سكاي نيوز عربية:
2025-01-03@03:45:01 GMT

"أحداث غزة" تهدد اقتصادات مصر ولبنان والأردن

تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT

تنتشر الأزمات الاقتصادية في الدول المجاورة لإسرائيل، وهو ما يزيد احتمالية حدوث سلسلة ردود أفعال من الحرب مع حماس، وقد ذلك إلى زيادة صعوبة الوضع المالي والاقتصادي في مصر والأردن ولبنان، وقد يخلق مشكلات اقتصادية أبعد من ذلك بكثير.

تواجه الدول الثلاث ضغوطا اقتصادية عدة، الأمر الذي دفع صندوق النقد الدولي إلى التحذير في تقريره الصادر في سبتمبر الماضي من أنها قد تفقد "استقرارها الاجتماعي والسياسي".

جاء هذا التحذير قبل فترة وجيزة من هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، ما أدى لنشوب حرب قد تتسبب بسهولة في فوضى اقتصادية من المرجح أن يحتاج الرئيس الأميركي جو بايدن والاتحاد الأوروبي إلى معالجتها.

الآن، بدأ زعماء العالم ومحللو السياسات يدركون التداعيات المحتملة.

إدارة بايدن ملتزمة بمنع اتساع نطاق الحرب بين إسرائيل وحماس، لكن الصراع قد يؤدي لتضخيم الضغوط الاقتصادية وربما يتسبب في انهيارات مالية.

إذا استمرت الفوضى دون رادع، قد تنتشر عبر منطقة حيوية لإمدادات النفط العالمية، وسيؤثر ذلك على جميع أنحاء العالم.

يقول كريستوفر سويفت، المحامي الدولي والمسؤول السابق في وزارة الخزانة الأمبركية، "كلما زادت الأمور غير المستقرة اقتصاديا، كلما كان من الأسهل على الجهات الفاعلة السيئة في المنطقة إثارة الوضع. فكرة فصل السياسة عن الاقتصاد فكرة بعيدة المنال إلى حد ما، بل وقصيرة النظر، وساذجة، فالسياسة والاقتصاد والأمن أمور تسير جنبا إلى جنب بشكل وثيق للغاية."

حذر رئيس البنك الدولي، أجاي بانغا، في مؤتمر عقد بالسعودية هذا الأسبوع من أن الحرب تضع التنمية الاقتصادية في "منعطف خطير".

الوضع المالي خطير لدرجة أن شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي، التقى مسؤولي صندوق النقد الدولي، يوم الخميس الماضي، وأخبرهم أنهم بحاجة لبذل المزيد من الجهد لدعم الحكومة المصرية، التي قال إنها تتعرض لضغوط بسبب احتمال تدفق المهاجرين عليها القادمين من قطاع غزة، وكذلك الفارين من الحرب الأهلية في السودان.

قال ميشيل للصحفيين بعد ذلك "دعونا ندعم مصر، فإنها بحاجة لدعمنا، ونحن بحاجة لدعمها."

كما يرفض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استقبال أي لاجئين فلسطينيين خشية رغبة إسرائيل في طرد الفلسطينيين من أرضهم بشكل دائم، وإلغاء المطالب الفلسطينية بإقامة دولة.

قال الرئيس المصري إن النزوح الجماعي لسكان غزة قد يؤدي لخطر جلب المسلحين إلى شبه جزيرة سيناء.

نزح أكثر من مليون شخص بالفعل داخل غزة، ويلوح خطر تصعيد الحرب في الأفق مع الاشتباكات الدائرة على طول الحدود اللبنانية-الإسرائيلية بين الجيش الإسرائيلي ومسلحي حزب الله.

في سياق متصل، خلص صندوق النقد الدولي في إبريل الماضي إلى أن احتياجات مصر التمويلية لهذا العام تساوي 35 بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي.

كما خفضت وكالة "موديز" تصنيف الديون المصرية - التي كانت في وضع صعب بالفعل- في الخامس من أكتوبر الجاري.

جاء هذا التخفيض في ظل اخفاق جهود سابقة لمساعدة الاقتصاد المصري، والذي كان مثقلا بديون تبلغ نحو 160 مليار دولار حتى نهاية العام الماضي.

قالت ميريت مبروك، مديرة برنامج الدراسات المصرية بمعهد الشرق الأوسط، "مصر تمر بأسوأ أزمة اقتصادية منذ خمسة عقود على الأقل، وهذا لا يؤدي إلا لتعقيد الاضطرابات الحالية الناجمة عن الحرب."

