أسياد رابع أكبر شركة بالشرق الأوسط لقادة الاستدامة في النقل واللوجستيات
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
العُمانية: حصلت مجموعة أسياد على المركز الرابع بصفتها أكبر شركة نقل ولوجستيات مستدامة في المنطقة، وفقًا لقائمة قادة الاستدامة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من مجلة "فوربس" الشرق الأوسط، ما يؤكد جهودها في تنفيذ التقنيات والممارسات عبر وحدات أعمالها وإسهامها في بناء مستقبل مُستدام في سلطنة عُمان.
وتضم قائمة "فوربس" الشرق الأوسط لقادة الاستدامة الشركات في منطقة الشرق الأوسط في مجال التحول المستدام والتنويع الاقتصادي وتقليل الاعتماد التقليدي على الوقود الأحفوري.
وتعتمد القائمة التي تنقسم إلى 11 قطاعًا رئيسًا على مجموعة من العوامل في تصنيفها، بدءًا من التأثير البيئي الإيجابي بالنسبة لحجم الشركة، وشفافية تقارير الاستدامة، والمبادرات المتعلقة بها، والشراكات متعددة القطاعات في مجال الاستدامة، إضافة إلى الخطط الواضحة للوصول إلى صافي صفر في الانبعاثات.
وقد تبنت وطورت مجموعة أسياد منذ تأسيسها في عام 2016، نظامًا متكاملًا متطورًا في مجال اللوجستيات أصبح مثالًا للكفاءة والنمو المستدام، ومن خلال التزامها الثابت للوصول إلى صافي صفر في انبعاثات الكربون ضمن خطة سلطنة عُمان بحلول عام 2050، تُعطي المجموعة أولوية قصوى للاستدامة ضمن استراتيجيتها وثقافتها التنظيمية، ما سمح لها بتحقيق تصنيف على مؤشر الاستدامة في سلطنة عُمان لعامين متتاليين.
وطورت مجموعة أسياد إطارًا قويًّا للمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية في عام 2022، يمثل جوهرًا أساسيًّا في عمليات تحول أعمالها ويركز على أربعة مجالات رئيسة بما في ذلك القيادة البيئية، وإيجاد بيئة عمل مزدهرة، ومشاركة المجتمع، ونمو وحوكمة مستدامة.
وقد أثمرت جهود مجموعة أسياد ونموها السريع والمستدام في حصولها على المركز الرابع على قائمة أكبر 10 شركات لوجستية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الأمر الذي يُثبت إمكاناتها المتكاملة على المستوى العالمي إضافة إلى تنفيذ المجموعة مبادرات استدامة مهمة تغطي مجموعة وحدات الأعمال والشراكات والمشروعات المشتركة.
ومن خلال ذراع الشحن الخاص بها، أسياد للنقل البحري، نجحت المجموعة، وبصفتها أول شركة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تأمين صفقة شحن مرتبطة بالاستدامة بقيمة 35 مليون دولار أمريكي، ما أوجد هيكلًا يتتبع أهداف الأداء بالنسبة لأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة ومؤشر الكفاءة الطاقة.
ودخلت المجموعة في شراكة مع القطاعين الحكومي والخاص للتعاون مع مؤسسات أكاديمية لتطوير تقريرها عن الهيدروجين الأخضر الذي يستكشف الآفاق المتعلقة بالهيدروجين الأخضر في سلطنة عُمان والتركيز على الجهود الراسخة للمجموعة في تمهيد الطريق لصناعة الهيدروجين الناشئة من خلال استضافة مشروعات كبرى للهيدروجين الأخضر والأمونيا على المستوى العالمي.
وأظهرت مجموعة أسياد التزامها الثابت بالتحول الأخضر والتخلص من الانبعاثات الكربونية بشكل أكبر من خلال المشاركة الفعالة في مناقشات وفعاليات متعلقة بالاستدامة على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، إضافة إلى انضمامها لميثاق الأمم المتحدة العالمية للتأثير الإيجابي.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: مجموعة أسیاد الشرق الأوسط من خلال
إقرأ أيضاً:
الصراع بين الكنيسة المصرية ومخطط الشرق الأوسط الجديد
منذ العصور القديمة، كان الشرق الأوسط مركزًا دينيًا وثقافيًا شكّل هويته الفريدة.
ومع بداية الألفية الجديدة، بدأت القوى الغربية، التي تحركها الصهيونية العالمية، في تبني سياسات تهدف إلى إعادة رسم حدود المنطقة من خلال مخطط يسعى إلى طمس الهويات التاريخية العميقة التي تشكل نسيجها الثقافي والديني.
ومن بين هذه الهويات، تبرز الهوية المسيحية الشرقية، وفي قلب هذا الصراع، تقف الكنيسة المصرية كحجر عثرة أمام محاولات إعادة تشكيل مكونات الهوية الدينية والثقافية للمنطقة.
تبنت القوى الغربية المتحالفة مع الصهيونية سياسة "الفوضى الخلاقة" كوسيلة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، بهدف تفكيك الأنظمة السياسية وزرع الفوضى، مما أدى إلى تصاعد الجماعات الإرهابية، وانتشار النزاعات الطائفية، وتهجير المسيحيين من العديد من دول المنطقة. وكان لهذا التدمير الممنهج أثر بعيد المدى على هوية المنطقة، حيث سعت تلك القوى إلى فرض مشروع "مسار إبراهيم" كرمز ديني ثقافي يربط بين اليهودية والمسيحية والإسلام. وتجسد ذلك في "بيت العائلة الإبراهيمي"، الذي رفضت الكنيسة المصرية الانضمام إليه، باعتباره محاولة لتكريس واقع جديد يخدم أهدافهم.
