حلفاء إسرائيل يخشون الوقوع في "فخ" الصراع بغزة
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
في الوقت الذي تسعى فيه حركة حماس وحلفاؤها إلى صراع أوسع نطاقاً، يشاهد الجنود الإسرائيليون الغارات الجوية ومدافع الهاوتزر الساخنة تقصف أهدافاً في غزة، ويفحصون ويعيدون فحص أسلحتهم الشخصية واتصالاتهم وأشرطتهم.
تحركات إسرائيل سوف تحدد شكل الأمور المقبلة خاصة في غزة
وبحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، تساءل عدد قليل جداً من بين آلاف الجنود الإسرائيليين المستعدين للقتال: "هل هذا أمر جيد؟ أم أنه فخ؟"، مشيرين إلى أن حماس ومؤيديها في طهران كانوا يخططون بالتأكيد لمواجهة هجوم بري إسرائيلي شرس بعد التسلل المرعب لإسرائيل".
وأوضحت الشبكة أن تحركات إسرائيل المقبلة سوف تحدد شكل الأمور مستقبلاً، ربما لعقود من الزمن، وكل ذلك يعود إلى غزة.
Israel’s allies fear it could be walking into a trap in Gaza as Hamas and its allies seek a wider conflicthttps://t.co/ZQxma2lYYQ
— MSN (@MSN) October 26, 2023 صراع واسعووفقاً لتقرير "سي إن إن"، لقد مزقت حماس قطاع غزة بشبكات من الأنفاق، لافتة إلى أنها ستكون قد غطت المشهد فوق الأرض بالفخاخ المتفجرة، وستكون لديها خطط لمقابلة الجيش الإسرائيلي بأي شيء، من أسراب من الانتحاريين إلى فرق الخطف لأخذ الجنود كرهائن.
وقالت "إن مهارات صنع القنابل التي تتمتع بها ميليشيا حزب الله الإرهابية، الحليف الوثيق لحركة حماس، انتشرت في جميع أنحاء الشرق الأوسط.. وفي غزة، ستعرف القوات الإسرائيلية أنها تواجه عبوات ناسفة مصنوعة بحشوات يمكن أن تشل دبابة، وسيعلمون أن قدرة حزب الله على تدمير المدرعات قد تم تحسينها بشكل أكبر، منذ أن خاضت إسرائيل آخر معركة جدية في لبنان عام 2006".
وأضافت "الآن أصبحت حماس تتمتع بقدرات مضادة للطائرات، ذلك أن مروحيات الأباتشي الإسرائيلية التي تقدم دعماً وثيقاً للمشاة، سوف تكون عرضة لهجوم رجل واحد يحمل صاروخ أرض جو".
وتابعت الشبكة "لا شك أن لدى حماس أيضاً طواقم من المروجين المستعدين لتصوير هجماتها على القوات الإسرائيلية.. لا شيء من شأنه أن يؤجج الشباب الغاضبين أو يدفعهم إلى التطرف أكثر من الأفلام الدموية والجريئة، وقد علمنا تنظيم داعش الإرهابي ذلك".
المرحلة الثانيةووفقاً للتقرير، من الآمن الافتراض أن حماس كانت تخطط لارتكاب مذبحة واسعة النطاق في غزة، وفي الواقع قد يكون هذا هو هدف المرحلة الثانية بعد هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان يوم الأحد الماضي: "إن أي سوء تقدير في استمرار الإبادة الجماعية والتهجير القسري، يمكن أن يكون له عواقب خطيرة ومريرة، سواء في المنطقة أو على دعاة الحرب".
وكشفت الشبكة أن كلماته لا يقصد منها التحليل، بل هي تهديد، والبيت الأبيض يعرف ذلك.. إن الفخ الذي ينصب ضد إسرائيل يمكن أن يؤدي إلى عواقب واسعة النطاق وخطيرة، تؤدي إلى نوع من "صراع الحضارات" الذي أعقب أحداث 11 سبتمبر (أيلول).
وأشارت إلى أن مصدر القلق الرئيسي للرئيس جو بايدن، سيكون سلامة الرهائن الأمريكيين في غزة، وما يزيد عن 200 رهينة أخرى تحتجزها حماس وجماعات أخرى في القطاع.. ولكن منذ نهاية الأسبوع، عكست مصادر لشبكة سي إن إن في واشنطن مخاوف من أن تؤدي عملية برية إسرائيلية واسعة النطاق، إلى إشعال حريق قد يخرج عن نطاق السيطرة (من النوع الذي اندلع في العراق بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للإطاحة بصدام حسين).
"توغل كبير".. #إسرائيل تنشر فيديو بدء الهجوم البري على #غزة https://t.co/4MmCUvv263
— 24.ae (@20fourMedia) October 26, 2023 خسائر فادحةوقتل نحو 1400 شخص في الغارات التي قادتها حماس داخل إسرائيل، في حين ارتفع عدد القتلى في غزة إلى أكثر من 6546، وفقاً لمسؤولي الصحة الفلسطينيين.. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يحاول تقليل الخسائر في صفوف المدنيين.
