لماذا تخفق قوات اليونيفيل في "لجم" حزب الله؟
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
شددت الأستاذة المساعدة في جامعة ليدن الهولندية ومؤلفة كتاب "حفظ السلام في جنوب لبنان: الصدقية والتعاون المحلي"، فانيسا نيوبي، على أهمية الدور الذي تضطلع به قوات الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل)، خصوصاً في ظل الحرب بين إسرائيل وحماس.
عانت اليونيفيل من انخفاض الدعم المحلي
كتبت نيوبي في "المعهد الأسترالي للسياسة الإستراتيجية" أن استهداف مقر اليونيفيل بصاروخ مجهول المصدر في 15 أكتوبر (تشرين الأول)، لم يشكل المرة الأولى التي تجد فيها قوات اليونيفيل نفسها عالقة في مرمى النيران المتبادلة بين القوات الإسرائيلية والجهات المسلحة غير الحكومية.
'UNIFIL may not be able to stop a war, but it can help ease the pain for civilians living along the Blue Line. For a country in the midst of a heinous economic crisis, this support is critical,' writes @vfnewby.https://t.co/bH7tyBk7Ky
— ASPI (@ASPI_org) October 25, 2023على الرغم من إدراج كلمة مؤقتة في اسمها، تبقى اليونيفيل واحدة من أطول بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.. ثمة سؤال عما إذا كان ينبغي على اليونيفيل الاستمرار في العمل في جنوب لبنان بالنظر إلى عجزها الواضح عن منع اندلاع قتال خطير مع تدهور الوضع في المنطقة، وتوضح الكاتبة أن الدور الرئيسي لليونيفيل يتمثل في الحفاظ على السلام والأمن على الخط الأزرق، الذي لا يمثل حدوداً بل خط انسحاب بين جيشين.. على المستوى السياسي، ليس هناك أي اتصال رسمي بين الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية حول طريق إلى سلام رسمي ودائم.
ما الذي تغير منذ 2017؟كتبت نيوبي سابقاً عن سبب صعوبة كبح جماح حزب الله، لكن منذ سنة 2017 تغير الوضع إلى حد كبير.. قامت المجموعة بتصعيد نشاطها بشكل مطرد، بينما عانت اليونيفيل من انخفاض الدعم المحلي.. وكانت إحدى العلامات المبكرة هي تقليص إمكانية الوصول إلى أجزاء من القرى، في الغالب ليلاً، عندما يغلق السكان الطرق ويمنعون قوات اليونيفيل من القيام بدوريات.
من المؤشرات الأخرى على البيئة المتغيرة زيادة الهجمات على دوريات قوة اليونيفيل في لبنان.. بينما واجهت البعثة هجمات عرضية، عادة من قبل مجموعات من الشباب الذين يسعون إلى سرقة معدات باهظة الثمن، أصبحت هذه الحوادث أكثر خطورة في السنوات الأخيرة، والأكثر مأساوية كان مقتل جندي حفظ سلام أيرلندي في قرية العاقبية الجنوبية في ديسمبر (كانون الثاني) 2022. كان الحادث تتويجاً لسنوات من تآكل الدعم لليونيفيل في جنوب لبنان.
Hezbollah and the future of the UN peace mission in southern Lebanon | @vfnewby | https://t.co/cd44HJIh7V pic.twitter.com/xEvFs6fXxE
— ASPI (@ASPI_org) October 25, 2023على الجانب الآخر من الخط الأزرق، تابعت الكاتبة، يرى كثر في إسرائيل أن قوات اليونيفيل لا تفعل الكثير للسيطرة على حزب الله.. وصلت القضية إلى ذروتها سنة 2018 بعد اكتشاف ستة أنفاق بناها حزب الله من لبنان إلى إسرائيل.
رفع حزب الله التحدي بطرق أخرى أيضاً.. تم العبث بمعدات مراقبة موجودة على السياج التقني على الخط الأزرق، وتعمل ميادين تدريبية لإطلاق نار بشكل غير مرخص جنوبي نهر الليطاني، وأقيمت مراكز متقدمة قريبة من الخط الأزرق.. في الآونة الأخيرة، ورداً على إعادة احتلال إسرائيل لبلدة الغجر المقسمة، نصب حزب الله خيمتين في الأراضي المتنازع عليها على الخط الأزرق، ولا تزال إحداهما قائمة على الرغم من الطلبات الإسرائيلية المتكررة بإزالتها.
