فرية الفلول الكبرى: الجبهة المدنية الديمقراطية إسم آخر للحرية والتغيير !!
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
الفرية الأكبر أن تعج أبواق الفلول بكذبة أن الجبهة المدنية الديمقراطية لإيقاف الحرب هي اسم جديد للحرية والتغيير...! و(صائد الرندير في الاسكيمو) يعرف أن الجبهة معناها كيان يضم تنظيمات وأجسام متعددة يجمعها هدف رئيسي ويتباين أعضاؤها تنظيماً وبرامج وأساليب..! ومعنى هذا أن الحرية والتغيير هي مجرد جسم واحد من الكيانات المتعددة والعديدة داخل هذه الجبهة العريضة التي تضم بطبيعة الحال أحزاباً ولجان مقاومة ومبادرات ونقابات ومنظمات وروابط ولجان وهيئات مهنية واجتماعية وأهلية وطبية وعلمية ومجموعات شبابية ونسائية وحقوقية وإعلامية وأكاديمية وفكرية وجماعات صوفية ومراكز بحثية وأصحاب عمل وممثلي لاجئين ونازحين وأسر شهداء وشخصيات وطنية مستقلة إلخ ومن الميسور معرفة ذلك من قائمة المشاركين في اللقاء التحضيري لقيام هذه الجبهة.
الحرية والتغيير تقول أنها (جزء) من (كُل) الجبهة..والجبهة تعلن أن الباب مفتوح يسع كل من يقف ضد الحرب ويؤمن باستعادة الديمقراطية ..فكيف يحتوى الجزء الكل ..وكيف يصب المحيط في النهر..؟!
ومن قال لكم إن الحرية والتغيير غيّرت اسمها..وهي لا تزال تتحدث في بياناتها وإعلاناتها باسمها (الذي وُلدت به)..والذي يصيب الكيزان بحالة من الرعب والارتكاريا.؟!
هل حدث لكم اشتباه في القياس بتغيير الكيزان لإسم تنظيمهم الخاسر (حسب الظروف) من أجل التمويه والتغبيش..من إخوان متأسلمين إلى (حركة إسلامية) إلى (جبهة ميثاق) إلى (جبهة قومية) إلى (هيئة شورى) إلى (مكتب قيادي) إلى (إنقاذ) إلى (كيان خاص) إلى (توالي) إلى (مؤتمر وطني) و(مؤتمر شعبي) إلى (نظام خالف)...إلخ في حين بقوا على ذات الطباع (السنيحة) وشهوة الفساد وكراهية الوطن وانتهاك حرمة الأرواح والدور وسرقة أحلام الأطفال في وطن حر عادل وكريم..!
هل انتم غاضبون من جبهة تدعو إلى وقف الحرب واستعادة المسار الديمقراطي والحُكم المدني..؟! وعلى ماذا تريدون استمرارها وقادة انقلابكم يحتفلون بهروبهم من القيادة العامة التي يفترض أنها تدير المعارك..؟! ومتى تلقون بالاً للموت والخراب الذي حاق ويحيق بالبلاد من جراء هذه الحرب اللعينة إن كان في رءوسكم بقية من (طايوق)..!
هل تحدثت أي من الكيزان أو أبواقهم يوماً عن المواطنين القتلى والمهجرين والنازحين بدلاً من التغني بهروب البرهان وكباشي وبحكومة الانقلاب الوهمية في بورتسودان..وبفضائح بيانات وزارة خارجية الانقلاب التي تدعو إلى (وقف الحرب في غزة) وتبارك (استمرارها في السودان)..!!
كيف يكون العدو والصديق والعرب والعجم والعالم (بأكباده الغليظة) أقرب منكم إلى استنكار استمرار هذه الحرب الفاجرة على رءوس السكان..؟!
ثم ما المشكلة في قيام أي كيان أو جبهة لإيقاف هذه الحرب التي أشعلها الفلول بغير علم الجيش؟ هل سمعتم بأي حامية من حاميات الجيش بولايات السودان العديدة هبت إلى الخرطوم لتفك الحصار عن القيادة العامة التي يقبع فيها جنرالات الانقلاب...؟!
الأمم المتحدة قالت بالحرف إن السودان يواجه (واحدة من أسرع الأزمات نمواً في العالم في ظل احتياجات غير مسبوقة) طبعاً سبق أن تحدثت الأمم المتحدة عن هذه الحرب الشيطانية باعتبارها من أسوأ أزمات وحروب العالم وأفاضت في ذكر أعداد القتلى من البالغين والأطفال ومن حالات الاغتصاب والاختفاء القسري والنهب النظم وجرائم الحرب وتفريخ اللاجئين والنازحين وحرق القرى والمساكن والمجاعة التي يتعرض لها ما يقارب الثلاثين مليوناً من السودانيين.. وما نعلمه نحن معشر السودانيين ولا تعلمه الأمم المتحدة أن يوميات هذه الحرب المشؤومة فيها من الفظائع ما يزيد على ذلك..وما يشيب من هوله الولدان (وتضع كل ذات حمل حملها)..! وبعد هذا نجد من بين المتنطعين والمتفلسفين وهواة (خالف تُعرف) من حملة الأقلام والألقاب العلمية من يدعو في (سفسطائيات مسيخة) إلي استمرارها..؟!
