اكتشاف بقايا قارة مفقودة منذ 155 مليون سنة كانت ذات يوم جزءا من أستراليا
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
أستراليا – عثر العلماء على دليل على وجود قارة مفقودة انجرفت بعيدا عن الكتلة الأرضية التي أصبحت أستراليا قبل 155 مليون سنة.
وافترض الجيولوجيون منذ فترة طويلة وجود أرغولاند، وهي كتلة أرضية يبلغ طولها 5000 كيلومتر، انفصلت عن غرب أستراليا منذ نحو 155 مليون سنة. لكن المشكلة هي أنه لم يكن أحد يعرف أين ذهبت.
وتشير الأدلة الجيولوجية المغناطيسية والهيكلية على طول قاع البحر المحلي إلى أن الجزء العملاق انفصل من خلال تحرك الصفائح التكتونية التي تشكل القشرة الأرضية قبل أن ينجرف شمالا وغربا نحو جنوب شرق آسيا.
ويكمن مفتاح حل هذا اللغز في “الفراغ” الهائل الذي تركته القارة وراءها، وهو الحوض المختبئ في أعماق المحيط الذي يُعرف باسم Argo Abyssal Plain.
وأظهر هيكل قاع البحر هذا أن أرغولاند لابد أنها انجرفت نحو الشمال الغربي وانتهى بها الأمر حيث توجد جزر جنوب شرق آسيا اليوم.
ومع ذلك، فمن المثير للدهشة أنه لم يتم العثور على قارة كبيرة مخبأة تحت تلك الجزر، بل فقط بقايا أجزاء قارية صغيرة محاطة بأحواض محيطية أقدم بكثير.
لذلك بدأ العلماء في جامعة أوتريخت في تجميع ما أصبح عليه الأمر من الأرض المفقودة.
وفي بيان صحفي، أوضح الفريق أن قارة أخرى “ضائعة”، تم اكتشافها في عام 2019، قد سقطت في لب (وشاح) الأرض، تاركة وراءها الطبقة العليا فقط. ثم انطوت لتشكل جبال جنوب أوروبا.
ومع ذلك، فمن الغريب أن أرغولاند لم تترك مثل هذه البقايا “المطوية” خلفها.
وأوضح الجيولوجي دو فان هينسبيرجن، أحد المؤلفين المشاركين في الدراسة: “إذا تمكنت القارات من الغوص في الوشاح والاختفاء تماما، دون ترك أثر جيولوجي على سطح الأرض، فلن يكون لدينا فكرة كبيرة عما كان يمكن أن تبدو عليه الأرض في الماضي الجيولوجي. وسيكون من المستحيل تقريبا إنشاء عمليات إعادة بناء موثوقة للقارات العظمى السابقة وجغرافيا الأرض في العصور الماضية”.
ثم أكد فان هينسبيرجين أن عمليات إعادة البناء هذه “حيوية لفهم عمليات مثل تطور التنوع البيولوجي والمناخ، أو للعثور على المواد الخام. وعلى مستوى أكثر دقة، لفهم كيفية تشكل الجبال أو لمعرفة القوى الدافعة وراء تكتونية الصفائح، وهما ظاهرتان مرتبطتان ارتباطا وثيقا”.
وقرر فان هينسبيرجين وزميله إلديرت أدفوكات التحقيق في ما كشفته جيولوجيا جنوب شرق آسيا عن مصير أرغولاند.
وأوضح: “كنا نتعامل حرفيا مع جزر من المعلومات، ولهذا السبب استغرق بحثنا وقتا طويلا. لقد أمضينا سبع سنوات في تجميع اللغز”.
ثم أشار إلى أن “الوضع في جنوب شرق آسيا يختلف كثيرا عن أماكن مثل إفريقيا وأميركا الجنوبية، حيث انقسمت القارة إلى قسمين. لقد انقسمت أرغولاند إلى العديد من القطع المختلفة”، وهذا ما أعاق رؤيتهم لرحلة القارة.
وفي هذه المرحلة، أدرك فان هينسبيرجين وأدفوكات أن الأجزاء وصلت إلى مواقعها الحالية في نفس الوقت تقريبا، ما يعرض حقيقة لم تكن معروفة سابقا، ولكنها حاسمة، حول أرغولاند.
ولم تكن أبدا قارة واحدة محددة بوضوح، بل كانت عبارة عن “أرخبيل” من أجزاء قارية صغيرة مفصولة بأحواض محيطية قديمة.
وبهذه الطريقة، فإنها تشبه منطقة أدريا الكبرى (التي ابتلعت الآن وشاح الأرض بالكامل تقريبا)، أو زيلانديا، القارة المغمورة بالمياه إلى حد كبير شرق أستراليا.
وخلص فان هينسبيرجن إلى أن “انقسام أرغولاند بدأ منذ نحو 300 مليون سنة”. والآن، تقع شظاياها القديمة في أعماق الغابات الخضراء في إندونيسيا وميانمار.
المصدر: indy100
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: جنوب شرق آسیا ملیون سنة
إقرأ أيضاً:
رغوة غريبة وأسماك نافقة تغزو شواطئ أستراليا.. والسلطات تغلق الشواطئ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أغلقت السلطات في جنوب أستراليا شاطئين بعد رصد كميات كبيرة من الأسماك النافقة وانتشار رغوة بيضاء غريبة على الساحل في ولاية جنوب أستراليا وهم شاطئي وايتبينجا وبارسونز جنوب أديليد بعد أن جرفت الأمواج كميات كبيرة من الأسماك النافقة ورغوة بيضاء غريبة إلى الشاطئ.
بعدما كان قد أبلغ عدد من راكبي الأمواج عن شعورهم بالإعياء مما أثار قلق الجهات المختصة.
وأفاد سام جيلارد المسؤول العلمي الأول لدى هيئة حماية البيئة في جنوب أستراليا بأن التكاثر غير المعتاد للطحالب الدقيقة الناجم عن تغيرات الطقس قد يكون السبب وراء هذه الظاهرة.
وأوضح أن تكاثر الطحالب في هذه الفترة من العام أمر ممكن ولكنه نادر الحدوث بهذا الحجم.
وفي بيان رسمي أكدت وزارة البيئة والمياه أن التحقيقات جارية لتحديد أسباب نفوق الأسماك وأن الشواطئ ستعاد فتحها بمجرد التأكد من سلامتها للمرتادين، حيث أن السبب وراء هذه الظاهرة هو ازدهار غير طبيعي للطحالب الدقيقةوالذي قد يكون ناتجًا عن تغيرات مناخية غير معتادة.
ويعرف تكاثر الطحالب الضارة بأنه يؤدي إلى انخفاض مستويات الأكسجين في المياه وإطلاق سموم قد تؤثر على الحياة البحرية مما يفسر حالات نفوق الأسماك والشعور بالإعياء لدى بعض مرتادي الشواطئ.
ولا تزال الجهات المختصة تجري تحقيقات مكثفة لتحديد الأسباب الدقيقة لهذه الظاهرة البيئية غير المعتادة.