ورد “جبال اللوز” يحضر لأول مرة في مهرجان الزيتون الثالث بمنطقة تبوك
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
المناطق_واس
برزت مشاركة المزارع تركي بن ناصر العطوي في مهرجان الزيتون الثالث بمنطقة تبوك، كواحدةٍ من المشاركات اللافتة، نظراً لما احتواه جناحه الخاص من تجربة فريدة في إنتاج الورد ولأول مرة بمنطقة تبوك من جبال اللوز واستخلاص المواد العطرية منه.
وقال “العطوي” : بدأت بزراعة الورد في جبال اللوز قبل أكثر من ثمان سنوات، ومر المشروع بعدة مراحل، بدءاً من دراسة مشروع إنتاج الورد وجدوى استزراعه في جبال اللوز والبحث عن أنواع الورود المناسبة لمناخ الجبال، وانتهاءً بتحديد أفضل أنواع الورود المناسبة، حيث استقر بي الحال على اختيار الورد الدمشقي المعروف بالورد الطائفي، عندها قمت بتهيئة الأرض وتخطيطها وحرثها وتجهيزها لموسم غرس الشتلات، فتم زراعة ما يقارب 4 آلاف شجرة ورد، بإنتاج سنوي يتجاوز المليون و700 ألف وردة، وهو ماشجعني على الاستمرار حتى وصلت – والله الحمد – لإنتاج الزيوت العطرية منه واستخلاصها لصناعة العطور والمستحضرات التجملية، وصولاً إلى الشموع العطرية والصابون والكريمات واللوشن والمرشات العطرية.
وأضاف :” لزراعة الورود في جبال اللوز خصائص فريدة وعطرية مميزة؛ نتيجة للتربة والمناخ والعوامل البيئية الأخرى، وبالتالي فهو يكتسب من المكان رائحته الخاصة وجودته المميزة، مبينا أن مرحلة استخراج الزيت من الورود تتم بطريقة دقيقة جداً، وتتطلب مهارة خاصة وجهاز تقطير عالي الجودة يعمل بالبخار، حيث يتم جمع الورود في الصباح الباكر من كل يوم من شهر إبريل وشهر مايو من كل عام، وقبل شروق الشمس حتى لا يتبخر الزيت العطري فتتم معالجته فورًا للاحتفاظ بالعناصر العطرية فيه، ومن ثم يتم تحويله إلى مختلف الصناعات التي تدعم منتجات الورد ومشتقاته.
وذكر “العطوي” أن فكرة زراعة الورد تعد إضافة لأي موقع زراعي سوف يتم زراعتها فيه، لاسيما تبوك التي تشتهر بإنتاج الورد منذ زمن بعيد، وحالياً أقوم بعملية تطوير هذه التجربة على مساحات محددة حتى تكون نتائجها أكبر وذات مردود اقتصادي كبير لمزرعتي، فجبال اللوز تعد من الأراضي الخصبة جداً، وتساعد على زراعة الورد، متمنياً أن تنتشر زراعة الورد في كل مكان، وتستمر المناطق الملائمة لزراعته في التطور والابتكار لتلبية احتياجات السوق والمستهلكين.
يُذكر أن مهرجان الزيتون الثالث بمنطقة تبوك يواصل فعالياته وبرامجه الهادفة لليوم الثالث على التوالي، بجملة من الأنشطة التي جاءت لدعم المزارعين بالمنطقة، وفتح منافذ تسويقية لهم، حيث يضم المهرجان أكثر من 40 جناحاً للمزارعين، و10 أجنحة للدوائر الحكومية، إلى جانب أكثر من 10 أركان للأسر المنتجة التي أثرت بمحتواها الأصيل فعاليات المهرجان، الذي يُقام بمتنزه الأمير فهد بن سلطان بمدينة تبوك. أخبار قد تهمك تعليم تبوك يعتمد مواعيد الدوام الشتوي في مدارس المنطقة 22 أكتوبر 2023 - 7:32 مساءً شريك هيئة الأدب يحاضر في تبوك عن ترجمة النصوص الأدبية “تجربة ورؤية” 21 أكتوبر 2023 - 9:48 مساءً
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: تبوك بمنطقة تبوک
إقرأ أيضاً:
“إمبراطورية منخوليا” و”هذيان” تخطفان الأضواء في مهرجان الرياض للمسرح وسط إشادة نقدية واسعة
شهد مهرجان الرياض للمسرح، الذي يتواصل بفعالياته الثقافية المميزة لليوم الثالث، ليلة استثنائية حملت الجمهور إلى عوالم من الدراما والتشويق، من خلال عرض مسرحيتي “إمبراطورية منخوليا” و”هذيان”.
وفي مسرحية “إمبراطورية منخوليا”، يتصدر غانم المشهد، الحاكم الحالم الذي يطمح لتأسيس إمبراطورية خالدة ترتكز على قيم العدل والمساواة حيث يسير غانم بخطى واثقة لتحقيق رؤيته المثالية، إلا أن طموحاته الجريئة تصطدم بعقبات جمة، تتجسد في أعداء يتربصون به وبأحلامه التي لا تنتهي.