وتم فرض حالة حصار شبه كامل على السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتقول الأمم المتحدة إن 1.4 مليون شخص نزحوا داخل الشريط الرقيق من الأرض.. ومع ذلك، فإن أي عملية برية من جانب إسرائيل ستعني حتماً ارتفاع هذه الأرقام على كلا الجانبين.
وكانت هناك مسيّرات مؤيدة للفلسطينيين في جميع أنحاء العالم، احتجاجاً على مستوى الدمار الذي أصاب غزة بالفعل من قبل القصف الإسرائيلي، وإذا بدأ التوغل البري فسيكون الأمر أسوأ بكثير وستكون الاحتجاجات أعلى صوتاً.
مشاركة حزب اللهومن ناحية أخرى، التقى الأمين العام لميليشيا حزب الله الإرهابية، حسن نصر الله، أمس الأربعاء، نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري، والأمين العام لحركة الجهاد الفلسطينية زياد النخلة.
وقال نصر الله في بيان: "تم تقييم ما يجب على أطراف محور المقاومة القيام به في هذه المرحلة الحساسة، لتحقيق انتصار حقيقي في غزة وفلسطين، ووقف العدوان الغادر والغاشم على شعبنا بعد ذلك".
ولفتت الشبكة إلى أن مرافقين من لواء القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الذراع العسكري والاستخباراتي الدولي الرائد لطهران، كانوا حاضرين، وقام لواء القدس بتدريب وتمويل وتوجيه المجموعات الثلاث لسنوات عديدة.
وأوضحت أن هذه الجماعات سوف تتطلع إلى استغلال تحركات إسرائيل التالية في غزة، باعتبارها "المرحلة الثانية" الخاصة بهم من هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.. وقالت: "لقد بدأ حزب الله بالفعل في إبعاد القوات الإسرائيلية عن التركيز الحصري على غزة، من خلال المناوشات على طول الحدود الجنوبية للبنان".
هل يدخل #حزب_الله "المسلحّ بـ150 ألف صاروخ" الحرب؟ https://t.co/GFbyefkOQ5
— 24.ae (@20fourMedia) October 24, 2023 تكرار الأخطاءووفقاً للتقرير، ربما تحاول إيران صرف انتباه واشنطن بعيداً عن المسرح الإسرائيلي، لكنها ربما تحاول أيضاً جر الولايات المتحدة إلى المزيد من الصراع، الذي تحاول واشنطن جاهدة تجنبه، حيث حذر الرئيس جو بايدن الحكومة الإسرائيلية من تكرار الأخطاء التي ارتكبتها واشنطن في أفغانستان.
وقالت مديرة المعهد الملكي للخدمات المتحدة والمستشارة السابقة للجيش الأمريكي لشؤون مكافحة الإرهاب، في أفغانستان، كارين فون هيبل: "هذه هي الحكمة التقليدية".
ولكن رئيس المعهد الإسرائيلي للدراسات الإستراتيجية، مارتن شيرمان، المدافع منذ فترة طويلة عن اتخاذ موقف أكثر تشدداً ضد منافسي أو أعداء بلاده الإقليميين، لا يتفق مع هذا الرأي.. وهو يعتقد أن إسرائيل يجب أن تدخل غزة، وبقوة.
وقال: "لا أعتقد أن العرب سوف يتصالحون حقاً مع إسرائيل.. الحد الأدنى الذي يمكن لإسرائيل أن تسعى جاهدة لتحقيقه، هو أن تكون موضع خوف كبير وأفضل ما يمكن أن تأمل فيه هو أن يتم قبولها على مضض".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل أمريكا حزب الله حزب الله یمکن أن فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة تواجه تعنت مجرم الحرب نتنياهو
يمانيون ـ تقرير| عبدالعزيز الحزي
رغم الجهود المبذولة عربياً وأمريكياً لإنجاح مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في قطاع غزّة والظروف التي تمر بها المنطقة، لكن يبدو أن المحاولة تشبه سابقاتها وستفشل وسيستمر العدوان على غزّة، لأن مجرم الحرب رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو تمكّن من “تفخيخ” هذه المفاوضات بمطلب أساسي وهو الوقف المؤقت وليس الدائم لإطلاق النار، الأمر الذي سيُمكّنه من العودة إلى العدوان بعد تبادل الأسرى.
ويؤكد الكثير من الخبراء أن نتنياهو لا يريد وقف الحرب، وكان واضحاً منذ البداية أن شرط استكمال الحرب بعد انتهاء فترة الهدنة أساسي ولا عودة عنه، وللتأكيد عليه، تحدّثت معلومات عن طلبه ضمانة خطّية من الولايات المتحدة تؤكّد “حقه” بالعودة إلى القتال بعد انتهاء تبادل الأسرى، وبالتالي بات جلياً أن الكيان الصهيوني الغاصب يُريد الاستمرار حتى تحقيق أهداف بعيدة الأمد في غزّة.
