أردوغان يشن هجوما لاذعا على الغرب ويندد بـهمجية الاحتلال في غزة
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
شن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس، هجوما لاذعا على الدول الغربية، منددا بسياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها لصالح الاحتلال الإسرائيلي الذين يشن عدوانا وحشيا على قطاع غزة لليوم العشرين.
وقال أردوغان في كلمة ألقاها في العاصمة أنقرة، إن "ما يحصل في غزة يتعدى الدفاع عن النفس وتحول إلى ظلم وهمجية ومذابح".
وأضاف الرئيس التركي أن كل الدول الغربية دعمت الهجوم الإسرائيلي دون قيد بدل نصحها بالتزام الهدوء، وتابع: "إنهم (الغرب) يرسلون حاملات الطائرات بدل سفن المساعدات وهذا كيل بمكيالين وسياسة ذات وجهين".
ومضى متسائلا: "ما يجري هو ازدواجية معايير ورياء وصب للزيت على النار. ماذا يجب أن يحدث كي تطالب أوروبا بوقف إطلاق النار؟ ليتصلوا بنا ويخبرونا بالرقم المطلوب لعدد الأطفال الذين يجب أن يموتوا؟".
وأشار أردوغان إلى أن "الدول الغربية لا تتذكر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان إلا عندما تقتضي مصلحتها ذلك، لماذا؟ لأن الدم المسال في غزة هو الدم المسلم".
وأكد أردوغان على رفض بلاده غض الطرف عن جرائم الاحتلال المروعة التي يرتكبها في حق المدنيين بغزة، قائلا: "الساكت عن الحق شيطان أخرس ولن نتردد في قول الحقيقة ولو بقينا وحدنا".
وفي السياق ذاته، أجرى الرئيس التركي اتصالا هاتفيا مع بابا الفاتيكان فرنسيس، شدد خلاله على أن العدوان الإسرائيلي على غزة "لا مكان له في أي نص مقدس، وقد وصل حد المجزرة".
وذكر أن تجاهل المجتمع الدولي ما يحدث في غزة هو "وصمة عار على الإنسانية"، وأن على جميع الدول أن "ترفع صوتها ضد هذه المأساة الإنسانية".
وأكد أردوغان خلال الاتصال أن "إحلال السلام الدائم في المنطقة التي تحتضن الأماكن المقدسة للديانات السماوية الثلاث، لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة ومتكاملة جغرافيا على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية"، بحسب بيان صادر عن دائرة الاتصال التركية.
ويواصل الاحتلال عدوانه على غزة لليوم العشرين، في محاولة لإبادة أشكال الحياة كافة في القطاع، وتهجير سكانه قسريا، عبر تعمده استهداف المناطق والأحياء السكنية وقوافل النازحين ومزودي الخدمات الطبية.
وأسفر القصف الإسرائيلي عن ارتقاء أكثر من 7028 شهيدا بينهم 2913 طفلا و1709 من النساء، وإصابة ما يزيد على الـ18 ألفا آخرين بجراح مختلفة، بالإضافة إلى 1650 مفقودا بينهم 940 طفلا لا يزالون تحت الأنقاض، وفقا لأحدث أرقام وزارة الصحة في غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية أردوغان الاحتلال الإسرائيلي غزة تركيا حماس أردوغان غزة الاحتلال الإسرائيلي سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة
إقرأ أيضاً:
بين 1982 و2025: المشروع الإسرائيلي التقسيمي يتجدد فكيف نواجهه؟
في شهر حزيران/ يونيو من العام 1982 وبعد أسابيع قليلة من بدء الاجتياح الإسرائيلي للبنان نشرت مجلة المنطلق اللبنانية، التي كان يصدرها الاتحاد اللبناني للطلبة المسلمين، دراسة موسعة للكاتب اللبناني وليد نويهض (وهو من أبرز الصحافيين اللبنانيين وعمل في العديد من الصحف والمجلات اللبنانية والعربية والإسلامية)، وتركزت الدراسة حول المشروع الإسرائيلي لتقسيم الدول العربية والإسلامية إلى دويلات طائفية ومذهبية.
