غزه تحترق.. فهل من مغيث؟!
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
راشد بن حميد الراشدي **
هي رساله أوجهها اليوم لكل شريف من شرفاء العالم ولكل قائد وزعيم في شتى بقاع العالم، فما يحدث في غزة لم يرى له العالم مثيل من قبل: حرق الأرض والنسل، فلا ضميرًا عربيًا ولا ضميرًا مسلمًا ولا ضميرًا إنسانيًا تتقطع أفئدته على قتل الأطفال والنساء والعجزة والشباب والمدنيين عموما، تنفيذًا لأطماع عدو غاشم متعجرف ظالم محتل حقود بائس، لا تهمه سوى قراراته وملذاته.
غزة تحترق عن بكرة أبيها والعالم يشاهد آلاف الجثث وقد امتلأت بهم الطرقات وبعضهم تحت أكوام الجدران وعشرات الآلاف من المصابين الذين لا حول لهم ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وقد عجّت بهم المستشفيات وتقطعت بهم السبل ونفذ عنهم الدواء.
غزة تحترق ووأسفاه لصمت رهيب أطبق على أفواه البشرية جمعاء الأخ قبل الصديق والقريب قبل البعيد، تعبت الحناجر من الصراخ وجفت العيون وتحجرت من النياح على أمة ماتت ومات ضميرها قبل موتها وإلا كيف تركوا أهلهم لمفترس يدك بطائراته ليل نهار أناس عزل لا جرم لهم سوى أن قالوا ربنا الله وتوكلوا عليه في تحرير أرضهم من دنس المعتدي الغاشم الذي أظهر في هذه المعركة غير المتكافئة مدى حقده الدفين وخبثه اللئيم وقتله الأبرياء من المؤمنين؛ فهو مجرم حرب لا محالة وهو قاتل مغتصب يسانده خبثاء الأرض وإرهابيي هذا الزمان الذين يطبقون قوانينهم على الناس ويتفاخرون بالإنسانية والديمقراطية، وهم خواء منها والدليل ما يحدث حولنا اليوم.
رسالتي اليوم لجميع الحكام والشعوب.. أنقذوا غزة من هذا المغتصب، أنقذوا غزة من هذا الإجرام المجنون؛ فعواقبه خطيرة وويلاته كبيرة على العالم بأسره.
اليوم غزة تحترق وغدًا بإذن الله تل أبيب ستحترق، وهذا لا محالة،فإن وعد الله آتٍ والنصر للإسلام والمسلمين مهما تخلى عنه بني عرقه وجلدته، فهناك فئة مؤمنة ستقاتل وتقاتل حتى يتحقق على يدها نصر الله.
غزه تحترق.. فهل من مغيث؟!
اللهم بلغت اللهم فأشهد
اللهم إني استودعتك غزة وأهلها فكن لهم نعم المعين واغفر لشهدائهم واشف مرضاهم وانصرهم بقدرتك يا أرحم الراحمين، فقد بلغ السيل الزبى من هول ما يحدث من إجرام، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد الأمين وآله وصحبه أجمعين.
** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
سامحوني
كلام الناس
نورالدين مدني
لاحظت أنني أصبحت سريع الانفعال اتوتر لأتفه الأسباب، الأمر الذي جعلني أخطئ مع أولادي وأحفادي رغم أنهم أحاطوني بكل الحب الذي كنت افتقده في حياتي الخاصة بأستراليا الرحيبة.
إنني أدرك أسباب هذا التحول السلبي في سلوكي لأنني صدمت من التغير الكبير الذي لمسته (في القاهرة الجديدة) التي سادت في علاقاتها ومعاملاتها الجوانب المادية الجافة، لكن ذلك لا يبرر سلوكي الفظ تجاه الأقربين الذين ما حضرت للقاهرة الا للاطمئنان عليهم.
صحيح أن سطوة المادة سمة عالمية لا تقتصر على القاهرة دون غيرها من عواصم العالم، لكن ما وجدته في أستراليا الرحيبة من حياة كريمة ورعاية وخدمات افتقدتها فجأة في القاهرة.
لم اقصد المقارنة بين ما وجدته في أستراليا التي احتضنتني بعد أن ضاقت بي أرض السودان بما رحب وبين مصر التي لا ذنب لها فيما جرى من متغيرات ضاغطة أثرت في حياة الناس وسلوكهم المجتمعي، لكنني قصدت مراجعة نفسي بعدما شعرت بأنني تأثرت بهذه المتغيرات الضاغطة وأثرت سلباً في علاقاتي ومعاملتي مع من أحب.
أكتب هذا الإعتذار الخاص واتقدم بجزيل الشكر لأولادي وأحفادي وأهلي العالقين بمصر ولكل الذين تكبدوا مشاق الحضور من مناطق بعيدة لزيارتنا، والشكر موصول لزملاء المهنة من الصحفيين الذين شرفونا بالزيارة وحتى الذين حيونا من على البعد عبر وسائل التواصل الإجتماعي.
بقيت لنا أيام معدودة في أم الدنيا التي ما زالت بخير رغم كل مظاهر القسوة التي شوهت سلوك بعض مواطنيها وبعض من تأثروا بالحياة فيها، أسأل الله عز وجل أن تزول أسباب معاناة السودانيين في الداخل و في جميع أنحاء العالم، وأن يسود السلام في بلادنا وفي العالم أجمع، وأن نسترد جميعنا عافيتنا النفسية والمجتمعية بلا منغصات أو مهددات أو ضغوط.
أرجوا أن تسامحوني على كل هفوة اقترفتها تجاهكم مهما صغرت أو كبرت، وأسأل الله أن يجمعنا على خير وفي خير، وأن يشملنا جميعاً بواسع رحمته وكريم رعايته أنه نعم المولى ونعم النصير.