شبكة اخبار العراق:
2025-03-09@16:32:11 GMT

مع كلّ صاروخ يسقط في غزة

تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT

مع كلّ صاروخ يسقط في غزة

آخر تحديث: 26 أكتوبر 2023 - 11:53 ص

أحمد عبد الحسين
لا مفرّ. الحدث الكبير يضغط على أرواحنا بقوّة. ومهما حاولنا التلهّي عنه بالعودة إلى اهتماماتنا الأليفة من قراءة وكتابة فإنّ صرخات أطفال غزة تملأ مسامعنا والغبار والدم اللذان يعلوان وجوه الصغار الفلسطينيين القتلى يلطخان أرواحنا. ومنذ يومها الأول نحن أسرى هذه الحرب التي لم نشترك فيها إلا عبر الشاشات.

في هذه المذبحة يموت حقاً وصدقاً مَنْ أدمن النظر إلى العالم من نافذة أخلاقية ومَنْ وثق بحتميّة تقدّم الكرامة الإنسانية على كل معطى، لأنه إذا كانت للسياسيّ مسارب تتعلق بالربح والخسارة وحساب النتائج المادية والرمزية، فإنّ للمثقف منفذاً واحداً لصرف هذه الأحداث المؤسية هو هذا المنفذ المتعلّق بالقيم التي استقاها عادة مما يقرأ والتي هي أعظم نتاجات الإنسان وأنفس مقتنياته.

وهذه القيم تتصدّع. مع كل صاروخ يسقط على مستشفى أو مدرسة أو مسجد أو كنيسة تحدث ثلمة كبيرة في يقين المثقف العربيّ بالقيم المؤسسة له ولثقافته لأنّ قيم الحداثة ذات منشأ غربيّ: لوائح حقوق الإنسان ودراسات الكرامة والحريّات. وقد نافح المثقف العربيّ مطوّلاً عن هذه القيم أمام أعدائها التقليديين “من الإسلاميين خصوصاً” الذين أشاعوا في أدبياتهم التقليدية أن شطراً من مثقفي العرب القائلين بالتحديث هم طابور خامس في العائلة العربية ـ المسلمة السعيدة.

أقرأ هذه الأيام لكثيرين مقالات هي تعابير عن صدمتهم بهشاشة القيم العليا التي آمنوا بها سواداً على بياض، فظهر أنها غير شغالةٍ حتى في منبتها الأصليّ، وبدا كما لو أنّ الغرب الذي أنتجها قد انسلخ منها في ارتداد إلى قيم بدئيّة ارتكاسية سبقت زمن الحداثة بكثير.إذا كان صوت المثقف العربيّ خافتاً أمام شيوع وتغوّل عناصر ما قبل الدولة في بلداننا فهو اليوم أخفت مع تهاوي صروح يقينه بقيم الغرب، بل أن أصوات مثقفي الغرب أنفسهم لا تكاد تُسمع في هذه الأرجاء التي يجول فيها الرعب.

يصلح هذا الحدث المأسويّ لمحاكمة هذه القيم ولمعرفة مدى مناسبتها للأرض التي نحيا فيها، ففي النهاية، في آخر الأمر، من المناسب اليوم أن نفهم بأنّ تاريخ قيمة ما ـ أية قيمة ـ هو ذاته تاريخ مستخدميها ومستثمريها. ومستثمرو هذه القيم اليوم يصرفونها في موارد تحرّفها بل تمسخها وتجعلها إعداداً ثانوياً في حربٍ قائمة على كلّ ما هو بدائيّ من أساطير وخرافات ونوازع بدائيةٍ تتعلّق بسيادة عِرق أو اصطفاء سلالة أو أحقية دين.لمْ تُستنبت الحداثة في أرضنا، ليس بسبب السموم التي يلقيها رجال بدائيون عندنا، بل وبشكل تؤكده الأحداث اليوم، بسبب أنّ هذه الحداثة تنطوي على جوهر هشّ للغاية، وأنّ من استولى عليها وعلى ترويج خطابها هناك، يوردها في موارد تجعلها ضداً لنفسها.قيم الحداثة عندنا تتهاوى. وليس هذا خبراً سيئاً لمن يريد أن يرى العالم من نافذة جديدة.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: هذه القیم

إقرأ أيضاً:

شاهد.. حطام صاروخ ستارشيب الملتهب يشل حركة الطيران

واجهت مهمة "ستارشيب" التابعة لشركة "سبيس إكس" انتكاسة جديدة إثر انفجار المركبة الفضائية في السماء بعد دقائق من إطلاقها يوم الخميس الماضي. ويعد هذا الفشل هو الثاني على التوالي لمشروع "ستارشيب" في العام الحالي، مما يثير تساؤلات حول مدى واقعية الجدول الزمني الذي وضعه رئيس الشركة إيلون ماسك لبعثات البشر إلى المريخ.

