12 مستشفى خارج الخدمة.. تفاصيل انهيار المنظومة الصحية بغزة
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
غزة- "حال المستشفيات لا يسمح بتقديم أيسر الخدمات الطبية للجرحى والمرضى"، هي واحدة من عبارات كثيرة استخدمتها وزارة الصحة في قطاع غزة للتحذير من خطورة الوضع الصحي، حتى وصلت إلى إعلان "الانهيار التام".
يأتي ذلك في ظل اشتداد حدة العدوان الإسرائيلي في أسبوعه الثالث مرفقا بحصار مطبق، ومنع إدخال الوقود منذ السابع من الشهر الجاري.
وأعلنت وزارة الصحة أن 12 مستشفى و32 مركز رعاية أولية خرجوا عن الخدمة، جراء الاستهداف الإسرائيلي المباشر، أو عدم قدرتها على استمرارية العمل بسبب نفاد الوقود.
وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة، إن المنظومة الصحية وصلت إلى مرحلة هي الأسوأ في تاريخها، وأكد -للجزيرة نت- أن الاحتلال الصهيوني يتعمد إضعاف المنظومة الصحية بالاستهداف المباشر والتهديد وإنذارات الإخلاء ومنع الوقود.
ووثّقت وزارة الصحة والسلطات المحلية في غزة استشهاد 57 كادرا صحيا، وإصابة 100 آخرين بجروح متفاوتة.
ورغم أن الوزارة ضاعفت من القدرة السريرية نتيجة عدد الجرحى الهائل جراء العدوان، يقول أشرف القدرة، "نتعامل مع هذه القدرة السريرية بكادر بشري لا يتجاوز 30% من الكادر الأصلي".
وتقدّر الوزارة نسبة إشغال الأسرّة في المستشفيات بأكثر من 150%، حيث اضطرت مستشفيات إلى إقامة خيام لاستيعاب ضحايا العدوان وأعدادهم المتزايدة لحظة بلحظة، ويشير آخر تحديث رسمي للشهداء بارتقاء أكثر من 6500، وأكثر من 17500 جريح.
ويفسر أشرف العجز الكبير في الكادر الطبي، باستهداف الاحتلال لجزء كبير منه، وتشريد جزء كبير آخر، مما حال دون قدرة هذا الكادر على الوصول إلى المرافق الصحية.
أجواء غير آمنة
وبرأي أشرف، فإن ما تواجهه المنظومة الصحية يندرج ضمن سياسة ممنهجة للاحتلال وهو ما يعكس حجم الاستهداف الذي تسبب في إلحاق الضرر بـ57 مؤسسة صحية، وتدمير أكثر من 25 سيارة إسعاف وخروجها عن الخدمة.
كما أشاع هذا الاستهداف أجواء غير آمنة في محيط المستشفيات بالقصف المكثف، تربك العمل وتجعله محفوفا بمخاطر جمة.
ومن بين جرائم الاستهداف المباشر للكادر الطبي، تبرز جريمة القصف والتدمير لمنزل مدير مستشفى "الدرة للأطفال" كمال خطاب وإصابته بجروح خطيرة، واستشهاد زوجته وابنتيه ونجله الصغير، حسب أشرف.
هذا الواقع المتردي دفع وزارة الصحة إلى مناشدة كوادرها المتقاعدة والمتطوعين في كل التخصصات الصحية، للالتحاق بالعمل في المستشفيات ووحدات الإسعاف.
وبعد الانهيار التام للمنظومة الصحية، كرر أشرف نداء استغاثة أطلقته الوزارة مرارا مؤخرا، بضرورة العمل على ضمان تدفق فوري للمساعدات الطبية والوقود لاستعادة العمل في الأقسام المنقذة للحياة.
وأكد أن إدخال المساعدات سيكون مهما لو تضمنت "الوقود واحتياجاتنا الملحة في أقسام الطوارئ والعنايات المركزية وغرف العمليات لجميع مستشفيات قطاع غزة".
وناشد "الأشقاء" في مصر فتح معبر رفح وضمان دخول وتدفق الوقود والمساعدات الصحية الطارئة، وتمكين الجرحى من السفر لتلقي العلاج اللازم والمناسب.
وسيتسبب التأخر في الاستجابة لنداءات الاستغاثة في وقوع كارثة صحية وإنسانية وخيمة، ستلحق أعدادا كبيرة من الجرحى بقافلة الشهداء، وتهدد حياة 140 جريحا ومريضا حياتهم مرتبطة بأجهزة التنفس الصناعي.
كما ستهدد حياة 1100 مريض بالفشل الكلوي بينهم: 38 طفلا و130 طفلا حديثي الولادة في أقسام الأطفال الخدج بالمستشفيات، وفق تأكيد المتحدث باسم وزارة الصحة.
وسمحت دولة الاحتلال بموجب اتفاق ثلاثي مع مصر والولايات المتحدة، بدخول 4 قوافل مساعدات عبر معبر رفح البري (المنفذ الوحيد لقطاع غزة على العالم الخارجي عبر الأراضي المصرية)، تضمنت 62 شاحنة محملة في أغلبها بمياه محلاة للشرب، وأغذية معلبة، وعدد محدود من الأدوية والمستهلكات الطبية.