وأضافت "إذا كان لديك هذا الحريق في غزة، فأنت بحاجة كي تكون بقية المنطقة مستقرة حتى يتمكن الجميع من اتخاذ الإجراء المناسب والصحيح، ولست بحاجة لمزيد من عدم الاستقرار في منطقة غير مستقرة بالفعل".

ذكرت ميريت أن إحدى العلامات المباشرة على تزايد الضائقة المالية المصرية طلب البنك المركزي المصري من البنوك المصرية الأسبوع الماضي فرض قيود على استخدام عملائها لبطاقات الائتمان في المعاملات بالعملات الأجنبية في الداخل والخارج.

تضرر محتمل للسياحة في مصر

من الانتكاسات الكبرى المحتملة لمصر - والناجمة عن الحرب بين إسرائيل وحماس - هي فقدان السياح الذين يسعون لاستكشاف الأهرامات وتاريخ البلاد الفرعوني.

السياحة أحد القطاعات الاقتصادية الرائدة في مصر، وتوفر - إلى جانب الاستثمار الأجنبي - إمكانية الوصول إلى بقية الاقتصاد العالمي.

لم يرد مسؤول بالحكومة المصرية على طلب الأسوشيتدبرس للتعليق.

الأردن ولبنان.. صعوبات اقتصادية!

بينما يواجه الأردن صعوبات بسبب تباطؤ نموه الاقتصادي، وانخفاض الاستثمار الأجنبي هناك، بحسب صندوق النقد الدولي.

لكن توقعات ديون الأردن أفضل من مصر، لكن معدلات البطالة هناك تتحاوز 10 بالمئة، حسبما تقول شركة (فاكت ست) المزودة للبيانات المالية.

يقول البنك الدولي إن حجم الاقتصاد اللبناني انكمش بأكثر من النصف في الفترة من 2019 إلى 2021.

ترتبط العملة اللبنانية بالدولار الأميركي منذ عام 1997، وكان الدولار الواحد يبلغ 1500 ليرة لبنانية، لكنه يتداول ال ن بحوالي 90 ألف ليرة.

في حين لجأت العديد من الشركات لفرض رسوم بالدولار، شهد الموظفون العموميون - الذين ما زالوا يتقاضون أجورهم بالليرة - انهيار قوتهم الشرائية، حيث يعتمد الكثيرون ال ن على التحويلات المالية من أقاربهم في الخارج.

يدعم مانحون دوليون، من بينهم الولايات المتحدة، رواتب جنود الجيش اللبناني.

توصل قادة لبنان إلى اتفاق مبدئي مع صندوق النقد الدولي في أبريل عام 2022 بشأن حزمة إنقاذ، لكنهم لم ينفذوا معظم الإصلاحات المطلوبة لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق.

حذر صندوق النقد في تقرير هذا العام من أنه بدون هذه الإصلاحات، قد يصل الدين العام في لبنان - الدولة الصغيرة التي تعاني من عدة أزمات - إلى ما يقرب من 550 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.

قبل الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس، أشار بعض المسؤولين إلى انتعاش صناعة السياحة في لبنان باعتبارها شريان الحياة الاقتصادي.

لكن مع تهديد امتداد الصراع إلى كافة انحاء لبنان، مع وقوع اشتباكات منتظمة صغيرة بين حزب الله المتحالف مع حماس والقوات الإسرائيلية على الحدود الجنوبية للبلاد - حذرت سفارات أجنبية مواطنيها من السفر للبنان وألغت شركات طيران رحلاتها إلى هناك.

يقول بول سالم، رئيس معهد الشرق الأوسط في واشنطن، "إذا امتدت التوترات إلى الخليج، فسيكون لهذا الصراع القدرة على التأثير بشدة على الأسواق العالمية والاقتصادات والسكان المتعثرين في جميع أنحاء العالم.".

