الجزيرة:
2024-07-05@15:42:08 GMT

هل تربط ألمانيا منح جنسيتها بالاعتراف بإسرائيل؟

تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT

هل تربط ألمانيا منح جنسيتها بالاعتراف بإسرائيل؟

برلين – عكف جلّ السياسيين الألمان على تأكيد دعمهم المطلق لإسرائيل في كل الصراعات والحروب التي تخوضها، إذ يؤكدون على "حقها في الدفاع عن النفس"، كما يخرجون في وقفات ومظاهرات دعما لسياساتها، لكن رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي (يمين وسط) فريدريش ميرتس أراد أن يذهب إلى أبعد من ذلك، إذ اقترح أن يكون التجنيس في ألمانيا مرهونا بـ"الالتزام بحق إسرائيل في الوجود".

يوجد الحزب المسيحي الديمقراطي حاليا في المعارضة، وقد حلّ ثانيا في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وهو الحزب الذي تنتمي له المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، وتمّ انتخاب ميرتس رئيسا للحزب بأغلبية ساحقة في بداية عام 2022، بعد أسابيع قليلة على نكسة الانتخابات.

صرّح ميرتس لقناة "زد دي إف" (القناة الثانية الألمانية) بداية هذا الأسبوع، بأن التحالف الحكومي يؤمن بأن "التجنيس يأتي قبل الاندماج"، لكنهم في الحزب يعتقدون أن العكس هو الذي يجب أن يحدث، ومن معالم اندماج المهاجرين -حسب كلامه- هو "الالتزام بالاعتراف بإسرائيل، ومن لا يوقع هذا الالتزام ليس له مكان في ألمانيا"، مما جعل تصريحاته لا تمسّ فقط الراغبين في التجنيس، بل حتى المقيمين في البلاد.

أولاف شولتز (يسار) كان ثاني المسؤولين الغربيين الذين زاروا إسرائيل عقب عملية "طوفان الأقصى" (الأناضول) هل تعدّل الحكومة القانون؟

استغلت جلّ الأحزاب الألمانية أجواء الحرب الدائرة في قطاع غزة لتأكيد دعمها لإسرائيل بحجة أن "أمن إسرائيل مصلحة عليا لألمانيا"، وهو ما كرّره المستشار الألماني أولاف شولتز أكثر من مرة، لكن ميرتس تشدّد أكثر، وتساءل حول ما إذا كان ممكنا إضافة فقرة في مشروع قانون التجنيس الجديد، الذي وافقت عليه الحكومة، من أجل ربط الجنسية بالاعتراف بإسرائيل.

ومن المرتقب عرض القانون للنقاش في البرلمان الألماني خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة، وهو القانون الذي يريد من خلاله التحالف الحكومي تسريع التجنيس، بحيث يتم تقصير عدد سنوات الإقامة المطلوبة إلى خمس بدل ثمان، فضلا عن ضمان الحق في الجنسية المزدوجة.

وقد سبق للحزب المسيحي الديمقراطي أن دفع في اتجاه عدم تجنيس من "يرتكبون جرائم معادية للسامية" عندما كان يقود الحكومة الماضية، وهذا الشرط يوجد حاليا في مشروع القانون الجديد، لكن ذلك مرتبط بحكم قضائي وليس بالتزام يوقعه المرشح للجنسية، وقد أكدت وزيرة الداخلية نانسي فايزر هذا الأسبوع من جانبها أن من يرتكبون "أفعالا معادية للسامية لن يتمكنوا أبدا من الحصول على الجنسية الألمانية".

ويرى خبير الشؤون الداخلية في حزب الخضر (عضو في الحكومة) كونستانتين فون نوتز، في تصريح لصحيفة "زود دويتشه تسايتونغ"، أن المشروع الحالي "يتيح اتخاذ إجراء قانوني ضد من ينكرون حق إسرائيل في الوجود"، لكنه أكد كذلك أنه لا توجد أي إشارة في المشروع للتفكير في مواقف محتملة مستقبلا معادية للسامية، وأن الشيء الوحيد الذي يمكن للسلطات القيام به هو التأكد من التزام المرشح للتجنيس بالدستور الألماني.