وفي هذا السياق، كشف رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الصهيوني السابق تامير هيمان، السبت، عن الخطوط العريضة لمبادرة أمريكية محتملة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وفيما يتعلق بالاتفاق المحتمل بشأن هدنة في غزة وتبادل أسرى، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك ساليفان: “نتطلع إلى إبرام اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة”، وذكر أن “التوصل إلى اتفاق في غزة بات أمرا ملحا من أجل إطلاق سراح الرهائن”.
واعتبر أن “موقف حماس عدّل نفسه بعد وقف إطلاق النار في لبنان، وذلك لأنها انتظرت منذ أشهر الجهات الفاعلة لنجدتها”، في تبنٍ مباشر للرواية الصهيونية.
ذكر أنه “منذ اللحظة التي توصلنا فيها إلى وقف إطلاق النار (بلبنان)، كان للمفاوضات طابع مختلف، ونعتقد أن هذا قد وضعنا على الطريق نحو إتمام الاتفاق”.
وأضاف ساليفان: إن “اتفاق وقف إطلاق النار، سيسمح بإطلاق سراح الرهائن، وإدخال المساعدات الإنسانية لغزة”.. معتبراً أن “اغتيال “إسرائيل” قادة في حماس، قد ساعد أيضا في وضع محادثات وقف إطلاق النار على المسار الصحيح لتحقيق نتائج”، علما بأنه لا جديد بشأن اغتيال أي من قادة الحركة، خلال الآونة الأخيرة.
وتابع: “أعتقد أننا اقتربنا مرة أخرى من صفقة لإطلاق الرهائن، وسنواصل العمل للتوصل إليها سريعا” مؤكدا أنه سيتوجه للدوحة والقاهرة، لسد الثغرات النهائية بشأن صفقة غزة، وقال: “عندما أزور الدوحة والقاهرة، سيكون هدفي هو التوصل لاتفاق، خلال هذا الشهر”.
وأشار ساليفان إلى أنه “بعد اجتماعي مع رئيس الحكومة الصهيونية، لدي شعور أنه مستعد للتوصل لاتفاق”.. مُشدداً على أن “كل يوم يأتي بمخاطر متزايدة، وهناك حاجة ملحة لإبرام الاتفاق”.
ويعتقد المراقبون أن الكيان الصهيوني سيكرر تعنته مع كل مفاوضات، ويتزامن تعنته مع مرونة من “حماس” لإنجاح المفاوضات، وضغط ومحاولات تذليل عوائق من الوسيطين قطر ومصر، لكن أفخاخ نتنياهو كانت كالأرانب، يُخرجها من قبعته كلما تقدّمت المحادثات وتذيّلت عوائق، فتارة يُثير مسألة محور فيلادلفيا، وطوراً محور نتساريم، ليؤكّد أن الكيان الصهيوني هو الطرف الذي يُعرقل نجاح المفاوضات، لا “حماس”.
ولا يُمكن نعي الاتفاق من اليوم، ومن المرتقب أن تستمر المحادثات، لكن بعض المراقبين يقولون إن “الضرب بالميت حرام”، في إشارة إلى أن مُحاولات التوصّل إلى اتفاق “شبه ميت”، حتى أن نتنياهو نعاها حينما نقلت عنه هيئة البث الصهيونية “تشاؤمه” بشأن إمكانية إتمام صفقة التهدئة في غزة وقوله: إنه “لا يوجد احتمال كبير لنجاحها”.
ويري المراقبون، أن نتنياهو المُهدّد بالفشل السياسي والملاحقة القضائية فور انتهاء الحرب ليس مستعجلاً لوقف إطلاق النار، لا بل يُريد الاستمرار في مُحاولة لتحصيل أي مكاسب سياسية وعسكرية تحمي مستقبله، وهذه المكاسب قريبة وبعيدة الأمد، منها ما هو مرتبط بمُحاولة تدمير الحد الأقصى من قدرات “حماس”، ومنها ما هو مرتبط بـ”اليوم التالي” لغزّة ومعادلات الرد ضد إيران.
كما يرى المراقبون أن إفشال نتنياهو مفاوضات الهدنة سيعني العودة إلى التصعيد، ومن الواضح أن نتنياهو يُريد التصعيد الإقليمي ولا يخشاه، لأن فرص تفاديه متاحة أمامه لكنه رافض تماماً لكل الاقتراحات التهدئة، لا بل يسعى للتصعيد، وقد صدرت تعليمات صهيونية لزيادة حدّة القتال في غزّة.
إذاً، المنطقة ستصبح على صفيح ساخن جداً، لن يُبرّده التفاؤل الأمريكي، ومن المرتقب أن يعود الحديث عن تصعيد واحتمال وقوع اشتباك إقليمي أوسع ولن يكون بمنأى عن الحريق الذي سيحمل نتائج مدمّرة على غزّة والكيان الغاصب وعواصم عربية أخرى.
المصدر: وكالة سبأ