لهذه الأسباب سيفشل الغزو الإسرائيلي لغزة
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
"الغضب وشهوة الانتقام لا يصنعان سياسات سديدة. لكنهما الشعوران السائدان في إسرائيل منذ الفظائع التي ارتكبتها حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.. والمشاعر الآن هي المحرك الأساسي للسياسة الإسرائيلية، وستكون السياسات المُترتبة على تلك المشاعر أبعد ما تكون عن العقلانية".
كلما كان هناك غزواً إسرائيلياً جديداً أكثر تدميراً زاد الغضب والاستياء
هكذا استهل بول بيلار ضابط استخبارات وطني سابق في منطقة الشرق الأدنى وجنوب آسيا، تحليله في موقع مجلة "ناشونال إنترست" الإلكترونية.
وقال بيلار إن هناك مقولة مأثورة مفادها أن الجنون هو القيام بالفعل نفسه مراراً وتوقّع نتيجة مختلفة كل مرة.. وهذه المقولة وثيقة الصلة بتاريخ إسرائيل المشوب بالعنف مع قطاع غزة، فقد تخلل حصار إسرائيل الخانق لغزة غزوات برية وهجمات جوية، وعلى الأخص في سنوات 2008 و2009 و2014.. وتكبدت إسرائيل خسائر كبيرة وفادحة وكلفت السكان الفلسطينيين خسائر أكبر في غزة، ولم تضمن تلك الاشتباكات السلام والأمن لأحد، الأمر الذي تشهد عليه تصرفات حماس الشهر الجاري.
How Israel’s ground invasion of Gaza would play out – and why it will fail | Paul Rogers https://t.co/JRD3u6KBu6
— #TuckFrump (@realTuckFrumper) October 25, 2023ولم تكن تلك العمليات العسكرية الإسرائيلية السابقة رداً على أي شيء مثيل، سواء من حيث التأثير الجسدي أو النفسي لهجوم حماس االأخير.. وعليه، فقد يجادل المرء بأنه في ظل الغضب والدافع الإضافيين، ستكون الأمور مختلفة هذه المرة، فبدلاً من تقليم أظافر المقاومة الفلسطينية، سيسعى الإسرائيليون بهجومهم البري الجديد إلى قطع دابر حماس.
ولكن، ليس هناك من سبب يجعلنا نتوقع بأن تكون النتيجة الأساسية مختلفة.. كلما كان هناك غزواً إسرائيلياً جديداً أكثر تدميراً، زاد الغضب والاستياء، وتأجج العنف ضد إسرائيل أكثر مُستقبلاً، ناهيك عن الغياب الواضح لأي خطة لإحلال النظام والحكم الرشيد على نحو مقبول في قطاع غزة، حتى لو كان من الممكن تدمير حماس.. سيضاعف الغزو البري معاناة الفلسطينيين الأبرياء الذين تكبدوا خسائر بالآلاف في الأرواح بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية، وهو عدد من الضحايا أكبر بمراحل مما ألحقته حماس بإسرائيل.
How Israel’s ground invasion of Gaza would play out – and why it will fail - The Guardian https://t.co/dj0KhoH8Us
— Paul Beckwith (@PaulHBeckwith) October 25, 2023ورأى الكاتب أن الحديث عن تدمير حماس، سواء بغزو بري إسرائيلي لقطاع غزة أو من دونه، يغفل الأسئلة الأهم عما هو مطلوب لتحقيق أمن أفضل للإسرائيلين في تلك البقعة من الشرق الأوسط.. قسم كبير من النقاش الدائر عن تدمير حماس يعد الحركة لوناً من الشر البدائي الخالص المتعطش للدماء والمشبع بكراهية إسرائيل، والقضاء عليه سيحل مشكلة أمنية كبيرة.
فكرة الشر القديموأضاف الباحث: تتحمل حماس المسؤولية الأخلاقية ويجب إدانتها عما فعلته بغض النظر عما حدث قبل ذاك الحدث.. لكن حماس اليوم جزء من صراع أكبر بكثير دام عقوداً وتمخض عن معاناة جسيمة للطرفين، ومعاناة أكبر حتى للمحتلين.. إن فكرة الشر القديم تغض الطرف عن بقية هذا الصراع الأكبر، بما في ذلك تاريخ حماس وسياسات إسرائيل والجهات الفعالة الأخرى.
من غير المؤكد إلى حد كبير ما إذا كان الغزو البري، في ظل القتال الوحشي في أزقة وأنفاق غزة، يمكن أن يدمر حماس.. ومن المؤكد أنه لن يدمر مفهوم المقاومة العنيفة للاحتلال والفصل العنصري في الضفة الغربية، وحصار قطاع غزة، وحرمان الفلسطينيين من حقهم في تقرير مصيرهم.
وطالما استمرت هذه الظروف، إذا دُمّرت حماس، فستحل محلها جماعات أخرى لا تقل عنها عنفاً، وربما كانت أسوأ منها.. وحقيقة الأمر أن حماس قبلت ذات يوم الوسائل السلمية سعياً للسلطة، كالانتخابات الحرة.. أما من سيخلفها فقد لا يقبل بهذه الوسائل.
