يعتبر العارف بالله سيدي برهان الدين إبراهيم الدسوقي القرشي، أحد الأقطاب الأربعة عند الصوفية، في القرن السابع الهجري، وهو شيخ الطائفة البرهامية، وصاحب المحاضرات القدسية، والعلوم اللّدُنية والأسرار العرفانية. 

الخميس المقبل.. الليلة الختامية لمولد إبراهيم الدسوقي الاحتفال بمولد إبراهيم الدسوقي.. الليلة الختامية الخميس المقبل

وتفقه سيدي إبراهيم الدسوقي على مذهب الإمام الشافعي ـ رضي الله عنه ـ، واقتفى آثار السادة الصوفية، عُرفت طريقته بالبرهانية والإبراهيمية والدسوقية، فالبرهانية نسبة إلى برهان الدين، والإبراهيمية نسبة إلى اسمه إبراهيم، والدسوقية نسبة إلى الشهرة المكانية وهي مدينة دسوق.

 

وتنشر "بوابة الوفد" سيرة سيدي إبراهيم الدسوقي تزامنًا مع احتفال الطرق الصوفية بالليالي الرجبية، وهو احتفال مُصغر يسبق الاحتفال بمولده الكبير في شهر أكتوبر من كل عام. 

مقام إبراهيم الدسوقي

ويقول الباحث التاريخي عمر محمد الشريف، أن المؤرخين اتفقوا أنه عاش ٤٣ عاماً، واختلفوا في سنة وفاته، فذهب البعض انه توفي سنة ٦٧٦هـ، ومنهم الإمام الشعراني، والإمام الوتري، والمناوي، وعبد القادر الطبري، وابن العماد الحنبلي ومرتضى الزبيدي، بينما ذهب البعض الأخر أن وفاته كانت سنة ٦٩٦هـ، ومنهم جلال الدين الكركي شيخ مسجد الدسوقي بدسوق في القرن العاشر الهجري، والمفتي زين الدين أبي المعالي حسن شمة الفوي، ومحمد أمين بن حبيب المدني. 

ويبدو أن التاريخ الأخير هو الأرجح لأن الجلال الكركي هو أعلمهم بالبيت الدسوقي وأخباره، ووصف اللحظات الأخيرة في حياة الشيخ الدسوقي، كما ذكر أنه أرسل نقيبه لأخيه العارف شرف الدين موسى أبو العمران بالقاهرة، والذي كان مقيماً بها يربي السالكين في حياة أخيه. ‏‎

وأضاف عمر محمد الشريف، إنه بعد وفاة الشيخ الدسوقي تولى أمر الطريقة شقيقه الشيخ شرف الدين موسى أبو العمران، والذي كان أصغر سناً من شقيقه الدسوقي، وعاش متنقلاً بين دسوق والإسكندرية مجتهداً في نشر العلم، وتربية المريدين حتى أدركته الوفاة بالإسكندرية سنة ٧٢٩هـ وقيل سنة ٧٣٩هـ بحسب الجلال الكركي والذي قال:"وكانت وفاة الشيخ موسى بالثغر السكندري سنة سبعمائة وتسـع وثلاثين (۷۳۹هـ) بعد عشرة السبعين، وحُمل إلى دسوق ودُفن بقرب شقيقه سیدی إبراهيم من الجبهة القبلية.

ويروى أن من كبار خلفاء الدسوقي المعاصرين للسيد موسى أبي العمران، السيد الشريف العارف الزاهد الشهير سليمان البسيوني بن عثمان بن علوان بن يعقوب الإدريسي الحسنى، صاحب المسجد المعروف بمدينة بسيون بمحافظة الغربية، المتوفى سنة ٧٣٥ هـ، وقد بُني مسجده هذا محل الخلوة التي كانت يتعبد فيها.

و‏‎بعد وفاة السيد موسى أبي العمران تولى أمر الطريقة الدسوقية ابنه السيد شمس الدين محمد بن أبي العمران موسى، ويسمى أيضاً بدر الدين محمد، ثم استخلف من بعده ولده لصلبه الورع الزاهد الشيخ جمال الدين عبد الله المتوفى عام نيف وثمانمائة". 

وله قصة مشهورة مع السلطان المملوكي الظاهر سيف الدين برقوق (ت ٨٠١هـ ) ذكرها الجلال الكركي، ثم استخلف من بعده ابن عمه العارف أبو عبد الله شمس الدين محمد بن العارف ناصر الدين محمد بن أيوب بن أبي المجد، وكانت وفاته سنة ٨٣٤هـ. 

