طور فريق بحثي في مركز "آي بي إم ريسيرش" رقاقة حاسوبية تستطيع تشغيل تطبيقات الكشف عن الصور المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، بمعدل سرعة يصل إلى 22 مرة مقارنة بالرقائق المتوفرة حاليًا.

وبحسب الدراسة التي نشرتها دورية "ساينس" في 19 أكتوبر/تشرين الأول 2023، فإن الرقاقة الجديدة -التي أطلق عليها الباحثون اسم "القطب الشمالي"- تقدم عددا من المميزات، منها الأداء السريع، واستهلاك الطاقة بكفاءة.

ومن خلال التجارب أكد فريق الباحثين أن الرقاقة أدت كما كبيرا من المهام يصل إلى 25 ضعفا مقارنة بوحدات معالجة الرسوميات "جي بي يو" التقليدية المتوفرة بالأسواق، دون استهلاك مزيد من الطاقة.

تؤدي تطبيقات التعرف إلى الصور وظائف عدة منها تمييز الوجوه. (شترستوك) الذكاء الاصطناعي بين الخيال والواقع

وكان مفهوم الذكاء الاصطناعي ظهر خلال النصف الأول من القرن العشرين في عدد الأفلام السنيمائية التي صورت رجالا آليين أذكياء يستطيعون التفكير، وقد تخيل بعض الكتاب زيادة حدة ذكاء هذه الآلات إلى الدرجة التي جعلتهم يتحدون البشر ويسيطرون عليهم.

ويعد العالم البريطاني آلان تورينغ أول من بحث إمكانية تطوير الذكاء الاصطناعي على أرض الواقع مستخدما الرياضيات، وهو العالم الذي وظفه مختبر الفيزياء الوطني في لندن من أجل بناء حاسوب، وبالفعل وضع مواصفات أول حاسوب قادر على تخزين البرامج.

وطرح تورينغ تساؤلا مهما: إذا كان البشر يستغلون المعلومات المتاحة لديهم، إلى جانب قدرتهم على الاستنتاج، في اتخاذ القرارات وحل المشكلات، فلماذا لا تستطيع الآلات أداء نفس العمليات؟

وتطورت تقنيات الذكاء الاصطناعي عبر السنوات إلى أن حدثت الطفرة الكبرى التي أدت إلى ظهور "تشات جي بي تي" في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، وأعقب ظهوره تطوير عدد كبير من التقنيات، منها تقنيات التعرف إلى الصور.

ومع زيادة انتشار المحتوى المرئي خلال السنوات الأخيرة، عكف الباحثون على تطوير تقنيات تسهم في تحسين كفاءة التعامل مع هذا النوع من المحتوى، فظهرت تطبيقات التعرف إلى الصور المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.

وتؤدي هذه التطبيقات وظائف عدة، منها التعرف إلى الوجوه، والكشف عن أشكال معينة موجودة في الصور، وقراءة النصوص، إلى جانب تحديد محتويات الصور وتعريفها، مثل التطبيقات التي يمكنها تمييز بعض أنواع النباتات طبقا لسماتها. وتسهم الشريحة الجديدة محل الدراسة إلى تحسين كفاءة هذا النوع من التطبيقات.

ونشر الباحثان بجامعة كاليفورنيا الأميركية، سوبرامانيان آير وفيواني رويتشادري، مقالا بدورية "ساينس" بهدف تحليل الرقاقة الجديدة، وهو المقال الذي أشار إليه التقرير المنشور بموقع "تك إكسبلور".

تصميم ذكي يعزز سرعة تنفيذ المهام

الباحثان أوضحا أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي التجارية، مثل "تشات جي بي تي"، تعتمد بشكل أساسي على البيانات الموجودة على الإنترنت، ما يبطء عملية تنفيذها للمهام.

أما الرقاقة الجديدة، فتتميز -على حد قولهم- بضمها كل من نموذج المعالجة والبيانات المطلوبة لتنفيذ المهام في آنٍ معا.

ويساعد التصميم المميز للرقاقة – الذي يتضمن مجموعة من الأجزاء المسؤولة عن الذاكرة الإلكترونية ووحدات المعالجة المركزية المتعددة والمترابطة – في إنجاز المهام بكفاءة، ويسهل معالجة البيانات، ويدعم الحصول على الإجابات سريعا.

وقد أجرى فريق "آي بي إم" البحثي عددا من التجارب على الرقاقة، وعدد من وحدات معالجة الرسوميات المتوفرة تجاريا، من ضمنها منتج شركة "إنفيديا"الرائدة. وخلال التجارب، استخدم أعضاء الفريق تطبيقات محددة وقاسوا سرعة تنفيذ المهام، ووجدوا -على حد زعمهم- أن رقاقتهم الجديدة تتفوق على الأخريات فيما يتعلق بسرعة تنفيذ المهام.

