الأونروا لم تسلم المساعدات الطبية لمستشفيات غزة رغم انهيار القطاع الصحي
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
رغم الحاجة الماسة وعمق الأزمة التي تضرب المنظومة الصحية في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 20 يوما، والذي تسببت بانهيارها، لم تصل المساعدات الطبية الشحيحة جدا التي دخلت القطاع خلال الأيام الماضية إلى مستشفيات وزارة الصحة.
وتصاعدت التحذيرات الأممية والفلسطينية من التداعيات الخطيرة لانهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة جراء تصاعد واستمرار والعدوان والحصار الإسرائيلي، حيث تمنع "إسرائيل" إدخال المواد الأساسية لضمان عمل المستشفيات والمراكز الصحية التي تقدم خدماتها لأكثر من 2 مليون مواطن تعصف بهم معاناة كبيرة ومركبة جراء الصواريخ التي تضربهم بكثافة، ما تسبب بأعداد كبيرة من الشهداء والجرحى والنازحين.
وتضرب أزمات عديدة المنظومة الصحية في قطاع غزة والتي فاقمتها الحرب الإسرائيلية، وعلى رأسها النقص الشديد للأدوية وفقدان الوقود لتوفير الكهرباء، حيث تنذر هذه الأزمات التي وصلت لدرجة غير مسبوقة بتوقف الخدمات الصحية، بالتزامن مع مواصلة ارتكاب الاحتلال لعشرات المجازر بحق المواطنين الفلسطينيين يوميا؛ وما ينتج عنها من حاجة كبيرة لإنقاذ الجرحى ممن يحتاجون لرعاية ومتابعة صحية مستمرة.
وعن طبيعة المساعدات الطبية الضئيلة جدا التي دخلت القطاع خلال الأيام الماضية، كشف المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة بغزة، أشرف القدرة، أن "المساعدات الطبية التي دخلت القطاع رغم محدوديتها وهشاشة ما فيها بحسب ما وصلنا، إلا أنها لم تصل حتى اللحظة إلى مستشفيات القطاع".
وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21": "حتى إن وصلت بالشكل المعتاد، فهي لن تغير أي شيء في الواقع الصحي الصعب في القطاع"، لافتا أن "الذي يحدث التغيير في الواقع الصحي ويمكن الطواقم الطبية من إعادة وظائفها فيما يتعلق بخدماتها الصحية المقدمة للجرحى والمرضى، هو إدخال الاحتياجات الدوائية الطارئة وفق احتياجات وزارة الصحة كما سبق وأن سلمت به قائمة للمنظمات الدولية في أول يوم لهذا العدوان، وذلك بالتوازي مع إدخال الوقود لصالح مستشفيات قطاع غزة".
وأوضح القدرة، أن "الطريقة المتبعة في إدخال المساعدات الطبية إلى قطاع غزة، من الواضح أن يد القاتل الإسرائيلي هي التي تتحكم فيها، ويعتبرها جزء من أداة القتل الجماعي لشعبنا الفلسطيني".
وعن عدد الشاحنات التي دخلت القطاع من الجانب المصري، أوضح مسؤول الإعلام في معبر رفح البري بين مصر وفلسطين المحتلة، وائل أبو محسن في تصريح محدث لـ"عربي21"، أن "62 شاحنة دخلت خلال الأيام الأربعة الماضية إلى قطاع غزة، وهي تحتوي على أغذية ومياه وأدوية" ولا تحتوي على كميات من الوقود.
ونبه إلى أن "شاحنات المساعدات القادمة عبر مصر، لا تدخل إلى القطاع مباشرة، بل تخضع للتفتيش الإسرائيلي في معبر "كرم أبو سالم".
وعن آلية استلام وتسليم تلك المساعدات، أوضح مسؤول الإعلام في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بغزة، رائد النمس، أن شاحنات المساعدات يتم استلامها بمشاركة "الأونروا" من الهلال الأحمر المصري من داخل معب رفح، ومن ثم تقوم وكالة الغوث بنقلها إلى مخازنها.
وعن أسباب عدم وصول الكميات الضئيلة جدا من المساعدات الطبية لوزارة الصحة، قال النمس لـ"عربي21": "هذا الأمر لدى وكالة الغوث، علما أن المساعدات التي دخلت شحيحة جدا، وكل ما دخل لا يكفي مستشفى واحد، ونحن بدورنا سلمنا كل ما وصل إلى "الأونروا"، وعلى عاتقها يقع مسؤولية توزيع المساعدات، علما أن بعض المؤسسات من مثل؛ منظمة الصحة العالمية واليونيسف والهلال الأحمر القطري، لها جزء من هذه المساعدات".
جدير بالذكر، أن "الأونروا" أوقفت عملياتها في شمال القطاع وفي مدينة غزة استجابة لتهديدات الاحتلال، وتركت العشرات من مراكز الإيواء التي تضم مئات الآلاف من النازحين دون رعاية أو حتى ضمان تقديم الاحتياجات الأساسية لهم.
