CNN Arabic:
2024-07-07@08:00:24 GMT

أصداء المخاوف من تهجير فلسطيني آخر تتردد في جميع أنحاء الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT

‍‍‍‍‍‍

تقرير من إعداد ندى بشير، سيلين الخالدي ونادين إبراهيم، ضمن نشرة الشرق الأوسط البريدية من CNN للاشتراك في النشرة (اضغط هنا).

(CNN)-- يبدو المزاج واضحًا في الشوارع الضيقة لمخيم جبل الحسين للاجئين في العاصمة الأردنية عمان.

يصرخ بائع فواكه محلي وسط حشود السوق: "فلسطين! "لا لأمريكا، لا لأمريكا... فلسطين."

أنشأت الأمم المتحدة هذا المجمع منذ أكثر من سبعين عامًا، وهو الآن موطن لأكثر من 30 ألف لاجئ فلسطيني، من نسل أكثر من 700 ألف شخص طردوا أو فروا من منازلهم فيما يعرف الآن بإسرائيل في أعقاب الحرب العربية الإسرائيلية في العام 1948، والتي يسميها الإسرائيليون حرب الاستقلال، ويُعرف هذا الحدث عند العرب بالنكبة.

تعرف العائلات في هذا المخيم، الذي أصبح الآن مجتمعًا حضريًا مبنيًا، المنفى جيدًا، وهي محرومة من حق العودة إلى منازل أجدادها فيما يعرف الآن بإسرائيل. يوجد الآن حوالي 5.9 مليون لاجئ فلسطيني في جميع أنحاء العالم وفقًا للأمم المتحدة، معظمهم من نسل جيل المنفيين في العام 1948.

ويقول هؤلاء اللاجئون إن ذلك بمثابة حكم مؤبد بالانفصال عن العائلة والأصدقاء والوطن. وبالنسبة لأولئك الذين لا يزال لديهم أحباء في غزة، فهم يقولون إن ذلك حكم بأقسى أشكال الألم.

شنت إسرائيل هجومًا جويًا واسع النطاق على القطاع الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني بعد أن قتل مسلحو حماس من غزة 1400 شخص في الهجوم المميت داخل إسرائيل في 7 أكتوبر، واحتجزوا أكثر من 200 شخص.

ويقول عبد المنعم دبابشة، 49 عاماً، وهو من سكان المخيم، إن عائلته انتقلت إلى الأردن بعد حرب العام 1967، عندما استولت إسرائيل على الضفة الغربية من الأردن وغزة من مصر. ويقول إنه ترك وراءه معظم أفراد عائلته.

ويقول إنه فقد العديد من أفراد عائلته في الحروب الإسرائيلية المتعاقبة في غزة. فقد قُتلت والدته في العام 2009 وشقيقته في العام 2012، وتوفيت عمته وابنته الكبرى في الجولة الأخيرة من الغارات الجوية الإسرائيلية. ويضيف "في أي لحظة، يمكن أن أتلقى مكالمة هاتفية تخبرني أن أختي وأطفالها قتلوا أيضاً."

قتل ما لا يقل عن 2789 مدنيًا فلسطينيًا في غزة خلال الخمسة عشر عامًا الماضية، وفقًا للأمم المتحدة، غالبًا في عمليات تقول إسرائيل إنها شنتها لاستهداف حماس وجماعات مسلحة أخرى.

يبلغ إجمالي عدد القتلى في غزة بسبب الصراع الحالي أكثر من 5000 شخص، وفقًا للسلطات الصحية الفلسطينية في القطاع الذي تديره حماس، بعد ما يزيد قليلاً عن أسبوعين منذ أطلقت إسرائيل حملتها الجوية المتواصلة.

تعهدت إسرائيل بتكثيف قصفها الجوي لقطاع غزة المحاصر رغم ارتفاع عدد القتلى المدنيين والتدهور السريع للوضع الإنساني، وتوسيع نطاقه ليشمل عملية متعددة المحاور في الأيام المقبلة، حيث تقول إنها تسعى للقضاء على حماس. والتي تم تصنيفها من قبل إسرائيل والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة كمنظمة إرهابية.

