تصعيد العنف في جنوب غزة.. هجمات إسرائيلية بحجة القضاء على حماس.. وتساؤلات لماذا يستمر القصف الإسرائيلي على جنوب غزة بعد دعوة المدنيين التوجه إلي هناك؟.. وردود عالمية تطالب بوقف الحرب
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
يبقي السؤال "لماذا تهاجم إسرائيل جنوب غزة بعدما طلبت من المدنيين التوجه إلى هناك؟".. طلبت إسرائيل من المدنيين في شمال قطاع غزة إلى التوجه جنوباً من أجل الحفاظ على سلامتهم في ظل تصاعد الهجمات العسكرية بينها وبين حماس.
وعلى الرغم من ذلك، استمر القصف الإسرائيلي على جنوب غزة، مما يثير المخاوف بين النازحين من تعرضهم للخطر في مناطق النزوح.
وفي ظل هذه الأحداث، يواصل الجيش الإسرائيلي قصف أهداف في غزة، مما ينجم عنه سقوط ضحايا مدنيين، حيث أفادت السلطات المحلية في غزة باستشهاد 6600 فلسطينياً منذ بداية المواجهات في أكتوبر.
وفي تصعيد يوم 25 أكتوبر، تعرضت مبانٍ سكنية في خان يونس للقصف الإسرائيلي، والذي يبعد نحو 10 كيلومترات عن الحدود المصرية.
ورغم أن الجيش الإسرائيلي يؤكد أن مقر حماس الرئيسي في مدينة غزة، فإنه يقع في مناطق سكنية مكتظة بالسكان، وأعاد الجيش التأكيد على استهدافه لأهداف حماس أينما وجدت، بغية إفشال قدرات الجماعة الإرهابية، مع اتخاذ التدابير اللازمة لتقليل الأضرار المحتملة على المدنيين غير المتورطين.
وأشار ضابط كبير في سلاح الجو الإسرائيلي إلى أن المنازل التي يستخدمها المسلحون هي أهداف مشروعة، حتى وإن كان المدنيون يعيشون في جوارها، وفي هذا السياق، صرح الضابط للصحفيين في مؤتمر صحفي قائلاً: "إن ما يعرف بالمنزل الخاص ليس بالضرورة منزلاً خاصاً".
وأمرت إسرائيل بإخلاء المناطق الجنوبية في قطاع غزة لعدة أسباب، ووفقًا للجيش الإسرائيلي، صرح في 12 أكتوبر أنه يجب على نحو نصف سكان غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، التوجه إلى النصف الجنوبي من القطاع في غضون 24 ساعة، بحجة إبعاد المدنيين عن "أهداف حماس الإرهابية" التي يعتقد أنها تتركز في المناطق الشمالية.
وأكد المتحدث العسكري جوناثان كونريكوس، في وقت لاحق أنهم يعدون المنطقة لعملية عسكرية كبيرة في مدينة غزة، وأن الإخلاء يأتي ضمن المرحلة التالية من العملية، لذا تم طلب من المدنيين التوجه جنوبًا عبر نهر غزة، بينما تم تجميع قوات إسرائيل على الحدود مع غزة، لتنفيذ غزو بري على نطاق واسع.
في 18 أكتوبر، دعا الجيش سكان غزة إلى الإخلاء إلى منطقة إنسانية في المواصي، وهي منطقة ساحلية جنوبية في غزة.
وفي 22 أكتوبر، أعادت إسرائيل تجديد تحذيراتها، مشددة على أن أي شخص يقيم في المناطق الشمالية يمكن اعتباره متعاطفًا مع "منظمة إرهابية" إذا لم يغادر.
وأعلنت إسرائيل أمس الأربعاء أنها استهدفت حواجز طرق تابعة لحماس والتي يعتقد أنها تعيق جهود الإخلاء.
وعلى الرغم من محاولات حماس لوقف النزوح الجماعي، أكد السكان ومنظمات الإغاثة الدولية أن هناك تحركاً جماعياً للأشخاص بعيداً عن شمال القطاع ومناطق أخرى يعتبرها الناس عُرضة للهجمات.
ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (أوتشا) في 24 أكتوبر، تم تقدير أن أكثر من 1.4 مليون شخص نزحوا داخليًا داخل قطاع غزة.
وعلى صعيد الردود العالمية، صرح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أن إعطاء المدنيين ساعات قليلة فقط لمغادرة منازلهم أمرٌ "خطير ومثير للقلق العميق"، ودعت العديد من الحكومات الغربية إلى وقف القتال وفتح ممرات إنسانية للمدنيين المحاصرين، وكذلك الدول العربية دعت إسرائيل إلى ضرورة وقف الحرب.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: القضية الفلسطينية نزوح جماعي ابادة جماعية القصف الاسرائيلي قطاع غزة جنوب غزة
إقرأ أيضاً:
هل هناك تفاهمات سرية؟
هل هناك #تفاهمات_سرية؟ _ #ماهر_أبوطير
في الوقت الذي بدأت فيه هدنة الحرب في غزة، سربت جهات محددة كلاما عن وجود تفاهمات سرية حول قطاع غزة، لم يتم الاعلان عنه، وتحديدا حول ترتيبات الفترة المقبلة.