ورغم سيطرته على العالم، تبقى روحه قلقة متعطشة للمزيد، ليصبح التساؤل الأبرز: هل يمكن له أن يحقق أحلامه في عالم يغلفه الكمال؟
كما سلطت المسرحية الضوء على الوهم الذي يسكن الإنسان، حينما يركض خلف أحلامٍ مثالية، فتُغرقه في متاهة من التعاسة، بينما يكمن الخلاص في مواجهة الحقيقة، مهما بدت مؤلمة ولكن من خلال إبداع بصري ساحر وسينوغرافيا تحاكي العوالم الخيالية، استطاع العرض أن يجسد الصراع الأبدي بين الحلم والواقع.
فيما أخذت مسرحية “هذيان”، الجمهور في رحلة نفسية عميقة عبر شخصية نحات يعيش صراعًا داخليًا مع ذاته لتبدأ المسرحية بظهور زوجته من إحدى لوحاته، حيث يبدأ بالتفاعل معها في مشاهد تفيض بالعاطفة والتوتر، لينتهي الأمر بمأساة قتلها ليدخل المحقق إلى المشهد، مجسدًا ضمير النحات، محاولًا فك ألغاز حياته المتشابكة وربط الأحداث المليئة بالأسئلة والندم.
وفي خضم الصراع، يرسم النحات صورة حبيبته المثالية، التي تتجسد أمامه لكنها ترفض البقاء بسبب ماضيها وذروة العرض تأتي مع ظهور روحه، تلك المرآة الصادقة التي تعيده إلى كل أخطائه قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.
وحملت المسرحية طابعًا فلسفيًا مؤثرًا، مزجت بين الواقع والهذيان، وطرحت تساؤلات عميقة عن الحياة، الخيال، والحقيقة.
كما شهد مهرجان الرياض للمسرح حراكًا فكريًا مميزًا من خلال تنظيم ندوتين نقديتين سلطتا الضوء على العملين المسرحيين “إمبراطورية منخوليا” و”هذيان” وجاءت هذه الندوات لتعكس عمق التفاعل الثقافي مع الأعمال المقدمة ضمن المهرجان، حيث ناقش نخبة من النقاد والمختصين أبرز الجوانب الإبداعية والرسائل الفنية في هذين العرضين.
وحظيت مسرحية “إمبراطورية منخوليا”، التي قدمتها فرقة “المشخصاتي”، بإشادة واسعة خلال الندوة النقدية التي أدارتها الدكتورة أميرة بخاري، وشاركت فيها الناقدة اللبنانية رشا الدبيسي حيث أشادت الدبيسي بالنص المسرحي الذي وصفته بأنه مليء بالإسقاطات الفكرية العميقة، مع توظيف السينوغرافيا، خاصة المرايا، بشكل إبداعي يعكس الفلسفة العبثية في إطار واقعي.
اقرأ أيضاًالمنوعاتارتفاع أسعار النفط مع ترقب “الفائدة الأمريكية”.. واستقرار الذهب
وأكدت أن الإخراج أضاف الكثير للشخصيات، خاصة شخصية الجندي، ما أضفى على العمل زخمًا دراميًا، كما أثنت على الأداء التمثيلي المتميز لجميع الممثلين، مع إشادة خاصة بالفنان محمد لادان، الذي تألق بثقة رغم كونه فاقد البصر، مما أضفى بُعدًا إنسانيًا ملهمًا على العمل.
فيما شهدت الندوة النقدية لمسرحية “هذيان”، إشادة واسعة من الكاتب المسرحي والناقد الأدبي العماني علي المعمري، الذي قدم قراءة نقدية عميقة أبرزت الجوانب الإبداعية للعمل.
أشاد المعمري بأداء بطل المسرحية، واصفًا إياه بالمتميز والقادر على إيصال المشاعر بصدق، كما أثنى على الجمل الحوارية التي تميزت بالترابط والتماسك، إلى جانب العلاقات المتقنة بين الشخصيات والانتقالات السلسة التي أضفت عمقًا على النص والعرض المسرحي.
واعتبر أن الاستهلالية كانت من أبرز مميزات العمل، حيث قدمت استعراضًا بصريًا مميزًا من خلال الإضاءة والتعبير الحركي المتقن للممثلين، مما جذب انتباه الجمهور منذ اللحظات الأولى كما أثنى على أداة التعبير لشخصية النحات صالح، التي قدمت أداءً دراميًا لافتًا عكس معاناته بصدق وإبداع.
يذكر أن مهرجان الرياض للمسرح الذي انطلق في الأحد الماضي يستمر حتى 26 من ديسمبر الجاري يعد واحدًا من أبرز التظاهرات الثقافية التي تحتفي بالمسرح في المملكة العربية السعودية.