محاولة الترويج لمسار إبراهيم كمرجعية دينية وثقافية تجمع الديانات الثلاث ليست سوى وسيلة لتحقيق مشروع "إسرائيل الكبرى"، الممتد - وفقًا لتصورهم - من النيل إلى الفرات، مستندين إلى رحلة النبي إبراهيم التي شملت عدة دول في المنطقة وصولًا إلى مصر.
يهدف هذا المشروع إلى تحقيق حلم إقامة "مملكة داوود"، استنادًا إلى الإيمان اليهودي بقدوم "المسيح الملك الأرضي"، الذي سيقيم ملكوته على الأرض ويقود "مملكة داوود".
ويتماشى هذا التصور مع الفكر المسيحي المتصهين للكنيسة البروتستانتية، التي تؤمن بمفهوم "حكم الألفية"، أي نزول المسيح في آخر الزمان لحكم العالم لمدة ألف عام. وكليهما يتفقان على أن كرسي حكم هذا الملك هو هيكل سليمان، وهو ما يتناقض تمامًا مع العقيدة المسيحية الشرقية، خاصة الكنيسة القبطية المصرية، التي ترفض هذا الفكر.
المواجهة الحقيقية بين الكنيسة المصرية والمشروع المتفق عليه بين المسيحية المتصهينة والمعتقد اليهودي تتجلى في صراع المسارات، بين "مسار إبراهيم" و"مسار العائلة المقدسة".
فوفقًا للتاريخ المسيحي، هرب السيد المسيح وأمه العذراء إلى مصر هربًا من بطش هيرودس، وتوقفت العائلة المقدسة في عدة مناطق مصرية، مما يجعل مصر نقطة محورية في تاريخ المسيحية.
هذا الأمر يتناقض مع الفكر المسيحي المتصهين والمعتقد اليهودي، اللذين يسعيان إلى ترسيخ الاعتقاد بأن القدس وحدها هي المركز الديني الأوحد وكرسي حكم "مملكة داوود" من داخل هيكل سليمان، وتهيئة الأجواء لقدوم "المسيح الملك" عبر مسار إبراهيم.
وهنا يطرح السؤال نفسه: لماذا لم يتم حتى الآن تفعيل "مسار العائلة المقدسة" كحج مسيحي عالمي رغم أهميته في تاريخ المسيحية وذكره في الإنجيل المقدس؟ الإجابة تكمن في أن أصحاب مشروع "مملكة داوود" يسيطرون على شركات السياحة العالمية ويوجهونها بما يخدم مخططاتهم، كما أنهم نجحوا في اختراق عدد من المؤسسات الدينية في الغرب، مما جعل بعض الكنائس الغربية أداةً في خدمة هذا المشروع، متجاهلين الدور التاريخي لمصر في المسيحية.
الكنيسة القبطية لا تعترف بمفهوم "الملك الألفي" الذي تروج له المسيحية الصهيونية، حيث يتناقض مع الإيمان الأرثوذكسي بالمجيء الثاني للمسيح، وهو ما تم تأكيده في مجمع نيقية عام 325م ومجمع القسطنطينية عام 381م. حيث جاء في العقيدة المسيحية أن المسيح سيأتي في مجده ليدين الأحياء والأموات، وليس كملك أرضي يحكم العالم. كما أن الكنيسة القبطية تدحض المعتقد اليهودي الذي لا يعترف بالمسيح الذي جاء بالفعل، إذ لا يزال اليهود في انتظار "المسيح الملك الأرضي" القادم لإقامة مملكتهم.
كان للبابا شنودة الثالث بُعد نظر استراتيجي ورؤية واضحة حول المخطط الصهيوني، فاتخذ موقفًا حازمًا ضد أي تطبيع مع إسرائيل، وأصدر قرارًا تاريخيًا بمنع الأقباط من زيارة القدس تحت الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن "القدس لن يدخلها الأقباط إلا مع إخوانهم المسلمين". وقد جعل هذا الموقف الكنيسة القبطية في مواجهة مباشرة مع المشروع الصهيوني الذي يسعى إلى تحقيق "مملكة داوود".
ومع تولي البابا تواضروس الثاني قيادة الكنيسة المصرية، استمرت هذه السياسة الوطنية، وبرز ذلك في مقولته الشهيرة: "وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن"، وهي رسالة قوية تؤكد أن الكنيسة المصرية لا يمكن أن تكون جزءًا من مشروع يهدف إلى طمس الهوية الوطنية المصرية.
كما لعب البابا تواضروس دورًا مهمًا في تعزيز علاقات الكنيسة بالأقباط في الخارج، ودعم دورهم كصوت وطني مدافع عن مصر في مواجهة محاولات التشويه والتأثير الخارجي. لم تقتصر مواقف البابا تواضروس على الجاليات القبطية في الخارج فقط، بل عمل على تصحيح المفاهيم المغلوطة حول أوضاع الأقباط في مصر، مؤكدًا أن ما يتم الترويج له بشأن "اضطهاد الأقباط" هو مجرد افتراءات تهدف إلى زعزعة استقرار الوطن.
وقد أظهر الرئيس عبد الفتاح السيسي تقديره الكبير للكنيسة المصرية وللبابا تواضروس في عدة مناسبات، أبرزها حضوره احتفالات عيد الميلاد المجيد في الكاتدرائية، مما يعكس العلاقة القوية بين الكنيسة والدولة في مواجهة المخططات الخارجية التي تستهدف مصر وهويتها الوطنية.