"COP28" يرسخ مكانة الإمارات وجهةً عالميةً للسياحة المستدامة
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
رسّخت دولة الإمارات مكانتها كوجهة مفضلة لسياحة الاجتماعات والمؤتمرات والمعارض، وغدت جسراً يربط بين الشرق والغرب وواحدة من الوجهات الرئيسية المفضلة على مستوى العالم في هذا النوع من السياحة، نتيجة السمعة العالمية التي اكتسبتها في هذا المجال، وتطويرها الدائم للمقاصد السياحية، وامتلاكها مطارات متطورة وأسطول طيران عالمياً، فضلاً عن التسهيلات الخاصة بالإقامة والتأشيرات.
وعززت الإمارات الثقة العالمية والإقليمية في كونها وجهة سياحية مفضلة، من خلال تنظيمها الكثير من المؤتمرات العالمية والفعاليات المتنوعة التي برهنت على جدارة الدولة بثقة العالم في قدرتها على جمع الدول، لبحث أهم القضايا المصيرية التي تشغل بال الشعوب والعمل سوياً على إيجاد حلول نوعية لها.
وتشكِّل استضافة الإمارات للدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "COP28" خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر من العام الجاري في "مدينة إكسبو دبي"، نقلة نوعية للسياحة في دولة الإمارات، حيث يفتح المؤتمر الأبواب واسعة أمام محبي السياحة بشكل عام والسياحة البيئية والمستدامة بشكل خاص.
استراتيجيات رائدة
وتبنت دولة الإمارات استراتيجيات رائدة لتعزيز الاستدامة في قطاع السياحة، وتبرز في هذا الخصوص "الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2031"، التي أطلقتها الحكومة الإماراتية العام الماضي، بوصفها واحدة من أضخم مستهدفات السنوات المقبلة، لتعزيز مكانتها كأفضل هوية سياحية حول العالم، وترسيخ مكانتها وجهة سياحية رائدة، مبنية على التنوع السياحي من خلال الاستفادة من المميزات والخصائص الفريدة لإمارات الدولة السبع، وتأتي بالشراكة مع مختلف الهيئات والجهات السياحية الاتحادية والمحلية وشركات الطيران الوطنية وعدد من المؤسسات الدولية والشركات العالمية.
وتهدف الاستراتيجية إلى ترسيخ مكانة الدولة كواحدة من أفضل الوجهات السياحية في العالم، وتعزيز قدرتها التنافسية من خلال جذب 100 مليار درهم كاستثمارات سياحية إضافية، ومضاعفة عدد السائحين إلى 40 مليوناً بمساهمة إجمالية متوقعة تبلغ 450 مليار درهم في الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2031.
استدامة ورفاهية
ويعد مؤتمر "COP28" فرصة سانحة لتوجيه أنظار العالم إلى الوجهات السياحية الصديقة للبيئة في دولة الإمارات، والمحميات الطبيعية المتفردة على مستوى العالم، وكذلك تسليط الضوء على قصة نجاح الدولة في الانتقال من بيئة صحراوية إلى وجهة سياحية عالمية، تجمع بين عراقة الجذور وحداثة البنى التحتية والخدمات العصرية التي تنافس أهم الدول على مستوى العالم، وتجلى ذلك في وجهاتها السياحية الفاخرة، وهندستها المعمارية المذهلة واحتضانها لـ"برج خليفة"، أعلى برج في العالم، وكذلك احتضانها لمتحف اللوفر- أبوظبي ومتحف دبي ومتحف المستقبل، وتقديمها خيارات متنوعة للإقامة والزيارة والسياحة على امتداد التنوع الجغرافي بين الصحارى والجبال والشواطئ المميزة، فضلاً عن موروثها الثقافي الذي يقدم رسالة إنسانية جسدتها قيم التسامح والتعايش التي تنعم بها وتدعو إليها دولة الإمارات.
وسيحتضن مؤتمر "COP28" أكثر من 70 ألف مشارك من أنحاء العالم كافة، بمن فيهم رؤساء دول وحكومات ووزراء، وممثلون عن المنظمات غير الحكومية، والقطاع الخاص، والشعوب الأصلية، والشباب، وسيطّلعون بلا شك على قصة نجاح الإمارات في تبني الاستدامة، ضمن أجندتها السياحية، نظراً لما تحظى به السياحة المستدامة من أهمية كبيرة ضمن الرؤية المستقبلية لحكومة دولة الإمارات، وبرهنت على ذلك من خلال بنيتها التحتية المستدامة وفنادقها الخضراء.
