حمص-سانا

القصة العربية القصيرة أحد الأجناس الأدبية التي فرضت نفسها بقوة خلال العقود الأخيرة بين الفنون الأدبية، غير أنها رفضت أن تستكين في قالبها القديم، وأخذت بعداً حداثياً ظهر في شكلها ومضمونها، هذا ما أضاءته الندوة الأدبية التي أقيمت في ختام مهرجان الميماس الأدبي الأول الذي نظمه اتحاد كتاب حمص على مدى ثلاثة أيام.

وأوضحت الأستاذة في قسم اللغة العربية بجامعة البعث الدكتورة رشا العلي في الندوة التي جاءت بعنوان (ملامح الحداثة في القصة العربية القصيرة) أن القصة القصيرة خرجت عن مسارها المألوف من حيث السرد الرأسي والاعتماد على الشخصيات المهمشة واستخدام بعض التقنيات البصرية، مشيرة إلى أنها من خلال قراءتها لكثير من المجموعات القصصية التي تنتمي إلى بيئات عربية متعددة توصلت إلى ابتعاد القصة القصيرة عن مسارها التقليدي المعتاد لتعزز انفتاحها على ما يدعم حداثتها في التقنيات السردية والبصرية.

ورأت الدكتورة العلي أن هذا التطور في بنية القصة القصيرة يعود إلى طموح بعض الكتاب في التفرد والتميز بحثاً عن الإبداع والاستثمار في الميزة الأساسية التي تميز القصة القصيرة عن باقي أجناس القول، وهي المرونة والانفتاح على غيرها من الفنون لتواكب الواقع وتطوراته في مختلف الاتجاهات.

ولفتت العلي إلى أنها وجدت بعض القصص القصيرة اتجهت إلى ترك بابها مفتوحاً لاستقبال كل التحولات الجديدة، فمنها ما دخل في سياق اليوميات أو المذكرات وأخرى اتخذت شكل الرواية القصيرة وبعضها جاء على شكل خطابات أو رسائل، أو كتب بعضها بلغة أقرب للشعر.

وخلصت العلي إلى أن القصة القصيرة من الفنون المظلومة نقديا، فعلى الرغم من غزارة كتابها لم يسلط الضوء عليها.

وعرضت خلال الندوة الاستاذة في قسم اللغة العربية بجامعة البعث سلوى شاهين بحثاً أدبياً عن التجربة القصصية عند الكاتبة قمر كيلاني التي شغلت المرأة حيزاً مهماً في مجال الكتابة الإبداعية لديها، وخاصة في مجال القصة القصيرة وأسهمت في صنع المشهد القصصي، معبرة من خلالها عن ذاتها وعن تحرر المرأة لتحقق مشاركة فعالة في بناء الشخصية العربية الواعية.

ورأت شاهين أن كيلاني أحكمت اللغة القصصية، حين تصدت لقضايا الإنسان والمجتمع مستفيدة من الأساليب الفنية والتقنيات الحداثية بغية إحداث التأثير المطلوب في المتلقي.

حنان سويد

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: القصة القصیرة

إقرأ أيضاً:

بيت الحكمة يقيم الندوة العلمية الدولية عن السوسيولوجيا العربية 

فبراير 3, 2025آخر تحديث: فبراير 3, 2025

المستقلة/-حامد شهاب/..أفتتحت في بيت الحكمة قسم الدراسات الاجتماعية ببغداد،اليوم الاثنين، الندوة العلمية الدولية الموسومة (السوسيولوجيا العربية وأحوالها) ، بحضور رئيس مجلس الأمناء الدكتور قحطان نعمة الخفاجي.

وتهدف الندوة الى إجراء حوار علمي عبر عصف الأفكار لما يطرح في ميدان التغيرات والتحولات الاجتماعية وابعادها وتداعياتها على المشهد التنموي. وتسليط الضوء على التحديات التي تواجه السوسيولوجيا بشكل عام.

و شارك في هذه الندوة نخبة من الأساتذة المتخصصين من مراكز علمية وجامعات دولية مختلفة؛ منهم الأستاذ الدكتور محمد باميه أستاذ السوسيولوجيا بجامعة بتسبورغ بالولايات المتحدة الذي قدم بحثا حمل عنوان (تحديات السوسيولوجيا العربية في ظل المتغيرات الاجتماعية والحراك في المنطقة) تناول فيه التحديات التي تواجه السوسيولوجيا وكيفية التعامل مع الأفكار الجديدة والحركات الاجتماعية بكل اطيافها.