الناطق السابق باسم حزب اليسار يوليس الخطيب: مطالب ميرتس مناورة شعبوية (مواقع التواصل) تصرف شعبوي

يرتبط كلام فريدريش ميرتس بمناخ عام ضد المهاجرين واللاجئين، وفي هذا الإطار، يقول يوليس الخطيب الناطق السابق باسم حزب اليسار في ولاية شمال الراين ويستفليا، إن النقاش حول اللاجئين والمهاجرين انتقل أكثر نحو التوجّه اليميني، بحكم أن الحزب المسيحي الديمقراطي وحزب البديل من أجل ألمانيا (أقصى اليمين) يحاولان التكيّف مع هذا الخطاب.

ويشير إلى وجود "رغبة من كبار السياسيين في ألمانيا في تقييد شامل لسياسة اللجوء"، مما يعود بشكل كبير إلى "النجاح الانتخابي الذي حققه حزب البديل من أجل ألمانيا"، ويظهر هذا التحوّل كذلك في لهجة الحكومة التي باتت تتخذ مواقف متشددة تجاه اللاجئين، حسب الخطيب.

ويقول الخطيب للجزيرة نت إن "السلوكيات العنصرية والمعادية للسامية تمنع مسبقا الناس من الحصول على الجنسية الألمانية، لذلك تظهر مطالب ميرتس مناورة شعبوية". ويستطرد الخطيب "كيف يمكن تحقيق مطلب مشابه؟ علما أن هناك يساريين إسرائيليين ينتقدون بشكل حاد سياسات الاستيطان الإسرائيلية، فكيف سيمكن منعهم من التجنيس مثلا؟".

الكاتب والصحفي طارق باي: مطلب ميرتس يمكن اعتباره عنصريا لأنه يركز على العرب والمسلمين (مواقع التواصل) الوجه المعاكس لميركل

يقول طارق باي، صحفي في برلين وخبير في خطاب العنصرية والتطرف، إن أشخاصا مثل ميرتس يستغلون بذكاء الجو الحالي المناهض للفلسطينيين والمسلمين باعتبارهم رمزا للمهاجرين والأجانب، ولذلك يحاول أن يظهر كرجل صارم وقوي. ويضيف، للجزيرة نت، أن التضامن غير المشروط مع إسرائيل يخدم خطط ميرتس كي يصوّر نفسه أحد الأخيار.

ويوضح باي، صاحب كتاب "الألمان الجدد القدامى"، أنه من غير المرجح تطبيق التعديل الذي ينادي به ميرتس بحكم أن التجنيس لا يشترط قناعات سياسية محددة، لكن باي ينبه إلى أن هناك "حالات حدث فيها بالفعل دفع عرب إلى التوقيع على وثيقة لإعلان ولائهم لإسرائيل مقابل التجنيس"، مبرزا أن ميرتس لا يركّز في مطالبه على بقية الجنسيات الأخرى، بل فقط على العرب والمسلمين، ولذلك "يمكن اعتباره مطلبه عنصريا".

هناك أسباب أخرى تدفع ميرتس إلى هذا التفكير المناهض للمهاجرين المسلمين، منها رغبته بأن يظهر كنقيض تام لأنجيلا ميركل، ويوضح طارق باي أنه بعد استقبال اللاجئين المسلمين أضحت ميركل "موضوع كراهية للحركة اليمينية في أوروبا"، مضيفا أن "ميرتس مناهض تماما لميركل، وهو جزء من معسكر محافظ في ألمانيا، يعارض الهجرة ويجعل الحد منها مطلبا رئيسيا".

ولا يخفي ميرتس رفضه للاجئين العرب والمسلمين، واتهمهم مؤخرا بمعاداة السامية، إذ كتب بعد اندلاع الحرب في غزة "إذا كان هناك لاجئون من غزة، فهذا أمر يهم الدول المجاورة"، متابعا على تويتر "لا يمكن لألمانيا أن تقبل المزيد من اللاجئين، لدينا ما يكفي من المعادين للسامية في بلادنا".

