أثبت فريق من العلماء أن نظام الذكاء الاصطناعي المسمى بالشبكة العصبية يمكن تدريبه لإظهار "التركيب المنهجي"، وهو جزء أساسي من الذكاء البشري.

ويكشف البحث، الذي نُشر في مجلة Nature، عن تحول في نقاش دام عقودا في العلوم المعرفية، يتحدث عن مجال يستكشف أي نوع من أجهزة الكمبيوتر قد يمثل العقل البشري على أفضل وجه.

ومنذ الثمانينيات، جادلت مجموعة فرعية من علماء الإدراك بأن الشبكات العصبية، نوع من الذكاء الاصطناعي (AI)، ليست نماذج قابلة للتطبيق لأن بنيتها تفشل في التقاط سمة أساسية لكيفية تفكير البشر.

ولكن مع التدريب، يمكن للشبكات العصبية الآن أن تكتسب هذه القدرة الشبيهة بالقدرة البشرية.

ويقول بريندن ليك، المعد المشارك في الدراسة، والأستاذ المساعد في علم النفس وعلوم البيانات في جامعة نيويورك: "يشير عملنا هنا إلى أن هذا الجانب المهم من الذكاء البشري يمكن اكتسابه من خلال الممارسة باستخدام نموذج تم رفضه لافتقاره إلى تلك القدرات".

وتحاكي الشبكات العصبية إلى حد ما بنية الدماغ البشري، لأن عُقد معالجة المعلومات الخاصة بها مرتبطة ببعضها البعض، وتتدفق معالجة البيانات الخاصة بها في طبقات هرمية. لكن تاريخيا، لم تتصرف أنظمة الذكاء الاصطناعي مثل العقل البشري لأنها كانت تفتقر إلى القدرة على الجمع بين المفاهيم المعروفة بطرق جديدة، فيما يسمى "التركيب المنهجي".

وعلى سبيل المثال، أوضح ليك أنه إذا تعلمت شبكة عصبية قياسية كلمات "قفزة" و"مرتين" و"في دائرة"، فيجب أن تظهر لها العديد من الأمثلة حول كيفية دمج هذه الكلمات في عبارات ذات معنى، مثل "قفزة مرتين" و"القفز في دائرة". ولكن إذا تمت تغذية النظام بكلمة جديدة، مثل "الدوران"، فسيحتاج مرة أخرى إلى رؤية مجموعة من الأمثلة لمعرفة كيفية استخدامها بشكل مماثل.

وفي الدراسة الجديدة، قام ليك والمعد المشارك في الدراسة، ماركو باروني، من جامعة بومبيو فابرا في برشلونة، باختبار نماذج الذكاء الاصطناعي والمتطوعين البشريين باستخدام لغة مختلقة تحتوي على كلمات مثل "dax" و"wif".

إقرأ المزيد هل يتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في تصميم المدن؟

وتتوافق هذه الكلمات إما مع نقاط ملونة، أو مع وظيفة تتلاعب بطريقة ما بترتيب تلك النقاط في تسلسل معين. وهكذا فإن تسلسل الكلمات يحدد الترتيب الذي تظهر به النقاط الملونة.

لذلك، بالنظر إلى عبارة لا معنى لها، كان على الذكاء الاصطناعي والمتطوعين اكتشاف "القواعد النحوية" الأساسية التي تحدد النقاط التي تتوافق مع الكلمات.

وأنتج المشاركون من البشر التسلسل النقطي الصحيح في حوالي 80% من الحالات.

وبعد اختبار سبعة نماذج للذكاء الاصطناعي، توصل ليك وباروني إلى طريقة تسمى التعلم التلوي من أجل التركيب (MLC)، والتي تتيح للشبكة العصبية ممارسة تطبيق مجموعات مختلفة من القواعد على الكلمات التي تم تعلمها حديثا، مع تقديم تعليقات حول ما إذا كانت قد طبقت القواعد بشكل صحيح أم لا.

وتطابقت الشبكة العصبية المدربة بواسطة MLC مع أداء البشر في هذه الاختبارات أو تجاوزتها. وعندما أضاف الباحثون بيانات عن الأخطاء الشائعة لدى البشر، ارتكب نموذج الذكاء الاصطناعي أنواع الأخطاء نفسها التي ارتكبها البشر.

وقال بول سمولينسكي، أستاذ العلوم المعرفية في جامعة جونز هوبكنز، وكبير الباحثين الرئيسيين في شركة مايكروسوفت للأبحاث، والذي لم يشارك في الدراسة الجديدة: "لقد حققوا نجاحا مثيرا للإعجاب في هذه المهمة، في حوسبة معنى الجمل". لكن النموذج كان لا يزال محدودا في قدرته على التعميم.

