سلط المحلل الإسرائيلي، تساحي ليفي، الضوء على ما وصفها بـ "المعركة الدبلوماسية بين مصر وإسرائيل"، معتبرا إياها حاسمة في تحديد مستقبل قطاع غزة.

وذكر ليفي، في تقدير نشره موقع "إسرائيل ناشيونال نيوز" وترجمه "الخليج الجديد"، أن لعبة شد الحبل الدبلوماسية بين إسرائيل ومصر حول فتح معبر رفح لديها القدرة على تقرير مستقبل قطاع غزة والحرب برمتها، مشيرا إلى أن إسرائيل طالبت بفتح المعبر في اتجاه واحد، وعرضت على مصر، إلى جانب الولايات المتحدة والإمارات، سلسلة من المزايا الاقتصادية مقابل فتح المعبر.

ومن جانبهم، يرفض المصريون فتح المعبر حتى أمام سكان غزة من مواطني الدول الأجنبية، ويطالبون بدلاً من ذلك بإرسال مساعدات "مدنية" إلى القطاع لمنع حدوث أزمة إنسانية وموجة لاجئين تخشاها مصر.

ولذا لم يكن عبثاً أن هذه القضية كانت في قلب اجتماعات الرئيس المصري، عبدالفتاح  السيسي، مع القادة الدوليين، وطُرحت في لقاء نتنياهو وبايدن، وحظيت باهتمام خاص من ملك الأردن، عبدالله الثاني.

ويضيف ليفي: "إن ما يتكشف أمامنا الآن هو "معركة دجاج" دبلوماسية، قد تحدد نتائجها الحرب برمتها وتشكل الشرق الأوسط لسنوات قادمة".

ويشير ليفي إلى أن الكثيرين في إسرائيل، من جميع الأطياف السياسية، يدركون أنه حتى لو تم القضاء على عشرات الآلاف من عناصر المقاومة الفلسطينية في القطاع، فإن إيران لن تذهب إلى أي مكان، وفي غياب وجود إسرائيلي أو دائم ذي معنى، سيتم إنشاء حركة حماس جديدة أو أي نظام متطرف آخر في القطاع، ما سيؤدي إلى المواجهة الحتمية التالية.

 وفي ظل هذه الظروف، سيكون من المستحيل إعادة تأهيل البلدات المحيطة بغزة، وفي ضوء هذا الواقع، فإن إعادة توطين السكان المدنيين في قطاع غزة بمصر وفي أماكن أخرى من العالم الإسلامي، يجب أن تصبح هدفاً سياسياً صريحاً لإسرائيل، بحسب ليفي، واصفا مقترحه بأنه "الحل الأكثر إنسانية للوضع، سواء بالنسبة لإسرائيل أو بالنسبة لسكان غزة".

وزعم ليفي أن الكثير من سكان قطاع غزة يريدون الهجرة من السجن الذي سجنتهم فيه حماس، مؤكدا أنه "لا يوجد شيء يثبط العرب أكثر من خسارة الأرض"، ولذا فبالإضافة إلى الهدف العسكري المتمثل في إنهاء حكم حماس بأقل قدر من الخسائر في أرواح المدنيين، فإن بسط السيادة الإسرائيلية على كل أو بعض قطاع غزة سيكون بمثابة رادع قوي ضد أعداء إسرائيل الآخرين.

اقرأ أيضاً

شبكة إسرائيلية: الإمارات تضغط على مصر لقبول لاجئي غزة

لكن مصر ترى الوضع بشكل مختلف، وفق ليفي، فبالنسبة للمصريين، ستكون خسارة القطاع مشكلة استراتيجية، إذ تعتبر غزة موقعا متقدما يزعج إسرائيل، ويمنعها من تعزيز قوتها.

ومن يتابع تعزيزات الجيش المصري من مصادر مرئية، يرى منظومة الجسور الضخمة التي يبنيها فوق وتحت قناة السويس، والمشتريات العسكرية بعشرات المليارات من الدولارات في جميع مصفوفات الجيش: البحرية، البرية، الجوية، بحسب ليفي، مشيرا إلى أن مصر تدرك أن إسرائيل خصمها العسكري الرئيسي، على الرغم من اتفاق السلام، ولذا فمعظم التدريبات العسكرية المصرية موجهة ضد إسرائيل.

ويضيف ليفي: "لهذا السبب يمكننا أن نرى تقارير، في وسائل الإعلام المفتوحة، عن سلسلة طويلة من الانتهاكات المصرية لاتفاقية السلام، التي تحد من انتشار القوات المصرية في سيناء، بحجة الحرب ضد تنظيم الدولة".