هذه الترتيبات تتعلق بهوية الذي سيحكم قطاع غزة، وطبيعة الحكم، وعلاقة كل ذلك بالوضع في الضفة الغربية، ووضع الحكومة الاسرائيلية، وقدوم ادارة اميركية جديدة، وما يرتبط بملفات اعادة الاعمار، ومن سيقوم بادارتها، وملف المساعدات وادارتها في غزة.
لا يوجد ادلة على وجود تفاهمات سرية، حول تفاصيل كثيرة، لكن الهدنة التي تم اعلانها تعني اكثر من نقطة الاولى انها مؤقتة، وليس وقفا دائما للحرب، وثانيها ان مدة الهدنة ذاتها قد تؤدي الى احياء مسار مواز للتفاهم حول قطاع غزة خلال الفترة المقبلة وادارته، وثالثها ان الهدنة ايضا ستجمد لفترة محدودة جدا العمليات الاسرائيلية في الضفة الغربية، خشية افساد الهدنة، وانتظاراً لتصور الادارة الاميركية الجديدة، التي بدأ البعض يقول انها تنزع الى مشروع جديد تحت مسمى “اقليم فلسطين” بدلا من دولة فلسطين، وهو اقل من دولة واعلى من سلطة، وبحيث تضم تبعية الاقليم الغزيين، بمعزل عن مساحات الاقليم الجغرافية، وهناك تفاصيل كثيرة حول مشروع اقليم فلسطين ومالذي يعنيه قانونيا على صعيد كل الاقليم، ورابعها ان وضع الحكومة الاسرائيلية وملف استقرارهأ، سيضغط نحو خطوات محددة قد تكون ضد قطاع غزة، وخامسها ان من سيحدد تفاصيل المرحلة المقبلة، يرتبط فعليا بالوضع داخل القطاع ذاته، والازمة الانسانية، ومن سيفرض نفسه سلطة داخله قانونيا وعشائريا.
مقالات ذات صلة مرافعة موضوعية أم مقامة إنشائية؟! 2025/01/20حين تعلن سلطة اوسلو مثلا انها جاهزة للدخول الى قطاع غزة لادارته، يتنزل السؤال حول مااذا كان هذا الاعلان من جانب واحد، اما بتوافق فلسطيني عربي دولي، مثلما نلاحظ ان شرطة غزة اي التابعة لحماس اعلنت في التوقيت ذاته عن انتشار الاف العناصر التابعة لها وكأنها تؤكد انها ما تزال السلطة الحاكمة، ولن تقبل طرفا ثانيا، فيما يحتاج الغزيون وسط هذا الوضع الى المساعدات واعادة الاعمار، واستعادة الاقتصاد، والحياة، وسط تساؤلات عن الجهات التي ستتولى هذه الملفات، واذا ماكانت الاطراف الحالية مقبولة من جانب جهات عديدة كلها تريد اعادة ترسيم خارطة القوى داخل قطاع غزة، وهي جهات تقف ضد حماس، وتقف مرحليا ايضا ضد السلطة، بسبب غياب الاصلاحات، والملاحظات على اجهزتها.
اسوأ ما قد تخطط له اسرائيل امام فشلها في تنفيذ سيناريو التهجير، وهذا الفشل من ابرز نتائج الحرب، ان تقرر خنق القطاع بعد انتهاء تبادل الاسرى، بمعنى تركه مغلقا دون ايجاد طرف حاكم مقبول دوليا، وترك سلطة حماس لتحكمه، وهذا الخنق يراد عبره ترك الغزيين فوق ركام الحرب، بلا مستقبل، ولا اعادة اعمار، من باب العقاب الجماعي، لمجتمع تحمل حربا لا تحتملها شعوب ثانية، وسط القتل والتجويع، ومحاولات التهجير التي فشلت، فيما يرى آخرون ان تل ابيب تريد ادامة التضاد بين قطاع غزة والضفة، وبين حماس والسلطة، لغايات ثانية تتعلق بتكريس الفصل بين جناحي الدولة المحتملة، ومواصلة افشال قيام اي هوية رسمية للفلسطينيين، على شكل دولة فاعلة في المنطقة، وهي لهذا قد تسعى لمواصلة نزع سلاح حماس، مع تركها كسلطة مدنية، مع المساعي لتوليد اقتتال اهلي داخل القطاع بين كافة اطراف القطاع على خلفية التلاوم بسبب الحرب، وتبادل الاتهامات الداخلية.
لم تتسرب معلومات حول اليوم التالي للحرب، الا اذا حدث تحرك عربي مفاجئ، او فلسطيني عربي، او عربي دولي، للتباحث حول مستقبل غزة خلال المفترة المقبلة، وبدون ذلك لا احد يعرف ملامح اليوم التالي للحرب، على صعيد ادارة القطاع وحكمه، وعلاقة ذلك بكل الاطراف، لكن المؤكد هنا ان اليوم التالي للحرب، ازمة اسرائيلية مضاعفة، قبل ان يكون مشكلة فلسطينية، خصوصا، ان زلزال غزة لم تتوقف ارتدادته على كل الاطراف، خصوصا في اسرائيل التي لا تحصي خسائرها المرعبة علنا، وتخفي كل فشلها في غزة، وتستثمر في اثارة الندم في قلوب الفلسطينيين والعرب، بسبب كلفة الخسائر الانسانية والعمرانية في القطاع.
الغد