وتمتلك دولة الإمارات منظومة بنية تحتية تعد من بين الأفضل والأكثر تطوراً واستدامة على المستوى العالمي، فضلاً عن امتلاكها شبكة طرق اتحادية بمواصفات عالمية قادرة على تلبية الطلب المتزايد على النقل البري، وضمان تحقيق تنمية مستدامة، كما تتمتع 50 بالمئة من الطرق الاتحادية بنظام إنارة يعتمد تقنية LED الموفرة للطاقة، وقد عززت ذلك حكومة الإمارات باعتماد اللائحة الوطنية للبناء في الدولة، التي تشمل أدلة الاستدامة للمباني، والطرق، والمساكن الاتحادية، والدليل الوطني لاستدامة المباني لمحوري التشغيل والصيانة، بما يضمن خفض استخدام المواد والموارد الطبيعية بنسبة 15 بالمئة، وخفض البصمة الكربونية بنسبة 5 بالمئة، وخفض الطاقة في الطرق بنسبة 45 بالمئة، وخفض الطاقة في المباني والمساكن بنسبة 25 بالمئة، وخفض استهلاك المياه بنسبة 16 بالمئة، ودعم الاقتصاد الأخضر، بحسب وكالة أنباء الإمارات الرسمية.
رسالة عالمية مهمة
وتبرز أهمية استضافة الدولة لمؤتمر "COP28" في لفت أنظار العالم إلى الإمارات، وتعزيز مكانتها على خارطة السياحة العالمية، ومناقشة قضايا التغير المناخي ووضع التصورات والحلول لها.
وجاء اختيار "مدينة إكسبو دبي" لاحتضان فعاليات المؤتمر ليربط بين القضايا العالمية الملحة والمعطيات الإنسانية التي جسدها "إكسبو 2020 دبي" في جمع العالم في بقعة واحدة على مدى 6 أشهر، وقدمت من خلاله دولة الإمارات مثالاً ساطعاً لإمكاناتها وقدراتها على الدفع بالجهود العالمية لصياغة مستقبل أفضل للحضارة البشرية، كما تقدم "مدينة إكسبو دبي" ترجمة إماراتية واقعية بشأن مفهومها للاستدامة وتحقيق أفضل طرق العيش التي تجمع بين الرفاهية وحماية الأرض.
كذلك تمثل دبي إحدى أهم الوجهات السياحية العالمية، لاسيما بعد فوزها بلقب أفضل وجهة عالمية في جوائز اختيار المسافرين 2023 من موقع تريب أدفايزر للعام الثاني على التوالي، وذلك بما تمتلكه من مقومات جذب متنوعة وبنية تحتية متطورة وما تقدمه من تجارب فريدة وخدمات راقية، بما في ذلك مطار دبي الدولي، الذي حافظ العام الماضي على موقعه في صدارة مطارات العالم من ناحية عدد المسافرين بإجمالي 66 مليون مسافر، فضلاً عن رصيد الإمارة الحافل باستضافة وتنظيم العديد من الأحداث الكبرى ذات التأثير العالمي واسع النطاق، وفي مقدمتها "إكسبو 2020 دبي"، و"القمة العالمية للحكومات"، ومعرض "جيتكس غلوبال" وغيرها من الفعاليات ذات السمعة الدولية الواسعة التي عزّزت مكانة دبي مركزاً رئيساً للمؤتمرات والمعارض والفعاليات العالمية الكبرى.
وجهات سياحية
ويظهر الدور المميز لمؤتمر "COP28" في التعريف بالوجهات السياحية في دولة الإمارات نظراً للأهمية الكبيرة لسياحة المعارض والمؤتمرات بشكل عام بوصفها أحد أهم أنماط السياحة التي تعد فرصة لتوجيه أنظار العالم عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل إلى البلد المضيف والوقوف على أبرز المعالم السياحية فيه، الأمر الذي يفتح الأبواب واسعة لتشجيع الزوار للتعرف على معالم الإمارات، لا سيما مع وجود شبكة واسعة نشطة من الناقلات الجوية التي تربط الإمارات بمختلف دول العالم.