مقام إبراهيم الدسوقي

ويضيف عمر محمد الشريف، ‏‎ثم تولاها علي بن محمد بن علي بن ذي الاسمين أيوب عثمان بن ذي الاسمين عبد العزيز عبد المجيد الشهير بأبي المجد بن محمد ابن عبد العزيز ابن قريش، المُترجم له في "الضوء اللامع" لشمس الدين السخاوي. وأيوب، هو أخو الشيخ إبراهيم الدسوقي. 

مولد إبراهيم الدسوقي

ولد سنة ٧٧٥ هـ بأبي درة من أعمال البحيرة، وأخذ الطريقة الدسوقية عن ابن عمه الجمال عبد الله بن محمد بن موسى المتوفى بدسوق في سنة نيف وثمانمائة، وقصد المترجم له دسوق من سنة ۸۱۲ هـ إلى أن مات شيخ المقام الإبراهيمي بها، وهو ابن عمه الشمس محمد بن ناصر الدين محمد بن أيوب سنة ٨٣٤هـ، فاستقر عوضه في المشيخة، فباشرها حتى توفى ليلة الجمعة ١١ رمضان سنة ٨٥٩هـ بدسوق، ودُفن عند الضريح البرهاني. 

وقد أُقيم على مقبرة الشيخ إبراهيم الدسوقي بعد وفاته ضريح فوقه قبة، وألحق به مسجد، وهو المسجد المعروف بمدينة دسوق، كما أوقف عليه كثير من الأملاك والعقارات يصرف ريعها على المسجد والعاملين فيه وطلاب العلم.

وقد أُدخلت على المسجد والضريح كثير من الترميمات والتجديدات والإضافات وخاصة في عهد السلطان قايتباي، أما المسجد الذي نراه اليوم فيرجع إلى القرن التاسع عشر الميلادي، وتبلغ مساحته حوالي ۲۰ ألف متر مربع، ويتكون من صحن مكشوف يتوسط المسجد تحيط به الأروقة من جميع الجهات، ويبلغ عدد أعمدة المسجد سبعين عموداً من الرخام الأبيض، وقد كُسيت أرضية المسجد كله بالرخام، وسقف المسجد خشبي محمول على كوابيل خشبية، وللمسجد ستة أبواب. 

وفي أوائل القرن التاسع عشر ضم المسجد الدسوقي للجامع الأزهر، وأصبحت الدراسة فيه تسير على نهج الدراسة الأزهرية نفسها، وضم المسجد مكتبة قيمة احتوت على خمسة آلاف كتاب في مختلف العلوم.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الليلة الختامية الصوفية إبراهیم الدسوقی

إقرأ أيضاً:

جامعة قناة السويس تشارك في افتتاح مسجد مصر بالعاصمة الإدارية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 

بعد إعلان وزارة الأوقاف مُمثله في الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، موافقة الرئيس عبد الفتاح السيسي على ضم مسجد مصر دعويا وعلميا لها، شهد الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، والدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، والدكتور محمد أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والمستشار عدنان فنجري وزير العدل، والمستشار محمود فوزي وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، والمهندس شريف الشربيني وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والمهندس محمد إبراهيم شيمي وزير قطاع الأعمال العام، ومحمد جبران وزير العمل، والدكتور محمد احمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم، والدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة، والدكتور محمد عبد الرحمن الضويني وكيل الأزهر الشريف، والسيد محمود الشريف نقيب الأشراف، والدكتور عبد الهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، والدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، ورئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، والدكتور يوسف عامر رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية السابق، والمهندس محمد عادل الشربيني رئيس جهاز العاصمة، واللواء أحمد فهمي مدير عام شركه العاصمة الإدارية، إضافة إلى رؤساء الجامعات، وكبار المسئولين.
افتتاح مسجد مصر بالعاصمة الإدارية، وأداء شعائر صلاة الجمعة والتي بدأت بقراءة من الذكر الحكيم للقارئ الدكتور أحمد نعينع، ثم ألقى خطبة الجمعة الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، والتي جاءت بعنوان "التحذير من خطورة التكفير" وهو موضوع الخطبة الموحدة بجميع مساجد الجمهورية.

عقب أداء الصلاة، رحب وزير الأوقاف بالحضور وأعرب عن شكره العميق للرئيس عبد الفتاح السيسي على قراره الحكيم بنقل تبعية المسجد علميًا ودعويًا للوزارة، مشيرًا إلى الدور الريادي للرئيس في دعم المساجد المصرية، مثل مسجد الفتاح العليم؛ ومسجد المشير، والاعتناء بمساجد آل البيت، إلى جانب افتتاح كاتدرائية ميلاد السيد المسيح ومواقع دينية أخرى، ترسيخًا لرسالة مصر الحاضنة لكل أبنائها، المشعة بنور السلام والمحبة على العالم أجمع.