وقد وقع الحادث بعد دقائق من الإطلاق من موقع "بوكا تشيكا" في ولاية تكساس، حيث صُوّر الحطام الملتهب وهو يعبر السماء المظلمة قرب جنوب فلوريدا وجزر الباهاما بعد أن بدأ الجزء العلوي من المركبة في الدوران بشكل غير قابل للتحكم.

 

ويأتي فشل هذه المهمة بعد مرور قرابة شهر على الإخفاق الأخير للرحلة التجريبية السابعة لـ"ستارشيب" في حادثة مشابهة، ويُذكر أن نظام "ستارشيب" يُعد أساسا في خطة ماسك الطموحة لإرسال البشر إلى الكوكب الأحمر.

التحقيق الفدرالي في الحادثة

ردا على الانفجار، أصدرت إدارة الطيران الفدرالية بيانا بوقف الرحلات الجوية في عدة مطارات في فلوريدا، بما في ذلك ميامي وبالم بيتش وأورلاندو، بسبب المخاوف من الحطام الناتج عن إطلاق الصاروخ الفضائي، وقد أشارت التقارير إلى أن 240 رحلة جوية ألغيت للسبب ذاته.

كذا فتحت الإدارة تحقيقا في الحادث، مما يتطلب من "سبيس إكس" الآن فحص سبب الفشل بدقة قبل السماح لها بإطلاق صاروخ "ستارشيب" مرة أخرى.

إعلان

وفي بيان رسمي أصدرته الشركة عقب الحادث، أعلنت فشل المهمة، حيث ذكرت: "خلال مرحلة الصعود، تعرضت المركبة لتفكك سريع غير مجدول وفقد الاتصال بها. بدأ فريقنا على الفور بالتنسيق مع المسؤولين عن السلامة لتنفيذ استجابات الطوارئ المخطط لها مسبقا.

وعلى لسان المتحدث باسم الشركة، دان هويت، في بث مباشر، أعلن عن تعثر المهمة، موضحا أن الأمر يتعلق بتسرب هائل في الطاقة في الجزء الخلفي من المركبة الفضائية، مما أدى إلى فقدان السيطرة على عدة محركات.

كانت هذه الرحلة تهدف إلى إتمام مدار كامل تقريبا حول الأرض والعودة عبر المحيط الهندي للهبوط، إلا أن انفجار الصاروخ الذي يبلغ ارتفاعه 123 مترا حال دون إتمام المهمة بنجاح. في حين عادت المرحلة الأولى من الصاروخ المعزز "سوبر هيفي" إلى الأرض كما كان مخططا لها، والتقط بنجاح في الهواء بواسطة رافعة مخصصة.

مقالات مشابهة

  • فوكوزاوا يوكيتشي.. رائدُ الحداثة اليابانية
  • مشاركة 32 فريقا في مسابقة "المثقف الأول" بالعوابي
  • العودة إلى جلقني.. تواطؤ المثقف وتعلقاته
  • شاهد.. حطام صاروخ ستارشيب الملتهب يشل حركة الطيران
  • المثقف في العصر الرقمي .. بين الضياع والبحث عن دور
  • البرلمان العربي ينوه بالإسهامات التي حققتها المرأة العربية على كافة الأصعدة
  • «الدبيبة» يفتتح مسجداً بمدينة مصراتة.. تعزيز القيم الأخلاقية في المجتمع
  • في حلايب وشلاتين..العصيدة والغمسة والسلات والجابوري.. أطباق أصيلة بطعم الموروث الغذائي تقاوم الحداثة
  • فشل جديد يضرب سبيس إكس.. صاروخ ستارشيب ينفجر بعد دقائق من إطلاقه
  • سبيس إكس تفشل من جديد في إطلاق صاروخ ستارشيب