مر أكثر من عشرون يومًا على الحرب الصهيونية على قطاع غزة، نشر فيها الصهاينة الدمار في كل مكان، أُلقيت أطنان من المتفجرات على أحياء سكنية مكتظة بالسكان وسويت بالأرض، مما أدى إلى استشهاد أكثر من سبعة آلاف، حتى الآن، أكثرهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الجرحى والمصابين.
دفنت البشر بالأنقاض، أحياء وأموات فوق التراب، مزقت الأطفال الرضع بالصواريخ والقنابل الفسفورية، قصفت المستشفيات والمساجد والكنائس.
جراحنا تنزف.. نشعر بالانكسار والهوان على حال الأمة كلها.. نتذكر النكبة الأولى والثانية، ونتساءل: من معنا ومن ضدنا؟.. وكيف وصلنا إلى هذه الدرجة من الضعف والتشتت؟.. تساؤلات كثيرة وإجابات حائرة، والفاجعة كبيرة جدًا.
نشاهد الدعم الأمريكي والغربي للكيان الصهيوني، والبعض منا يستغرب.. وهذا ليس من حقه، لأن من يقرأ التاريخ جيدًا ويتذكر تجاربه وأحداثه، يدرك أنهم لا يريدون إقامة مشاريع سلام حقيقية، والمطلوب هو حالة اللا حرب واللا سلام، ويدرك أيضًا أن الغرب لا يتقبل الآخر إلا إذا هيمن عليه، وأن هذه الدول تعيش بمعايير مزدوجة حسب مصالحها وأهدافها الاستراتيجية.. ولننظر مثلًا كيف سخرت هذه الدول إمكانياتها من أجل أوكرانيا، ففتحوا لها مخازن أسلحتهم، وضخوا مئات المليارات من الدولارات ليظل الاقتصاد الأوكراني صامدًا، وسخروا وسائلهم الإعلامية لتدين كل شيء تفعله روسيا ضد الأوكران.. ولكن في حالة غزة العكس تمامًا، اصطفوا إلى جانب الكيان الصهيوني، أمدوه بالسلاح والذخائر، وسخروا وسائلهم الإعلامية لتبرير الحرب الوحشية على قطاع غزة.
كل هذا يحدث والعالم الغربي المنافق لا يرى في غزة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ومحاولات التهجير القسري، والحصار الكامل، وقطع الكهرباء والمياه والوقود.. ربما هذا يحدث لأن أهل غزة وأطفالها ليست عيونهم زرقاء مثل الأوكران.
الحقيقة، أن هذه المجازر الوحشية والإبادة الجماعية، وإن كانت تؤلمنا أشد الألم، بل وتؤلم كل إنسان صاحب ضمير حي، إلا أنها قد كشفت لنا حقائق كبرى ربما كانت غائبة عن معظمنا، وأهمها: أن الغرب لم ولن يتغير، ونحن من أسأنا فهمه وقراءته، وأن هناك إعادة تشكيل تحدث الآن وبكل قوة للوعي الجمعي للأمة العربية والإسلامية، وأن أجيالنا الجديدة لم تنس وطنًا هو لها، وأرضًا لأجدادها منذ آلاف السنين.. ويبقى الأهم أن نقف ونعيد حساباتنا ونتعلم الدرس، ونعرف من نحن؟ ومن معنا؟ ومن هم أعداؤنا؟ وماذا يريدون منا؟
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
بعد تصريحات ترامب.. رئيس وزراء جرينلاند: الجزيرة ليست للبيع
في رد قوي على تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، أكد موتى إيجيدي، رئيس وزراء جرينلاند المنتخب، اليوم الاثنين، أن الجزيرة ليست للبيع، رافضًا فكرة التفريط في جزيرتهم الشاسعة التابعة للدنمارك منذ أكثر من 600 عام.
وصرح «إيجيدي» قائلًا: «جرينلاند لنا، نحن لسنا للبيع ولن نكون للبيع أبدًا، يجب ألا نخسر نضالنا الطويل من أجل الحرية»، بحسب وكالة «رويترز».
ترامب يريد شراء جزيرة جرينلانديأتي هذا التصريح بعد أن طرح ترامب فكرة «ملكية وسيطرة» الولايات المتحدة على غرينلاند، وهي جزيرة كبيرة تقع في القطب الشمالي وتتمتع بحكم شبه ذاتي تحت السيادة الدنماركية، ويقدر عدد سكانها بحوالي 56 ألف نسمة.
وخلال إعلان ترامب عن اختيار كين هويري ليكون سفيرًا للولايات المتحدة في الدنمارك، أشار في منشور على منصة «Truth Social» إلى أهمية جرينلاند، قائلًا: «لأغراض الأمن القومي والحرية في جميع أنحاء العالم، تشعر الولايات المتحدة الأمريكية أن ملكية جرينلاند والسيطرة عليها ضرورة مطلقة».
وتشكل جرينلاند موقعًا استراتيجيًا مهمًا للجيش الأمريكي في مجال نظام الإنذار المبكر بالصواريخ الباليستية، كما تستضيف قاعدة جوية أمريكية هامة في بيتوفيك، ويعتبر الموقع العسكري الأمريكي في الجزيرة نقطة عبور رئيسية للطائرات بين أمريكا الشمالية وأوروبا.
ووفقًا لصحيفة «وول ستريت جورنال»، في عام 2019، خلال فترة ولايته الأولى، طرح ترامب فكرة شراء غرينلاند بدرجات متفاوتة من الجدية مع مستشاريه، لكن الحكومة الدنماركية وسلطات جرينلاند رفضت الفكرة بشكل قاطع، فقد وصفت رئيسة الوزراء الدنماركية وقتها، ميت فريدريكسن، عرض ترامب بأنه «سخيف»، ما دفعه إلى وصف رفضها للفكرة بأنه «مثير للاشمئزاز»، وقام بإلغاء زيارته إلى العاصمة كوبنهاجن.
أهداف ترامب التوسعيةوعبّر ترامب مرارًا عن اهتمامه بالتوسع الإقليمي، ففي الأسابيع الأخيرة، طرح فكرة ضم كندا وتحويلها إلى ولاية أمريكية، دون أن يوضح مدى جديته في هذا الشأن.
كما هدد بإعادة السيطرة الأمريكية على قناة بنما خلال ولايته الثانية، قائلًا: «إذا لم يتم اتباع المبادئ الأخلاقية والقانونية، فسنطالب بإعادة قناة بنما إلى الولايات المتحدة الأمريكية بالكامل، وبسرعة ودون سؤال»، وهو ما أثار رد فعل قويًا من الرئيس البنمي، خوسيه راؤول مولينو.