وأكد " الأزهري " أن اختيار مفتي الجمهورية لإلقاء خطبة الجمعة الأولى يؤكد مكانة المسجد بوصفه صرحًا دعويًّا عالميًّا.

وأضاف  أن الوزارة تسعى لتحويل مسجد مصر إلى منصة علمية وسياحية متميزة تؤكد رؤية القيادة السياسية في دعم الوسطية ونشر الفكر المستنير، كما قدم الأزهري الشكر للدكتور ناصر مندور رئيس جامعة قناة السويس على تلبيته الدعوة لحضور افتتاح المسجد يرافقه قيادات الجامعة وأكثر من 300 طالب وطالبة.

بدوره قال الأستاذ الدكتور ناصر مندور، رئيس جامعة قناة السويس، أن مشاركة الجامعة تعكس دعمها للمشروعات القومية التي تعزز الهوية الوطنية، مشيرًا إلى أن مسجد مصر يُعد رمزًا عالميًا يعبر عن عظمة الهندسة المعمارية المصرية ويجسد رسالة التسامح و التعايش الإسلامي .

وأعرب عن سعادته بتلبيه الدعوة الكريمة ، واصفاً افتتاح المسجد بأنه حدث تاريخي هام.

كما شاركت قيادات الجامعة مُمثله في الدكتور محمد عبد النعيم لشئون التعليم والطلاب، والدكتور محمد سعد زغلول لشئون الدراسات العليا والبحوث، والدكتور عادل حسن نائب رئيس الجامعة للشئون الأكاديمية لجامعة الإسماعيلية الجديدة الأهلية، في افتتاح مسجد مصر بمركز مصر الثقافي الإسلامي بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور لفيف من عمداء الكليات و وكلاءها ، والقيادات الإدارية ، وممثلي الإدارة العامة لرعاية الشباب ، ومستشاري لجان الأنشطة الطلابية.

شهد الافتتاح أيضا مشاركة فاعلة من وفد طلابي كبير يمثل أسرة "طلاب من أجل مصر" بجامعة قناة السويس، ضم 250 طالبًا وطالبة، قاد الوفد الدكتور محمود شعيب، منسق عام الأنشطة الطلابية، والدكتور محمد الباز، منسق الأسرة، والطالب محمد شريف، مقرر الأسرة، وذلك في إطار جهود الجامعة لتعزيز الوعي الوطني والثقافي لدى الطلاب.

يمتد مسجد مصر على مساحة 476 ألف متر مربع، ليصبح الأكبر في مصر والثالث عالميًا من حيث الضخامة.

يتسع "مسجد مصر" لـ137 ألف مصلٍّ، ويتزين بمئذنتين يبلغ ارتفاع كل منهما 148 مترًا، وقبة مركزية بارتفاع 30 مترًا ووزن 500 طن، ما يضعها ضمن أكبر 10 قباب في العالم.

تتجلى أرقى صور العمارة الإسلامية، وتُزين الحوائط بالرخام الطبيعي المزخرف، فيما يبرز منبر الإمام كواحد من أكبر المنابر الخشبية عالميًا، بارتفاع 15.5 مترًا، مصنوع يدويًا من أجود أنواع الخشب.

يُعد المسجد استمرارًا للتراث المصري العريق في بناء دُور العبادة منذ فجر التاريخ .

 

 

مقالات مشابهة

  • أحمد موسى: البكالوريا يسهم في تخفيف الأعباء.. وإضافة الدين للمجموع مهم
  • مهارة بناء الشبكات تتفوق على السيرة الذاتية في الحصول على الوظيفة المثالية
  • الليلة.. وزير الخارجية في حوار خاص مع أحمد موسى
  • افتتاح 6 مساجد تابعة لمديرية أوقاف قنا
  • جامعة قناة السويس تشارك في افتتاح مسجد مصر بالعاصمة الإدارية
  • للمرة الأولى.. مسلسل ولاد الشمس يجمع طه الدسوقي وأحمد مالك ومعتز هشام
  • وزير الأوقاف يحضر أول جمعة بمسجد مصر الكبير.. والمفتي خطيبًا
  • محافظ كفر الشيخ: انطلاق قافلة دعوية كبرى من المسجد الكبير بمطوبس | صور
  • محافظ كفر الشيخ: انطلاق قافلة دعوية كبرى من المسجد الكبير بمطوبس
  • نفاد تذاكر حفل محمد ثروت في دار الأوبرا قبل انطلاق الليلة الطربية