الغارديان: الضفة على صفيح ساخن وإسرائيل تعاملها كجزء من حرب غزة
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا أعدته بيثان ماكرنان وسفيان طه أشارا فيه إلى أن العمليات الإسرائيلية المستمرة في الضفة الغربية تثير الغضب بشكل قد تشعل المناطق الفلسطينية المحتلة. فقد قتلت قوات الاحتلال أكثر من 90 فلسطينيا وجرحت 1.200 آخرين منذ هجوم حركة "حماس" في السابع من تشرين الأول /أكتوبر الجاري.
وذكر التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أن الجيش استهدف بيتا في مخيم عقبة جبر قرب أريحا لاعتقال ماهر شلون بتهمة قتل مستوطن وقتل فتى فلسطيني عمره 17 عاما أثناء المداهمة وجرح ستة أشخاص واعتقل اثنان.
وقال منصور، 56 عاما إن قوات الاحتلال تأتي كل يوم منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر بهدف الانتقام، "في إشارة للغزو الذي قامت به حماس للأراضي الإسرائيلية من قطاع غزة وأدى لمقتل 1.400 إسرائيلي وأدى لحرب جديدة قتل فيها حتى الآن أكثر من 5.700 فلسطيني"، بحسب تعبير التقرير.
وذكر التقرير أن مخيم عقبة جبر يعتبر واحدا من 19 مخيما أقيمت بعد النكبة لكي يسكن فيه الفلسطينيون الذي فروا من بيوتهم بعد نشوء إسرائيل، ولا تزال المخيمات اليوم مثل مدن صفيح وبأزقة ضيقة وخدمات قليلة ونسب عالية من الفقر والجريمة، وتحولت إلى مركز للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف أن مداهمة عقبة جبر يوم الجمعة، كانت واحدة من عدة عمليات في مخيمات الضفة الغربية وخلال الأسبوعين الماضيين، وهي إشارة إلى تعامل إسرائيل مع الضفة الغربية على أنها جزء من الحرب التي تشنها على حماس في غزة وعن الكيفية التي قد تشعل فيها النشاطات العسكرية النيران في الضفة الغربية غير المستقرة.
وتم إجبار ثمانية مجتمعات فلسطينية على مغادرة مناطقها بالقوة بسبب التصعيد الذي يقوم به المستوطنون، ففي وادي السيق، قرب رام الله، اعتقل المستوطنون والجنود ثلاثة فلسطينيين وجردوهم من ملابسهم قبل أن ضربهم والتبول عليهم وإطفاء السجائر في أجسادهم والاعتداء عليهم جنسيا.
ورأى التقرير أن الضفة الغربية التي يعيش فيها 3 ملايين فلسطيني و 500.000 مستوطنة أصبحت على حافة الانفجار. وفي يوم الثلاثاء ظلت عقبة جبر في حالة توتر، وتوقفت طوابير الشاحنات والسيارات أمام مدخل أريحا ولساعات طويلة في انتظار نقاط التفتيش وهو مشهد تكرر في معظم مدن الضفة الغربية. وجلس فلسطيني قرب كشك خرساني مؤقت وقد قيدت يديه إلى ظهره وتحت حر الشمس بانتظار الجنود لتفتيش سيارته.
وأصبح بيت شلون الذي كان مكونا من طابقين أنقاضا وغطت بقاياه أشجار النخيل المحيطة به. وفي أثناء عملية الهدم، دخل الجنود بيت منصور وأزالوا نوافذ البيت بحجة سلامة ساكنيه، وتأثر بيته بالهدم حيث تضررت غرفتان. وفي بيت والدي محمود حمدان، 23 عاما الذي استشهد برصاص قناص إسرائيلي عندما كان في طريقه للعمل وبدون معرفته بالمداهمة، جلس والديه تهاني ومحمد أمام شاشة التلفاز. وعرضت القناة الأردنية التي كانا يشاهداها ما يجري في غزة دون حذف، ولم يكن هناك أي راحة من لقطات الأطفال الذين نقلوا في سيارات الإسعاف او نقلوا في أكياس الموتى. وقالت تهاني (44 عاما): "أشعر بالألم مع كل الأمهات ومنذ مقتل محمود، وأعرف أن الإسرائيليين سيأتون في أي وقت ويقتلون كل أطفالي"، بحسب ما نقله التقرير.
