سودانايل:
2025-04-27@01:06:39 GMT

مفاوضات جدة والخيرات المطروحة

تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT

تبدأ اليوم في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية مفاوضات بين القوات المسلحة السودانية و ميليشيا الدعم، برعاية إمريكية سعودية، و لم تقدم الدولتان الراعيتان للتفاوض أي أجندة جديدة تتعلق بالمفاوضات، و لكن القيادة العامة للقوات المسلحة أصدرت بيان يوم أمس الأربعاء 25 أكتوبر قالت فيه ( إيمانا من القوات المسلحة السودانية بأن التفاوض من الوسائل التي ربما تنهي الحرب.

قبلنا الدعوة بالذهاب إلي جدة لاستكمال ما تم الإتفاق عليه من قبل، و هو تنفيذ إعلان جدة كاملا، لتسهيل العمل الإنساني و عودة مواطنينا و الحياة الطبيعية إلي المدن التي عاث فيها المتمردون نهبا و حرقا و قصفا عشوائيا و أغتصابا، أملين أن تلتزم ميليشيا التمرد هذه المرة بما تم الاتفاق عليه سابقا) يبين البيان أن وفد القوات المسلحة لا يحمل أي أجندة جديدة أنما فقط سوف يطالب بتنفيذ الاتفاق السابق، و الذي كانت قد وقعت عليه ميليشيا الدعم في مايو الماضي. و جاء في بيان ميليشيا الدعم السريع الذي صدر أمس الاربعاء 25 أكتوبر، و الذي تقول فيه ( أن وفدها وصل إلي جدة تلبية لدعوة من السعودية و الولايات المتحدة) و أضاف البيان ( نأمل أن يكون وفد الطرف الآخر قد جاء إلي جدة موحدا و مستقلا برأيه عن إملاءات حزب المؤتمر الوطني) البيان يؤكد أن ميليشيا الدعم لا تملك أي أجندة جديدة. و بالتالي تصبح الأجندة السابقة هي محور التفاوض.
في جانب أخر: نجد أن الحراك السياسي الذي تم في السودان و اسمرا و أديس أبابا و جوبا، يبين أن الخلافات بين القوى السياسية و المدنية ماتزال قائمة، و كان المتوقع أن الحرب تكون قد لعبت دورا كبيرا في تقريب وجهات النظر بين القوى السياسية، و تخرج من عباءة الخلافات إلي حوار يقرب بينها، و لكن نجد أن كل تحالف متمسك بأطروحاته، هناك بيان كان قد صادر من "الإعلام الثوري لدعم التغيير الجذري" و هو التحالف الذي يقوده الحزب الشيوعي؛ البيان يتحدث عن الثورة و القوى الثورية و الثوار الشرفاء و يوضح ماهية مطالب الثوار الشرفاء. و تقول إحدى فقرات البيان ( أن الذين يدعمون أطراف الحرب بدعواهم إلي الحرب أو تفتيت الوطن هم في الحقيقة مروجون للتوتر و التشنج و الفوضى. إنهم يشعلون النزاع و يعملون من وراء الكواليس لزعزعة الاستقرار و إطالة مدة الحرب) و رغم أن البيان يتحدث عن الثوار و الذين يشعلون الحرب لكنه لم يوضح أي برنامج أو مشروع يبين موقف الجذريين أو الحزب الشيوعي لكيفية إنهاء الحرب و النظر لفترة ما بعد الحرب. و أيضا اجتمعت قوى مدنية و سياسية في أركويت في السودان دون أن تتوصل إلي أي مشروع سياسي يبين رؤيتهم لوقف الحرب و ما بعدها. و أجتمعت قوى مدنية و سياسية في أديس أبابا من أجل تكوين "جبهة عريضة لوقف الحرب" و رغم تعد الكلمات لعديد من المشاركين أيضا لم تصل إلي مشروع سياسي واحد يبين كيفية وقف الحرب و رؤيتها لما بعد الحرب. و في جوبا اجتمعت أيضا قوى الكفاح المسلح الموقعة على اتفاق جوبا، و تعددت الكلمات من قبل المشاركين لكنهم لم يصلوا أيضا لرؤية تطرح للحوار. و في جانب أخر أصدر جعفر الميرغني نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل بيانا بأسم الحزب " أكد موقفهم الداعم للجيش و أنهم يطالبون أن تعقد جلسات الحوار السياسي في القاهرة. الغائب الأساس هي المشروعات السياسية التي تبين رؤية كل مجموعة من الحرب و كيفية وقفها و أجندة الحوار لما بعد الحرب.
أن القوى السياسية و المدنية تنادي بإبعاد الجيش عن العمل السياسي، و الرجوع للثكنات، و في نفس الوقت قد عجزت أن تخلق حوارا بينها تقرب فيه وجهات النظر في القضايا المطروحة، و التي تعتبر قضايا مفصلية في العمل السياسي، و كان المتوقع من القوى السياسية أن تجعل من الفترة الانتقالية لما قبل الحرب تجربة تخضعها للدراسة لكي تتعرف على العوامل التي قادت للحرب و تتجنبها في المستقبل، و تحاول ان تتجاوز التحديات التي تعيق طريق عملية التحول الديمقراطي، و لكن كل مجموعة ظلت متمسكة برؤيتها، و لا تريد أن تصنع منطقة أوسطى تتلاقى فيها. الأمر الذي يعطى العسكر حجة أن يتمسكوا بالعمل السياسي بسبب فشل القوى المدنية أن تصل مشروع سياسي يجمعها، خاصة أن السياسة لا تقبل الفراغات.
أن التوافق الوطني حول مشروع سياسي لا يعني أن تتنازل القوى السياسية عن مشاريعها الخاصة، و المقصود هو مشروع وطني يؤسس قواعد الدولة الديمقراطية، التي يتفق فيها على دستور وطني يجعل التبادل السلمي للسلطة ممكنا، و عند الانتخابات كل قوى سياسية تطرح مشروعها السياسي للجماهير. و أول خطوات التوافق أن يكون هناك جيشا واحدا في الدولة هو الذي يحتكر السلاح وحده، و ان تبتعد القوى السياسية عن الاستقطاب داخل القوات المسلحة. هذه الخطوات تبدأ بالتوافق و ليس فرض أي شروط من قبل أي قوى سياسية على الأخرين. و الأجيال الجديدة أفضل لها أن تؤسس أحزاب تعبر عن رؤاها الجديدة، خاصة أن هناك أحزاب قد شاخت، و فقدت قدرتها على التواصل و العطاء مع الأجيال الجديدة. نسأل الله حسن البصيرة.