وطلبت الجزيرة نت تعليقا عبر البريد الإلكتروني من الحزب المسيحي الديمقراطي حول تصريحات ميرتس، لكن لم يصل أيّ رد بهذا الخصوص.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی ألمانیا

إقرأ أيضاً:

تصعيد متجدّد على الجبهة.. إسرائيل تستدرج لبنان إلى الحرب؟!

بعد أيامٍ خفّت فيها وتيرة العمليات على الجبهة الجنوبية إلى الحدّ الأدنى، في سياق ما وُصِف بالهدنة القصيرة وغير المُعلَنة بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله"، أعاد العدوّ الإسرائيلي المواجهة إلى الذروة بغارة جوية على مدينة صور، أدّت إلى استشهاد "القائد محمد نعمة ناصر (الحاج أبو نعمة)"، بحسب توصيف العلاقات الإعلامية في الحزب، وهو توصيفٌ لا يعتمده الحزب إلا في إشارة لكبار القياديّين العسكريين في صفوفه.
 
وفي حين اكتفى "حزب الله" في البيان الذي أصدره بعد الاغتيال، على عادته، بنعي مقتضب للشهيد الذي "ارتقى على طريق القدس"، تقاطعت التسريبات على تأكيد أهمية الدور الذي كان يلعبه، والذي قال الإعلام الإسرائيلي إنّه "القائد الميداني الأقدم في كامل القطاع الغربي"، وأنّه "الرجل المسؤول عن كل العمليات التي تمّت في الجليل الغربي خلال أشهر الحرب"، بوصفه قائد الوحدة المختصّة بالقطاع الغربي بأكمله في جنوب لبنان.
 
ومع مسارعة الحزب لتنفيذ عدة هجمات نوعية وغير مسبوقة على أهداف إسرائيلية بعد اغتيال "الحاج أبو نعمة"، عاد التصعيد في الجبهة اللبنانية إلى ذروته، كما كان بعيد اغتيال القيادي طالب سامي عبد الله "الحاج أبو طالب" الشهر الماضي، حين ارتفعت أسهم الحرب إلى المستوى الأعلى، ما يطرح السؤال إياه عن السيناريوهات المحتملة لما بعد هذا التصعيد، فهل تستدرج إسرائيل لبنان إلى الحرب التي يكرّر مسؤولوها باستمرار أنّ "لا مفرّ منها"؟!
 
أسئلة حول التوقيت
 
صحيح أنّ جريمة اغتيال "الحاج أبو نعمة" تأتي في سياق يعتمده العدو الإسرائيلي في مواجهته مع "حزب الله"، منذ فتح الأخير الجبهة الجنوبية إسنادًا لغزة في الثامن من تشرين الأول الماضي، وهو الذي يركّز بشكل أساسي على سياسة الاغتيالات في الضغط على الحزب، لكنّ الصحيح أنّ هذه الجريمة أثارت الكثير من علامات الاستفهام في توقيتها "الملتبس"، بعدما أوحت تطورات الأيام الأخيرة بتقدّم خيار الدبلوماسية على سيناريوهات الحرب.
 
على مستوى التوقيت، يتوقف العارفون عند شقّين أساسيّين، فقد جاءت عملية الاغتيال المستجدّة بالتزامن مع "زخم لافت" على خطّ الحراك الدولي الساعي لتجنّب التصعيد على الجبهة اللبنانية، وهو ما تجلّى بوضوح باللقاء الذي جمع كبير مستشاري الرئيس الأميركي آموس هوكشتاين في باريس مع الموفد الرئاسي الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان، والذي قيل إنّه خلص إلى اتفاق على مواصلة الجهود من أجل منع توسع الحرب بين لبنان وإسرائيل.
 
وفي التوقيت أيضًا، جاءت العملية في وقتٍ يكثر الحديث إسرائيليًا عن الانتقال إلى "المرحلة الثالثة" من الحرب على غزة، والتي أطلق عليها اسم "جزّ العشب"، وهي استراتيجية إسرائيلية تقوم على "عمليات خاطفة محدّدة"، ما يعني خفضًا للقوات الإسرائيلية الموجودة على غزة، وهو ما يثير تساؤلات عن احتمال نقل العديد إلى الشمال من أجل التفرغ لمواجهة "حزب الله"، وهي مواجهة يقول مسؤولون إسرائيليون إنّها "حتميّة" في نهاية المطاف.
 