وأشار معدا التقرير إلى أن الفلسطينيين كانوا يتوقعون عودة الحرب إلى الضفة قبل أن تندلع في غزة. وكان عام 2022 الأكثر دموية في المناطق المحتلة ومنذ توقف الانتفاضة الفلسطينية في عام 2005، وقد زاد عدد الشهداء في 2023 عن العام الماضي حتى قبل أن تندلع الحرب في غزة.
ونوه التقرير إلى أن حماس تمتلك خلايا ناشطة في الضفة وقدر من الدعم الشعبي، إلا أن الجيل الجديد من المقاتلين لا ينتمون لأي من التنظيمات التقليدية، ويتركزون في نابلس وجنين، ولكنهم يعملون بشكل محلي. ووضع العنف المتزايد ضغطا على حركة فتح التي تسيطر على الضفة والسلطة الوطنية التي لا تحظى بشعبية واسعة في ظل قيادة محمود عباس الذي يحكم منذ 16 عاما.
وفقدت السلطة السيطرة، بحسب التقرير، على عدد من المخيمات في الضفة الغربية خلال العامين الماضيين. وقمعت قوات الأمن الفلسطينية تظاهرات مؤيدة لغزة واستخدمت الرصاص المطاطي ما عزز الرؤية أنها لا تمثل الشعب الفلسطيني.
ونقل التقرير فتى عمره 19 عاما من عقبة جبر قوله إن "السلطة تتصرف وكأنها مع إسرائيل" و "من الواضح أن جيلي لا أمل له في احتلال دائم ويعتقد أن الجماعات المسلحة لديها الجواب". وفي الأزمة الحالية تم تهميش السلطة الوطنية في جهود التوسط وخفض التوتر. وقال جلال زقوت، عضو المجلس الوطني الفلسطيني "عاجلا أم أجلا، سيشتعل الوضع في الضفة الغربية" و "هو وضع خطير. وحاولت إسرائيل تقسيم الضفة الغربية وغزة. وكلنا فلسطينيون وما يحدث هناك لا يمكنه ألا يترك أثر هنا وفي القدس".
يشار إلى أن الاحتلال اعتقل منذ بدء "طوفان الأقصى" في السابع من شهر تشرين الأول /أكتوبر، أكثر من 1380 من أبناء الشعب الفلسطيني من مختلف مدن الضفة، في ظل العدوان الشامل، وعمليات الانتقام الجماعية الممنهجة بحق الشعب الفلسطيني، بحسب أحدث بيانات نادي الأسير الفلسطيني.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الضفة الغربية غزة الاحتلال الإسرائيلي غزة الضفة الغربية الاحتلال الإسرائيلي طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الضفة الغربیة عقبة جبر فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
الصين تشهد تحولا في تعاملها مع رواد الأعمال
قالت صحيفة "إيكونوميست" إن الصين تشهد تحولا ملحوظا في تعاملها مع رواد الأعمال بقطاع التكنولوجيا، بعد سنوات من القيود التنظيمية التي أضرت بالشركات الكبرى مثل علي بابا وتينسنت.
واعتبرت الصحيفة أن عودة جاك ما، مؤسس علي بابا، إلى الواجهة من خلال مشاركته في ندوة اقتصادية برئاسة الزعيم الصيني شي جين بينغ في بكين يوم 17 فبراير/شباط، تمثل إعادة تأهيل اقتصادية قد تكون الأكثر ربحية في التاريخ.
ارتفاعات قياسية في أسواق الأسهمووفقا للتقرير، ارتفعت أسهم علي بابا بنسبة 6.2% بعد انتشار معلومات عن مشاركة جاك ما في الندوة، مما أضاف 18 مليار دولار إلى القيمة السوقية للشركة.
