قدم الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، التهنئة لمصر شعبا وجيشا وحكومة بمناسبة ذكرى الانتصارات التي رفعت هاماتنا فوق السحاب، وزادت مصر عزة إلى عزتها وتاريخا إلى تاريخها، كما قدم التحية  إلى شعب فلسطين الصامد على صبرهم في مواجهة المحتل الغاصب المخادع، الذي يثبت حينا بعد حين بإرهابه أنه عدو للسلام، وأن ما يمر به أهلنا في فلسطين ليذكرنا بواجب الأخوة وينادي فينا بالوحدة، وضرورة الوقوف بجانبهم، «إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون».

وأضاف وكيل الأزهر خلال كلمته بالندوة التثقيفية الـ(٥١) التي تنظمها قوات الدفاع الشعبي والعسكري بالتعاون مع الأزهر الشريف تحت عنوان «حصاد النصر»، أن هذه الندوة جاءت في وقت يحتاج فيه أبناء الوطن إلى تبجيل تاريخهم وتقدير انتصاراتهم، ولقد أحسنوا حين اختاروا هذا العنوان: «حصاد النصر» الذي يشير إلى عدة أمور: يشير إلى حدث تغيرت به الأعراف العسكرية والتقاليد الحربية، ويشير إلى واقع يجب أن ندرك ما فيه من حراك في كثير من المجالات، ويشير إلى واجب على الأمة المصرية لا ينقطع.

وأردف الضويني أن الدنيا على عمق تاريخها وعلى اتساع جغرافيتها تشهد كل يوم من عمرها أحداثا مختلفة، وكثير من أحداث التاريخ يطويها النسيان، ولكن بعض أحداث الحياة تظل في ذاكرة الأمم منارات هادية وعلامات مضيئة، ولقد كان انتصار السادس من أكتوبر من هذه الأيام التي يذكرها التاريخ، فقد كان علامة فارقة في تاريخ بلادنا وأمتنا، حين حققت مصر والعالم العربي انتصارا ساحقا على العدو الصهيوني الذي ما دام تغنى بأنه لا يقهر، وما زال هذا النصر يدرس في الكليات والمعاهد العسكرية.

وتابع وكيل الأزهر أن هذا النصر جاء على أيدي أبطال مصر فتوج سعينا وصبرنا وتخطيطنا، وأكد فينا بطولة الشخصية المصرية المؤمنة، وقوة الجندية المصرية الباسلة، وأثر الوحدة الحقيقية، وكانت معرك النصر قرارا رشيدا مدروسا، ولم يكن مغامرة غير محسوبة العواقب والنتائج، وكان تأييد الله رب العالمين حليفنا في هذه المعركة التي كانت وثيقة الصلة بقيم الكرامة والعزة وقداسة التراب الوطني، والتي أكدت أن الشعب المصري قادر على أن يشحذ إرادته ويقهر إرادة عدوه.

الضويني أن من حصاد النصر أن نفهم أن المحافظة على الأوطان واجب مقدس، وأن الانتماء لأوطاننا مستقر في وجداننا وفطرتنا

وبيّن الدكتور الضويني أن من حصاد النصر أن نفهم أن المحافظة على الأوطان واجب مقدس، وأن الانتماء لأوطاننا مستقر في وجداننا وفطرتنا، وأن وطننا أغلى عندنا من كل شيء في الدنيا، وأن وحدة الأمة أقصر طريق للنصر والعز، وأن غاية ما يتمناه عدونا منا أن نتفرق ونختلف، ولقد كان نصر أكتوبر بداية لتاريخ جديد من العزيمة التي لا تلين، والانتماء الذي لا يضعف، والسعي الذي لا يفتر.

وأكد وكيل الأزهر أننا في أمس الحاجة إلى تجديد حياتنا في شتى مناحيها، على هدي من العزة والإصرار والإخلاص للوطن، وما أجمل أن ننتصر على واقعنا بتحويل الكسل إلى عمل، والجهل إلى علم، والسلبية إلى إيجابية، وإذا كانت القوات المسلحة الباسلة قد أحرزت النصر والعز والفخر، في السادس من أكتوبر، فقهرت هذا العدو الصهيوني المتغطرس، وطردته من أرضنا الطاهرة، وهزمت أساطيره، وكشفت أكاذيبه، ولقنته درسا خلده التاريخ؛ فإنها ما تزال قادرة على حماية الوطن من أي اعتداء، ومع الجيش شعب سلاحه حبه لوطنه، واستعداده للتضحية في سبيله بأرواحهم.