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات صندوق النقد الدولي حماس بايدن الاقتصاد رئيس البنك الدولي بانغا غزة السودان مصر السيسي إسرائيل سيناء صندوق النقد الدولي موديز السياح الأهرامات الأردن ديون الاقتصاد لبنان أحداث غزة مصر ولبنان والأردن اقتصاد مصر اقتصاد لبنان اقتصاد الأردن الاقتصاد الأردني صندوق النقد الدولي حماس بايدن الاقتصاد رئيس البنك الدولي بانغا غزة السودان مصر السيسي إسرائيل سيناء صندوق النقد الدولي موديز السياح الأهرامات الأردن ديون الاقتصاد لبنان أخبار فلسطين صندوق النقد الدولی

إقرأ أيضاً:

مصر والأردن في القائمة.. 9 دول تودّع أمراضاً خطيرة خلال 2024

في عام 2024، حققت 9 دول إنجازات طبية تاريخية، حيث أعلنت القضاء على أمراض طالما أرهقت شعوبها وتسببت في معاناة طويلة. وبجهود هائلة وإمكانات محدودة، تمكنت هذه الدول من وضع حد لمآسي صحية كانت تبدو مستعصية على الحل.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يتم تصنيف المرض على أنه "مقضي عليه" عندما تتمكن دولة ما من التخلص منه تماماً، أو تقليل تأثيره على الصحة العامة إلى مستويات غير مؤثرة. ومن بين الدول التي نجحت في ذلك، برزت أسماء مثل مصر، الرأس الأخضر، الأردن، وباكستان، التي أصبحت خالية من أمراض طالما كانت تُعتبر تحدياً كبيراً. من الملاريا إلى التراخوما بحسب تقرير شبكة NPR، كانت البداية مع الرأس الأخضر ومصر، حيث حصلتا على شهادة الخلو من الملاريا، ذلك المرض الذي أودى بحياة الملايين على مر التاريخ.
أما البرازيل وتيمور الشرقية، فقد تمكنتا من القضاء على داء الفيلاريات اللمفي، المعروف بداء الفيل، والذي يتسبب بتشوهات مؤلمة ومزمنة. وفي إنجاز غير مسبوق، أصبحت الأردن أول دولة في العالم تُصنف خالية من الجذام.
تشاد هي الأخرى سجلت إنجازاً مميزاً بالقضاء على أحد أشكال داء المثقبيات الإفريقي، أو ما يُعرف بـ"مرض النوم". بينما انضمت كل من باكستان، فيتنام، والهند إلى قائمة الدول التي قضت على التراخوما؛ المرض البكتيري الذي يتسبب في العمى ويؤثر على الملايين حول العالم. قصة من أرض الواقع استعرض التقرير أيضاً قصة باكستان مع التراخوما، مشيراً إلى أنها استغرقت أكثر من عقدين للقضاء على هذا المرض، الذي كان مستوطناً في المناطق الريفية والمكتظة بالسكان.
من جانبه، قال الدكتور أسعد أسلم خان، الذي قاد مبادرة القضاء على التراخوما في باكستان،: "كان حلم طفولتي أن أرى الناس يعيشون بدون ألم، كنت أرى المرضى في قريتنا يعانون من احمرار العين، والألم الذي يمنعهم من العمل والعيش بشكل طبيعي".
أضاف أن التراخوما مرض مدمر، حيث يسبب التهابات متكررة تؤدي إلى انقلاب الرموش للداخل وخدش القرنية، مما ينتج عنه ألم شديد، وفي النهاية العمى.
واعتمدت باكستان استراتيجية متكاملة للقضاء على المرض، تضمنت تخفيف معاناة المرضى، ومكافحة العدوى، وتعزيز الوقاية بتحسين النظافة العامة، وتثقيف السكان حول أهمية غسل الوجه والأيدي بانتظام.

مقالات مشابهة

  • مصر تتلقى مليار يورو من الاتحاد الأوروبي وتنتظر دعما من صندوق النقد
  • تركيا تقدم مساعدات إنسانية لسوريا وفلسطين ولبنان والسودان
  • فايننشال تايمز: الحرب التجارية تهدد نمو منطقة اليورو في 2025
  • مدبولي: التفاهم مع صندوق النقد الدولي «شهادة ثقة» للاقتصاد المصري
  • مصر والأردن في القائمة.. 9 دول تودّع أمراضاً خطيرة خلال 2024
  • إعلام عبري يكشف عن خسائر اقتصادية فادحة في مستوطنات الشمال بعد شهر من وقف الحرب على لبنان
  • باحثة: حروب غزة ولبنان استثنائية وأثرت سلبًا على المدنيين والإعلام
  • أحداث غير اعتيادية ولبنان قد يقسّم.. إليكم توقعات مايك فغالي لعام 2025
  • ماذا ينتظر مصر مع صندوق النقد الدولي في عام 2025؟
  • 2024: عام الصراعات الكبرى والتحولات المفاجئة.. ما هي أبرز أحداث السنة؟