في الوقت ذاته يتيح المؤتمر المجال لتقديم حلول عملية لآليات تكيف صناعة السفر مع أزمة المناخ العالمية، إذ وفقاً لدراسات وأبحاث دولية يتسبب قطاع السياحة والسفر بما نسبته 9 – 12 بالمئة من إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري حول العالم، 8 بالمئة منها لقطاع الضيافة ونحو 2.8 بالمئة لقطاع الطيران، الأمر الذي يتطلب تقليل انبعاثات الكربون بنسبة 66 بالمئة لكل غرفة بحلول عام 2030، وبنسبة 90 بالمئة لكل غرفة بحلول عام 2050.
وتحافظ دولة الإمارات في جميع خططها السياحية على الاعتبارات البيئية، للوصول إلى صفر انبعاثات كربونية، كما يقود قطاع السياحة والسفر في الدولة الجهود العالمية والإقليمية نحو تحقيق الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية، من خلال مواصلة توسع القطاع في تبني العديد من الحلول والمبادرات واتخاذ إجراءات فعالة.
وشهدت السياحة البيئية في الإمارات خلال العقدين الأخيرين نمواً كبيراً، كونها تستهدف فئة السياح الذين يبحثون عن تجارب سياحية تساهم في المحافظة على البيئة والإرث الوطني.
وتعتبر المحميات الطبيعية إحدى أكثر وجهات السياحة البيئية استقطاباً للزوار، حيث تحتضن دولة الإمارات 49 محمية طبيعية، تمثل نحو 15.53 بالمئة من إجمالي مساحة الدولة.
انتعاش قطاع الطيران
ويعد مؤتمر "COP28" أحد المحطات الداعمة لقطاع الطيران وانتعاش الرحلات الجوية بين الإمارات ودول العالم لاسيما مع استضافة المؤتمر لأكثر من 70 ألف مشارك، يستفيدون من شبكة واسعة نشطة للناقلات الوطنية التي تفوقت بجدارة على العديد من نظرائها إقليميا وعالمياً من حيث عدد الوجهات والأداء التشغيلي والخدمات المقدمة للمسافرين.
ومن المتوقع أن تواصل الناقلات الوطنية زخم النمو والانتعاش في الأعوام المقبلة مستفيدة من الطلب القوي على السفر من وإلى الإمارات، بعدما باتت في صدارة الوجهات المفضلة على مستوى العالم للسياحة والأعمال، لاسيّما بعد النجاحات الكبيرة التي حققتها الدولة في التعامل مع الجائحة ونجاح إكسبو 2020 دبي، إلى جانب الاستعدادات لاستضافة "COP28".
فنادق صديقة للبيئة
ومن المتوقع أن يترافق مع مؤتمر "COP28"، ازدياد طلبات الحجز على الفنادق ورفع نسبة الإشغال سواء من المشاركين، أو من الزوار في المنطقة للوقوف على هذا الحدث العالمي الكبير الذي يقام في مدينة إكسبو التي نجحت على مدى 6 أشهر من فعاليات "إكسبو 2020 دبي" في جذب أنظار العالم إلى أضخم الإبداعات الهندسية وأكثرها استدامة على مستوى العالم.
وتشجع الإمارات، الفنادق على تبني استراتيجيات صديقة للبيئة، والعمل على تقليل التلوث البيئي، لاسيما في ظل الاستعدادات الحثيثة لاستضافة مؤتمر "COP28" وذلك من خلال تطبيق ممارسات خضراء في أعمال الإنشاء، والصيانة، والخدمات، واللوجستيات، وتقليل فاقد الطعام، وتوفير الطاقة النظيفة، وإدارة استهلاك المياه، والحد من الانبعاثات الكربونية.
في المقابل، أبدى القطاع الفندقي التزامه الكبير بالسعي نحو تعزيز وترسيخ الممارسات الواعية بيئياً، حيث تعمل الفنادق داخل الإمارات على مضاعفة جهودها لتحقيق استراتيجية الحياد المناخي بحلول 2050، والوصول إلى صافي انبعاثات صفرية، عبر اعتماد حلول مبتكرة وسياسات واستراتيجيات تحقق أهداف التنمية المستدامة.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الإمارات سياحية السياحة الإمارات الاستراتيجية صحراوية القطاع الخاص الاقتصاد الأخضر السياحة إكسبو دبي إكسبو 2020 دبي الطيران الجائحة الفنادق مؤتمر الأطراف COP28 الإمارات اقتصاد الإمارات الاقتصاد الإماراتي مكانة الإمارات السياحة المستدامة الإمارات سياحية السياحة الإمارات الاستراتيجية صحراوية القطاع الخاص الاقتصاد الأخضر السياحة إكسبو دبي إكسبو 2020 دبي الطيران الجائحة الفنادق كوب 28 الوجهات السیاحیة على مستوى العالم دولة الإمارات أنظار العالم إکسبو 2020 دبی مدینة إکسبو بالمئة من من خلال
إقرأ أيضاً:
الإمارات.. أيادٍ بيضاء ومصداقية عالمية على أرض السودان
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةعكس تقرير لجنة الخبراء الأممية المعنية بالسودان مصداقية دولة الإمارات، والتزامها الراسخ بدعم السلام والاستقرار في البلد الشقيق، ما كشف زيف الادعاءات الباطلة التي تروجها القوات المسلحة السودانية ضد الدولة.
