Spotify مستعدة لإصلاح نموذج الملكية الخاص بها
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
سيحصل نموذج ملكية Spotify على تجديد هائل في العام المقبل لمنح "الفنانين العاملين" حصة أكبر، وفقًا لموقع Music Business Worldwide.
بدءًا من الربع الأول من عام 2024، يقال إن Spotify ستنفذ ثلاثة تغييرات تهدف إلى "مكافحة ثلاثة استنزاف لمجموع حقوق الملكية". الأول هو تحديد الحد الأدنى لعدد التدفقات السنوية التي يجب أن يصل إليها المسار قبل أن يبدأ في توليد الإتاوات، والذي من المفترض أن يؤدي إلى إلغاء الدخل من المسارات التي تكسب أقل من 5 سنتات شهريًا.
على ما يبدو، في حين أن هذه المقاطع تشكل نسبة ضئيلة من الموسيقى على المنصة - 99.5 بالمائة من جميع المحتوى الذي يتم تحقيق الدخل منه سيظل يكسب المال بعد هذا التغيير - إلا أن حقوق الملكية الخاصة بها لا تزال تكلف Spotify عشرات الملايين من الدولارات سنويًا. استنادًا إلى حسابات Music Business Worldwide، يجب أن ينتج المسار 200 تشغيل سنويًا حتى يتمكن من كسب 5 سنتات. كما لاحظت The Verge، فإن الشركة تتعرض بالفعل لانتقادات بسبب هذا التغيير بالتحديد، نظرًا لوجود الكثير من المسارات المستقلة التي لا تصل إلى هذا الحد. قد يرى الفنانون الصغار أن أرباحهم الضئيلة بالفعل تتضاءل حتى يتمكن الفنانون المشهورون من الحصول على أجور أكبر.
وفي الوقت نفسه، سيعمل التغيير الثاني القادم على المنصة على الاستفادة من تقنية الكشف عن مكافحة الاحتيال. إذا اكتشفت نشاطًا غير قانوني، مثل استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لبث المقاطع الصوتية بشكل متكرر وزيادة عدد مرات التشغيل بشكل مصطنع، فسوف تفرض الشركة على موزعيها عقوبات مالية. تأمل Spotify أنه من خلال فرض عقوبة على كل مسار، يمكن أن يمنع الناس من ارتكاب الاحتيال في البث على المدى الطويل. وبطبيعة الحال، تعتمد مدى فعالية هذه الخطوة على دقة تقنية الكشف عن الاحتيال الخاصة بالشركة.
سيؤثر التغيير الثالث والأخير في نموذج ملكية الخدمة على منشئي "محتوى الضوضاء غير الموسيقية"، مثل الضوضاء البيضاء والإيقاعات بكلتا الأذنين. في الوقت الحالي، هناك الكثير من المقاطع الصوتية على Spotify التي يبلغ طولها 31 ثانية فقط، ويتم تحميلها بهذه الطريقة لأن المنصة تدفع مقابل كل تشغيل أطول من نصف دقيقة. مع التغيير الذي من المفترض أن يأتي، ستتطلب Spotify من مسارات الضوضاء هذه تلبية الحد الأدنى من الوقت قبل أن تتمكن من توليد الإتاوات.
في حين أن هذه الخطوة يمكن أن تؤدي إلى خفض أرباح منشئي الضوضاء بشكل كبير، فقد أرادت Spotify في الأصل اتخاذ إجراءات أكثر صرامة. وفقًا لتقرير سابق لبلومبرج، فكرت الشركة في إزالة محتوى الضوضاء البيضاء من منصتها تمامًا وحظر التحميلات المستقبلية في هذه الفئة، لأن القيام بذلك من شأنه أن يرفع إجمالي أرباحها السنوية بما يصل إلى 38 مليون دولار. لم تؤكد Spotify أو تنفي هذه التغييرات - "ليس لدينا أي أخبار لنشاركها في هذا الوقت"، كما قال متحدث باسم Music Business Worldwide - لذا سيتعين علينا انتظار إعلانها الرسمي لمعرفة ما إذا كانت حقيقية ومتى ستحدث. سيتم تنفيذها إذا كان هذا هو الحال.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
ازدواجية المعايير .. العراق نموذجًا
بقلم : جعفر العلوجي ..
