رسّخت دولة الإمارات مكانتها كوجهة مفضلة لسياحة الاجتماعات والمؤتمرات والمعارض، وغدت جسراً يربط بين الشرق والغرب وواحدة من الوجهات الرئيسية المفضلة على مستوى العالم في هذا النوع من السياحة، نتيجة السمعة العالمية التي اكتسبتها في هذا المجال، وتطويرها الدائم للمقاصد السياحية، وامتلاكها مطارات متطورة وأسطول طيران عالمياً، فضلاً عن التسهيلات الخاصة بالإقامة والتأشيرات.


وعززت الدولة الثقة العالمية والإقليمية في كونها وجهة سياحية مفضلة، من خلال تنظيمها الكثير من المؤتمرات العالمية والفعاليات المتنوعة التي برهنت على جدارة الإمارات بثقة العالم في قدرتها على جمع الدول، لبحث أهم القضايا المصيرية التي تشغل بال الشعوب والعمل سوياً على إيجاد حلول نوعية لها.
وتشكِّل استضافة الإمارات للدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP28” خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر من العام الجاري في “مدينة إكسبو دبي”، نقلة نوعية للسياحة في دولة الإمارات، حيث يفتح المؤتمر الأبواب واسعة أمام محبي السياحة بشكل عام والسياحة البيئية والمستدامة بشكل خاص.
– استراتيجيات رائدة.
وتبنت دولة الإمارات استراتيجيات رائدة لتعزيز الاستدامة في قطاع السياحة، وتبرز في هذا الخصوص “الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2031”، التي أطلقتها الدولة العام الماضي، بوصفها واحدة من أضخم مستهدفات السنوات المقبلة، لتعزيز مكانة الدولة كأفضل هوية سياحية حول العالم، وترسيخ مكانتها وجهة سياحية رائدة، مبنية على التنوع السياحي من خلال الاستفادة من المميزات والخصائص الفريدة لإمارات الدولة السبع، وتأتي بالشراكة مع مختلف الهيئات والجهات السياحية الاتحادية والمحلية وشركات الطيران الوطنية وعدد من المؤسسات الدولية والشركات العالمية.
وتهدف الاستراتيجية إلى ترسيخ مكانة الدولة كواحدة من أفضل الوجهات السياحية في العالم، وتعزيز قدرتها التنافسية من خلال جذب 100 مليار درهم كاستثمارات سياحية إضافية، ومضاعفة عدد السائحين إلى 40 مليوناً بمساهمة إجمالية متوقعة تبلغ 450 مليار درهم في الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2031.
– استدامة ورفاهية .
ويعد مؤتمر “COP28” فرصة سانحة لتوجيه أنظار العالم إلى الوجهات السياحية الصديقة للبيئة في دولة الإمارات، والمحميات الطبيعية المتفردة على مستوى العالم، وكذلك تسليط الضوء على قصة نجاح الدولة في الانتقال من بيئة صحراوية إلى وجهة سياحية عالمية، تجمع بين عراقة الجذور وحداثة البنى التحتية والخدمات العصرية التي تنافس أهم الدول على مستوى العالم، وتجلى ذلك في وجهاتها السياحية الفاخرة، وهندستها المعمارية المذهلة واحتضانها لـ”برج خليفة”، أعلى برج في العالم، وكذلك احتضانها لمتحف اللوفر- أبوظبي ومتحف دبي ومتحف المستقبل، وتقديمها خيارات متنوعة للإقامة والزيارة والسياحة على امتداد التنوع الجغرافي بين الصحارى والجبال والشواطئ المميزة، فضلاً عن موروثها الثقافي الذي يقدم رسالة إنسانية جسدتها قيم التسامح والتعايش التي تنعم بها وتدعو إليها دولة الإمارات.
وسيحتضن مؤتمر “COP28” أكثر من 70 ألف مشارك من أنحاء العالم كافة، بمن فيهم رؤساء دول وحكومات ووزراء، وممثلون عن المنظمات غير الحكومية، والقطاع الخاص، والشعوب الأصلية، والشباب، وسيطّلعون بلا شك على قصة نجاح الإمارات في تبني الاستدامة، ضمن أجندتها السياحية، نظراً لما تحظى به السياحة المستدامة من أهمية كبيرة ضمن الرؤية المستقبلية لحكومة دولة الإمارات، وبرهنت على ذلك من خلال بنيتها التحتية المستدامة وفنادقها الخضراء.
