سودانايل:
2024-10-02@12:22:49 GMT

ورّاق، والمؤتمرون وعصا موسى!

تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT

هل لنا أن نأمل بان تصير كلمات استاذنا الحاج وراق، في الاجتماع التحضيري لتكوين الجبهة المدنية الديموقراطية باديس ابابا، عصا سيدنا موسى؟ هل ستتحول الكلمات الداعية للسلام والمحبة والجمال، والمبشرة بعالم جديد - يتآخى فيه السودانيون من جميع أقاصيه، يجتمعون من أجل إيقاف الحرب - إلى برنامج عمل، يتشاطرون في مستقبله القريب تنسم عبير الديموقراطية، واعمار البلاد، شراكة الثروات، واقتناء عمارات العواصم، وخبز الرغيف دون ضغينة؟
في إشارة لتصحيح مسار أخطاء الدولة السودانية (56) التي فشلت منذ الاستقلال في تحقيق المواطنة المتساوية للجميع، وصارت كقميص سيدنا عثمان، يجهل من يرفعونها اليوم ان الذين يتسربلون به هم أصحاب الفتنة الكبرى! ولكن يكون السؤال هل تصير كلمات الوراق عصا تتلقف قبح الداعين لاستمرار الحرب، وتبتلع ثعابين الشؤم التي ترقص علي أشلاء الموتى، وتمزق البلاد إلى دويلات فقيرة ومهزومة؟ وتذكر الداعين لوحدة الصف المدني ان إيقاف الحرب حقاً يكون بالالتفاف حول مطالب ثورة ديسمبر في "العسكر للثكنات والمليشيات تنحل"؟
ويتمدد حبل التساؤل هل تعلمت القوى السياسية الدرس بعد الحرب: قيمة وحدة صفها المدني؟ وبالطبع هنالك فرق بين النقد والمعارضة البنـّاءة، وبين التخوين وادعاءات الطهرانية الثورية.

على أي حال نرجو ذلك، فالحرب التي اجتاحت البلاد خلفت شعبا اَخر، حطمته نيران حرب اطلق عليها المتقاتلين معاً، انها حرب عبثية؛ والشاهد ان الدعم السريع أسوأ من الجيش، وكل منهما أسوأ من الاخر، إذ قام كلاهما بارتكاب ابشع الانتهاكات الإنسانية في حق الشعب، فصار الشعب مشتتا مشردا، نازحا، مكلوما، مطحونا لا يرجو غير وقف الحرب، وحقن دماء أبنائه، وحفظ اعراض نسائه، وعودته لمساكنه وهو اَمن، لا يستجدي الدواء والغذاء لا من قريب او غريب.
وبقراءة للواقع الماثل اليوم لا يخامرني شك في ان السلطة الدينية المتوهمة ودعاوى الوطنية الزائفة، من الاخوان المسلمين، ومن المهووسين وتحالف دعاة الحرب، سوف تقف لتعويق سبل السلام، وتستثمر في شتات القوى المدنية. ولقد أثمر فعل هؤلاء حرب 15 ابريل بعد أن نجحوا في خلط الأوراق بخبثهم المألوف، وتشويه مطالب المدنية بدعاوى العلمانية، وشيطنة حق المواطنة المتساوية والكرامة الإنسانية، ومسخ مطالب رفع التمييز ومناهضة أشكال العنف ضد المرأة بتشويه كل القوانين التي تعين علي ذلك، وخلق الأزمات الاقتصادية والأمنية، وإشاعة الفوضى، ودمار الطاقات الشبابية بترويج المخدرات، وإشاعة الفتنة بين شعوب السودان ومجموعاته الإثنية المتعددة، والوقوف خلف انقلاب البرهان، إلى أن نجحوا في صناعة حربهم التي يعتقدون انها ستعيدهم إلى كراسي السلطة مجدداً.
ولكل سوداني داعم لوقف الحرب: كيف السبيل لانتشال البلاد من وهاد جحيمها؟ وما هو الواجب سوى دعم السلام والإسراع بالجبهة المدنية العريضة لوقف نزيف الحرب في البلاد، والاستعداد لما بعد ايقافها، بالصورة التي تكسر سلاسل التكرار للماضي السياسي. على التحقيق تكمن البدايات في التواضع حول تثمين جميع المؤتمرات الجادة في تحقيق السلام، ومنها التي سبقت المؤتمر التحضيري باديس ابابا، من مخرجات مؤتمر أيوا التاسع، تحت شعار"معاً لإيقاف الحرب واستعادة المسار الديموقراطي"، والذي اوصي في بعض توصياته بجدية العمل لتوحيد القوى المدنية تحت مظلة مشروع وطني متوافق عليه، مع عدم التنازل عن مبدا المحاسبة وتكوين مجلس تشريعي ثوري، وجعل الشرطة في خدمة الشعب..الخ. وقبل ذلك نشيد بمجهود الحملات النسوية لوقف الحرب والظلم، وثوار لجان مقاومة الحاج يوسف، وكذلك مخرجات اجتماع الجمعية العمومية للميثاق الثوري لتأسيس سلطة الشعب، والذي ناقش طبيعة الحرب وطرق إنهائها واستعادة مسار الثورة والتحول المدني، وتحقيق مبدأ مطلب العدالة، لكي تخاطب الحلول جذور الازمة السودانية حتي يتم تجاوز تكرار نشوب الحروب. وبالتأكيد تعود أهمية هذ الحراك إلى ان قياداته الشبابية هي صانعة ثورة التغيير الديسمبرية، ورغم انه جيل ترعرع في سنوات القهر والدكتاتورية الاسلاموية، المناهضة لأحلامهم، ورغم حداثة سنيهم - إلا أن تجربتهم قد جمرتها بسالات الاقدام امام الموت والاستشهاد من اجل التحول المدني، فكانوا كذلك سابقين علميا بتصوراتهم لسبل إيقاف الحرب والتعمير.
فهلا استفادت القوى السياسية التقليدية من هذه الطاقات الخلاقة في صناعة الاستقرار السياسي بالبلاد، بإشراكهم جميعا في هذه المؤتمرات، وتصحيح مسار الإخفاقات السابقة في فشل استيعابهم وتثمين مقدراتهم علي القيادة؟ ومن المحن السياسية المتعاقبة الإرث ان القيادات القديمة والمخضرمة في كل من بلادنا، والمحيط الافريقي والعربي فشلت في وضع برنامج صارم في تأهيل الأجيال اللاحقة لتسلم مقاليد الحكم من بعدهم؛ ذلك رغم ان جميع قادة الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني وصلوا لمناصب الريادة والسلطة، في السودان تحديداً، وهم في أعمار شباب لجان المقاومة. وهذه ليست دعوة للتلاوم وإنما لإنصاف من عركتهم تجربة الحرب (فتجمروا) بنيرانها ، اذ هم السلطة المدنية الفعلية التي حققت الالتصاق الفعلي بالشعب في محنته، في اتون هذه الحرب الدائرة. لذلك لا بد من الانتباه لتلك القوي الحديثة بجدية أكثر، لتصحيح المسار وتفويت فرصة قطع الطريق على دعاة استمرار الحرب ورفض التفاوض، من الذين يجهلون ان الحروب تنتهي على طاولات التفاوض وليس على أشلاء وجثث المواطنين ودماء الأبرياء.