تشكل المواقف السياسية والدبلوماسية معيارًا لمدى احترام الدول لعلاقاتها مع الشعوب الأخرى وتعكس طريقة تعاطيها مع الأحداث ومدى التزامها بالمبادئ الأخلاقية والعدالة في التعامل مع القضايا المختلفة ومن أبرز الأمثلة على ذلك ما حدث مؤخرًا من تجاوزات في الهتافات الجماهيرية خلال المباريات الرياضية ، حيث أظهرت الحكومة الأردنية ازدواجية واضحة في مواقفها تجاه الإساءات التي صدرت من بعض جماهيرها .
في إحدى المباريات التي جمعت منتخب الكويت بالمنتخب الأردني، أطلقت بعض الجماهير الأردنية هتافات تمجّد المقبور صدام حسين، الأمر الذي أثار استياء واسعًا في الكويت، حيث اعتُبر ذلك إساءة لمشاعر الشعب الكويتي وتذكيرًا بجراح الماضي المتعلقة بالغزو العراقي للكويت عام 1990. وسرعان ما سارعت الحكومة الأردنية إلى تقديم اعتذار رسمي إلى الكويت، مؤكدة رفضها لأي إساءة تمس العلاقات بين البلدين .
وعلى النقيض من ذلك، عندما تكرر المشهد نفسه بل وصل الى الشتائم القذرة، لكن هذه المرة ضد شعب العراق، لم يصدر عن الحكومة الأردنية أي اعتذار، ولم تبادر الجهات المعنية إلى اتخاذ أي موقف رسمي مشابه لما فعلته مع الكويت. هذا التجاهل يطرح تساؤلات حول مدى احترام الحكومة الأردنية للعلاقات مع العراق، ولماذا تتعامل بازدواجية عندما يتعلق الأمر بالإساءة إلى العراقيين مقارنة بالكويتيين؟
ما حدث لا يعد حالة استثنائية، بل هو امتداد لنهج مزدوج في التعاطي مع العراق. على مر السنوات، تكررت مثل هذه المواقف التي أظهرت تهاون بعض الدول في التعامل مع الإساءة للعراق، مقارنة بمواقفها الصارمة تجاه أي تجاوز يطال دولًا أخرى.
على سبيل المثال، في عام 2018، شهدت مباراة بين المنتخبين الجزائري والفلسطيني هتافات تمجّد المقبور صدام حسين، مما أثار جدلًا واسعًا لكن اللافت أن الموقف الرسمي العراقي حينها لم يلقَ أي استجابة دبلوماسية تُجبر الجهات المعنية على الاعتذار .
إن الصمت الرسمي الأردني تجاه الإساءة للعراق يحمل دلالات عديدة منها
ضعف الموقف الدبلوماسي العراقي حيث إن غياب رد فعل رسمي حازم يجعل بعض الأطراف تتهاون في احترام العراق وشعبه .
وكذلك تقليل أهمية الإساءة للعراق مقارنة بدول أخرى وهو ما يعكس نظرة بعض الدول للعراق كدولة يمكن التجاوز بحقها دون تبعات جدية.
ولمواجهة مثل هذه الازدواجية في التعامل، لا بد من مطالبة الحكومة العراقية باتخاذ موقف واضح وإرسال رسالة احتجاج رسمية إلى الجانب الأردني ، وان يكون هناك
تحرك للاعلام العراقي لتسليط الضوء على هذه الإساءات وعدم السماح بمرورها مرور الكرام .
إن احترام العلاقات بين الشعوب والدول يتطلب مواقف عادلة ومتساوية تجاه أي تجاوزات، بغض النظر عن الدولة المستهدفة وما حدث من ازدواجية في اعتذار الحكومة الأردنية للكويت وتجاهلها للعراق يكشف عن خلل في التعامل مع مثل هذه الأحداث لذلك، يجب على الجهات الرسمية والشعبية العراقية أن تتعامل مع الأمر بجدية، حتى لا يصبح العراق مستباحًا للإساءات دون أي رد رسمي رادع.
جعفر العلوجي