كيف تستغل حماس ملف المختطفين في تأخير التوغل البري الإسرائيلي؟
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
قال تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، إن حركة حماس الفلسطينية، المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة وعدد من الدول، "تلعب على الورقة الأكثر فعالية، لتأخير التوغل البري الإسرائيلي لقطاع غزة، وانتزاع تنازلات أكثر من الإسرائيليين".
وبعد الإفراج عن 4 مختطفين مؤخرا، قال مسؤولون ومحللون إن "الضغوطات الدولية تتزايد على إسرائيل، للتفاوض على إطلاق سراح جميع المختطفين الذين تحتجزهم حماس في قطاع غزة".
والأربعاء، أبلغت حماس الوسطاء أنها "مستعدة للإفراج عن مجموعة أكبر" من المختطفين الذين تحتجزهم، البالغ عددهم 220، "لكنها تطالب بتدفق مستمر للمساعدات الإنسانية، بما في ذلك الوقود، وبأن تخفض إسرائيل كثافة القصف الجوي"، وفقا لما نقلته الصحيفة عن مسؤولين مطلعين لم تكشف عن هويتهم.
وقال طارق كيني-الشوا، زميل السياسات الأميركية في "الشبكة"، وهو معهد سياسي فلسطيني مقره ولاية كاليفورنيا الأميركية: "إنها مواقف تهدف إلى إبقاء المفاوضات حية".
وأضاف أن "ما تفعله عمليات إطلاق سراح الرهائن التدريجية، هو أنها تشتري الوقت لحماس وتضعف الدعم الدولي الأولي الذي كانت تتمتع به إسرائيل".
وشنت حركة حماس هجمات على إسرائيل في 7 أكتوبر، أسفرت عن مقتل 1400 شخص، أغلبهم من المدنيين.
وردا على ذلك، قطعت إسرائيل جميع إمدادات الغذاء والمياه والوقود والكهرباء عن غزة، وتشن غارات جوية متواصلة على القطاع الفلسطيني، مما أدى لمقتل أكثر من 6500 شخص، معظمهم من المدنيين، في آخر إحصائية رسمية صادرة عن السلطات الصحية في غزة.
واعتبر كيني-الشوا، أن "ارتفاع عدد القتلى بين المدنيين الفلسطينيين في القطاع، يؤدي إلى تآكل بعض الدعم الدولي" للرد الإسرائيلي.
"عبء ضخم"ومنذ السبت، سمحت إسرائيل بتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، بعد يوم واحد من إطلاق سراح امرأة وابنتها كانتا مختطفتين من قبل حماس. لكن إسرائيل عارضت إرسال شحنات الوقود إلى غزة، خوفا من أن تستخدمه حماس لأغراض عسكرية.
وحث المسؤولون الأميركيون والأوروبيون، إسرائيل في الأيام الأخيرة على "تأجيل العملية البرية، لإتاحة مزيد من الوقت لاستكمال مفاوضات الرهائن"، بحسب "وول ستريت جورنال".
كما تضغط عائلات المختطفين على الحكومة الإسرائيلية، "للتوصل إلى اتفاق مع حماس، قبل الهجوم البري الذي قد يعرض سلامتهم للخطر".
وقالت هداس كالديرون، وهي امرأة تعيش في إحدى البلدات الحدودية مع قطاع غزة وتبلغ من العمر 56 عاما: "أعتقد أن حماس تلعب معنا لعبة نفسية".
واختطفت حماس طفلان لكالديرون - فتاة تبلغ من العمر 16 عاما وصبي يبلغ من العمر 12 عاما – بالإضافة إلى زوجها السابق. وقالت كالديرون: "أنا خائفة جدا على أطفالي، حيث ما زالوا هناك في منتصف الحرب".
وقال مسؤول في حماس مشارك في المفاوضات، لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إن "الجماعة الفلسطينية خفضت بالفعل من مطالبها، ولم تعد تطالب بتبادل النساء والأطفال الأجانب مع النساء والأطفال الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية".
وأضاف أنه "بدلا من ذلك، طلبت حماس الوقود والمساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة".
وقال مسؤول حماس الذي لم تكشف الصحيفة الأميركية عن هويته، إن "الأمم المتحدة ستضمن توجيه أي وقود إلى المستشفيات وللاستخدام المدني".
وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا)، قد ذكرت الثلاثاء، أنها قد تضطر إلى وقف عملياتها بالكامل في غزة، بما في ذلك المباني والمدارس التابعة لها التي تستضيف نحو 600 ألف شخص نزحوا بسبب الحرب، نظرا لعدم وجود الوقود.
وقال مسؤولو الأمم المتحدة أيضا إنه يمكن تسليم الوقود مباشرة إلى الأمم المتحدة في غزة، دون تدخل حماس.
والأربعاء، دعت منظمة الصحة العالمية حركة حماس الفلسطينية إلى "تقديم دليل على حياة المختطفين الذين تحتجزهم، وإطلاق سراحهم جميعا لأسباب إنسانية وصحية".
وقالت منظمة الصحة العالمية إنه "ينبغي السماح للجنة الدولية للصليب الأحمر بالوصول الطبي الفوري للتأكد من وضعهم الصحي"، مؤكدة أنها "على استعداد لتقديم أي دعم صحي مطلوب".