موقف "حزب الله"
 
في مقابل هذا الرأي الذي يميل إلى الاعتقاد بأنّ إسرائيل باغتيالاتها واستهدافاتها تستدرج "حزب الله" إلى الحرب، وكأنّها "تستفزّه" لجرّه إلى ملعبها، بحيث يكون هو المسؤول عن "الطلقة الأولى" إن جاز التعبير، ثمّة من يعتقد أن إسرائيل تراهن على أنّ الحزب لن يكون "البادئ بالحرب"، طالما أنّ لا مصلحة له في توسّعها، ولذلك فهي لن تتردّد في استهداف قياديّيه ومسؤوليه كلما لاحت لها الفرصة لذلك، كما حصل في غارة صور.
 
على خط "حزب الله"، يقول العارفون إنّ المعادلة تبقى ثابتة، بمعنى أنّ الحزب لا يريد الحرب، ولن يُستدرَج إليها بطبيعة الحال، لكنّه جاهزٌ لخوضها متى فُرِضت عليه، وهو كما قال أمينه العام السيد حسن نصر الله في أكثر من مناسبة، مستعدٌ لها أكثر من أيّ وقت مضى، وقد تسلّح بكلّ ما يجب لخوضها من دون أيّ ضوابط أو حدود أو أسقف، علمًا أنّ الحزب يعتبر أنّه راكم من القوة ما يكفي لإلحاق الهزيمة بالعدوّ في حال أقدم على أي مغامرة ضد لبنان.
 
وإذا كان "حزب الله" يؤكد أيضًا ثباته على معادلة أنّ الجبهة اللبنانية ستبقى مشتعلة طالما أنّ الحرب على غزة مستمرة، وأن القتال سيتوقف بمجرد التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار في غزة، فإنّ ذلك لا يعني بحسب العارفين، أنه سيترك عمليات الاغتيال التي تستهدف قادته من دون ردّ، فهو يلتزم أيضًا بمعادلة "السنّ بالسنّ والعين بالعين"، وإن بقيت ردوده "مضبوطة" بسقف عدم الذهاب إلى الحرب، ما لم يبدر عن الإسرائيلي ما يوصل إليها.
 
إلى التصعيد دُر.. تبدو الجبهة الجنوبية إذاً في قلب "جولة أخرى" من التصعيد، جولة لا يمكن التكهّن سلفًا بالمسار الذي يمكن أن تتّخذه، فضلاً عن سيناريوهاتها ومآلاتها. لكنّ الأكيد أنّ الأمور تبقى مفتوحة على كلّ الاحتمالات والخيارات، بين "جنون" الإسرائيلي، و"أسقف" الحزب، وما بينهما جهود ووساطات يُخشى أن تسقط عند أول مفترق!
  المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • الرئيس السيسى يهنئ «ستارمر» بفوز «العمال» بالأغلبية وتكليفه برئاسة حكومة بريطانيا
  • خصوم حزب الله يكرّسون شرعيته...تلافيا للتصعيد
  • تصعيد متجدّد على الجبهة.. إسرائيل تستدرج لبنان إلى الحرب؟!
  • ألمانيا تستعيد سلاحا قويا قبل موقعة إسبانيا
  • السعودية تعلن منح جنسيتها للمتميزين في هذه المجالات
  • تفاصيل عمل اليوم الأول للدكتورة جاكلين عازر محافظ البحيرة.. الطرق أولوية
  • استقالة أول نائب ألماني من أصل أفريقي بسبب العنصرية
  • حزب العمال البريطاني يحاول الحصول على أصوات المسلمين في الانتخابات
  • ما الذي يُطَمْئِن حزب الله؟
  • نائب مدير المخابرات الالماني التقى قاسم.. حزب الله وألمانيا علاقة تتخطّى العقبات