وتتمسك إسرائيل برفض السماح بدخول أي كمية من الوقود إلى القطاع الذي توشك عجلة الحياة فيه على التوقف عن الدوران تماما، بما في ذلك عمليات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، التي حذرت من أنها إذا لم تحصل على الوقود عاجلا فستضطر إلى وقف عملياتها في غزة.
وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن قطاع غزة بحاجة إلى ما لا يقل عن 160 ألف لتر من الوقود يوميا.
وحسب رئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف، فإن المساعدات التي دخلت القطاع أقل بكثير من حاجته في الأوضاع الطبيعية، حيث كان يدخله يوميا أكثر من 500 شاحنة محملة بمختلف الاحتياجات، من بينها 45 شاحنة وقود.
وقال سلامة -للجزيرة نت-، إن هذه المساعدات لن تستطيع تغيير الكارثة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة، خاصة مع استمرار منع توريد الوقود.
وحث على ضرورة فتح معبر رفح بشكل دائم وتدشين ممر آمن يعمل على مدار اللحظة لتوفير الحاجات الإنسانية والخدماتية المفقودة بشكل كامل، وتمكين جرحى العدوان من السفر للعلاج، في ضوء تعذر تقديم الرعاية الطبية المناسبة في مستشفيات غزة حاليا.
وفي بيان رسمي، دحض سلامة مزاعم وصفها بـادعاءات وأكاذيب للناطق باسم جيش الاحتلال نشرها على حسابه بمنصة (إكس) عن وجود كمية مقدرة بنصف مليون لتر من الوقود في معبر رفح، ونفى فيها وجود أزمة داخل القطاع جراء نفاد الوقود.
وأكد أن هذه الكمية موجودة في خزانات داخل المعبر، وهي محجوزة منذ اليوم الأول للعدوان، ومدفوع ثمنها مسبقا من أصحاب محطات وقود، ويتعذر الوصول إليها واستخراجها والاستفادة منها؛ بسبب تهديدات الاحتلال وتعمده منع وصول أي كمية وقود إلى المراكز الصحية والخدماتية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المنظومة الصحیة وزارة الصحة قطاع غزة معبر رفح
إقرأ أيضاً:
بعد الإبادة .. الهلال الأحمر الفلسطيني يفتتح أول مستشفى ميداني بغزة
سرايا - افتتحت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، الخميس، مستشفى ميدانيا هو الأول من نوعه بمدينة غزة، بهدف تقديم الرعاية الطبية المجانية للناجين من الإبادة الإسرائيلية التي استمرت أكثر من 15 شهرا.
وقالت الجمعية في بيان عبر منصة إكس: "افتتح مستشفى الهلال الأحمر الميداني أبوابه رسميا في أرض السرايا بمدينة غزة، حيث توافد المواطنون منذ الساعات الأولى من صباح اليوم لتلقي الرعاية الطبية المجانية".
وأضافت: "يعد المستشفى أول مستشفى ميداني في غزة، وبدأ بتقديم خدماته الطارئة للمصابين والمرضى في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة".
وأشارت إلى أن المستشفى الميداني "في يومه الأول، استقبل عشرات المرضى، إلى جانب تجهيز ثلاث حالات لإجراء عمليات جراحية متوسطة، وإدخال أربع حالات إلى قسم العناية المركزة، بالإضافة إلى تحويل طفلتين إلى حضانة الخدج لتلقي الرعاية اللازمة".
وذكرت الجمعية أن "العيادات الخارجية لمستشفى الهلال الأحمر الميداني شهدت إقبالا كبيرا من المرضى الذين حصلوا على الاستشارات الطبية والعلاج المجاني، مما يعكس الحاجة الملحة لمثل هذه الخدمات الصحية في القطاع".
وأوضح البيان أن المستشفى "يضم 54 سريرا، و10 أسرّة في قسم الطوارئ، بينها 8 أسرة للعناية المركزة و6 أسرّة للحضانة، بالإضافة إلى غرفتي عمليات، ومختبر طبي، ووحدة أشعة، مما يجعله إضافة نوعية للمرافق الصحية المتاحة حاليا في غزة".
ويأتي افتتاح المستشفى في إطار جهود الجمعية لدعم القطاع الصحي في غزة، وتقديم الخدمات الطبية، بحسب البيان.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، دمرت إسرائيل 34 مستشفى من أصل 38، منها حكومية وأهلية، تاركة 4 مستشفيات فقط تعمل بقدرة محدودة رغم تضررها، وسط نقص حاد بالأدوية والمعدات الطبية، بحسب آخر إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
كما أخرجت الغارات الإسرائيلية 80 مركزا صحيا عن الخدمة بشكل كامل، إلى جانب تدمير 162 مؤسسة طبية أخرى.
وبين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، ارتكبت إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وفي 19 يناير الماضي، بدأ سريان وقف لإطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل، يستمر في مرحلته الأولى 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1154
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 20-02-2025 06:57 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...