تقرير خاص| تعرف على الفرق بين اليهودية والصهيونية.. وهل اليهود كلهم صهاينة؟
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
اليهودية والصهيونية مصطلحان غالبا ما يستخدمان بالتبادل، لكنهما يمثلان مفاهيم متميزة ذات آثار تاريخية ودينية وسياسية مختلفة.
إن فهم الفرق بينهما أمر ضروري للحصول على منظور دقيق بشأن المسائل المتعلقة بالهوية اليهودية، ودولة إسرائيل المحتلة، والعدوان الإسرائيلي علي فلسطين.
اليهودية: الدين والهوية الثقافيةاليهودية هي واحدة من أقدم الديانات التوحيدية في العالم، ولها تاريخ غني يعود إلى آلاف السنين، وهي تشمل مجموعة من المعتقدات والممارسات والتقاليد الدينية التي يتبعها الشعب اليهودي في جميع أنحاء العالم.
تتميز اليهودية بالتركيز القوي على عبادة إله واحد، ومراعاة الشرائع الدينية، والالتزام بمجموعة واسعة من العادات والتقاليد التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من الثقافة اليهودية.
تشمل الجوانب الرئيسية لليهودية ما يلي:
التوحيد: الإيمان بإله واحد، كما ورد في صلاة الشيما، وهي صلاة يهودية مركزية.
النصوص المقدسة: يتمتع الكتاب المقدس العبري، بما في ذلك التوراة (الأسفار الخمسة الأولى من الكتاب المقدس)، والتلمود، ونصوص أخرى، بسلطة دينية وأخلاقية كبيرة.
عبادة الكنيس: غالبًا ما تتم الخدمات الدينية اليهودية في المعابد، حيث يقود الحاخامات الجماعة في الصلاة ودراسة النصوص المقدسة.
التقاليد الثقافية: تشمل اليهودية نسيجًا غنيًا من التقاليد الثقافية، بما في ذلك الطقوس والأعياد (مثل عيد الفصح والحانوكا ويوم الغفران) وقوانين الطعام (كوشر).
الصهيونية: حركة سياسية وقوميةمن ناحية أخرى، فإن الصهيونية هي حركة سياسية وقومية ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر، في المقام الأول ردًا على الاضطهاد والتمييز الذي واجهته المجتمعات اليهودية في أوروبا.
والمبدأ الأساسي للصهيونية هو الإيمان بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.
تشمل الجوانب الرئيسية للصهيونية ما يلي:
البحث عن وطن لليهود: دعا الصهاينة إلى إنشاء وطن لليهود في فلسطين التي كانت تحت السيطرة العثمانية آنذاك.
مصطلح "صهيون" هو إشارة إلى القدس في التاريخ اليهودي.
المتغيرات العلمانية والدينية: تشمل الصهيونية سلالات مختلفة، من الصهيونية العلمانية، التي تؤكد على الدولة اليهودية، إلى الصهيونية الدينية، التي ترى إنشاء دولة يهودية كضرورة دينية.
قيام دولة إسرائيل: كان ذروة التطلعات الصهيونية هو إعلان دولة إسرائيل عام 1948، بعد موافقة الأمم المتحدة على خطة تقسيم فلسطين.
التفاعل المعقدومن الضروري أن ندرك أن العلاقة بين اليهودية والصهيونية ليست موحدة، في حين أن العديد من اليهود يتعاطفون مع القضية الصهيونية، ويرون أن دولة إسرائيل هي تحقيق لتطلعاتهم الوطنية، فإن آخرين يتعاملون مع الصهيونية بحذر أو معارضة، وغالبًا ما يكون ذلك لأسباب دينية أو سياسية أو أخلاقية.
بالإضافة إلى ذلك، هناك صهاينة غير يهود يؤيدون فكرة الدولة اليهودية لأسباب مختلفة، بما في ذلك الاعتبارات الجيوسياسية.
علاوة على ذلك، من المهم فصل المناقشات السياسية المحيطة بإسرائيل والصهيونية عن انتقادات سياسات الحكومة الإسرائيلية أو الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.
ويتضمن الأخير قضايا جيوسياسية وقضايا حقوق الإنسان معقدة تتطلب تحليلاً ومناقشة مدروسة خارج نطاق هذه المقالة.
باختصار، اليهودية هي دين وهوية ثقافية تسبق الصهيونية، في حين أن الصهيونية هي حركة سياسية وقومية ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر بهدف إنشاء وطن لليهود.
إن فهم هذه الاختلافات أمر ضروري للمشاركة في مناقشات هادفة حول الهوية اليهودية ودولة الاحتلال، إسرائيل، والمسائل الجيوسياسية ذات الصلة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: اليهودية الصهيونية اليهود صهاينة القدس الاحتلال إسرائيل دولة إسرائیل
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تكثف عمليات الهدم والتحصينات العسكرية شمال قطاع غزة: تقرير موثق بالصور
كشفت صور جديدة التقطتها الأقمار الاصطناعية عن حجم عمليات الهدم التي نفذتها إسرائيل في شمال قطاع غزة، إضافة إلى إنشاء تحصينات عسكرية في المناطق السكنية.
التقرير الذي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية يوثق تدمير أحياء بأكملها وإنشاء بنية تحتية عسكرية في مناطق مثل جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، مما أدى إلى تفاقم معاناة السكان المحليين.
التدمير في شمال غزة: آلاف المباني في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانونوفقًا للتقرير، هدمت إسرائيل أكثر من:
5000 مبنى في جباليا.3600 مبنى في بيت لاهيا.2000 مبنى في بيت حانون.ورغم التحذيرات الإسرائيلية التي وصلت للسكان عبر منشورات ومكالمات هاتفية، أفاد المدنيون بأنه لا توجد أماكن آمنة تهرب إليها العائلات، في ظل الغارات الجوية المتواصلة.
النزوح الجماعي ومعاناة المدنيينأسفرت العمليات العسكرية عن نزوح عشرات الآلاف من السكان:
اضطر أكثر من 100 ألف شخص إلى الفرار من منازلهم.بقي أقل من 50 ألف شخص فقط في المناطق الشمالية، وهو ما يمثل نحو ثُمن عدد السكان قبل بدء العدوان، وفق بيانات الأمم المتحدة.وأشارت منظمات إنسانية إلى صعوبات كبيرة في إيصال المساعدات إلى السكان المتبقين، مما يزيد من معاناتهم في ظل انعدام الخدمات الأساسية.
التحصينات العسكرية الإسرائيلية شمال القطاعأظهرت صور الأقمار الاصطناعية قيام الجيش الإسرائيلي ببناء تحصينات عسكرية جديدة تشمل:
منصات دفاعية مرتفعة قادرة على استيعاب نحو 150 مركبة عسكرية.إنشاء طرق ومرافق دفاعية حول مخيم جباليا للاجئين، الذي دُمّر نحو نصفه منذ بدء العمليات العسكرية.الأوضاع الإنسانية تحت الحصارتستمر المعاناة الإنسانية في شمال غزة مع استمرار القصف والنزوح. ويؤكد السكان أن الوضع يتدهور يومًا بعد يوم، في ظل غياب أي حلول دائمة أو ممرات آمنة تتيح لهم النجاة من دائرة الصراع.