكات جديدة تدعم الابتكار والبحث العلمي.
من بين المواضيع البارزة -التي ستتم مناقشتها في القمة- الزراعة واستخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الإنتاجية الزراعية.
ويتوقع -مع التحديات المرتبطة بالتغير المناخي وأمن الغذاء بأفريقيا- أن يسهم الذكاء الاصطناعي في تحسين استدامة الزراعة.
ومن خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي، سيتمكن المزارعون من التنبؤ بالكوارث الطبيعية وتحليل البيانات المتعلقة بالطقس، مما يساهم في اتخاذ قرارات زراعية أكثر دقة وفعالية.
تطوير البنية التحتية التكنولوجيةتعتبر القمة في العاصمة كيغالي أيضًا نقطة انطلاق لمشاريع ضخمة تهدف إلى تحسين البنية التحتية الرقمية في أفريقيا.
وهناك تركيز على أهمية تطوير شبكات الإنترنت فائقة السرعة وتزويد الشركات الصغيرة والمتوسطة بالأدوات الرقمية اللازمة للنمو. كما سيتناول المشاركون كيفية إنشاء بيئة تشريعية داعمة للاستثمار في مجالات التكنولوجيا الحديثة، مما يساهم في تسريع التحول الرقمي في القارة.
نحو مستقبل تكنولوجي مشرق لأفريقياوستكون قمة الذكاء الاصطناعي في كيغالي خطوة فارقة في تاريخ أفريقيا التكنولوجي.
ومع تزايد الاهتمام الدولي بالقارة، واتساع نطاق التعاون بين مختلف الأطراف، فإن أفريقيا تسير بخطوات واثقة نحو عصر رقمي جديد، حيث سيشكل الذكاء الاصطناعي أحد المحركات الرئيسية لتحقيق النمو المستدام وتحسين حياة المواطنين.