وتستند الدراسة إلى دراسة لكاتب صهيوني هو أوديد يئنون كان قد نشرها في شباط/ فبراير 1982 في مجلة كيفتين التي يصدرها جهاز الاستعلامات في المنظمة الصهيونية العالمية، وتتضمن الدراسة الصهيونية تفاصيل المشروع الإسرائيلي لتقسيم الدول العربية والإسلامية إلى دويلات طائفية ومذهبية، ومنها تقسيم لبنان إلى خمس دويلات وسوريا إلى خمس دويلات ومصر إلى دولتين (قبطية وإسلامية) وانهاء اتفاقية كامب ديفيد، والعراق إلى عدة دويلات، إضافة إلى تهجير فلسطينيي غزة والضفة الغربية إلى الأردن وإقامة دويلة فلسطينية في الأردن تحت إشراف إسرائيلي، وتقسيم السعودية إلى عدة دويلات.
شكلت الحرب الأمريكية على العراق فرصة لتطبيقه ولكن لم تنجح الخطة بالكامل، لكن الرهان على تقسيم العراق لا يزال قائما، في حين نجحت الخطة في السودان والذي تم تقسيمه إلى دولتين في الجنوب والشمال، واليوم نشهد صراعات في الشمال والجنوب السوداني، كما وصل التقسيم إلى ليبيا، وشهدنا الصراعات الأهلية في اليمن وسوريا، حيث يواجه البلدان تحديات كبيرة، وها هو خيار التقسيم والتهجير يعود مرة أخرى إلى غزة والضفة الغربية وقد يمتد إلى الأردن ومصر والسعودية وسوريا ولبنان والعراق
وتتضمن الدراسة الصهيونية وكذلك الدراسة التي أعدها الأستاذ وليد نويهض؛ تفاصيل كثيرة حول أهداف المشروع الصهيوني والرؤية الاستراتيجية الصهيونية، التي تسعى لتحويل الدول العربية والإسلامية إلى دويلات طائفية ومذهبية من أجل ضمان السيطرة الإسرائيلية وعدم وجود قوة عربية أو إسلامية قادرة على مواجهة المشروع الصهيوني أو تهديد الأمن الإسرائيلي.
والجدير ذكره أن هذا المشروع التقسيمي والتفتيتي بدأ الكيان الصهيوني تنفيذه في حزيران/ يونيو 1982 من خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وكان من المقرر استكمال هذا المشروع خلال السنوات التي تلت هذا الاجتياح، لكن نشوء المقاومة الوطنية والإسلامية في لبنان والتي فرضت على العدو الإسرائيلي الانسحاب من بيروت أولا ومن ثم من مختلف المناطق اللبنانية وأسقطت اتفاقية 17 أيار، ومن ثم انطلاقة الانتفاضة الشعبية الفلسطينية في العام 1987 وبروز قوى إسلامية مقاومة جديدة (حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي)، وتصاعد الصحوة الإسلامية في كل العالم العربي والإسلامي.. أفشل المشروع الصهيوني التفتيتي آنذاك ودفعه للعودة إلى خيارات أخرى؛ ومنها العودة إلى التفاوض مع العرب من خلال مؤتمر مدريد بعد حرب الخليج الثانية في العام 1990 بدعم أمريكي، ومن ثم الذهاب إلى اتفاقية وادي عربة مع الأردن، والتفاوض مع منظمة التحرير الفلسطينية وعقد اتفاقية أوسلو، والابقاء على اتفاقية كامب ديفيد. وتطور المشروع الأمريكي التطبيعي مع العرب طيلة السنوات الماضية وصولا لإطلاق صفقة القرن والاتفاقيات الإبراهيمية.
لكن المشروع الصهيوني لتقسيم العالم العربي والإسلامي لم ينته، وبقي في أدراج المنظمات الصهيونية المتطرفة التي تحظى بدعم قوى أمريكية فاعلة وخصوصا التيارات الصهيونية المسيحية. وكان المستشرق الأمريكي برنارد لويس أحد أبرز الذين تبنوا خيار تقسيم العالم العربي والإسلامي إلى دويلات مذهبية وطائفية، وبدأت العديد من المؤسسات الأمريكية الفاعلة بتبني هذا المشروع. وشكلت الحرب الأمريكية على العراق فرصة لتطبيقه ولكن لم تنجح الخطة بالكامل، لكن الرهان على تقسيم العراق لا يزال قائما، في حين نجحت الخطة في السودان والذي تم تقسيمه إلى دولتين في الجنوب والشمال، واليوم نشهد صراعات في الشمال والجنوب السوداني، كما وصل التقسيم إلى ليبيا، وشهدنا الصراعات الأهلية في اليمن وسوريا، حيث يواجه البلدان تحديات كبيرة، وها هو خيار التقسيم والتهجير يعود مرة أخرى إلى غزة والضفة الغربية وقد يمتد إلى الأردن ومصر والسعودية وسوريا ولبنان والعراق.