zainsalih@hotmail.com
////////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: القوى السیاسیة القوات المسلحة میلیشیا الدعم مشروع سیاسی

إقرأ أيضاً:

إسرائيل مأزومة للغاية من الداخل.. فما الذي يمنعها من الانهيار؟

يتّفق المحللون الإسرائيليون على أنّ المذكرةَ التي قدّمها رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار إلى المحكمة العليا، (أعلى سلطة قضائية)، وما تضمّنته من اتهامات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ستعمّق الأزمة الداخلية في إسرائيل، وتنعكس مباشرة على مسار مفاوضات وقف الحرب في قطاع غزّة.

لا جدال حول ما يعيشه نتنياهو اليوم من لحظة تقييم حقيقية، بعد أن حصل في السابق على تفويض غير مشروط لتصعيد الحرب من أجل استعادة الأسرى، وتحقيق أهداف عسكرية، دون أن ينجح فعليًا في أي منها.

لم تهدأ الساحة الداخلية الإسرائيلية، ولم تستكن تلك الاحتجاجات الملونة في دعواتها، التي تبدأ بالدفع بالحكومة نحو إبرام صفقة الأسرى مع حركة حماس ووقف النار، ولا تنتهي عند حالات التمرّد داخل المؤسسات العسكرية، والتي شكّلت حالة "توترية" مستحدثة سببتها تلك الرسالة العلنية التي نشرها نحو ألف من أفراد سلاح الجو الإسرائيلي في 10 أبريل/ نيسان الجاري، والتي تدعو إلى إعادة الأسرى ووقف الحرب.