وزعم ليفي أن مصر سمحت، لسنوات عديدة، بتعزيز المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، خاصة في عهدي مبارك ومرسي، وفي عهد السيسي، زادت مصر من سيطرتها على ما يدخل القطاع، بينما قامت ببناء حاجز ضخم على الجانب المصري من الحدود، ما يؤشر إلى أن ما دخل قطاع غزة خلال السنوات الماضية، دخل على ما يبدو بـ "غض البصر" المصري.

اقرأ أيضاً

مقابل امتيازات اقتصادية.. دراسة إسرائيلية تقدم خطة لتوطين فلسطينيي غزة في مصر

ويرى المحلل الإسرائيلي إلى أن تل أبيب بحاجة إلى التفكير بشكل استراتيجي حول كيفية تشجيع سكان غزة على شق طريقهم إلى مصر، موضحا: "يجب على إسرائيل استغلال الأزمة الاقتصادية الحادة في مصر لصالح تنظيم المساعدات الدولية للبلاد مقابل استيعاب كل أو بعض سكان غزة".

وأشار إلى أن مصر أصبحت على حافة الإفلاس، وهو ما قد يعرض استقرار النظام للخطر في المدى القريب.

وتحدث ليفي صراحة عن مرحلتين ضروريتين للاحتلال، الأولى هي "زيادة الضغط الإنساني على غزة" حتى ينزح مئات الآلاف من الجياع والعطشى من سكان القطاع من معبر رفح.

أما المرحلة الثانية، فتتمثل في مواجهة مصر لتدفق اللاجئين إلى أراضيها، وهو ما يوصي ليفي بأن تدعمه إسرائيل والولايات المتحدة بتنظيم المجتمع الدولي، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، وصندوق النقد الدولي، عبر تدفق المساعدات الاقتصادية إلى مصر، وتمكين استيعاب بعض الغزيين في مصر.

وينوه ليفي إلى أن النسبة المئوية لسكان غزة الذين ستستقبلهم مصر، وفق مقترحه، أقل من معدل المواليد السنوي في البلاد، والذي يزيد عن مليوني طفل سنويًا. وفيما يتعلق بإسكانهم، فيوجد في مصر مخزون من الشقق الشاغرة للإشغال الفوري بما لا يقل عن 2 مليون شقة.

ولذا يرى ليفي أن النجاح في الصراع الدبلوماسي مع مصر بشأن فتح معبر رفح سيختصر الحرب وبالتالي يقلل من خطر فتح المزيد من الجبهات.

ويخلص المحلل الإسرائيلي إلى أن إفراغ غزة من سكانها العرب مع تطبيق السيادة الإسرائيلية عليها يعني نصراً ساحقاً يعيد الردع في كافة القطاعات، ويعزز اتفاقات إبراهيم، ويحقق السلام مع السعودية، داعيا إسرائيل إلى أن "تغتنم الفرصة لاستعراض قوتها، وأن تعمل على تغيير الشرق الأوسط لأجيال عديدة".

اقرأ أيضاً

مصدر سيادي مصري: تصعيد إسرائيل سيواجه بمثله ولن نسمح بإجلاء الأجانب من غزة

المصدر | تساحي ليفي/إسرائيل ناشيونال نيوز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل مصر غزة حماس معبر رفح بايدن نتنياهو قطاع غزة سکان غزة إلى أن فی مصر

إقرأ أيضاً:

معهد دراسات إسرائيلي: الإستراتيجية الروسية تشكل تهديدا لتل أبيب

اتهم معهد دراسات الأمن القومي في إسرائيل موسكو بتسريع بناء شبكة شراكات مع أطراف مزعزعة للاستقرار حول العالم، انطلاقا من صراعها مع الغرب خلال السنوات الأخيرة.

وأشار المعهد إلى أن العديد من هذه الأطراف، سواء كانت دولا أو منظمات تعتبرها إسرائيل إرهابية، تنشط في الشرق الأوسط وتشارك في صراعات ضدها، مما يجعل الإستراتيجية الروسية بالنسبة لتل أبيب تشكل تهديدا غير مباشر.

وذكر المعهد أنه في عام 2024 بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مناقشة إمكانية إرسال الأسلحة إلى مناطق متورطة في صراعات مع الدول التي تقدم الدعم العسكري لأوكرانيا، بعد تخفيف القيود من قبل موردي الأسلحة الرئيسيين، خصوصا الولايات المتحدة، مما ساعد الأوكرانيين في تحسين مواقعهم في الحرب.

علاقات مع الأعداء

وتناول التقرير علاقات روسيا مع حركة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، معتبرا أنها أبرز مثال على سياسة موسكو في تعزيز نفوذها ضد الغرب، خاصة مع ظهور تقارير تفيد بأن روسيا كانت تدرس نقل أسلحة متقدمة، بما في ذلك صواريخ كروز، إلى الحركة.

