لا يستحون| دعم أوكرانيا مقابل مساندة إبادة الفلسطينيين يفضح نفاق الإعلام الغربي
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
في عالم يتزايد ترابطه عبر العصر الرقمي، لم يكن دور وسائل الإعلام أكثر أهمية من أي وقت مضى في تشكيل التصور والرأي العام. ومع ذلك، فإن تعامل وسائل الإعلام مع الحروب والصراعات الدولية غالبًا ما يخضع للتدقيق بسبب ما يعتبره الكثيرون نفاق ومعايير مزدوجة في إعداد التقارير.
ويمكن رؤية أحد الأمثلة الصارخة على ذلك في التغطية المتناقضة للحرب الأوكرانية الروسية والعدوان الرسرائيلي علي غزة والفلسطينيين بصفة عامة.
أحد الأمثلة الصارخة على المعايير المزدوجة لوسائل الإعلام هو التناقض في كيفية تصوير العدوان الإسرائيلي علي غزة مقارنة بالصراعات الأخرى، مثل الحرب الأوكرانية الروسية. غالبًا ما يتم التقليل من أهمية اختلال توازن القوى المتأصل في هذا الصراع المستمر أو تجاهله من قبل وسائل الإعلام الغربية، مما يتسبب في تشويهات كبيرة في الفهم العام.
عدم التماثل في القوةإن العدوان الإسرائيلي علي غزة خاصة وفلسطين عامة غير متكافئ في الأساس. ويجب أن يؤخذ في الاعتبار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي مدعوم بجيش منظم ومجهز تجهيزاً جيداً، في حين أن فلسطين تفتقر إلى جيش مركزي.
ولا يمتد هذا الخلل في توازن القوى إلى القدرات العسكرية فحسب، بل يمتد أيضاً إلى الموارد الاقتصادية، والنفوذ السياسي، والدعم الدولي. ونادرا ما يتم الاعتراف بهذا التفاوت في وسائل الإعلام الغربية، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى تصور منحرف للواقع.
وفي المقابل، فإن الحرب الأوكرانية الروسية تشمل دولتين قويتين عسكرياً، مما يجعلها صراعاً أكثر تناسقاً. وتميل وسائل الإعلام إلى تصوير هذه الحرب على أنها مواجهة بين كيانين متساويين، مما يمنحها تغطية وتحليلات أكثر شمولاً.
لغة "الإرهاب"هناك معيار مزدوج آخر يتعلق باللغة المستخدمة في التغطية الإعلامية، وكثيراً ما ينطبق مصطلح "الإرهاب" على جماعات المقاومة الفلسطينية، مثل حماس، التي غالباً ما يتم تصويرها على أنها منظمة خطيرة ومتطرفة.
ومع ذلك، نادرا ما يتم استخدام نفس التسمية للجماعات الأوكرانية أو غيرها من الجماعات القومية التي تقاتل في الصراع الأوكراني الروسي، حتى عندما تستخدم تكتيكات مماثلة. وتساهم هذه المصطلحات غير المتسقة في توصيف غير عادل للمقاومة الفلسطينية.
طوفان الأقصيتوضح عملية طوفان الأقصي في 7 أكتوبر 2023 التي أطلقتها حركة المقاومة الفلسطينية حماس ضد إسرائيل المعايير المزدوجة التي تتبعها وسائل الإعلام في إعداد التقارير.
وعندما تقع هذه الأحداث، فإنها غالبا ما يتم تقديمها على أنها أعمال عدوانية غير مبررة من قبل منظمة إرهابية، منفصلة عن السياق الأوسع للصراع بين المحتل،إسرائيل و صاحب الأرض، الفلسطينيين. وفي الواقع، فإن الوضع أكثر تعقيدا بكثير.
حماس، وهي منظمة تعتبرها العديد من الحكومات الغربية جماعة إرهابية، ينظر إليها الفلسطينيين على أنها حركة مقاومة مشروعة تقاتل ضد قوة احتلال.
الأسباب الجذرية لمثل هذه الأعمال هي الاحتلال الإسرائيلي المستمر، والحصار المفروض على غزة، وعدم إحراز تقدم سياسي نحو حل الدولتين. إن فشل وسائل الإعلام في توفير سياق مناسب لهذه الأحداث يحجب القضايا الأساسية ويديم السرد الأحادي الجانب.
المسؤولية الإعلاميةومن الأهمية بمكان أن تعمل وسائل الإعلام كمصدر موضوعي وغير متحيز للمعلومات. إن المعايير المزدوجة في تغطية الصراعات مثل الحرب الأوكرانية الروسية والعدوان الإسرائيلي علي الفلسطينيين يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة. فهي لا تشكل الرأي العام فحسب، بل يمكنها أيضًا التأثير على قرارات السياسة الدولية والسعي إلى إيجاد حل عادل ودائم لهذه الصراعات.
يجب على وسائل الإعلام الغربية أن تكون أكثر اتساقًا في تقاريرها وأن تضمن نقل ديناميكيات القوة والسياق التاريخي لكل صراع بدقة. ولا يمكننا أن نأمل في التوصل إلى فهم أفضل، وفي نهاية المطاف، إلى حل سلمي لهذه الصراعات الطويلة الأمد إلا من خلال تصوير متوازن ومستنير لهذه القضايا. ولا تقع المسؤولية على عاتق وسائل الإعلام فحسب، بل تقع أيضًا على عاتق الجمهور المميز لإجراء تقييم نقدي للمعلومات التي يستهلكونها والبحث عن وجهات نظر متنوعة للحصول على رؤية أكثر شمولاً للقضايا المعقدة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: غزة إسرائيل روسيا الإعلام الغربى الاحتلال الأوکرانیة الروسیة وسائل الإعلام على أنها ا ما یتم
إقرأ أيضاً:
ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
تناولت صحيفة "غلوبس" الاقتصادية العبرية التقارير الأجنبية عن "هجوم إسرائيلي مُخطط على إيران"، ونقلت تحليل معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي بشأن تلك القضية، موضحة أن طهران تحاول إخفاء وضعها الاقتصادي البائس.
