كشف بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، عن نواياه من وراء الحرب في غزة حيث يهدف إلى تحويل الصراع بين قوات الاحتلال والمقاومة، إلى حرب دينية شاملة، حيث أكد في مؤتمر صحفي أمس، أنه سيحقق نبوءة إشعياء، من خلال الحرب التي يشنها على قطاع غزة، واصفا الفلسطينيين بأنهم أبناء الظلام، وأن الإسرائيليين هم أبناء النور، مشيرا إلى أن مجلس الوزراء المصغر للشئون الأمنية والسياسية "الكابينت"، قد حدد بالفعل توقيت الاجتياح البري لقطاع غزة، وأنه سوف يحقق نبوءة إشعياء في الحرب التي يشنها على قطاع غزة.

نبوءة يهوه.. نتنياهو يستنجد بالمسيح لاقتحام غزة.. فهل اقترب ظهور سيدنا عيسى؟ البرديسي: الانقسام بين نتنياهو وجيش الاحتلال سببه الفشل.. والتاريخ سيتوقف أمام طوفان الأقصى|فيديو

وأضاف نتنياهو في المؤتمر الصحفي، أن حكومته وضعت هدفين للحرب، هما تصفية حركة حـ.ماس، عبر تدمير قدراتها العسكرية والسلطوية، والقيام بكل ما يمكن لإعادة المختطفين، مشيرا إلى أن كل عناصر حـ.ـمـ.ـاس سيموتون فوق الأرض وتحت الأرض، داخل غزة وخارجها، والاحتلال يستعد لعملية برية، وتوقيت الدخول البري لغزة تم تحديده بالإجماع من قبل الكابينت.

نتنياهو يكشف نواياه الدينية

وأوضح أنه سيتم التحقيق في الإخفاق في صد هجوم المقاومة، وسيكون على الجميع تقديم الإجابات، ومن ضمنهم هو نفسه، لكن التحقيق سيحدث بعد الحرب، معتبرا أن السابع من أكتوبر 2023، "كان يوماً أسود في تاريخ إسرائيل"، أنه سيحقق "نبوءة إشعياء" في الحرب التي يشنها على قطاع غزة، واصفاً الفلسطينيين بأنهم أبناء الظلام، والإسرائيليين أبناء النور، موضجها كلامه للإسرائيليين قائلا: "سنحقق نبوءة إشعياء، لن تسمع بعد، خراباً في أرضك، سنمنح المجد لشعبك، سنقاتل معاً وسننتصر"، وأضاف أن الحرب هي بين "شر حماس، والحرية والتقدم، نحن أبناء النور وهم أبناء الظلام، وسيهزم النورُ الظلام".

في هذا الصدد، قال الدكتور أيمن الرقب، المحلل السياسي الفلسطيني، إن بينيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، يحاول ربط بين المعركة في غزة و معركة نهاية العالم "هرمجدون"، ونقل الصراع إلى البعد الديني، حيث أن اليهود والصهيونيين يؤمنون بهذه الحرب، وأن سفر أشعيا تحدث عن حرب آخر الزمان، والتي تهدف لتجميع اليهود من كل العالم في فلسطين، وبعد ذلك نزول سيدنا عيسي المسيح، بعد أن يقتل اليهود أعدائهم.

وأضاف الرقب خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن سفر أشعياء تطرق أيضا إلى انهيار العراق ومصر وذوبان مصر، مشيرا إلى أن هذه الحرب حولها نتنياهو إلى حرب دينية، وأنه يحارب الإسلام بشكل كامل في المنطقة، من خلال الحديث عن سفر أشعيا ومحاولات ربط كل ما يحدث بشكل ديني هدفه تأجيج الصراع بشكل واضح.

تحويل الصراع لحرب دينية شاملة

وأوضح الرقب، أن كلام نتنياهو يفسر حجم الدعم الغربي للاحتلال سواء كانت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، والانجليين حول العالم والذين يصل عددهم إلى حوالي 700 مليون نسمة في العالم، وهدف نتنياهو هنا تحويل حرب غزة إلى حرب دينية، وتنفيذ ما يقوله سفر إشعيا، مشيرا إلى أن ما يتم حاليا من جرائم ضد الشعب الفلسطيني، من قتل الأطفال والشيوخ والنساء مسموح به لدى اليهود، حيث لأن لديهم مسموح بذلك في بعض المزامير، بحرق الأطفال والنساء والرجال والشجر، وبالتالي يحاول نتنياهو نقل الحرب إلى حرب دينية شاملة.