كما سجلت أسهم شركة التكنولوجيا العملاقة "تينسنت" وشركة شاومي للإلكترونيات "شاومي" ارتفاعا بنسبة 7%، في ظل انتعاش عام في قطاع التكنولوجيا الصيني، حيث قفز مؤشر "هانغ سينغ تيك"، الذي يضم أكبر 30 شركة تكنولوجية مدرجة في بورصة هونغ كونغ، بنسبة 23% خلال الشهر الماضي، في حين ارتفعت أسهم علي بابا بأكثر من 50% منذ بداية العام.
السبب الرئيسي وراء هذا الارتفاع، وفقا لـ"إيكونوميست"، هو شركة "ديب سيك" المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، التي تمكّنت من تحقيق تقدم كبير. وقد قارن محللون من بنك أوف أميركا هذا التطور بطرح علي بابا للاكتتاب العام في بورصة نيويورك عام 2014، والذي أدى إلى ازدهار شركات الإنترنت الاستهلاكية.
وبعد تشدد الحكومة الصينية في عام 2020، والذي أدى إلى إلغاء الطرح الأولي لشركة "آنت غروب" التابعة لجاك ما، وفرض غرامة قياسية على علي بابا، بدأت الحكومة الصينية الآن في اتخاذ نهج أكثر تصالحيا مع القطاع الخاص.
إعلانووفقا لمصادر مطلعة على الاجتماع، شدد شي جين بينغ خلال الندوة على "أهمية القطاع الخاص في دفع عجلة الاقتصاد الصيني"، معترفا بالتحديات التي تواجهه.
وتأتي هذه التصريحات وسط تحسن طفيف في مؤشر ثقة الأعمال بالصين، وفقا لمسح شهري لأكثر من 300 مسؤول تنفيذي في الشركات الكبرى. ومع ذلك، لا يزال العديد من المؤشرات الاقتصادية، مثل تمويل الشركات ومستويات المخزون، تعاني من انكماش واضح.
وبينما يرى البعض أن عودة جاك ما هي انتصار للقطاع الخاص، يشير آخرون إلى أنها تأكيد على إحكام سيطرة الحزب الشيوعي على رجال الأعمال، فمنذ الحملة التي بدأت قبل 5 سنوات، أصبح رواد الأعمال أكثر امتثالا لسياسات الحزب، وأصبح عليهم اللعب وفق قواعد شي جين بينغ أو مواجهة العواقب.
تحديات مستقبليةورغم التحولات الإيجابية الأخيرة، لا تزال بيئة الأعمال في الصين تواجه عدة عقبات، فهناك قيود صارمة على الطروحات العامة في الخارج، إذ باتت الشركات الناشئة مثل "شين" ملزمة بالحصول على موافقة غير رسمية من الجهات التنظيمية الصينية، لأسباب تتعلق بالأمن القومي، كما تدخلت الجهات التنظيمية لمنع إدراج بعض الشركات في بورصة هونغ كونغ بسبب انخفاض تقييماتها.
إلى جانب ذلك، أصبح النظام المالي الصيني خليطا بين القطاعين العام والخاص، حيث باتت الاستثمارات الحكومية تهيمن على صناديق رأس المال المخاطر والأسهم الخاصة، مما يعقّد آليات التمويل التقليدية.
وحسب التقرير، فإن هذا النهج قد يعيق الابتكار، حيث باتت الشركات مجبرة على التكيف مع الأولويات الحكومية بدلا من التركيز على احتياجات السوق والمستهلكين.
تحولات محتملةورغم أن إعادة تأهيل جاك ما قد تبدو مبادرة إيجابية، فإنها تعكس تحولا إستراتيجيا في كيفية تعامل الصين مع القطاع الخاص حسب الصحيفة، فبدلا من السماح للشركات بالنمو بحرية، تعمل الحكومة على إعادة توجيهها بما يتماشى مع سياساتها الاقتصادية.
إعلانوبالتالي، يبقى السؤال الأهم: هل يمثل هذا التحول بداية عهد جديد من الاستقرار لقطاع التكنولوجيا الصيني، أم إنه مجرد محاولة مؤقتة لإنعاش الأسواق دون تغيير جوهري في السياسات التنظيمية؟