ولدى إسرائيل أيضاً مسؤولية أخلاقية، يضيف الكاتب، ومهما كانت المعاناة التي تلحقها بالأبرياء في قطاع غزة –سواء جواً أو براً، وسواء بسبب الذخائر والقوة النارية أو الحصار– فلا بد من الحكم عليها وفقاً لذلك، بغض النظر عما حدث قبل هذه الواقعة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
ما حقيقة زيادة الاحتلال لكمية المساعدات الواردة لغزة بعد ضغط أمريكي؟
زعمت قوات الاحتلال الإسرائيلي أنها زادت من كمية المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة خلال الأيام القليلة الماضية، في أعقاب ضغط أمريكي، مدعية أنها فتحت معبرا جديدا لهذا الغرض.
وتضرب موجة جديدة من الجوع أجزاء واسعة من قطاع غزة، في ظل منع الاحتلال دخول المواد الأساسية المنقذة للحياة، واستمرار فرض الحصار المطبق، لا سيما في مخيم جباليا والمناطق المحيطة فيه منذ ما يزيد على 40 يوما متواصلة.
ونفت مصادر خاصة لـ"عربي21" مزاعم الاحتلال بشأن المساعدات، وقالت إن دولة الاحتلال ما زالت تقيد دخول الغذاء والمستلزمات الأساسية الأخرى إلى قطاع غزة، ما أدى انتشار المجاعة مجددا، في ظل أزمة غذاء طاحنة وغير مسبوقة يعاني منها النازحون في شمال وجنوب قطاع غزة على حد سواء.
30 شاحنة فقط
وتستخدم دولة الاحتلال الجوع كسلاح في الحرب التي تشنها على قطاع غزة منذ ما يزيد عن 400 يوم، حيث تحرم السكان من الضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة.
وكشف مفوض عام وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، الاثنين أن حجم المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى القطاع لا يتجاوز 30 شاحنة يومياً، وهو ما يمثل 6 بالمئة فقط من الاحتياجات اليومية للفلسطينيين.
ولم يقف الأمر عند حد المجاعة، بل إن النقص الحاد في المواد والمستهلكات الطبية والأدوية، يهدد حياة آلاف الجرحى والمرضى في مستشفيات قطاع غزة، خصوصا في المناطق الشمالية، لا سيما مستشفى كمال عدوان الذي يمنع عنه الاحتلال الدعم الطبي بالأدوية والكوادر الطبية، منذ ما يزيد عن 40 يوما متواصلة، على وقع عملية عدوان وحشي وإبادة جماعية مستمرة في جباليا والمناطق المحيطة فيها.
"معبر كيسوفيم"
وزعمت قوات الاحتلال، الثلاثاء، افتتاح معبر جديد لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وهو معبر كيسوفيم الواقع إلى الشرق من المحافظة الوسطى.
ويأتي إعلان الاحتلال فتح معبر "كيسوفيم" مع قرب انتهاء مهلة شهر واحد حددتها الولايات المتحدة لإسرائيل لزيادة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
الحكومة في غزة تعلق
وخلافا للادعاءات الإسرائيلية، نفى مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة دخول المساعدات إلى شمال قطاع غزة، مؤكدا في تصريح خاص لـ"عربي21" أن كل ما يروج له الاحتلال محض أكاذيب، وبعض العائلات فارقت الحياة بسبب تفشي الجوع.
وقال الثوابتة، إن "جيش الاحتلال يمارس محاولات تضليل للرأي العام، وهو يكذب ويقول إنه يسمح بادخال المساعدات إلى قطاع غزة، وشماله"، مضيفا: "ننفي نفيا قاطعا إدخال المساعدات إلى محافظة شمال قطاع غزة، وهناك عائلات ماتت من الجوع بسبب عدم تمكنها من الحصول على مساعدات أو طعام أو غذاء".
وشدد الثوابتة في حديثه لـ"عربي21" على أن جيش الاحتلال ما زال يحاصر محافظة شمال غزة، ويمنع عنها المساعدات والسلع والبضائع، في إطار سياسة التجويع، ما أدى إلى انتشار المجاعة بشكل كبير بين صفوف المواطنين.
وأكد المسؤول الحكومي على أن قوات الاحتلال تغلق جميع المعابر مع قطاع غزة، فمعبر رفح مغلق منذ ما يزيد عن 190 يوما، مذكرا بأن أكثر من ستمئة ألف طن من المساعدات والمواد الغذائية والسلع والبضائع متكدسة على الجانب الآخر من المعبر، لكن الاحتلال يرفض إدخال هذه المساعدات، الأمر الذي فاقم الواقع الإنساني بشكل كبير جدا.
ضغط أمريكي
وفي 13 تشرين أول/ أكتوبر الماضي، وجه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع لويد أوستن، رسالة إلى وزير الحرب الإسرائيلي آنذاك يوآف غالانت، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، تلوِّح بالإضرار بالمساعدات العسكرية بحال عدم إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة في غضون 30 يوما.
وأطلقت لجنة خبراء مدعومة من الأمم المتحدة، تحذيرات عاجلة، داعية إلى ضرورة اتخاذ إجراءات فورية "خلال أيام" وليس أسابيع لتفادي مجاعة محققة في قطاع غزة، خاصة في مناطقه الشمالية.
وبينما حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة أيضا من ارتفاع غير مسبوق في حالات سوء التغذية التي باتت تضرب جميع الفئة العمرية من أطفال وشباب ومسنين ونساء ورجال. ترفض دولة الاحتلال الاستجابة إلى هذه التحذيرات، خصوصا في شمالي قطاع غزة، حيث تنفذ هناك إبادة جماعية منذ نحو 40 يوميا متواصلة في إطار خطة لتفريغ تلك المناطق من سكانها.