وأشار المعهد الإسرائيلي إلى أن جهود الدعم الروسي شملت إرسال ضباط استخبارات عسكريين إلى قواعد الحوثيين لإجراء مشاورات وتزويدهم بصور عبر الأقمار الاصطناعية لتحسين توجيه الهجمات، بالإضافة إلى محادثات مع تاجر أسلحة روسي لتعزيز صفقات الأسلحة.

إعلان

وعن العلاقة مع حركة حماس، زعم التقرير أن روسيا استغلت الحرب في غزة ولبنان لتعزيز نفوذها على حساب الغرب، سواء في الساحة الأوكرانية أو الشرق الأوسط، حيث استضافت موسكوعدة زيارات من قادة حماس ووفرت لها دعما سياسيا في الأمم المتحدة، مما جعل الحركة الفلسطينية طرفا سياسيا معترفا به. كما تشير تقارير -بحسب المعهد- إلى تزويد حماس بأسلحة روسية، دون أن تنفي أو تؤكد موسكو ذلك.

المعهد الإسرائيلي استند إلى أن بوتين ناقش في 2024 إرسال أسلحة لمناطق تحارب داعمي أوكرانيا (غيتي)

 

وفي سوريا، يقول التقرير إن موسكو توصلت إلى تفاهمات مؤقتة مع النظام الجديد في دمشق حول عدم طرد قواتها، وهي بصدد إجراء مفاوضات معقدة للحفاظ على قواعدها العسكرية في الساحل السوري وتحديد شروط التعاون.

كما يشير التقرير إلى تصاعد العلاقات العسكرية بين روسيا وإيران، بعد استعداد طهران لتزويد موسكو بالأسلحة اللازمة للحرب في أوكرانيا، مثل الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية، التي كانت روسيا بحاجة إليها بعد استنزاف قدراتها الذاتية.

تقرير المعهد الإسرائيلي أشار إلى التعاون العكسري بين موسكو وطهران في مجال الطائرات المسيرة (رويترز)

 

وعلى الجانب الروسي، يتجسد التعاون في صفقات أسلحة كبيرة مع طهران، بالإضافة إلى نشر أنظمة التشويش الإلكتروني الروسية في إيران بسبب تزايد الوجود الأميركي في المنطقة.

وتحدث المعهد أيضا عن تذبذب روسيا في موقفها تجاه إسرائيل، بين دعمها لإيران وتبرير الهجوم الصاروخي على إسرائيل في أبريل/ نيسان 2024 كدفاع عن النفس.

كما وقعت موسكو وطهران اتفاق شراكة إستراتيجية لتعزيز التعاون السياسي والعسكري.

ويرى المعهد أن روسيا تتصرف "بشكل انتهازي" في المنطقة، غير مهتمة بمصالح إسرائيل، لكنها حساسة تجاه الأضرار المحتملة من تل أبيب ومستعدة لتعديل سياساتها لتقليل المخاطر.

ويوصي التقرير إسرائيل بإظهار قوتها واستعدادها للتحرك ضد مصالح روسيا حيثما تدعم موسكو أعداءها.

إعلان

مقالات مشابهة

  • إسرائيل قد تستأنف إدخال المساعدات إلى غزة مع ضمان عدم وصولها إلى “حماس”
  • ممثلة مصر أمام العدل الدولية: إسرائيل تخير سكان غزة بين القصف أو التهجير
  • يديعوت أحرونوت عن مصدر إسرائيلي: تل أبيب ترفض مقترح وقف إطلاق النار في غزة والذي يشمل إعادة كل المحتجزين
  • إيران تحذر من رد مدمر على أي مغامرة إسرائيلية وتتهم تل أبيب بتقويض الدبلوماسية
  • عاجل - قصف إسرائيلي يستهدف بلدة عبسان الكبيرة ويوقع 4 مصابين في قطاع غزة
  • وهران..انهيار سكنات قصديرية .. السلطات تقرر ترحيل سكان حي الصنوبر بأرض الشباط
  • غرفة تجارة غزة: إغلاق “إسرائيل” للمعابر رفع أسعار السلع الغذائية 500%
  • عاجل - قصف إسرائيلي يستهدف نازحين في خان يونس ويسفر عن استشهاد 7 مدنيين
  • غزة بين فكي التصعيد والمراوغة.. إسرائيل توسع عدوانها والتهدئة معلقة
  • معهد دراسات إسرائيلي: الإستراتيجية الروسية تشكل تهديدا لتل أبيب