لا شكّ أن الداخل الإسرائيلي يشهد على اهتزازات، لم تعهدها الدولة العبرية في تاريخها، حيث وصلت الحال بزعيم المعارضة الإسرائيلي، يائير لبيد، في تصريحات أطلقها، الأحد 20 أبريل/ نيسان الجاري، إلى حدّ التحذير من أن هناك كارثة ستبدأ من الداخل الإسرائيلي "نتيجة التحريض المستمر"، محملًا رئيسَ جهاز الأمن المسؤولية عن "الفشل في التعامل مع هذه التحديات".

إعلان

كما أضاف لبيد، أنه "وفقًا لمعلومات استخباراتية، نحن مقبلون على كارثة وهذه المرة ستكون من الداخل". ما دام أن جميع المعطيات تتقاطع حول موضوع الانهيار الداخلي الإسرائيلي، فلمَ لم يحصل إذًا؟

عقبات كثيرة تقف عائقًا أمام استمرارية حكومة نتنياهو، وإشكاليات تطرح عليها من الداخل والخارج، وهذا ما برزَ بعد استئناف حربه على قطاع غزة، حيث تناولت وسائل إعلام إسرائيلية تصاعد الضغوط داخل الحكومة على رئيسها، لاتخاذ قرار باحتلال كامل قطاع غزة، في ظلّ مخاوف رئيس الأركان الجديد إيال زامير من الثمن العسكري لمثل هذه الخطوة.

يشير أغلب التقارير إلى أن إطالة أمد الحرب في المنطقة، يصبّ في صالح توفير الحماية لنتنياهو، الذي تحيط به ملفات مشبوهة. هو الذي مثَلَ في مارس/ آذار الماضي أمام المحكمة المركزية في تل أبيب، للردّ على اتهامه بالتورط في فساد وتلقّي رِشا.

كُشفت نوايا نتنياهو من خلال إفشال مسارات التفاوض، ومن الذهاب إلى الخيار العسكري، ولكن الذي ما يزال غامضًا، هو الموقف الأميركي (اللين) تجاه نتنياهو، ورفضه المقترحات التي قدّمها الأميركي لحلّ الأزمة في المنطقة.

هذا (التراخي) الأميركي تجاه نتنياهو، قابله صرامة وصلت إلى حدّ "البهدلة" بالنسبة إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض عقب لقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 28 فبراير/شباط الماضي.

لا يوفّر ترامب مناسبة إلا ويتهجم فيها على زيلينسكي، لا بل ذهب بعيدًا في مواقفه، عندما عرض عليه الأربعاء 23 أبريل/ نيسان الجاري، ورقة "الذل" لإنهاء الحرب، طالبًا منه الموافقة على التخلي عن شبه جزيرة القرم، من خلال أخذ كييف إلى الاعتراف بملكيتها لروسيا. لا يتوقف الموضوع عند فرض الاستسلام على كييف، بل ذهب بعيدًا في المطالبة بالاستيلاء على الموارد النادرة في أوكرانيا. رغم أن ترامب أطلق في حملاته الانتخابية مواقف حاسمة تتعلق بإنهاء حالة الحرب في كل من القطاع وأوكرانيا.

إعلان

لا مصالح لأميركا في الحرب الدائرة في أوكرانيا، بل على العكس هناك مكاسب لها تستطيع أن تستغلها لصالح سياساتها في الشرق الأوسط. يفتّش ترامب عن صادقات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، كيف لا وهو يجد في أوكرانيا تسوية كبرى ترتبط بمنطقة الشرق الأوسط.

إنّ جلّ ما يريده الرئيس الأميركي من روسيا ممارسة المزيد من الضغط على حليفتها إيران للتوصل إلى تسويات في المنطقة، بهدف إبعاد شبح الحرب معها.