وجاء التقرير الأممي، الذي أعدته لجنة مجلس الأمن المعنية بالسودان، ليؤكد التزام الإمارات بدعم الجهود الإنسانية والسياسية لإنهاء الأزمة السودانية، بعيداً عن أي أجندات خفية، ما شكل «ضربة موجعة» لجميع الروايات التي حاولت النيل من سمعة الدولة، عبر «الأبواق» الإعلامية التابعة لجماعة «الإخوان»، والتي تمارس أدواراً مشبوهة لتأجيج الحرب والصراع، بهدف تحقيق أهداف سياسية تعيدها من جديد إلى سدة الحكم، بعدما أطاح بها الشعب السوداني عبر ثورة شعبية في عام 2019.
من جهتهم، اعتبر خبراء ومحللون، تحدثوا لـ«الاتحاد»، أن تقرير لجنة الخبراء الأممية المعنية بالسودان يعد وثيقة حاسمة تؤكد التزام الإمارات الراسخ بالشفافية والتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين لدعم الشعب السوداني، من خلال المساعدات الإنسانية والإغاثية والجهود الدبلوماسية والسياسية، ما يعزز ثقة المجتمع الدولي في مصداقية الدولة.
وشدد الخبراء والمحللون على أن الإمارات تمثل داعماً رئيسياً للجهود الإنسانية والإغاثية في السودان، إضافة إلى دعمها المتواصل للجهود الإقليمية والدولية الرامية لحل الأزمة السودانية سلمياً، ما يرسخ مكانتها العالمية كدولة ملتزمة بالسلام والاستقرار.
مصداقية الإمارات
أوضحت الباحثة في العلاقات الدولية، إيرينا تسوكرمان، أن تقرير لجنة الخبراء الأممية المعنية بالسودان جاء ليؤكد مصداقية الإمارات والتزامها بدعم السلام والاستقرار، عبر جهود سياسية ودبلوماسية وإنسانية، وهو ما يدحض ادعاءات القوات المسلحة السودانية، ويكشف زيفها، مؤكدة أن الروايات التي تروجها السياقات الإعلامية المحسوبة على القوات المسلحة السودانية مجرد مسرحية عبثية.
وذكرت تسوكرمان، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن القوات المسلحة السودانية قدمت أمام محكمة العدل الدولية مزاعم بدت، بعد أن خضعت للتدقيق القانوني، خالية من أي أدلة دامغة، ما جعل المحكمة تجد نفسها في موقف حرج؛ نظراً لعدم وجود ولاية قضائية واضحة على المسألة، مشيرة إلى أن الإمارات استجابت بهدوءٍ متوقع من دولةٍ محنكة في النواحي القانونية والمبادرات الدبلوماسية، وقبلت الإجراءات، حتى لو كان ذلك فقط لتأكيد التزامها بسيادة القانون، ولتأكيد زيف الاتهامات.
وأشارت إلى أن القوات المسلحة السودانية، سعت في هذه الخطوة القانونية إلى تنفيذ مناورة استراتيجية لحشد الدعم الدبلوماسي أو لصرف الانتباه عن إخفاقاتها في ساحة المعركة، ومع ذلك فقد خاطرت بفعلها هذا بكشف هشاشة روايتها ومصداقيتها.
وأكدت تسوكرمان أن المستندات القانونية التي قدمتها القوات المسلحة السودانية جاءت جوفاء، وخالية من أي دلائل، مشيرة إلى أن تقرير لجنة الخبراء الأممية المعنية بالسودان يشكل «ضربة موجعة» لجميع المزاعم التي استهدفت الإمارات.