tina.terwis@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

أنصار الله: استهداف المنشآت المدنية في الحديدة دليل على تخبط وضعف كيان الاحتلال الإسرائيلي وحالة الوجع التي يعيشها نتنياهو

الجديد برس:

أدان المكتب السياسي لحركة “أنصار الله” العدوان الإسرائيلي على المنشآت المدنية والخدمية في مدينة الحديدة، مؤكداً أن هذه الجريمة تهدف إلى زيادة معاناة الشعب اليمني.

واعتبر المكتب في بيان له أن العدوان الإسرائيلي على الحديدة يُعد انتهاكاً سافراً للسيادة اليمنية وخروجاً صارخاً عن القوانين والمواثيق الدولية.

ولفت البيان إلى أن “العدوان الصهيوني على بلدنا ليس منفصلاً عن التصعيد الإسرائيلي الخطير ضد لبنان وفلسطين ومحور المقاومة”.

وأضاف المكتب: “استهداف المنشآت المدنية والخدمية في الحديدة دليل تخبط وضعف كيان العدو الإسرائيلي ومن يقف خلفه”، مشيراً إلى أن “الغارات على المنشآت المدنية تكشف عن مدى الجزع والوجع الذي أصاب المجرم نتنياهو وملايين المغتصبين الصهاينة”.

وفي ختام البيان، جدد المكتب السياسي لأنصار الله التأكيد على “الاستمرار في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس ضد العدو الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني”.

مقالات مشابهة

  • الطيران المدني الإيراني يمدد إلغاء جميع الرحلات الجوية في جميع أنحاء البلاد
  • الحرب و السياسة و المتغيرات التي أحدثتها
  • «الشعب الجمهوري» يثمن مشاركة الأحزاب في مناقشات ملف الدعم: بيئة حوارية شفافة
  • تصريح صحفي من تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”حول قتل مدنيين خارج القانون في الحلفايا
  • اللجنة الوطنية للمرأة تدين العدوان الصهيوني الغاشم على المنشآت المدنية بالحديدة
  • أنصار الله: استهداف المنشآت المدنية في الحديدة دليل على تخبط وضعف كيان الاحتلال الإسرائيلي وحالة الوجع التي يعيشها نتنياهو
  • مجلس الشورى يدين العدوان الصهيوني على الأعيان المدنية في الحديدة
  • الخارجية: استهداف المنشآت المدنية دلالة على فشل الكيان وكذبه
  • وزارة الخارجية: استمرار استهداف المنشآت المدنية دلالة على فشل الكيان وكذبه على امتلاك بنك أهداف
  • فصائل القوى الفلسطينية تنعي الشهيد حسن نصر الله