ومع الآلاف من الضربات العقابية التي شنتها إسرائيل، أصبح الخوف من تكرار التاريخ نفسه ــ نكبة أخرى- محسوسًا في مختلف أنحاء المنطقة.

وفي حين لم تقل إسرائيل إنها تهدف إلى إجلاء سكان غزة إلى مصر أو أي مكان آخر، فقد ظهرت مخاوف من مثل هذه الاحتمالات بعد أن طلب الجيش الإسرائيلي من سكان غزة إخلاء شمال القطاع والتحرك جنوبًا مع استمرار عملياتهم العسكرية، وكذلك بعد أن قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة تجري محادثات مع مصر وإسرائيل لإنشاء ممر إنساني في شبه جزيرة سيناء المصرية للأمريكيين والمدنيين الآخرين الفارين من غزة.

قال بلينكن في برنامج "Meet the Press" على قناة NBC يوم الأحد إن إسرائيل "ليس لديها أي نية على الإطلاق" لإدارة غزة.

لكن احتمال تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين قسراً إلى البلدان المجاورة، أو حتى إلى أبعد من ذلك، موضع إدانة في جميع أنحاء العالم العربي.

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأسبوع الماضي إن نقل الفلسطينيين من غزة من المرجح أن يتبعه "طرد مماثل للفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن". وقال وزير الخارجية الأردني في وقت لاحق إن مثل هذه الخطوة ستعتبر بمثابة إعلان "حرب".

حذر المعلقون في وسائل الإعلام العربية من أن إسرائيل ربما تخطط لإخلاء قطاع غزة من الفلسطينيين وحتى إعادة احتلاله.

"العار الجماعي"

لكن بعض الفلسطينيين يفضلون الموت على أن يصبحوا لاجئين مرة أخرى.

ويقول دبابشة عن أقاربه: "بالطبع، لا أحد يريد الذهاب إلى مصر. هذا مستحيل. أقاربي يرفضون ذلك، وأنا أرفضه، هذا تهجير. غزة وطنهم. سيبقون هناك حتى لو كان ذلك يعني القضاء عليهم بغارة جوية."

ويقول إن الفلسطينيين لن يقبلوا التهجير هذه المرة: "الجيل الجديد لن يسمح بذلك، لقد ثبتوا أقدامهم."

ومن بين سكان غزة الذين يزيد عددهم عن مليوني نسمة، هناك 1.7 مليون لاجئ، وفقًا للأونروا.

يقول عضو مجلس الأعيان الأردني مصطفى حمارنة: "كان الإسرائيليون مصرين دائمًا على عدم عودة اللاجئين، ولهذا السبب يتمسك الفلسطينيون بحق العودة"، مضيفًا أنه بعد مرور 75 عامًا، لا يزال العالم العربي غير متعاف من خسارة حق عودة الفلسطينيين لوطنهم.

قال حمارنة: "لا أعتقد أن الغرب يدرك عمق العار الجماعي الذي نشعر به نتيجة العام 1948 والشعور بالظلم الذي لحق بنا والذي نحتاج إلى تصحيحه. هناك شعور عميق جدًا بالخجل، لأن ما حدث لنا في العام 1948 لم يكن يجب أن يحدث. إن أي عملية إخلاء جماعي جديدة للاجئين الفلسطينيين هي بالنسبة لنا تكرار لما حدث في العام 1948."

وقال مسؤولون إسرائيليون إنه "ليس لديهم مصلحة" في إعادة احتلال غزة. وكانت إسرائيل قد سحبت قواتها من المنطقة من جانب واحد إضافة إلى المستوطنين اليهود في العام 2005.