ولأجل الوقوف على السبب التي يقف خلف عدم تسليم المساعدات الطبية الهشة التي وصلت القطاع للمستشفيات، حاول مراسل "عربي21" التوصل مع المتحدث الرسمي باسم وكالة الغوث عدنان أبو حسنة، لكنه لم يرد على الاتصال.
ويشهد القطاع الذي يمتد على مساحة 360 كلم مربع، بطول 41 كلم، وعرض يتراوح بين 6 إلى 12 كلم، ترديا صعبا في مجمل الأوضاع الحياتية؛ وخلال الأيام والليالي الماضية الـ17، واصلت طائرات الاحتلال استهداف مختلف مناطق القطاع عبر تدمير ممنهج لمنازل المواطنين بشكل مكثف ومتزامن.
وكذلك واستهداف الأطقم الطبية والمستشفيات وسيارات الإسعاف وأطقم ومقرات الدفاع المدني والمساجد والصحفيين والمخابر والأسواق، وتدمير الطرق وشبكات المياه والاتصالات وانقطاع خدمة الإنترنت عن مناطق واسعة في القطاع بالتزامن مع غياب شبه تام للكهرباء، في سلوك يتنافى مع كافة القوانين والأعراف الدولية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، ارتفاع عدد الشهداء لأكثر ارتفاع عدد الشهداء إلى 6546 شهيدا؛ بينهم 2704 طفلا و1584 سيدة، والجرحى لأكثر من 17439 إصابة بجروح مختلفة، مؤكدة أن جرائم الاحتلال أدت إلى إبادة عائلات فلسطينية بأكملها وارتكاب أكثر من 688 مجزرة.
وفجر السبت تشرين الأول/أكتوبر 2023، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس" بدء عملية عسكرية أطلقت عليها "طوفان الأقصى" بمشاركة فصائل فلسطينية أخرى، ردا على اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى.
وبدأت العملية الفلسطينية ضد الاحتلال عبر "ضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو" قبل أن تقتحم مجموعات كبيرة من المقاومين المواقع العسكرية والمستوطنات.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة مستشفيات غزة حصار مستشفيات أدوية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المساعدات الطبیة التی دخلت القطاع وزارة الصحة فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
المقاومة تقصف حشود الاحتلال شرق قطاع غزة.. واستهداف جرّافة عسكرية
قصفت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم السبت، حشود وتجمعات جيش الاحتلال الإسرائيلي شرق مدينة خانيونس، فيما استهدفت جرّافة عسكرية وسط القطاع.
وقال جيش الاحتلال إن 3 قذائف هاون أطلقت تجاه قواته المتواجدة على مشارف مدينة خانيونس جنوب القطاع، إلى جانب انفجار عبوة ناسفة بإحدى جرافته العسكرية وسط القطاع.
وفي بيان نشره بحسابه على منصة "إكس"، قال الجيش: "قبل وقت قصير، تم إطلاق ثلاث قذائف هاون باتجاه قواتنا العاملة في مشارف خان يونس، دون وقوع إصابات في صفوف القوات"، مضيفا أن "عبوة ناسفة انفجرت بإحدى جرافاته من نوع D9".
وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن الانفجار وقع قرب الجرافة التي كانت تقوم بنشاط عملياتي في المنطقة العازلة وسط قطاع غزة.
وتابعت: "يشتبه الجيش الإسرائيلي في أن الحادث نجم عن إطلاق صاروخ مضاد للدروع أو تفجير عبوة ناسفة ضد القوات. ووفقا للتحقيقات الأولية، هناك احتمال بأن يكون الحديث عن عبوة قديمة ولم يتم زرعها مؤخرا"، بحسب ادعاء الصحيفة العبرية.
ووصفت الصحيفة انفجار العبوة الناسفة قرب الجرافة الإسرائيلية بـ "الحادثة غير العادية للمرة الأولى منذ انهيار وقف إطلاق النار".
ومنذ انهيار وقف إطلاق النار، أطلقت الفصائل الفلسطينية المسلحة صواريخ باتجاه منطقة تل أبيب الكبرى، والمستوطنات المحاذية للقطاع في المنطقة المعروفة إسرائيليا باسم "غلاف غزة".
ومنذ استئنافها الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/ آذار وحتى صباح السبت، قتل الاحتلال الإسرائيلي 921 فلسطينيا وأصاب 2054 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق وزارة الصحة بالقطاع.
وبنهاية 1 مارس انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025.
ورغم التزام حركة حماس بجميع بنود الاتفاق، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المضي قدما في المرحلة الثانية، استجابة لضغوط المتطرفين في حكومته، وقرر استئناف العدوان على غزة.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 164 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.