وقالت "غلوبس" تحت عنوان "الانهيار الاقتصادي الإيراني يشعل فتيل البرنامج النووي.. على الورق على الأقل"، إن التقارير الأجنبية بشأن النووي الإيراني أثارت استغراب الكثيرين في إسرائيل، وجاء في أحدها بصحيفة "ذا تلغراف" البريطانية، أن إيران رفعت مستوى التأهب في نظام الدفاع الجوي بمنشآتها النووية، خوفاً من هجوم إسرائييل أمريكي، مشيرة إلى أنه على الورق، يبدو توقيت مثل هذا الهجوم مثالياً من حيث الأمن الإقليمي، لأن حركة حماس الفلسطينية ضعفت بشكل كبير، وأصبح حزب الله في وضع حرج، وفي الوقت نفسه سقط نظام بشار الأسد في سوريا، وتعطلت سلاسل الإمداد الإيرانية بالأسلحة والأموال.
ونقلت عن معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أنه منطقياً وعسكرياً، هذا هو الوقت المناسب لضرب إيران، ولكن يبدو أن طهران تسيء تفسير نوايا إسرائيل التي لن تهاجم وحدها، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي يفرض عقوبات في وقت ينفتح فيه على المفاوضات مع طهران.
في أول تعليق له.. محمد جواد ظريف يكشف كواليس استقالتهhttps://t.co/jFwmRVqVik
— 24.ae (@20fourMedia) March 3, 2025 تأثير العقوبات الأمريكيةوتقول الصحيفة الإسرائيلية إن سياسة العقوبات التي ينتهجها دونالد ترامب تسير على قدم وساق، مشيرة إلى أنه قبل نشر تقرير "ذا تلغراف"، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أكثر من 30 تاجراً ومشغلا لناقلات النفط وشركات الشحن المشاركة في أسطول الظل الذي يخدم صناعة النفط الإيرانية، وتشمل القائمة عقوبات على تجار النفط في عدد من الدول، بالإضافة إلى مدير شركة النفط الوطنية الإيرانية، ومديري ناقلات النفط من الصين.
وتحدثت الصحيفة عن تأثير عقوبات النفط على الوضع الاقتصادي في إيران، التي يعيش أكثر من ثلث سكانها تحت خط الفقر، في الوقت الذي يقدم النظام الإيراني أكثر من 10 آلاف دولار لأسر أعضاء حزب الله الذين أصيبوا في الحرب، فيما ظلت المكاتب الحكومية والبنوك والمدارس في 22 من محافظات إيران البالغ عددها 31 مغلقة اليوم الإثنين بسبب عدم توفر الكهرباء اللازمة لتشغيلها.
تقدم البرنامج النووي
وعلى النقيض تماماً من حالة الاقتصاد المحلي، فإن البرنامج النووي الإيراني أصبح الآن في أكثر مراحله تقدماً على الإطلاق، وفقاً لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ونقلت غلوبس عن المعهد أنه "من الممكن أن يكون هذا نابعاً من مصلحة داخلية في إيران لإظهار قدرتها على الصمود في الخارج، بعد التصريحات الإسرائيلية بشأن القضاء على الدفاع الجوي الإيراني، وليس من المستحيل أن يرغب النظام، بسبب الوضع الاقتصادي الصعب في البلاد، في إيصال رسالة مفادها أنه على الرغم من أن الوضع الداخلي رهيب، فإن التهديد الخارجي أعظم، كما كانت الحال خلال الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن العشرين".
في السياق ذاته، أجرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية حواراً مع بيني سباتي، الباحث البارز في برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، والذي عكس في حديثه صورة قاتمة عن إيران، مؤكداً أن الأزمة الحالية أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية.
هل يُسقط تعدين البيتكوين النظام الإيراني؟https://t.co/tepd2E95XR
— 24.ae (@20fourMedia) February 28, 2025 إقالة دون تأثيروعلى الرغم من أن إقالة وزير الاقتصاد الإيراني عبد الناصر همتي تثير تساؤلات حول قدرة الحكومة على التعامل مع الأزمة الاقتصادية المستمرة، إلا أن سباتي يقول إن هذه الإطاحة لن يكون لها أي تأثير تقريباً، وأن "حكومة هذا الرئيس لا تتخذ القرارات حقاً، ولا تتمتع بأي تأثير حقيقي، ولكن من يتمتع بتأثير حقيقي هو الزعيم، في إشارة للمرشد علي خامنئي، ومستشاريه، وغالبيتهم من الحرس الثوري.
وبحسب سباتي، فإن إشارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى أن الوضع الحالي أكثر خطورة من الحرب الإيرانية العراقية، تكشف عن الضعف الإيراني.
ورأى أن رفض خامنئي استئناف المحادثات مع الولايات المتحدة الأمريكية يسبب أضراراً جسيمة، لأنه يحط من قدر الدولة الإيرانية والاقتصاد الإيراني، والمجتمع أيضاً، ويذهب بكل شيء نحو الهاوية على شكل كرة من الثلج.