نضال الفلسطينيين محسوس بشكل خاص في الأردن، حيث أن أكثر من نصف السكان إما فلسطينيون أو من أصل فلسطيني، بما في ذلك أكثر من مليوني لاجئ فلسطيني.

لكن هذا الشغف بالقضية الفلسطينية يتردد صداه في جميع أنحاء العالم العربي الذي يضم أكثر من 450 مليون شخص.

وفي مواجهة حادة مع كلاريسا وارد من شبكة CNN عند معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة والتي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي، صاحت ناشطة مصرية بأنه على الرغم من محاولات "تقسيم" العرب، "نحن نقف مع الفلسطينيين، ونحن نقف مع العرب."

كانت الناشطة رحمة زين واحدة من العديد من العرب في جميع أنحاء المنطقة المتحمسين للحرب، والتي شقت صورها الدموية طريقها إلى كل قناة إخبارية عربية ومنصات التواصل الاجتماعي تقريبًا.

ولأكثر من أسبوعين، اندلعت احتجاجات تضامنا مع الفلسطينيين في دول من بينها لبنان ومصر وليبيا وتونس والعراق واليمن والكويت وإيران. كما خرج مئات الآلاف إلى شوارع العديد من العواصم الأوروبية والمدن الأمريكية، مطالبين جميعًا بإنهاء القصف الإسرائيلي لقطاع غزة، والحصار المفروض على القطاع منذ 17 عامًا.

لقد ردد الشباب من جميع أنحاء العالم العربي نفس الصرخات التي رددها آباؤهم وأجدادهم من قبلهم. إنها قضية متعددة الأجيال، والتي لم تتضاءل أهميتها في المنطقة بعد مرور أكثر من 75 عامًا على تجريد الفلسطينيين من ممتلكاتهم.

وقال إتش إيه هيلير، خبير دراسات الأمن الدولي في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي والمعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن: "بالنسبة لجزء كبير من العالم العربي، تمثل قضية فلسطين آخر شعب عربي مستعمر يحاول الحصول على حريته."

وقال إنه بينما كانت الدول العربية تميل إلى التركيز على المشاكل الأقرب إلى الوطن في السنوات الأخيرة، فإن الحرب الأخيرة "أعادت قضية فلسطين إلى جدول الأعمال".

بالنسبة للعديد من المتظاهرين، فإن المظاهرات ليست تعبيراً عن الدعم لحماس، ولا تعبيراً عن اللامبالاة تجاه قتل المدنيين الإسرائيليين. ويقول العديد من المتظاهرين إنهم يعتقدون أن هذه الأزمة بدأت قبل فترة طويلة من هجمات 7 أكتوبر، مشيرين إلى ما يقولون إنه قمع إسرائيلي للفلسطينيين منذ عقود.

وفي العاصمة العراقية بغداد، التي شهدت خروج مئات المتظاهرين إلى الشوارع خلال عطلة نهاية الأسبوع، قال أحمد السعيد، البالغ من العمر 45 عامًا، إن الحكومات الغربية في السنوات الأخيرة أجبرت الدول العربية وشعوبها على نسيان القضية الفلسطينية، خاصة وأن العرب تعاملوا مع "الصراعات الداخلية والطائفية".

وفي مصر، حيث سُمح بالاحتجاجات الحاشدة يوم الجمعة للمرة الأولى منذ عقد من الزمن، قالت علياء، التي شاركت في الاحتجاج، إن الموجة الأخيرة من اتفاقيات التطبيع العربية مع إسرائيل جلبت شعوراً بـ"الانهزامية".

وقالت علياء، التي اكتفت بذكر اسمها الأول خوفاً من انتقام السلطات: "لكن ما رأيناه بعد 7 أكتوبر كان بمثابة تذكير صادم لأنفسنا وللعالم بأن هذا الوضع برمته لم يعد إلى طبيعته."

"إنهم يفضلون الموت في غزة على الرحيل"

ويقول المحللون إن المخاوف العربية من تهجير آخر للفلسطينيين تتزايد بشكل خاص بسبب الخطاب التحريضي الذي صدر عن بعض أعضاء الحكومة اليمينية الإسرائيلية في الماضي.