أفصح نتنياهو عن "تهديد وجودي" يداهم إسرائيل من خطورة التسوية التي تقودها أميركا مع إيران، ورفع من مستوى خطابه تجاه إيران. فعبّر قائلًا الأربعاء 23 أبريل/ نيسان، إن "إيران تمثل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل وخطرًا على مستقبلها"، مؤكدًا عزم حكومته على مواصلة التصدي لما وصفه بـ"الخطر الإيراني" حتى لو اضطرت إسرائيل للتحرك بمفردها".

هذا السقف العالي من التهديدات تحتاجه إدارة ترامب، كي تستغلّه لفرض شروطها في المفاوضات مع الجانب الإيراني. وبهذا يتبلور ما تخطط له واشنطن في المنطقة، بعيدًا عن التوجّسات الإسرائيلية، مستغلة تهديدات نتنياهو تجاه إيران.

إنّ زيارة وزير الطاقة الأميركي، كريس رايت، إلى الرياض، السبت 19 أبريل/ نيسان الجاري، وإعلانه عن "طريق مشتركة" لاتفاق نووي مدني مع السعودية، دليل واضح على ما تراه الإدارة الأميركية للمرحلة القادمة في المنطقة، ودليل إضافي على أن النظرة الأميركية تختلف كل الاختلاف عن نظرة نتنياهو.

في السبعينيات، قام نيكسون ووزير خارجيته في حينها "هنري كيسنجر" ببلورة مبادئ ما سُمي "سياسة الركيزتين" ووقتها الخطة استهدفت ضمان استقرار إقليمي، ووفرة النفط ومساعدة متبادلة ضد النفوذ السوفياتي، بينما اليوم تتوجه ضد النفوذ الصيني.

وقعت المملكة مع الولايات المتحدة على اتفاقية المادة 123 التي تطرق إليها قانون الطاقة النووية الأميركية من العام 1954، والذي يسمح لواشنطن بنقل التكنولوجيا النووية إلى دول أخرى. قد تهدف واشنطن من هذا الاتفاق إلى خلق تقاربات إقليمية تعتمد على ركائز متنافسة، بدل اللجوء إلى خيار الحروب المباشرة، التي يحتاجها نتنياهو.

إعلان

ليس صحيحًا أن يد نتنياهو مطلقة التصرف، بل الأصح هو أن لواشنطن حساباتها في المنطقة، وأن نتنياهو أصبح أداة تدار من قبل الإدارة الأميركية، التي تتصرف بما ينسجم مع مصالحها.

فنتنياهو يدمر غزة لأجل تحقيق الممر الاقتصادي الهندي، وبناء "ريفيرا الشرق"؛ تمهيدًا لفتح الاستثمارات الأميركية تحديدًا الخدماتية والسياحية.

لهذا لن يتخلَّى ترامب في المدى المنظور عن نتنياهو، ولن يُسمح للداخل الإسرائيلي بالتهور وأخذ الأمور نحو الانهيار، ما دام لم تُرسم المنطقة بحسب مع تريده واشنطن، ولم يزل النظام الدولي يرسم أطره العامة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • كاتب إسرائيلي: الحكومة تضحي بالمختطفين في غزة من أجل بقائها السياسي
  • جولة مفاوضات جديدة في القاهرة وحماس تؤكد استعدادها لإبرام صفقة شاملة لإنهاء الحرب
  • مفاوضات متعثرة وقصف مدمّر.. غزة تواجه تصعيداً دموياً جديداً
  • إلزام صاحب العمل منح هؤلاء الأطفال بطاقة معتمدة من القوى العاملة
  • إسرائيل مأزومة للغاية من الداخل.. فما الذي يمنعها من الانهيار؟
  • اتفاق المنامة السوداني الذي يتجاهله الجميع
  • وفد من حماس يتوجه اليوم إلى القاهرة لبحث مفاوضات غزة
  • توقعات ما بعد الحرب والاتفاق السياسي في السودان: فرص التحوُّل ومخاطر الانكفاء
  • البيان الأخير لجماعة الإخوان.. بين المقاومة الأيديولوجية والتوظيف السياسي
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع