تبدأ اليوم في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية مفاوضات بين القوات المسلحة السودانية و ميليشيا الدعم، برعاية إمريكية سعودية، و لم تقدم الدولتان الراعيتان للتفاوض أي أجندة جديدة تتعلق بالمفاوضات، و لكن القيادة العامة للقوات المسلحة أصدرت بيان يوم أمس الأربعاء 25 أكتوبر قالت فيه ( إيمانا من القوات المسلحة السودانية بأن التفاوض من الوسائل التي ربما تنهي الحرب.
في جانب أخر: نجد أن الحراك السياسي الذي تم في السودان و اسمرا و أديس أبابا و جوبا، يبين أن الخلافات بين القوى السياسية و المدنية ماتزال قائمة، و كان المتوقع أن الحرب تكون قد لعبت دورا كبيرا في تقريب وجهات النظر بين القوى السياسية، و تخرج من عباءة الخلافات إلي حوار يقرب بينها، و لكن نجد أن كل تحالف متمسك بأطروحاته، هناك بيان كان قد صادر من "الإعلام الثوري لدعم التغيير الجذري" و هو التحالف الذي يقوده الحزب الشيوعي؛ البيان يتحدث عن الثورة و القوى الثورية و الثوار الشرفاء و يوضح ماهية مطالب الثوار الشرفاء. و تقول إحدى فقرات البيان ( أن الذين يدعمون أطراف الحرب بدعواهم إلي الحرب أو تفتيت الوطن هم في الحقيقة مروجون للتوتر و التشنج و الفوضى. إنهم يشعلون النزاع و يعملون من وراء الكواليس لزعزعة الاستقرار و إطالة مدة الحرب) و رغم أن البيان يتحدث عن الثوار و الذين يشعلون الحرب لكنه لم يوضح أي برنامج أو مشروع يبين موقف الجذريين أو الحزب الشيوعي لكيفية إنهاء الحرب و النظر لفترة ما بعد الحرب. و أيضا اجتمعت قوى مدنية و سياسية في أركويت في السودان دون أن تتوصل إلي أي مشروع سياسي يبين رؤيتهم لوقف الحرب و ما بعدها. و أجتمعت قوى مدنية و سياسية في أديس أبابا من أجل تكوين "جبهة عريضة لوقف الحرب" و رغم تعد الكلمات لعديد من المشاركين أيضا لم تصل إلي مشروع سياسي واحد يبين كيفية وقف الحرب و رؤيتها لما بعد الحرب. و في جوبا اجتمعت أيضا قوى الكفاح المسلح الموقعة على اتفاق جوبا، و تعددت الكلمات من قبل المشاركين لكنهم لم يصلوا أيضا لرؤية تطرح للحوار. و في جانب أخر أصدر جعفر الميرغني نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل بيانا بأسم الحزب " أكد موقفهم الداعم للجيش و أنهم يطالبون أن تعقد جلسات الحوار السياسي في القاهرة. الغائب الأساس هي المشروعات السياسية التي تبين رؤية كل مجموعة من الحرب و كيفية وقفها و أجندة الحوار لما بعد الحرب.
أن القوى السياسية و المدنية تنادي بإبعاد الجيش عن العمل السياسي، و الرجوع للثكنات، و في نفس الوقت قد عجزت أن تخلق حوارا بينها تقرب فيه وجهات النظر في القضايا المطروحة، و التي تعتبر قضايا مفصلية في العمل السياسي، و كان المتوقع من القوى السياسية أن تجعل من الفترة الانتقالية لما قبل الحرب تجربة تخضعها للدراسة لكي تتعرف على العوامل التي قادت للحرب و تتجنبها في المستقبل، و تحاول ان تتجاوز التحديات التي تعيق طريق عملية التحول الديمقراطي، و لكن كل مجموعة ظلت متمسكة برؤيتها، و لا تريد أن تصنع منطقة أوسطى تتلاقى فيها. الأمر الذي يعطى العسكر حجة أن يتمسكوا بالعمل السياسي بسبب فشل القوى المدنية أن تصل مشروع سياسي يجمعها، خاصة أن السياسة لا تقبل الفراغات.