كتب وزير المالية بتسلئيل سموتريتش في العام 2017، بصفته عضوًا في البرلمان، في مقال إنه يجب تشجيع وتحفيز هجرة الفلسطينيين، مضيفًا أن فكرة أن الهجرة قاسية هي فكرة "سخيفة". وقال إن هذه العملية لا ينبغي أن تكون "طرداً قاسياً" بل يجب أن تتم بطريقة "مخططة ومرغوبة، ومبنية على الرغبة في حياة أفضل."

وفي الآونة الأخيرة، أثار ضجة كبيرة في شهر مارس بعد دعوته إلى "محو" قرية حوارة الفلسطينية في أعقاب مقتل اثنين من المستوطنين الإسرائيليين في البلدة في هجوم فلسطيني، مما أدى إلى أعمال انتقامية من قبل المستوطنين الإسرائيليين وهو ما وصفه أحد كبار الجنرالات العسكريين فيما بعد اسم "المذبحة".

أدانت محكمة إسرائيلية وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتامار بن غفير بالعنصرية ضد العرب قبل عقود من انضمامه إلى الحكومة، وكان ذات يوم من أتباع مائير كاهانا، وهو متعصب يهودي دعا علناً إلى طرد الفلسطينيين. ونُقل عن زوجة بن غفير، أيالا نمرودي، قولها إنها ترغب في "التخلص" من الفلسطينيين.

عندما سئل عن خطاب شركائه اليمينيين في الائتلاف، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن يديه هي التي "تقود عجلة القيادة".

وقال هيلير إن هذا النوع من الخطاب أعطى العرب سبباً وجيهاً للخوف من أن طرد الفلسطينيين قد يكون بالفعل مطروحاً على الطاولة.

وقال هيلير: "لا أعتقد أنه من غير المعتاد أن يأخذ الكثيرون في العالم العربي كلامهم على محمل الجد، خاصة بالنظر إلى حقيقة أنه في كل موقف سابق غادر فيه الفلسطينيون الأراضي الفلسطينية، لم يُسمح لهم أبدًا بالعودة."

وقالت هانية سبعاوي، وهي فلسطينية غادرت غزة منذ كانت طفلة رضيعة ولكن عائلتها لا تزال في القطاع، لشبكة CNN إنها لا تعرف ما إذا كانت عائلتها سيكون لديها منازل لتعود إليها.

وأضافت أن "الخوف الأكبر بالطبع هو أنه سيتم إجلاؤهم وتحويلهم إلى لاجئين. هذا ما يتحدث عنه الجميع الآن علنا، كما لو أنهم غير مهمين، إنهم لا يريدون الرحيل، إنهم يفضلون الموت في غزة على الرحيل."

إسرائيلالجيش الإسرائيليغزةنشر الخميس، 26 أكتوبر / تشرين الأول 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي غزة جمیع أنحاء العالم العالم العربی فی جمیع أنحاء العدید من أکثر من غزة من فی غزة

إقرأ أيضاً:

المرصد الأورومتوسطي: أكثر من 10 آلاف فلسطيني مفقودين تحت الأنقاض بغزة

يمانيون../ قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن تقديراته تفيد بوجود أكثر من 10 آلاف فلسطيني وفلسطينية في عداد المفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة، ولا سبيل للعثور عليهم بفعل تعذر انتشالهم أو إعادة دفن رفاتهم بكرامة، بما يشكل انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي، في وقت يغيب فيه أي تحرك إنساني دولي للمساعدة في انتشالهم.

وأبرز المرصد الأورومتوسطي في بيان له،  أن عائلات ضحايا الهجمات العسكرية المميتة والمدمرة التي تشنها إسرائيل ضد المدنيين على نحو مباشر وعشوائي، خلال هجومها الذي يقترب من شهره العاشر، يواجهون تحديات هائلة في انتشال الجثامين، وبخاصة في ظل عدم توفر المعدات والآلات الثقيلة لطواقم الدفاع المدني وتعطلها بسبب صعوبة العمل وتشغيلها دون توقف، بالإضافة إلى قيام استهداف وتدمير الجيش الإسرائيلي هذه الآليات والمعدات على نحو مباشر ومنهجي، ومنع إسرائيل في الوقت ذاته إدخال أي معدات وآليات أخرى من خارج قطاع غزة.

ووثق الأورومتوسطي أنماطًا متكررة للنهج الإسرائيلي القائم على منع وعرقلة انتشال الضحايا والمفقودين من تحت أنقاض الأعيان المدنية المدمر، بما في ذلك المنازل والمباني، بما يشمل تكرار استهداف طواقم الدفاع المدني وفرق الإنقاذ والعوائل التي تحاول انتشال جثث الضحايا، ومنع إدخال الوقود اللازم لعمل ما تبقى من مركبات وآليات ثقيلة، ومنع إدخال المعدات، بالإضافة إلى تعمد استخدام أسلحة ذات قدرات تدميرية هائلة تخلف أطنانًا من الركام يصعب إزالتها وانتشال االجثامين من تحتها.

وأبرز المرصد الحقوقي أن غالبية جثامين الضحايا المنتشلة في الهجمات العسكرية الإسرائيلية كانت إما في الشوارع أو في بنايات بسيطة من طابق واحد أو طابقين، في حين تبقى هناك صعوبات جسيمة في انتشال جثامين القتلى من أسفل المباني متعددة الطوابق، في ظل اعتماد فرق الدفاع المدني والإنقاذ على معدات متهالكة ومطارق يدوية وأجهزة بدائية في عملية البحث عن الجثامين تحت عشرات آلاف الأطنان من الأنقاض، مما يعرقل فعالية العمل واستمراريته.

وأكد على ضرورة الضغط على الكيان الإسرائيلي للالتزام بواجباتها القانونية وإدخال بواقر ومعدات خاصة وكميات كافية من الوقود، نظرًا للحاجة الهائلة، والبدء في إزالة الأنقاض والبحث عن الجثامين والوصول إليها وانتشالها وفق إجراءات خاصة للتعرف على أصحابها ودفنهم في مقابر مخصصة، وبالتالي وقف الانتهاك الحاصل لكرامة الضحايا، وكفالة حقهم وحق ذويهم في دفنهم باحترام وبشكل لائق، وطبقًا لشعائر دينهم.

ونبه الأورومتوسطي إلى أن النهج الإسرائيلي في منع وعرقلة انتشال الضحايا يمثل سببًا رئيسًا في انتشار الأمراض والأوبئة الخطيرة في قطاع غزة، في وقت تحللت الغالبية العظمى للجثث بالفعل لتضيف المزيد من المخاطر على الصحة العامة للمدنيين، والمتدهورة أصلا جراء تدمير إسرائيل للبنية التحتية المدنية الحيوية، وقطعها لإمدادات الوقود الضرورية لمعالجة مياه الصرف الصحي وعدم القدرة على التخلص من النفايات، والاضطرار إلى استهلاك المياه الملوثة، مما يعرض صحة ورفاهية أكثر من مليوني فلسطيني وفلسطينية، نحو نصفهم من الأطفال، للخطر.

وأكد المرصد الأورومتوسطي أن منع وعرقلة انتشال جثث الضحايا من تحت الأنقاض يشكل انتهاكًا صارخًا ومركّبًا لقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وبخاصة تلك المرتبطة بحقوق جميع الأشخاص بعدم التعرض للاختفاء القسري، وفتح التحقيقات والانتصاف والجبر، وكذلك الحقوق الأخيرة والمتعلقة بالمعاملة الكريمة لجسد الميت ودفنه ومعاملة رفاته باحترام. يضاف إلى ذلك أن بقاء آلاف الضحايا في عداد المفقودين يشكل جريمة إضافية بحق عائلاتهم الذين يعانون من العذاب النفسي الشديد بما يشكل ركنًا آخر من أركان جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في القطاع.