«الأبواق الإخوانية»
في السياق، قال أيمن عثمان، القيادي في حزب المؤتمر السوداني، إن تقرير لجنة الخبراء الأممية المعنية بالسودان يشكل «صفعة قوية» لكل الروايات التي سعت لتشويه صورة الإمارات، عبر اتهامات باطلة لا أساس لها من الصحة، وهو ما أكدته اللجنة بوضوح حين نفت أي دعم إماراتي لقوات الدعم السريع، ما يؤكد التزام الدولة بتقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوداني، بعيداً عن أي أجندات خفية أو أهداف سياسية.
وأضاف عثمان لـ«الاتحاد» أن التقرير الأممي لا يدحض فقط الأكاذيب الموجهة ضد الإمارات، بل يعكس التزامها الراسخ بالقانون الدولي، وحرصها على الاستقرار الإقليمي، ما يعزز من مصداقيتها المعهودة كدولة تعمل في العلن، ولا تتآمر في الخفاء، مثلما تزعم الأبواق «الإخوانية» التي تروج لأكاذيب بهدف تأجيج النزاعات والانقسامات.
وشدد على خطورة الجريمة السياسية التي يتحمل مسؤوليتها نظام «الكيزان»، الموالي لجماعة «الإخوان»، في السودان والمتمثلة في استخدام القبيلة كأداة للتمزيق والتفتيت، لا للبناء والتقريب، حيث دأبت جماعة «الإخوان» على توظيف الانتماء القبلي في صراعها على السلطة، متسببة في شرخ عميق داخل المجتمع السوداني، ولا يزال الشعب يدفع ثمنه حتى اليوم في حرب عبثية لا تبقي ولا تذر.
وأشار عثمان إلى أن «الكيزان» لم يكتفوا بإدخال القبيلة إلى معترك السياسة، بل حولوها إلى وقود للصراع الأهلي، من دارفور إلى شرق السودان وحتى الجنوب، حيث لعبوا دوراً مركزياً في خلق النزاعات القبلية وتأجيجها، وترك هذا التلاعب الإخواني آثاراً مدمرة على النسيج الاجتماعي، وأسهم في تفكك الدولة وانهيار الثقة بين مكوناتها.
وأفاد بأن عناصر ورموز جماعة «الإخوان» يحاولون تسويق أنفسهم كحماة للدولة، رغم أنهم هم من زرعوا بذور الفتنة، وحولوا الدولة السودانية إلى ساحة نزاع قبلي، موضحاً أن إدانة هذا النهج لا يجب أن تقتصر على الداخل السوداني، بل يجب أن تكون قضية إقليمية ودولية؛ لأن من يستغل القبيلة لتقويض الديمقراطية لا يهدد بلده فقط، بل يزعزع استقرار المنطقة بأسرها.
وأشار القيادي في حزب المؤتمر السوداني إلى أن الطريق نحو السلام في السودان يبدأ بكشف الجرائم والانتهاكات، ومحاسبة من ارتكبها، لا بمحاولة تحميل الآخرين مسؤولية الانهيار الذي خطط له ونفذه «الكيزان».
طرف نزيه
من جانبه، أكد القيادي السياسي السوداني، مصعب يوسف، أن تقرير لجنة الخبراء الأممية المعنية بالسودان يدحض، بشكل واضح، ادعاءات القوات المسلحة السودانية ضد الإمارات، ويعكس التزامها الراسخ بالشفافية والتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين لدعم الشعب السوداني، معتبراً أن الدولة تعد الداعم الرئيسي للجهود الإنسانية والإغاثية في السودان، وتظل دائماً طرفاً نزيهاً يلتزم بالشرعية الدولية ويدعم مسارات السلام والاستقرار.
وأوضح يوسف لـ«الاتحاد» أن الإمارات لم تتورط يوماً في تغذية الصراع السوداني، بل تسعى دائماً لتقريب وجهات النظر، ودعم المبادرات السلمية، انطلاقاً من مواقفها المبدئية في دعم وحدة السودان وأمنه واستقراره، مشدداً على أنها دولة شفافة لا تعمل في الخفاء، وأوراقها مكشوفة للجميع.
ونوه بأن التقرير الأممي فضح الحملات التي حاولت الإساءة للإمارات من أجل تحقيق أهداف سياسية لصالح أذرع جماعة «الإخوان» داخل القوات المسلحة السودانية، مشيراً إلى أن الدولة أثبتت أنها شريك صادق وداعم حقيقي للشعب السوداني في مختلف الظروف، ولم تسعَ يوماً للتدخل في الشؤون الداخلية للسودان، ومواقفها تنبع من نهج راسخ في السياسة الخارجية، يقوم على احترام السيادة وتعزيز الاستقرار والتعايش السلمي.