نحن أمام مرحلة خطيرة جدا والمعركة قاسية، وللأسف فإن بعض الدول العربية والإسلامية لا تشعر بخطورة ما يجري وهي تدخل في صراعات جديدة مع الحركات الإسلامية وقوى المقاومة وتعتبرها أنها المسؤولة عما جرى، وبعض هذه الدولة تستهين بالخطر الإسرائيلي وتحاول الابتعاد عن المواجهة المباشرة مع العدو لأسباب عديدة
فكيف يمكن مواجهة هذا المشروع الصهيوني التقسيمي والتفتيتي والتهجيري؟ وهل سينجح هذا المشروع في العام 2025 بعد أن فشل في العام 1982؟
من خلال العودة لكل المرحلة الممتدة من العام 1982 إلى اليوم، نلحظ أن خيار المقاومة والانتفاضات الشعبية هو الخيار الوحيد الذي أفشل المشروع الصهيوني، وإضافة إلى المشروع المقاوم فإن الجهود التي بذلت من التيارات الإسلامية والقومية والوحدوية لمنع التقسيم ومن أجل العودة لخيارات الوحدة والتعاون والتكامل العربي والإسلامي؛ كانت هي الخيار المضاد، وتجلت بالعديد من المبادرات الوحدوي الشعبية في ظل فشل التجارب الوحدوية الرسمية والمؤسسات الرسمية.
لكن ذلك لا يعني أن كل التجارب العربية والإسلامية كانت ناجحة في مواجهة المشروع الصهيوني أو خطط التقسيم والتهجير، فقد تكون بعض القوى القومية والإسلامية قد ارتكبت بعض الأخطاء في إداراتها للدول أو في كيفية التصدي للمشروع الإسرائيلي- الأمريكي، مما ساهم في تقسيم بعض الدول وتحقيق الصهاينة بعض الإنجازات السياسية والعسكرية.
واليوم يعتبر رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو أن الوقت مناسب لتغيير الشرق الأوسط وبسط السيطرة الصهيونية على العديد من الدول وتهجير الفلسطينيين، وهو يحظى بدعم أمريكي واضح، وكل ذلك يتطلب من قوى المقاومة وكل الحركات الإسلامية والقومية واليسارية التي تريد مواجهة هذا المشروع وضع رؤية جديدة للمواجهة على ضوء الدروس المستفادة من المرحلة الماضية، مع الاعتراف بحصول العديد من الأخطاء والثغرات، لكن قوى المقاومة لا تزال قوية وقادرة على إعادة ترتيب أوضاعها ومواجهة المشروع الإسرائيلي التفتيتي والتهجيري.
نحن أمام مرحلة خطيرة جدا والمعركة قاسية، وللأسف فإن بعض الدول العربية والإسلامية لا تشعر بخطورة ما يجري وهي تدخل في صراعات جديدة مع الحركات الإسلامية وقوى المقاومة وتعتبرها أنها المسؤولة عما جرى، وبعض هذه الدولة تستهين بالخطر الإسرائيلي وتحاول الابتعاد عن المواجهة المباشرة مع العدو لأسباب عديدة.
هذا الصراع لن ينتهي، وإذا كان العدو الإسرائيلي حقق بعض الإنجازات العسكرية والأمنية فإنه يواجه تحديات عديدة، ولدى القوى العربية والإسلامية بمختلف اتجاهاتها نقاط قوة كبيرة، والمهم أن لا نسقط أمام هذا المشروع الإسرائيلي- الأمريكي، وأن نعيد ترتيب أوضاعنا من أجل أسقاط هذا المشروع، والخيار الأهم هو التكامل والتعاون بين الدول العربية والإسلامية ورفض كل أشكال التقسيم والتهجير.
x.com/kassirkassem