أطياف -
قبل أسابيع معدودة قررت مجموعة من القيادات العسكرية الوطنية أصالة عن نفسها ونيابة عن مئات الضباط من شرفاء الجيش وتلبية لرغبة الشعب السوداني إنقاذ الوطن والمواطن بعد ما أدركت أن لانهاية للحرب إلا بالتفاوض وأيقنت أن الفريق عبد الفتاح البرهان أصبح في قبضة الفلول التي سلبته القرار والإرادة وبات دمية لا ( رجا فيه)
التقطت حينها قيادة عسكرية (خارج الخدمة) تعمل بالخارج هذه الرغبة وبعثت إلى بريد الوساطة الأمريكية السعودية تلخصت الرسالة في أن المؤسسة العسكرية تريد الحل عبر التفاوض والخروج من السياسة وتسليم الحكومه إلى قيادة مدنية ولكن قبلها تعمل على تقديم شخصية قيادية أخرى بديلة للفريق عبد الفتاح البرهان يتولى مسئولية ملف التفاوض
قبلت الوساطة بلا تردد وتواصلت المجموعة مع الفريق شمس الدين الكباشي وطرحت عليه رغبتها باعتباره القائد الثاني في المؤسسة
صادفت هذه الرغبة مشاعر سخط عند الكباشي تجاه القيادات الإسلامية التي كانت قد قطعت معه وعدا بأن يكون بديلا للبرهان قبل خروجه من البدروم ولكن الفلول كعادتها نقضت عهدها مع الكباشي بعد أن قال لها البرهان (شبيك لبيك) وقطع وعدا معها بعدم الذهاب إلى التفاوض، عندها تركت الكباشي داخل البدروم (منسيا) دون أن توفر له سبل الخروج والحماية، حتى طفى السؤال على السطح (أين الكباشي) سيما أن أخر عهد له بالتصريح كان قد أعلن من خلاله رغبة الجيش في التفاوض ومن يومها وجد الكباشي نفسه ضحية خدعة كيزانية يمكن أن تجعله (يفقد روحه) ، هذا الغبن جعل الكباشي يوافق على رغبة المجموعة الجديدة من شرفاء المؤسسة العسكرية، فالكباشي بالرغم من انه الأقرب انتماء ً للحركة الإسلامية لكن الظروف المحيطة به (حياة أو موت) بالنسبة له وللوطن جعلت المؤسسة العسكرية أقرب اليه من الحركة الإسلامية لطالما أن الأخيرة تحتضر فقرر الرجل الإنحياز لها
وتحدثنا بالأمس أن قوة دفع أكبر جعلت الكباشي يبارح القيادة، قوة ثلاثية الأبعاد قوامها سلطة خارجية تريد الرجل على طاولة التفاوض بنفسه أو بقراره سالما وآمناً، ومجموعة من القيادات العسكرية خلفها مئات الضباط برتبة لواء ومادون وثالثها قوات الدعم السريع التي تحتاج لقائد للجيش يملك قرار المؤسسة العسكرية ويأخذ بيدها إلى طاولة التفاوض، إذن ثلاثة جبهات عملت على حماية الكباشي من القيادة إلى مدينة بورتسودان هذا التحالف الخطير جعل القيادات الإسلامية في حالة من الذهول، قوة غير قابله للهزيمة او التصفية
فمهمة الكباشي هي أن يسلم المؤسسة العسكرية (تسليم مفتاح) فقواعد المؤسسة انه وعند الرحيل يجب أن يسلم القائد الرآية لمن هو بعده فالدور الذي يلعبه الكباشي الآن ليس لأنه بطل مدهش أو الشريف العفيف ولكنه حامل أمانه إلى أن ينتهي التفاوض ينتهي دوره، حق منحته له المؤسسة العسكرية التي لاتستطيع أن تتخطاه لذلك اغتنم الكباشي الفرصة لينحاز لخيار المؤسسة والشعب في التفاوض ووقف الحرب (تقدير موقف) من قائد ميداني اقنعته تقارير الضباط فيما يتعلق بالمعركة التي رأت أن لاحل إلا بالتفاوض (تحديد موقف) ولأن الكباشي دفعت به هذه المرة قوة الضباط غير الإسلاميين بالجيش لذلك قال في كلمته عن التفاوض إن الجيش سيناقش فقط الملف الأمني والملف الأنساني) ولم يتحدث ابدا عن الملف السياسي (العسكر للثكنات)