حملات التضليل
بدوره، قال المحلل السياسي الكويتي، خالد العجمي، إن تقرير لجنة الخبراء الأممية المعنية بالسودان يمثل شهادة دولية دامغة على نزاهة ومصداقية الإمارات، ويفضح في المقابل محاولات التشويه التي مارستها أذرع جماعة «الإخوان»، من خلال اتهامات لا تستند إلى أي دليل.
وأضاف العجمي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن التقرير الأممي وضع النقاط على الحروف، وأزال الغموض الذي حاولت بعض الجهات السياسية والإعلامية افتعاله، وما ورد في التقرير يمثل «لطمة» قوية لكل حملات التضليل، ويؤكد أن هناك أطرافاً حاولت تصدير أزمتها الداخلية عبر فبركة خصومات خارجية، والإساءة إلى دولة عربية شقيقة تحرص على الوقوف إلى جانب الشعب السوداني في محنته.
وشدد على أن الإمارات كانت، ولا تزال، دولة شفافة في تعاملها مع الملف السوداني وغيره من الملفات الإقليمية والدولية، ونهجها الدائم يقوم على دعم السلام والاستقرار في المنطقة، وتغليب الحلول السياسية، وتقديم المساعدات الإنسانية، بعيداً عن الأجندات الضيقة.
وأكد المحلل السياسي الكويتي أن التقرير الأممي يعكس التزام الإمارات بالقانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة، ويعيد التوازن في الرواية حول ما يجري في السودان، مشدداً على أن الدولة لا تحتاج للدفاع عن نفسها، لأن الحقائق تتحدث عنها، وستبقى دائماً صوتاً للحكمة والعقل في مواجهة الأزمات.
أجندات مغرضة
من جهته، أوضح أستاذ العلوم السياسية والقانون الدولي، الدكتور هيثم عمران، أن تقرير لجنة الخبراء الأممية المعنية بالسودان يؤكد مجدداً أن الإمارات تسير على نهج شفاف في تعاملها مع الأزمات الإقليمية، لا سيما الأزمة السودانية التي أرهقت الشعب السوداني، ومزقت النسيج الوطني للبلاد.
وقال عمران، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن التقرير الصادر عن لجنة مجلس الأمن يفند، بشكل قاطع، جميع المزاعم الإعلامية والسياسية التي حاولت النيل من سمعة الإمارات، عبر اتهامها بدعم أحد أطراف الصراع في السودان، مضيفاً أن الدولة لم تنحَز في أي لحظة لطرف ضد آخر، وحافظت على موقعها كداعم رئيسي للسلام والاستقرار، وكمصدر مهم للمساعدات الإنسانية التي لم تنقطع يوماً عن الشعب السوداني.
وشدد على أن حملات التشويه التي طالت الإمارات تستند إلى أجندات مغرضة تهدف إلى طمس الحقائق، وتسميم العلاقات الإقليمية، مؤكداً أن موقف الإمارات من الأزمة السودانية يتسم بالاتزان، حيث تواصل لعب دور الداعم لكل المبادرات الإقليمية والدولية الرامية لوقف الحرب، والوصول إلى حل سياسي يحقن دماء السودانيين.
وأشار عمران إلى أن علاقات الإمارات مع الأمم المتحدة والتزاماتها بالقانون الدولي تعكس نهجاً ثابتاً يرفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ويؤمن بأن الاستقرار لا يُبنى إلا عبر الحوار والمصالحة.
ولفت إلى أن التقرير الأممي لا يبرئ الإمارات من تهم باطلة فقط، بل يعيد التأكيد على مكانتها كقوة إقليمية مسؤولة، تدافع عن السلام، ولا تساوم على مبادئها، وتبقى الدولة داراً للمصداقية، وملاذاً للمواقف العاقلة في محيط يضج بالأزمات، ويدها ممدودة دوماً لكل من يسعى إلى مستقبلٍ مستقر وآمن لشعوب المنطقة، وعلى رأسها الشعب السوداني، موضحاً أن ما كشفه التقرير الأممي يمثل إعادة تصويب للمشهد الإعلامي والسياسي المرتبط بالنزاع السوداني، ويعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، ويضع كل طرف أمام مسؤوليته.