وأوضح سمولينسكي: "كان بإمكانه العمل على أنواع الجمل التي تم تدريبه عليها، لكنه لم يتمكن من تعميمها على أنواع جديدة من الجمل".

وأضاف أن تعزيز قدرة MLC على إظهار التعميم التركيبي يعد خطوة تالية مهمة.

المصدر: لايف ساينس

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: اختراعات بحوث الذکاء الاصطناعی فی الدراسة من الذکاء

إقرأ أيضاً:

سحر Gemini.. الذكاء الاصطناعي لجوجل يزيل العلامات المائية من الصور

بدأت جوجل في توسيع نطاق تجربة ميزاتها الجديدة في نموذج الذكاء الاصطناعي "جيميني 2.0 فلاش"، حيث أصبح متاحًا الآن للمطورين في مختلف أنحاء العالم، لكن سرعان ما أثارت هذه الميزات قلقًا كبيرًا، خاصة بعدما اكتشف المستخدمون قدرتها على إزالة العلامات المائية من الصور بدقة.

يتمتع النموذج الجديد بقدرة فائقة على إنشاء الصور من خلال الأوامر النصية، بالإضافة إلى تعديل الصور بشكل تفاعلي. 

جيميني 2.0 فلاش

ووفقًا لتقرير من موقع "TechCrunch"، فقد تم اكتشاف أن "جيميني 2.0 فلاش" قادر على إزالة العلامات المائية المعقدة مثل ختم "Getty Images"، مع ملء الفراغات في الصورة بعد إزالة العلامة.

الجدير بالذكر أن أدوات مشابهة مثل "Watermark Remover.io" تُستخدم بالفعل لإزالة العلامات المائية من صور بعض الشركات مثل "Shutterstock"، كما أن فريقًا بحثيًا في جوجل كان قد طوّر خوارزمية لإزالة العلامات المائية منذ عام 2017 لتسليط الضوء على الحاجة لحماية أقوى. 

جوجل تستغني عن خاصية مهمة وتسبتدلها بـ «جيميني» .. تفاصيلميزة الاداة

وعلى العكس من ذلك، فإن بعض أدوات الذكاء الاصطناعي الأخرى، مثل "GPT-4o" من OpenAI، ترفض تنفيذ مثل هذه الطلبات.

المثير للجدل أن "جيميني 2.0 فلاش" بعد إزالة العلامة المائية يضيف شعار مخصص يسمى "SynthID"، يشير إلى أن الصورة قد تم تعديلها باستخدام الذكاء الاصطناعي.

 لكن من الممكن إزالة هذا الختم أيضًا باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، كما رأينا سابقًا مع أداة مسح الأجسام الخاصة بسامسونج.

تتوفر بمنصة AI Studio 

إضافة إلى ذلك، أشار المستخدمون إلى أن النموذج الجديد قادر على إدراج صور لأشخاص معروفين مثل "إيلون ماسك" في الصور المعدلة، وهي ميزة غير متاحة في النموذج الكامل من "جيميني".

حاليًا، لا تتوفر هذه الميزات إلا للمطورين عبر منصة "AI Studio"، ما يعني أن هذه الأدوات ليست متاحة للجميع بعد، لكن غياب الضوابط والقيود يثير مخاوف جدية بشأن إساءة استخدامها. 

وحتى الآن، لم تصدر جوجل أي تعليق رسمي حول وجود إجراءات حماية لمنع استخدام هذه الأدوات في إزالة العلامات المائية.

مقالات مشابهة

  • سحر Gemini.. الذكاء الاصطناعي لجوجل يزيل العلامات المائية من الصور
  • الصدر يعلق على استخدام الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يفك لغزاً علمياً استعصى على العلماء لعقد كامل
  • استشاري: الذكاء الاصطناعي يفرض تحديات على بعض الوظائف التقليدية
  • بين الابتكار والسيطرة.. هيمنة الذكاء الاصطناعي الصيني
  • أيام أقل لتدريب الموظفين الجدد بفضل الذكاء الاصطناعي
  • إيران.. إطلاق منصة وطنية لـ«الذكاء الاصطناعي»
  • النمو السريع في سوق الذكاء الاصطناعي يعقّد مهمة المستثمرين
  • الذكاء الاصطناعي في يد الهاكرز.. ديب سيك R1 يمكنه تطوير برامج الفدية الخبيثة
  • الذكاء الاصطناعي والدخول إلى خصوصيات البشر