نتنياهو: سندخل غزة ولكن لن نعلن عن توقيت العملية البرية أشرف سنجر: نتنياهو كان يعيش وضعا مأساويا قبل «طوفان الأقصى»

أما عن ماهية نبوءة أشعيا، فحسب دائرة المعارف البريطانية، فإن سفر إشعياء، المكوّن من 66 فصلاً، يُعد "واحداً من أعمق الأعمال اللاهوتية والأدبية التعبيرية في الكتاب المقدس"، وأنه تم تجميع السفر على مدى فترة نحو قرنين، من النصف الثاني من القرن الثامن قبل الميلاد، إلى النصف الثاني من القرن السادس قبل الميلاد.

وحسب المعارف البريطانية، فإن علماء الكتاب المقدس يقسمون سفر إشعياء إلى قسمين رئيسين"، يحتوى القسم الأول على أقوال ونبوءات إشعياء، وقالت إن إشعياء هو نبي من القرن الثامن قبل الميلاد، وهذه الأقوال والنبوءات "إما كتبها هو أو أتباعه المعاصرون في القدس.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إشعياء نبوءة إشعياء بنيامين نتنياهو غزة إلى حرب دینیة

إقرأ أيضاً:

"أسوشيتد برس": ضغوط داخلية وخارجية تهدد مستقبل نتنياهو السياسي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تتزايد الضغوط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يواجه تحديات غير مسبوقة على المستويين الداخلي والخارجي؛ في ظل التوتر في الأراضي الفلسطينية بسبب الحرب.

وذكرت وكالة أنباء "أسوشيتد برس" الأمريكية في تقرير اليوم الجمعة - أنه على الرغم من أن الظروف العسكرية تبدو لصالح إسرائيل بعد سلسلة من النجاحات العسكرية ضد حماس وحزب الله، إلا أن التحديات السياسية التي يواجهها تتطلب منه قرارات حاسمة قد تحدد مصيره السياسي مستقبلًا.

التحديات العسكرية والضغوط الداخلية:

بدأت الحرب الإسرائيلية على غزة حماس في أكتوبر 2023، بعد الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس ضد إسرائيل، والذي أسفر عن مقتل المئات من الإسرائيليين واحتجاز عشرات الرهائن.

وهذا الهجوم أسفر عن تراجع غير مسبوق في شعبية نتنياهو. فقد فشلت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في منع الهجوم، الأمر الذي أثار غضب الشعب الإسرائيلي وأدى إلى انتقادات واسعة لقيادة نتنياهو.

ومع ذلك، تمكن رئيس الوزراء من استعادة بعض الدعم الشعبي بعد أن حققت القوات الإسرائيلية تقدمًا في الحرب، وألحقت خسائر فادحة بحركة حماس.

وقد استمرت الحرب لمدة 15 شهرًا، حيث تمكنت القوات الإسرائيلية من استهداف مواقع حماس والقضاء على العديد من قياداتها.

كما وجهت القوات الإسرائيلية ضربات قوية لحزب الله اللبناني في شمال إسرائيل، مما أضعف القدرة العسكرية للحركة، وأثار العديد من التكهنات حول مستقبل الدور الإيراني في المنطقة.

ورغم ذلك، لا يزال الوضع الإنساني في غزة مأساويًا، حيث تشير التقارير إلى أن عشرات الآلاف من المدنيين قتلوا في الهجمات الإسرائيلية، بالإضافة إلى نزوح نحو 90% من سكان غزة.

وعلى المستوى السياسي، تسببت هذه الحرب في تراجع شعبية نتنياهو لدى العديد من الإسرائيليين الذين بدأوا في انتقاد إدارة الحرب والتكلفة البشرية والمادية الكبيرة التي تكبدتها إسرائيل.

الضغوط من الائتلاف الحاكم:

وعلى الصعيد الأخر، أصبح الوضع أكثر تعقيدًا على صعيد السياسة الداخلية مع تهديدات من شركاء نتنياهو في الائتلاف الحاكم. فالحكومة الحالية تتكون من مجموعة من الأحزاب اليمينية المتشددة، التي تطالب رئيس الحكومة باستئناف الحرب فور انتهاء الهدنة الحالية.

وفي الأسابيع الأخيرة، هدد كل من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش والنائب إيتامار بن غفير، الذين ينتمون إلى الأحزاب اليمينية المتطرفة، بالانسحاب من الحكومة في حال عدم استئناف القتال.

وهذه التهديدات تمثل مشكلة كبيرة لنتنياهو، الذي قد يواجه فقدان الأغلبية البرلمانية في حال انسحب هذان الحليفان. وقد أكد سموتريتش أنه في حال عدم استئناف الحرب ضد حماس بعد نهاية الهدنة في مارس، فإنه سيسحب حزبه من الحكومة، مما سيؤدي إلى انهيار الائتلاف الحاكم ويستدعي إجراء انتخابات مبكرة.