وأضاف وكيل الأزهر أنه في هذا السياق علينا أن نتذكر الأبطال الذين صنعوا النصر، والذين ضحوا بأرواحهم وأنفسهم، وقدموا أغلى ما يمتلكون دفاعا عن وطنهم وعن أهليهم، وأسأل المولى سبحانه أن يتقبلهم، وأن يسكنهم الفردوس الأعلى، وأن نشكر الجنود الساهرين المرابطين على حدود بلادنا يحفظونها بأمر الله من كل سوء، أسأل الله  أن يحفظهم، موجها التحية والتقدير إلى الشعب المصري الذي كان وما زال هو الداعم الأصيل الذي اعتاد أن يلبي النداء عند الشدائد بكل حب وولاء، والواثق دائما في قواته المسلحة، والذي تصدى وما زال يواجه كل المؤامرات ومخططات قوى الشر وأعداء الحياة والبناء بكل حسم وفخر وإصرار وعزيمة، رافعا راية الوطن فوق كل اعتبار.

واختتم وكيل الأزهر كلمته بأن ما تتعرض له أوطاننا من اعتداء يخالف وحي السماء ومواثيق الأرض، يكشف كذب هذا الكيان الصهيوني الغاشم، ويؤكد أنه لا يسعى للسلام ولا يريده، فقتل الأطفال ليس من السلام، واستهداف المدنيين ليس من السلام، وقصف المستشفيات ليس من السلام، وإن هذه الندوة التثقيفية تجيء في وقت بالغ الحساسية، وفي ضوء توجيهات السيد رئيس الجمهورية بشأن توعية المجتمع المدني؛ لتنمية روح الولاء والانتماء،  مبينا أن هذه الندوة تأتي لتؤكد حاجة الأوطان إلى وعي أبنائها، الذين يصونون هويتها، ويحفظون شخصيتها، سائلا الله أن يحفظ بلاد العروبة والإسلام، وأن يخلصها ممن يريدها بسوء بقدرته وقهره.

جانب من الحضور في الندوة التثقيفيةجانب من الحضور 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: وكيل الأزهر يفتتح الشعبي والعسكري وکیل الأزهر حصاد النصر

إقرأ أيضاً:

هيئة الدفاع عن ضحايا سفاح الإسكندرية تكشف تفاصيل جديدة خلال مؤتمرها اليوم

كشفت هيئة الدفاع عن ضحايا سفاح الإسكندرية برئاسة الدكتور صبرة القاسمي، الخبير القانوني، عن تفاصيل المؤتمرها، الذي عُقد اليوم السبت عن تفاصيل جديدة.

وأضاف الدكتور صبرة القاسمي، الخبير القانوني والنشاط الحقوقي في تصريحات خاصة لـ "الأسبوع" أن المؤتمر قد تطرق إلى مجموعة من التفاصيل التي تم الكشف عنها في الأيام القليلة الماضية، بعد أن قامت الأجهزة الأمنية، وعلى رأسها إدارة البحث الجنائي بالمنتزه ثان ومديرية أمن الإسكندرية ووزارة الداخلية، بضبط نصر الدين السيد إسماعيل، المتهم الرئيسي المعروف إعلامياً بسفاح الإسكندرية، بالإضافة إلى معاونيه والكشف عن التشكيل العصابي العابر للمحافظات الذي كان يترأسه المتهم.

و من جانبها أعربت هيئة الدفاع خلال المؤتمر عن إشادتها بالجهود الكبيرة التي بذلتها إدارة البحث الجنائي في قسم المنتزه ثان، وذلك لما حققته من نجاح في إحباط جرائم كان من المقرر تنفيذها من قبل معاوني المجرم ضمن تشكيله العصابي كما أشادت الهيئة بالجهود المتواصلة التي بذلتها تلك الإدارة في تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة المعمورة والمنتزه والإسكندرية، على الرغم من حالة الهلع التي أصابت المواطنين. فقد تمكنت الأجهزة الأمنية من إعادة الطمأنينة إلى نفوسهم.