فيما شارك الأستاذ الدكتور منير السعيداني أستاذ السوسيولوجيا ورئيس تحرير دورية “عمران” من الجمهورية العربية التونسية، بورقة بحثية حملت عنوان (التغير الاجتماعي والتحول السوسيولوجي: تونس في سياقها العربي) استعرض فيه فرضيات التغير الاجتماعي في تونس بشكل محدد مع بعض الاطلالات على السياق العربي، مشيراً إلى وتيرة التغير الاجتماعي في تونس في الأنظمة السياسية، ونصوص الدستور، وعلاقات القوى الاجتماعية وطبيعة علاقة السلطة بالمجتمع، بالإضافة إلى تغيرات المكونات الاجتماعية.

كما شارك الأستاذ الدكتور حسن احجيج رئيس المركز الأكاديمي للدراسات الاجتماعية من المملكة المغربية ببحث حمل عنوان (أزمة البحث الاجتماعي في سياق سيادة المجلات ودور النشر المفترسة) سلط فيه الضوء على تأثير دور النشر المفترسة على الباحثين، ذاكراً المعايير والمواصفات التي تتسم بها تلك المنشورات.

وحضر الندوة مجموعة من الباحثين والأساتذة الأكاديميين المختصين الذين أغنوا الندوة بالمداخلات والتعقيبات.

وركزت الندوة العلمية الدولية في معظم بحوثها التي القاها كبار الباحثين العرب على أحوال السوسيولوجيا للمجتمع العربي،وكيف يكون بإمكان علماء ومفكري السوسيولوجيا العربية نقل تجربتهم الخاصة بهم للأجيال وللمجتمعات العربية.

ومن التوصيات التي خرجت بها الندوة العلمية الدولية المقامة في بيت الحكمة ضمن بحوثها العلمية هي التأكيد على أهمية إيلاء البحث الإجتماعي العربي دورا أكبر لايكتفي فقط بالتنظير ، وإنما يضع تصورات ومناهج عمل مقترحة لكيفية إرساء معالم منهج علمي متكامل يضع الدول والحكومات العربية أمام مهمة الإستجابة لمتطلبات جمهورها،وما يطمح اليه في أن يكون له دورا فاعلا في المسار الديمقراطي التنموي.

وتؤكد مضامين التوصيات على أن لانبقى مكتوفي الأيدي بوجه آيدلوجيات أقليمية ودولية تحاول فرض نفسها علينا ، دون أن يكون بمقدورنا وضع خطط ومناهج عمل فكرية وتنظيمية عربية تنقذ مجتمعاتنا مما تعرض لها من هزات وردات فعل نفسية خطيرة قد لايكون بالإمكان مواجهة تأثيراتها لو لم يكن هناك أكاديميون وخبراء وساسة يعيدون حسابات تعاملهم مع مجتمعاتهم بطريقة أكثر تحضرا وعقلانية ولكي لانسمح للتاثيرات الخارجية أن تحول مجتمعاتنا الى ما يشبه دور المتلقي السلبي للتاثيرات الخارجية ، وبخاصة أن هناك هجمة غريبة وغير أخلاقية تحاول مسخ هويات دولنا ومجتمعاتنا والحط من أقدارها ولكي يكون بمقدورهم الهيمنة على مقدراتنا وفقا لمشيئة مخططاتهم الشريرة.

وتوصلت الندوة في ختام توصياتها الى أنه بإمكان كفاءاتنا ونخبنا المثقفة وأكادميينا وأساتذتنا الفاعلين والمؤثرين في الجماعات ومراكز البحوث وفي كل مؤسسات الدول والقرار من ذوي الخبرة بالسلوك الإجتماعي والنفسي وحتى الإقتصادي أن يسهموا فعليا وتكون لهم مشاركة حقيقية في ردم تلك الهوة مع المجتمعات والسيناريوهات الأخرى الوافدة الينا من الغرب والشرق على حد سواء.

مقالات مشابهة

  • «أبوظبي للغة العربية» يختتم مشاركته الثرية في «القاهرة الدولي للكتاب»
  • السينما المصرية وحفظ الذاكرة في مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية
  • صور- معرض القاهرة الدولي للكتاب يختتم فعالياته ويعلن جوائز مسابقاته
  • أمين منطقة الباحة يُدشّن مهرجان “شتاء الباحة الأدبي”
  • معرض القاهرة الدولي للكتاب يختتم فعالياته اليوم.. وضيوف عرب: حدث يليق بعظمة مصر
  • كتاب وأدباء لـ24: جذوة الإبداع في القصة القصيرة لا تزال متقدة
  • 24 فيلمًا يتنافسون في مسابقة «الأفلام القصيرة» بمهرجان الإسماعيلية الدولي
  • «الشارقة لريادة الأعمال» يختتم فعالياته بـ 14 ألف زائر
  • بيت الحكمة يقيم الندوة العلمية الدولية عن السوسيولوجيا العربية 
  • «جواهر الإمارات» يختتم فعالياته بحضور 7 آلاف زائر