وبذلك، يجد نتنياهو نفسه في موقف حرج، حيث يتعين عليه الموازنة بين الضغط الداخلي لاستئناف الحرب وحاجته للحفاظ على استقرار حكومته.

أزمة الرهائن وعواطف الجمهور:

ومن أكبر القضايا التي تواجه نتنياهو هي قضية الرهائن الإسرائيليين الذين لا يزالون محتجزين في غزة.

ففي إطار الهدنة الحالية، تم الإفراج عن نحو ثلث الرهائن الإسرائيليين، في حين يبقى مصير البقية غير واضح. وهذه القضية أصبحت بمثابة اختبار كبير بالنسبة لنتنياهو في عيون الرأي العام الإسرائيلي.

فبينما ينادي العديد من الإسرائيليين بضرورة إنهاء الحرب واستعادة جميع الرهائن، يرى آخرون أن استئناف القتال قد يكون هو الحل الوحيد للقضاء على تهديد حماس بشكل نهائي.

ورغم الجهود الكبيرة التي بذلتها إسرائيل لاستعادة الرهائن، إلا أن مشهد إطلاق سراح ثلاثة من الرهائن الإسرائيليين في الأيام الماضية أثار مشاعر متناقضة في البلاد.

في حين رحب الكثيرون بعودة الأسرى إلى الوطن، فإن استمرار وجود رهائن آخرين في غزة يثير قلقًا كبيرًا في صفوف الأسر والعائلات التي تنتظر عودة أحبائها.

نتنياهو بين ترامب وتحديات السياسة الدولية:

أما على المستوى الدولي، فيتوقع أن يكون لعودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض تأثير كبير على مسار الأحداث في الشرق الأوسط. فقد كان ترامب من أبرز داعمي إسرائيل خلال فترة حكمه، ومن المرجح أن يتعاون مجددًا مع نتنياهو في العديد من القضايا الإقليمية.

لكن هذا التعاون قد يكون محكومًا بظروف سياسية معقدة.

فلقد دأب ترامب على ممارسة ضغوط على نتنياهو في الفترة الأخيرة من أجل التوصل إلى اتفاق هدنة مع حماس، ويبدو أن هذه الضغوط كانت حاسمة في إنهاء المعارك بعد أسابيع من العنف.

وفي حين أن ترامب قد يواصل دعمه لنتنياهو في جهودها العسكرية، فإن رؤيته للمرحلة التالية في النزاع قد تختلف عن رؤى رئيس الوزراء الإسرائيلي. فقد صرح ترامب في أكثر من مناسبة بأنه يفضل التوصل إلى تسوية سلمية بدلًا من استمرار الحرب، مما يخلق تناقضًا بين أهداف الطرفين.

ما الذي ينتظر نتنياهو؟

وبينما تزداد الضغوط المحلية والدولية على نتنياهو، يبدو أن أمامه فترة حاسمة من التحديات التي قد تحدد مستقبله السياسي. فإذا فشل في استئناف الحرب ورفضت بعض الأحزاب اليمينية الاستمرار في التحالف معه، فإن ذلك قد يؤدي إلى انتخابات مبكرة ويضع حدًا لمسيرته السياسية.

ومن ناحية أخرى، إذا استأنف القتال، فإنه قد يواجه مزيدًا من الانتقادات المحلية والدولية بشأن انتهاكات حقوق الإنسان والتداعيات الإنسانية في غزة.

مقالات مشابهة

  • نهاية موسم الدولي المغربي شادي رياض بعد تعرضه لإصابة في الرباط الصليبي
  • صراع البيت الأبيض مع القانون الدولي
  • فلسطين تعلن رفضها الشديد لأية مشاريع تهدف لتهجير أبناء شعبنا من قطاع غزة
  • معركة الحياة
  • رغم نهاية المهلة..إسرائيل ترفض الانسحاب من جنوب لبنان
  • ديفيد هيرست: هل مُنح نتنياهو حرية التصرف لتفجير المنطقة؟
  • إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة بوقف نشاط "الأونروا" في القدس نهاية هذا الشهر
  • إسرائيل تأمر الأونروا بإخلاء مقارها في القدس قبل نهاية الشهر
  • عائلات الأسرى الصهاينة تطالب نتنياهو بالتوقف عن المماطلة وتنفيذ الاتفاق بصورة كاملة
  • "أسوشيتد برس": ضغوط داخلية وخارجية تهدد مستقبل نتنياهو السياسي