أن التوافق الوطني حول مشروع سياسي لا يعني أن تتنازل القوى السياسية عن مشاريعها الخاصة، و المقصود هو مشروع وطني يؤسس قواعد الدولة الديمقراطية، التي يتفق فيها على دستور وطني يجعل التبادل السلمي للسلطة ممكنا، و عند الانتخابات كل قوى سياسية تطرح مشروعها السياسي للجماهير. و أول خطوات التوافق أن يكون هناك جيشا واحدا في الدولة هو الذي يحتكر السلاح وحده، و ان تبتعد القوى السياسية عن الاستقطاب داخل القوات المسلحة. هذه الخطوات تبدأ بالتوافق و ليس فرض أي شروط من قبل أي قوى سياسية على الأخرين. و الأجيال الجديدة أفضل لها أن تؤسس أحزاب تعبر عن رؤاها الجديدة، خاصة أن هناك أحزاب قد شاخت، و فقدت قدرتها على التواصل و العطاء مع الأجيال الجديدة. نسأل الله حسن البصيرة.
zainsalih@hotmail.com
////////////////////
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: القوى السیاسیة القوات المسلحة میلیشیا الدعم مشروع سیاسی
إقرأ أيضاً:
السوداني: جنّبنا العراق الانزلاق في الحرب والصراعات
قال محمد شياع السوداني رئيس الوزراء العراقي، اليوم الجمعة، إن حكومة بلاده تمكنت من المحافظة على العراق من خلال التعامل بحكمة ومسؤولية وعدم الانزلاق في ساحة الحرب والصراعات.
وأوضح السوداني، في كلمة خلال لقائه بعدد من قادة وزعماء العراق، أن "بعض الأصوات الانفعالية والمتسرعة كانت تريد بالعراق أن يذهب للحرب والصراع وكلنا ثقة بأن مستقبل العراق واعد بشعبه وإمكانياته وموارده والمبدأ السليم في إدارة الدولة"، بحسب بيان للحكومة العراقية.
وأضاف أن "المنطقة شهدت ظروفا استثنائية وكان الاختبار الأكبر للحكومة في كيفية التعامل مع هذه الأزمة، في ظل موقف العراق المبدئي من القضية الفلسطينية".
وذكر أن "مصلحة العراق والعراقيين هي الأولوية بالنسبة لمسار عمل الحكومة ولا مجال للمجاملة مع أي طرف داخلي أو خارجي وهناك من يعتاش على خطاب الفتنة والتأزيم والمؤامرات وعلينا الانتباه لهذا الأمر، لاسيما مع استحقاقات الانتخابات المقبلة".
وقال السوداني إن "منهج الحكومة هو المحافظة على مصالح الدولة العليا، وكلنا أمل برجال الدين وزعماء العشائر والنخب في إشاعة خطاب الوحدة والتكاتف والأخوة بين كل أبناء المجتمع".
وتابع "ما ننعم به اليوم هو بفضل التضحيات ومواقف العشائر المشرفة التي لا يمكن أن ننساها وأن العراق قوي ومقتدر ومعافى ويتقدم وبشهادة كل المؤسسات الإقليمية والدولية".
وأضاف أن "العراق له دور ريادي مهم وما يشهده من إعمار وتنمية من البصرة إلى نينوى مرحلة غير مسبوقة والحكومة عملت، منذ البداية، على أولويات أساسها حاجة الناس، بعيدا عن أي هدف شخصي أو حزبي".
وذكر السوداني "لا يمكن أن نرهن مستقبل البلد بالنفط فقط، خصوصا أن العراق يمتلك مقومات الزراعة والصناعة والسياحة وبلدنا يتميز بموقعه الجغرافي كممر تجاري عالمي. لهذا، أطلقنا مشروع طريق التنمية ونعمل ليلا ونهارا من أجل تحقيق ما التزمنا به، ولدينا إمكانيات وموارد وعزيمة قادرة على مواجهة مختلف التحديات".
وأكد "العمل مستمر في مشروع لنقل الغاز إلى محطاتنا الكهربائية وهناك إرادة حقيقية على تحقيق الإصلاحات وقطعنا شوطا مهما فيها، بظرف زمني لا يتجاوز السنتين ونصف من عمر الحكومة".