تصميم الرقاقة المتميز يعزز سهولة معالجة البيانات ويدعم الحصول على الإجابات سريعا. (شترستوك)

واعترف الباحثون بوجود عيب كبير في الرقاقة الجديدة يتمثل في عدم قدرتها على "التدرب" من أجل اكتساب المعلومات، أو تشغيل النماذج اللغوية الكبيرة، مثل "تشات جي بي تي"، إنما تستطيع تنفيذ مجموعة محددة من العمليات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.

وتتمثل خطوتهم القادمة في الربط بين عدد من الرقاقات الجديدة معا، محاولين التغلب على عيوبها الحالية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: تنفیذ المهام التعرف إلى

إقرأ أيضاً:

هل ينافس الذكاء الاصطناعي مستقبلا العلماء على جوائز نوبل؟

يمن مونيتور/قسم الأخبار

يضع الذكاء الاصطناعي المتمثل ببرامج توليد الصور وروبوتات المحادثة الفنانين والكتاب على المحك، لكن العلماء يعتقدون أن بإمكانه إحداث ثورة في الأبحاث والظهور في جوائز نوبل.

في عام 2021 أطلق العالم الياباني هيرواكي كيتانو ما سماه “نوبل تيرنينغ تشالنج”، الذي يتحدى الباحثين لإنشاء “عالم قائم على الذكاء الاصطناعي” قادر بصورة مستقلة على إجراء أبحاث تستحق جائزة نوبل بحلول عام 2050.

يعمل بعض الباحثين بلا كلل لإنشاء مثل هؤلاء الزملاء القائمين على الذكاء الاصطناعي، وثمة نحو 100 “روبوت علمي” تعمل أصلاً في مجال العلوم، وفق ما يوضح روس دي كينغ، وهو أستاذ متخصص في الذكاء الاصطناعي لدى جامعة تشالمرز في السويد.

وفي عام 2009، نشر المتخصص مقالة عرض فيها مع باحثين آخرين روبوتاً علمياً اسمه “آدم”، يشكل أول آلة تنتج اكتشافات علمية بصورة مستقلة.

ويقول كينغ لوكالة الصحافة الفرنسية “لقد صنعنا روبوتاً اكتشف أفكاراً علمية جديدة واختبرها وأكد صحتها”.

اكتشافات “آدم”

وقد برُمج الروبوت لوضع فرضيات بصورة مستقلة، وتصميم تجارب لاختبارها وحتى برمجة روبوتات مخبرية أخرى لتنفيذ هذه التجارب والتعلم في النهاية من هذه النتائج.

وكُلف “آدم” باستكشاف العمل الداخلي للخميرة وتوصل إلى “وظائف جينات” لم تكن معروفة في السابق.

ويشير معدو المقالة إلى أن هذه الاكتشافات “متواضعة” ولكنها “ليست تافهة”.

وقد ابتكر روبوت علمي ثان أطلق عليه تسمية “إيف” لدراسة الأدوية المرشحة لعلاج الملاريا وأمراض المناطق الاستوائية الأخرى.

مع روبوتات مماثلة، “تكلف الأبحاث مبالغ أقل، كما أن هذه الآلات تعمل على مدى الساعات الـ24″، وفق ما يوضح روس د. كينغ، مضيفاً أنها أكثر دقة في متابعة العمليات.

ويقر الباحث بأن الذكاء الاصطناعي لا يزال بعيداً من مستوى العالم الذي يستحق جائزة نوبل، إذ يتطلب ذلك روبوتات “أكثر ذكاءً” قادرة على “فهم الوضع ككل” للتنافس ونيل جوائز نوبل.

 

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • هل ينافس الذكاء الاصطناعي مستقبلا العلماء على جوائز نوبل؟
  • اعداد النازحين في تزايد مستمر الى الاقضية الشمالية كافة.. وأرقام تكشف
  • هل ينافس الذكاء الاصطناعي الإنسان مستقبلا على جوائز نوبل؟
  • الذكاء الاصطناعي يهدد الذكاء البشري
  • الذكاء الاصطناعي ينافس على نوبل!
  • ينتج صوتاً وصورة.. ميتا تكشف عن الذكاء الاصطناعي الجديد موفي جين
  • استخدام الذكاء الاصطناعي في تشخيص "التصلب المتعدد".. و12 ألف مريض سنويًا
  • الذكاء الاصطناعي.. هل سينافس البشر على الجوائز؟
  • جديد الذكاء الاصطناعي.. يمكنه اكتشاف المشاعر!
  • «مايكروسوفت» تطلق حواسيب جديدة مدعومة بـ«الذكاء الاصطناعي»