ولأنه تحرك بأمر الضباط الوطنيين لذلك لم يشر في خطابه للقوى السياسية لاهمزا ولا لمزا
كما أنه ولأول مرة ومنذ بداية الحرب تصدر المؤسسة العسكرية بيانا يتفق مع تصريحات القادة الراغبين في التفاوض
إذن خلاصة القول إن قرار العودة للتفاوض هذه المره هو قرار شرفاء المؤسسة العسكرية
وان الكباشي عقد صفقة كبرى أطاحت بالبرهان من كرسي القرار و بالمرة (تغدا بالفلول وبرهانهم قبل أن يتعشوا به) وقطع الحبل الذي تجر به الفلول عربة المؤسسة العسكرية (امسك العربة وترك لهم الرأس)
لذلك انه ولأول مره سيكون التفاوض بجدة جادا ومثمرا وسيحقق أهدافه و لارجعه منه، اما الدور العظيم الذي قام به شرفاء الجيش ستكشفه الأيام القادمة فقط قليل من الصبر.
طيف اخير:
#لا_للحرب
غدا تقف الأطياف على لافتة مضيئة كتب عليها الجبهة المدنية العريضة (جمع) لنرى لماذا فلول الظلام تقف خلفها باكية ؟!
الجريدة
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: المؤسسة العسکریة
إقرأ أيضاً:
المعارضة لم تصعّد ضد حصر التفاوض لهذه الاسباب
قال مصدر نيابي معارض "ان المعارضة كان من المفترض أن تقوم بتحرك نيابي واسع تجاه عملية التفاوض غير المنطقية وغير الدستورية التي تحصل بين طرف لبناني واحد والجانب الإسرائيلي بواسطة الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتين ، إلا أن الظروف القاسية على الشعب اللبناني وعلى فئة منهم بالتحديد هي نازحة في مراكز الإيواء ، جعلت موقف المعارضة أكثر ليونة".
وقال: "من منطلق وطني، لم تتوجه المعارضة بكلام قاس تجاه ما فعله الرئيس بري بحصر التفاوض على مصير لبنان به ، مع أنه بأقل الإيمان دستورياً كان يجب أن تقوم الحكومة بمناقشة الورقة الأميركية ، أو لمزيد من الشرعية كان يجب أن تحال من الحكومة الى المجلس النيابي لمناقشتها وإقرارها".
المصدر أشار "الى أن المعارضة أفسحت في المجال لعملية وقف إطلاق النار رحمةً بالشعب اللبناني".
المصدر ختم أن الموفد الأميركي كان اكثر لياقة من غيره في عملية إضفاء الشرعية على عمله الدبلوماسي التفاوضي حينما جال على عدد من المرجعيات السياسية في لبنان لإطلاعهم على ما يجري من تفاوض. بدوره سأل مصدرٌ نيابي عن البند المُتعلّق بـ"لجنة الرَّقابة الدوليّة" المنصوص عليها في المسودّة الأميركيّة المطروحة لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل.
وقال المصدر لـ"لبنان24" إنَّ ذاك البند "غير معروف"، وأضاف: "ماذا يعني لجنة رقابة دولية ولماذا هي موجودة ومن قال إن اللبنانيين يقبلون بها هكذا من دون مراجعتهم؟ بكل بساطة نحن لا علاقة لنا باتفاق لم نطلع عليه".
وختم:"نضمّ صوتنا إلى صوت مختلف النواب الذين يقولون إننا نريد الإطلاع على مضمون المسودّة وإلا من يُفاوض فليتحمل مسؤوليتها تماماً وأيضاً نتائجها في حال حصول خروقات للسيادة اللبنانية". المصدر: لبنان 24