كما أكد على أن منع انتشال الجثامين ينتهك كذلك قرارات محكمة العدل الدولية بشأن ضرورة وقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة وحماية المدنيين، كونه يتضمن كذلك إخفاءً متعمدًا للأدلة المرتبطة بجريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.

وشدد على أن بقاء هذا العدد الكبير من الضحايا تحت الأنقاض وفشل جهود استخراج الجثث على مدار أشهر يثبت تعمد إسرائيل استخدام أنواعًا مختلفة من القنابل والذخائر وقوة تدميرية غير متناسبة ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم، في انتهاك لقواعد الحماية للمدنيين وممتلكاتهم من مخاطر الحرب، والتي يوفرها القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، والخاصة بحماية المدنيين وقت الحرب.

وجدد المرصد الحقوقي مطالبته بضرورة وجود تحرك سريع لانتشال الجثامين في كافة مناطق قطاع غزة، وإدخال المعدات اللازمة والطواقم المتخصصة والسماح لها بالعمل بشكل آمن، محذرًا من أن استمرار بقائها بالشكل الحالي ينذر بنشر المزيد من الأوبئة وستكون له تداعيات خطيرة جدًا على الصحة العامة، والتي بدأت تلمس منذ عدة أشهر مع تسجيل متكرر لإصابات ووفيات بالأمراض المعدية، بالإضافة إلى تعريض الصحة البيئية للقطاع على المدى الطويل للخطر الشديد وتدمير البيئة بما يصل حد الإبادة البيئية، وجعل قطاع غزة في نهاية المطاف مكانًا غير صالح للحياة والسكن.

وأعاد الأورومتوسطي التأكيد على وجوب إلزام إسرائيل بقواعد القانون الدولي التي تنص على ضرورة احترام جثامين القتلى وعدم سلبها وحمايتها أثناء النزاعات المسلحة، وضرورة اتخاذ أطراف النزاع كل الإجراءات الممكنة لمنع سلب القتلى والموتى كرامتهم وتشويه جثامينهم وتأمين الدفن اللائق لهم، فضلا عن ضرورة الضغط الدولي على إسرائيل لوقف هجماتها العسكرية فورًا بحق المدنيين في قطاع غزة ومحاسبتها على كل الجرائم والانتهاكات الجسيمة التي ارتكبتها لمنع الإفلات من العقاب.

#العدوان الصهيوني على غزة#المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان‎#فلسطين المحتلةُ#قطاع غزةً#كيان العدو الصهيوني#مفقودين

مقالات مشابهة

  • عمرو موسى: حماة إسرائيل يحاولون فرض حل إسرائيلي على النزاع في الشرق الأوسط
  • المرصد الأورومتوسطي: أكثر من 10 آلاف فلسطيني مفقودين تحت الأنقاض بغزة
  • إيمان عز الدين: مهرجان العلمين أهم حدث ترفيهي في الشرق الأوسط
  • السيسي والأسد يؤكدان رفض محاولات تهجير الفلسطينيين
  • تحذيرات أممية وأوروبية من تهجير آلاف الفلسطينيين في خان يونس
  • "الاحتلال الإسرائيلي" يشدد إجراءاته بالقدس واعتقال 15 فلسطينيًا من أنحاء الضفة الغربية
  • خطة لوبان لسوق الطاقة تثير المخاوف في جميع أنحاء أوروبا
  • تحذيرات أممية وأوروبية من تهجير إسرائيل آلاف الفلسطينيين بخان يونس
  • مذكرات وزير بريطاني سابق تسلط الضوء على حجم النفوذ الإسرائيلي في بريطانيا
  • باحث: الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل حال دخولها في جبهة صراع جديدة (فيديو)