أما دعوة الفلول لاستمرارها فأمر معلوم ومفهوم في سياقات شرورهم المتأصلة وخيباتهم القديمة والجديدة..فهم شراذم لا تملك بسبب جرائمها الكبرى غير الهروب للأمام وربط مصيرها وأسباب وجودها بمواصلة سفك الدماء وتجزئة البلاد وتخريب العمران ونهب الموارد وتدمير المؤسسات والهلع من كل دعوة للحرية والسلام والعدالة..حيث لا حياة للعناكب والعقارب والخفافيش وهوام الظلام تحت أضواء الحرية والعدالة...!
هنيئا للبرهان وانقلابه بهذا الموت والدمار..وهنيئاً للمليشيات الكيزانية ولراعي كتائب الظل الذي توعّد الشعب بالموت دفاعاً عن باطل الإنقاذ..هنيئاً له هو وصحبه بالمكان الذي يختبئون فيه وهم يدعون لمواصلة قتل السودانيين... الله لا كسّبكم..!!
murtadamore@yahoo.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: هذه الحرب
إقرأ أيضاً:
إيما لازاروس الشاعرة الأمريكية.. خلدت كلماتها على تمثال الحرية |ما قصتها؟
تحل اليوم ذكرى ميلاد الشاعرة الأمريكية إيما لازاروس، واحدة من أبرز وجوه الحركة الأدبية في القرن التاسع عشر. عُرفت لازاروس بأعمالها الأدبية والشعرية التي جمعت بين الرومانسية والدعوة للعدالة الاجتماعية، لكن قصيدتها الشهيرة “التمثال الجديد” هي التي خلدت اسمها وربطته بأحد أعظم رموز الحرية في العالم: تمثال الحرية.
كتبت إيما لازاروس قصيدة “التمثال الجديد” عام 1883 في إطار جهود جمع التبرعات لبناء قاعدة تمثال الحرية، الذي يرمز إلى امرأة متحررة من قيود الاستبداد، تحمل في يدها اليمنى مشعلًا يرمز للحرية، وفي يدها اليسرى كتابًا نقش عليه تاريخ إعلان الاستقلال الأمريكي “4 يوليو 1776”.
تُجسد كلمات القصيدة رؤية إيما لازاروس للولايات المتحدة كأرض جديدة ترحب بالمهاجرين الذين تركوا خلفهم الظلم والاضطهاد في أوطانهم، لتمنحهم فرصة لبدء حياة جديدة. وفي عام 1903، أي بعد 20 عامًا من كتابة القصيدة و16 عامًا من وفاتها، تم حفر كلماتها على لوحة برونزية ووضعت عند مدخل قاعدة التمثال، لتظل رسالة ترحيب للأجيال الجديدة من المهاجرين.
لماذا فشل ديليسبس بتكرار نجاح قناة السويس في بنما؟ قصور الثقافة تطلق دورة جديدة في فنون السينما ديسمبر المقبل مسيرة أدبية مميزةتميزت أعمال إيما لازاروس بطابعها الرومانسي، حيث آمنت بمبدأ “الفن من أجل الفن”، لكنها لم تتجاهل القضايا الاجتماعية. كانت كتاباتها تعكس إيمانها بالعدالة الاجتماعية، وقد سعت من خلال أشعارها ومقالاتها إلى تسليط الضوء على معاناة المهمشين.
إلى جانب إبداعها الأدبي الخاص، عملت لازاروس على تبسيط وترجمة العديد من الأعمال الشعرية الألمانية والإيطالية، وخاصة أشعار الشاعرين يوهان غوته وهاينرش هاينه، مما أظهر شغفها بالثقافات العالمية.
رغم إسهاماتها الأدبية العظيمة، فقد انتهت حياة إيما لازاروس بشكل مأساوي في عمر 38 عامًا فقط، ويرجح أن وفاتها كانت بسبب إصابتها بالسرطان. لكن أعمالها، وخاصة قصيدتها المرتبطة بتمثال الحرية، جعلتها رمزًا للأمل والمثابرة.
تظل كلماتها محفورة في مدخل التمثال، شاهدة على رؤيتها الإنسانية، حيث تمثل دعوة مفتوحة لكل من يسعى إلى الحرية والحياة الكريمة.