إسرائيل صعّبت مهمتهاإن دعم إسرائيل لليونيفيل كان فاتراً في أحسن الأحوال.. على مر السنين، تلقت قوات اليونيفيل إشعاراً مسبقاً بفترة هامشية بالاجتياحات الإسرائيلية، وفي بعض الأحيان مُنعت من الوصول إلى الأراضي الإسرائيلية بعد وقوع حوادث أمنية.. وترفض إسرائيل السماح لليونيفيل بتسيير دوريات على جانبي الخط، بالرغم من أن هذا سيحسن التصورات اللبنانية المحلية حول حياد البعثة، وترفض الامتناع عن إجراء انتهاكات جوية استطلاعية في المجال الجوي اللبناني.. خلال الحرب الأهلية، سببت الميليشيات الرسمية وغير الرسمية التي رعتها إسرائيل الكثير من الصداع كما كانت الحال مع الميليشيات الفلسطينية وأمل وحزب الله.
لقد كان هناك نقاش متزايد في مجلس الأمن خلال الآونة الأخيرة حول ولاية اليونيفيل، مع انتقادات لعدم إحراز تقدم في نزع سلاح حزب الله وإنشاء منطقة خالية من الأسلحة جنوبي الليطاني وارتفاع أعداد القوات والافتقار المتزايد إلى حرية الحركة، وتكمن قيمة اليونيفيل في قدرتها على تسليط الضوء الدولي على الخط الأزرق وإبقاء جميع الأطراف أكثر صدقاً.. وليس هناك شك أيضاً في أن اليونيفيل منعت اندلاع أعمال العنف وما زالت تمنع الوجود العلني لحزب الله.
المنتصر دوماًفي غياب سلام رسمي، من المرجح أن يستمر الصراع بين لبنان وإسرائيل، وعندما تحدث صدمات للنظام، لا يمكن لليونيفيل أن تفعل سوى القليل من المراقبة.. مع ذلك، أظهرت أنها قادرة على إدارة بيئة ما بعد الصراع بشكل جيد، بما في ذلك تفكيك الحوادث الأمنية لمنع التصعيد وإشعال حرب جديدة عن طريق الخطأ.
على مدى السنوات الخمس والأربعين الماضية، تم الإبقاء على المهمة لأن المجتمع الدولي أدرك أن الأمور ستكون أسوأ من دونها.. لقد تطلبت طبيعة الصراع المستعصية والموقع الجيو-إستراتيجي المهم للبنان شكلاً من أشكال عمليات السلام، بالتالي إن الخيار العملي المطروح أمام الأمم المتحدة، هو ما إذا كانت تكاليف ومخاطر إنشاء بعثة جديدة تستحق العناء عندما تكون هناك بعثة موجودة أصلاً.. لقد كان الحفاظ على الوضع الراهن المنتصر دوماً.
قيمة اليونيفيل الفعليةلقد أثبتت اليونيفيل أيضاً تفانيها في مساعدة المدنيين المحليين أثناء النزاع عبر توفير المأوى والمساعدات الطبية الطارئة ودعم الإجلاء، وهو ما يشكل في كثير من الأحيان خطراً كبيراً على قوات حفظ السلام.. عندما ينقشع ضباب الحرب، كانت اليونيفيل موجودة دائماً لمساعدة المدنيين المحليين على التعافي، وتعد المساعدة في إنعاش المجتمعات التي دمرتها الصراعات جانباً حاسماً من عملها.. بينما يعلم المدنيون في جنوب لبنان أنهم لا يستطيعون الاعتماد على اليونيفيل لحمايتهم، فإنهم يعلمون أنها ستكون هناك لمساعدتهم على جمع الحطام.
في الوقت الحالي تظل اليونيفيل ملتزمة فتقول: "في حال نشوب حرب شاملة، لن نتخلى عن موقعنا.. لم نفعل ذلك سنة 2006، ولن نفعل هذه المرة أيضاً". قد لا تكون قوات اليونيفيل قادرة على وقف الحرب، لكنها يمكن أن تساعد في تخفيف آلام المدنيين الذين يعيشون على طول الخط الأزرق.. بالنسبة إلى بلد يمر بأزمة اقتصادية شنيعة، يعد هذا الدعم أمراً بالغ الأهمية، ختمت نيوبي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل اليونيفيل على الخط الأزرق قوات الیونیفیل فی جنوب لبنان الیونیفیل من حزب الله
إقرأ أيضاً:
شهداء وجرحى بينهم عناصر من اليونيفيل بغارة إسرائيلية على صيدا.. وحزب الله يصعد عملياته
شن جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من الغارات الجوية العنيفة على مناطق متفرقة من لبنان ما أسفر عن استشهاد 3 مواطنين وإصابة 7 آخرين بينهم عسكريين من الجيش اللبناني وعناصر من قوة الأمم المتحدة المؤقتة "اليونيفيل"، في حين أطلق حزب الله عدد من الرشقات الصاروخية على مواقع إسرائيلية.
وأفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بشن الاحتلال الإسرائيلي غارة استهدفت مركبة عند مدخل مدينة صيدا جنوبي البلاد، ما أسفر عن استشهاد 3 أشخاص وإصابة آخرين بجروح مختلفة، بينهم عناصر من "اليونيفيل".
من جهته، قال الجيش اللبناني إن "العدو الإسرائيلي، استهدف سيارة أثناء مرورها عند حاجز الأولي، صيدا، ما أدى إلى استشهاد 3 مواطنين كانوا بداخلها".
استهدف العدو الإسرائيلي سيارة أثناء مرورها عند حاجز الأولي - صيدا ما أدى إلى استشهاد ٣ مواطنين كانوا بداخلها، إضافة إلى إصابة ٣ عسكريين من عناصر الحاجز و٤ من عناصر الوحدة الماليزية العاملة ضمن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - اليونيفيل، وذلك أثناء مرور آليات تابعة للوحدة عند… pic.twitter.com/SITTmnVrYu — الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) November 7, 2024
وأضاف في بيان عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، أن الغارة الإسرائيلية أسفرت أيضا عن "إصابة 3 عسكريين من عناصر الحاجز و4 من عناصر الوحدة الماليزية العاملة ضمن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان - اليونيفيل، وذلك أثناء مرور آليات تابعة للوحدة عند الحاجز المذكور".
ووفقا للوكالة اللبنانية، فإن إصابات عناصر قوة حفظ السلام "اليونيفيل" طفيفة وجرى علاجهم ميدانيا، فيما عمل الدفاع المدني على إطفاء الحريق الذي اندلع في السيارة المستهدفة قرب حاجز الجيش اللبناني.
في المقابل، أعلن حزب الله عن سلسلة من العمليات ضد مواقع متفرقة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في إطار رده على العدوان الوحشي المتواصل على لبنان.
وقال الحزب في بيانات منفصلة، إن مقاتليه استهدفوا بعدد من الرشقات الصاروخية تجمعات لقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي الإسرائيلي في مستوطنة ساعر شمال مدينة نهاريا، وعند بوابة موقع هرمون، وفي مستوطنة ليمان، وفي مستوطنة حانيتا.
وأضاف أن مقاتليه استهدفوا أيضا "الكريوت" شمالي مدينة حيفا بصلية صاروخية، مشيرا إلى أن العمليات المذكورة جاءت "دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادا لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعا عن لبنان وشعبه".
في غضون ذلك، أفادت القناة "12" العبرية بدوي صفارات الإنذار في مدينة حيفا وبلدات قريبة، مشيرة إلى أن عشرات القذائف أطلقت من لبنان باتجاه الجليل الغربي وخليج حيفا.
وكشف جيش الاحتلال الإسرائيلي عن رصد إطلاق 40 صاروخا من لبنان تجاه بلدات قريبة من الحدود الشمالية للبلاد، حسب ما نقلته صحيفة "هآرتس" العبرية.
وفي السياق، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من الغارات الجوية على بلدات في جنوب لبنان بينها بلدة خربة سلم وحي النبعة في بلدة جبشيت والمنطقة الواقعة بين المروانية وزفتا، حسب ما نقلته وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.
وأشارت الوكالة اللبنانية إلى استمرار مسيرات الاحتلال الإسرائيلي في التحليق على علو منخفض جدا فوق الضاحية الجنوبية لبيروت.
ومنذ 23 أيلول/ سبتمبر الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية عنيفة وغير مسبوقة على مواقع متفرقة من لبنان، ما أسفر عن سقوط الآلاف بين شهيد وجريح، فضلا عن نزوح ما يزيد على الـ1.2 مليون، وفقا للبيانات الرسمية.
في المقابل، يواصل حزب الله عملياته ضد الاحتلال الإسرائيلي موسّعا نطاق استهدافاته؛ ردا على الجرائم الإسرائيلية المتواصلة في لبنان، منذ بدء التصعيد الإسرائيلي الكبير ضد الأراضي اللبنانية.