و"لم تتوقع الجماعة الفلسطينية المسلحة اختطاف مثل هذه المجموعة الكبيرة من الأشخاص، خاصة المدنيين، في هجمات 7 أكتوبر"، وفقا لمسؤولين من حماس ودول أخرى في المنطقة، الذين يتفاوضون بشأن إطلاق سراح المحتجزين.
وقال غيرشون باسكن، المفاوض الإسرائيلي الذي ساعد في تنظيم صفقة بين حماس وإسرائيل أدت إلى إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي، غلعاد شاليط، مقابل أكثر من 1000 سجين فلسطيني لدى إسرائيل: "شعوري أن حماس - القيادة السياسية والعسكرية - تريد التخلص من الرهائن المدنيين في أسرع وقت ممكن".
وأضاف باسكن: "أتصور أن ذلك يمثل عبئا ضخما عليهم عندما يكون هدفهم الرئيسي هو مواجهة الإسرائيليين بمجرد دخول الجيش إلى غزة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الذین تحتجزهم إطلاق سراح حرکة حماس إلى غزة
إقرأ أيضاً:
لكسر الجمود.. مقترح مصري بهدنة شهرين وإطلاق سراح الرهائن وبدء المفاوضات لإنهاء الحرب في غزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قدمت مصر لإسرائيل وحماس مقترحات جديدة لكسر الجمود بشأن مستقبل وقف إطلاق النار في غزة، بما في ذلك هدنة لمدة 60 يوما، وإطلاق سراح الرهائن المتبقين لدى المسلحين وبدء المفاوضات بشأن إنهاء الحرب.
ونقلت صحيفة ذا ناشيونال الناطقة باللغة الإنجليزية، عن مصادر مطلعة أن رد حماس الأولي كان "مشجّعاً"، وأضافوا أن المسؤولين الإسرائيليين يدرسون المقترحات. وأعلنت إسرائيل أنها سترسل وفداً إلى قطر غدًا الاثنين "في محاولة لدفع المفاوضات" بشأن وقف إطلاق النار في غزة.
وقال أحد المصادر: "إن المقترحات تمثل خريطة طريق جديدة تم الاتفاق على نقاطها الرئيسية مع الأميركيين. وهي تهدف إلى الخروج من المأزق الذي نعيشه منذ الأول من مارس/آذار، عندما انتهى وقف إطلاق النار في غزة".
وقالت المصادر: إن المقترحات نوقشت في القاهرة خلال نهاية الأسبوع من قبل الوسطاء المصريين وكبار مسؤولي حماس محمد درويش وخليل الحية وزاهر جبارين.
وقال المتحدث باسم حماس عبد اللطيف القانوع، إن هناك "إشارات إيجابية" في أحدث محادثات أجرتها الحركة مع الوسطاء.
وقالت المصادر، إنه بموجب المقترحات المصرية، ستبدأ حماس الهدنة التي تستمر شهرين بإطلاق سراح عشرة رهائن أحياء، بما في ذلك كل أو بعض الأميركيين الخمسة الذين يعتقد أن الحركة تحتجزهم في غزة.
وأضافت المصادر أنه من غير المرجح إطلاق سراح العشرة دفعة واحدة. ويعتقد أن حماس تحتجز 24 رهينة على قيد الحياة وجثث 35 آخرين، وفقا للجيش الإسرائيلي.
وبحسب المقترحات، فإن إسرائيل ملزمة بالإفراج عن عدد غير محدد من الفلسطينيين المعتقلين في سجونها مقابل الإفراج عن الرهائن. وقالت المصادر إن من المفترض أن يشمل ذلك بعض أبرز السجناء في الدفعة الأولى.
وتتضمن المقترحات أيضا إلغاء القرار الإسرائيلي الذي اتخذ الأسبوع الماضي بوقف دخول المساعدات الإنسانية والوقود والخيام والكرافانات إلى غزة.
وقالت المصادر إن المقترحات تنص على بدء المفاوضات بشأن الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة ووقف إطلاق النار الدائم الذي ينهي رسميا الحرب في القطاع.
لقد أدى وقف إطلاق النار الذي استمر 42 يوما في غزة والذي دخل حيز التنفيذ في 19 ينايرإلى توقف الحرب في غزة بعد 15 شهرا من القتال وأدى إلى إطلاق سراح 33 رهينة ــ 25 منهم على قيد الحياة وبقايا ثمانية آخرين ــ كانت حماس تحتجزهم، في مقابل نحو 2000 فلسطيني محتجزين في إسرائيل. وكجزء من اتفاق توسط فيه وسطاء أميركيون ومصريون وقطريون، كان من المفترض أن تبدأ إسرائيل وحماس المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق في أوائل فبراير، لكنهما لم تفعلا ذلك قط.
وبدلاً من ذلك، عرضت إسرائيل تمديد المرحلة الأولى حتى منتصف إبريل، وضغطت على حماس لإطلاق سراح نصف الرهائن المتبقين في مقابل وعد بالتفاوض على هدنة دائمة. ورفضت حماس العرض، وأصرت على الانتقال إلى المفاوضات بشأن المرحلة الثانية.