أفادت هيئة الدفاع بأنها تعبر عن تقديرها للتعامل الحكيم من قبل الأجهزة الأمنية، على الرغم من الفوضى الناتجة عن الإشاعات التي انتشرت حول القضية وتفاصيلها، وكذلك الادعاءات غير الصحيحة التي تم تداولها عمدًا أو دون قصد.وقد استثمرت الأجهزة الأمنية في دائرة القسم والمحافظة هذا الأمر، حيث تجاهلت تلك الإشاعات و واصلت جهودها الحثيثة حتى استعادة الأمن والاستقرار في نفوس المواطنين الذين عانوا من حالة من الرعب.

واشارت أن الأجهزة الأمنية قد تمكنت من القبض على بقية عناصر التشكيل العصابي الذي كان يزعمه سفاح المعمورة، وقامت بتقديمهم إلى العدالة الناجزة، مما أسهم في تخليص المواطنين من شرورهم وحمايتهم من الجرائم التي كانوا يخططون لها.

و أضافت هيئة الدفاع عن ضحايا سفاح الإسكندرية إننا كهيئة دفاع نعتبر أنفسنا أحد أركان العدالة المصرية المتينة، و ندعو الرأي العام المصري إلى عدم الانجرار وراء الإشاعات المضللة التي تم تداولها من بعض المواطنين، سواء بقصد أو دون قصد، أو بنوايا سيئة. يجب أن نكون واعين للعواقب الوخيمة التي قد تطرأ على المواطنين والوطن نتيجة لهذه الإشاعات، والتي تعيق سير العدالة وتُعرقل رجال القانون، سواء من الداخلية أو النيابة العامة، في أداء مهامهم النبيلة في حماية الوطن والمواطنين.

نؤكد، باسم الضحايا وأهاليهم وباسم الشعب المصري، على رفضنا القاطع لأي نوع من الاستغلال من قبل الجماعات الإرهابية، وفي مقدمتها جماعة الإخوان الإرهابية وأذرعها الخبيثة، التي تسعى لبث الفوضى وزعزعة استقرار المجتمع المصري. كما نرفض بشدة نشر أخبار مغلوطة لا تمت بصلة للضحايا أو أسرهم، ولا تعكس الحقيقة المتعلقة بالشعب المصري.

و اختتمت هيئة الدفاع عن ضحايا سفاح الإسكندرية بدعوة الرأي العام المصري والشعب المصري إلى ضرورة الحصول على المعلومات من مصادرها الرسمية الموثوقة، وعدم الانسياق وراء الشائعات، وتجاهل المحاولات الخبيثة المستمرة التي تسعى إلى زعزعة استقرار المجتمع المصري وإثارة الشكوك حول الحالة الأمنية التي ينعم بها المواطنون في المناطق مثل المعمورة، المنتزة، الإسكندرية، وسائر المحافظات، وذلك بفضل التضحيات الكبيرة التي يقدمها رجال الأمن. كما نؤكد على صحة كافة المعلومات المقدمة في المؤتمر، والتي تستند إلى مصادر رسمية ورصينة، بما في ذلك السجل الإجرامي للمتهمين.

مقالات مشابهة

  • المليشيا الإرهابية تركب التونسية!
  • حميدتي لم يصل نيروبي ولم يشارك فيه .. فشل التوقيع على الإعلان الدستوري للحكومة الموازية لقوات الدعم السريع.. تفاصيل رئيسمجلس”فيديو”
  • تفاصيل جديدة تكشفها أسرة الضحية الثالثة لسفاح الإسكندرية بعد العثور على سيارته التي كان يمتلكها
  • هيئة الدفاع عن ضحايا سفاح الإسكندرية تكشف تفاصيل جديدة خلال مؤتمرها اليوم
  • أبرز الإقالات التي أجراها ترامب منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة
  • ما هي المعادن الأرضية المهمة في أوكرانيا التي يريدها ترامب ؟.. تفاصيل
  • تطوير حلول التدريب والمحاكاة التقنية لقوات الدفاع
  • هل راية داعش السوداء هي نفسها التي كان يرفعها النبي؟.. «مرصد الأزهر» يوضح الحقيقة «فيديو»
  • وكيل الأزهر ينعى وزير الإصلاح الأسبق في إندونيسيا
  • وكيل أوقاف القليوبية يفتتح فعاليات دورة فقه الصيام