وتمتلك دولة الإمارات منظومة بنية تحتية تعد من بين الأفضل والأكثر تطوراً واستدامة على المستوى العالمي، فضلاً عن امتلاكها شبكة طرق اتحادية بمواصفات عالمية قادرة على تلبية الطلب المتزايد على النقل البري، وضمان تحقيق تنمية مستدامة، كما تتمتع 50% من الطرق الاتحادية بنظام إنارة يعتمد تقنية LED الموفرة للطاقة، وقد عززت ذلك حكومة الإمارات باعتماد اللائحة الوطنية للبناء في الدولة، التي تشمل أدلة الاستدامة للمباني، والطرق، والمساكن الاتحادية، والدليل الوطني لاستدامة المباني لمحوري التشغيل والصيانة، بما يضمن خفض استخدام المواد والموارد الطبيعية بنسبة 15%، وخفض البصمة الكربونية بنسبة 5%، وخفض الطاقة في الطرق بنسبة 45%، وخفض الطاقة في المباني والمساكن بنسبة 25%، وخفض استهلاك المياه بنسبة 16%، ودعم الاقتصاد الأخضر.
– رسالة عالمية مهمة .
وتبرز أهمية استضافة الدولة لمؤتمر “COP28” في لفت أنظار العالم إلى الإمارات، وتعزيز مكانتها على خارطة السياحة العالمية، ومناقشة قضايا التغير المناخي ووضع التصورات والحلول لها.
وجاء اختيار “مدينة إكسبو دبي” لاحتضان فعاليات المؤتمر ليربط بين القضايا العالمية الملحة والمعطيات الإنسانية التي جسدها “إكسبو 2020 دبي” في جمع العالم في بقعة واحدة على مدى 6 أشهر، وقدمت من خلاله دولة الإمارات مثالاً ساطعاً لإمكاناتها وقدراتها على الدفع بالجهود العالمية لصياغة مستقبل أفضل للحضارة البشرية، كما تقدم “مدينة إكسبو دبي” ترجمة إماراتية واقعية بشأن مفهومها للاستدامة وتحقيق أفضل طرق العيش التي تجمع بين الرفاهية وحماية الأرض.
كذلك تمثل دبي إحدى أهم الوجهات السياحية العالمية، لاسيما بعد فوزها بلقب أفضل وجهة عالمية في جوائز اختيار المسافرين 2023 من موقع تريب أدفايزر للعام الثاني على التوالي، وذلك بما تمتلكه من مقومات جذب متنوعة وبنية تحتية متطورة وما تقدمه من تجارب فريدة وخدمات راقية، بما في ذلك مطار دبي الدولي، الذي حافظ العام الماضي على موقعه في صدارة مطارات العالم من ناحية عدد المسافرين بإجمالي 66 مليون مسافر، فضلاً عن رصيد الإمارة الحافل باستضافة وتنظيم العديد من الأحداث الكبرى ذات التأثير العالمي واسع النطاق، وفي مقدمتها “إكسبو 2020 دبي”، و”القمة العالمية للحكومات”، ومعرض “جيتكس غلوبال” وغيرها من الفعاليات ذات السمعة الدولية الواسعة التي عزّزت مكانة دبي مركزاً رئيساً للمؤتمرات والمعارض والفعاليات العالمية الكبرى.

– وجهات سياحية.
ويظهر الدور المميز لمؤتمر “COP28 ”في التعريف بالوجهات السياحية في دولة الإمارات نظراً للأهمية الكبيرة لسياحة المعارض والمؤتمرات بشكل عام بوصفها أحد أهم أنماط السياحة التي تعد فرصة لتوجيه أنظار العالم عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل إلى البلد المضيف والوقوف على أبرز المعالم السياحية فيه، الأمر الذي يفتح الأبواب واسعة لتشجيع الزوار للتعرف على معالم الإمارات، لا سيما مع وجود شبكة واسعة نشطة من الناقلات الجوية التي تربط الإمارات بمختلف دول العالم.
في الوقت ذاته يتيح المؤتمر المجال لتقديم حلول عملية لآليات تكيف صناعة السفر مع أزمة المناخ العالمية، إذ وفقاً لدراسات وأبحاث دولية يتسبب قطاع السياحة والسفر بما نسبته 9 – 12% من إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري حول العالم، 8% منها لقطاع الضيافة ونحو 2.8% لقطاع الطيران، الأمر الذي يتطلب تقليل انبعاثات الكربون بنسبة 66% لكل غرفة بحلول عام 2030، وبنسبة 90% لكل غرفة بحلول عام 2050.
وتحافظ دولة الإمارات في جميع خططها السياحية على الاعتبارات البيئية، للوصول إلى صفر انبعاثات كربونية، كما يقود قطاع السياحة والسفر في الدولة الجهود العالمية والإقليمية نحو تحقيق الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية، من خلال مواصلة توسع القطاع في تبني العديد من الحلول والمبادرات واتخاذ إجراءات فعالة.
وشهدت السياحة البيئية في الإمارات خلال العقدين الأخيرين نمواً كبيراً، كونها تستهدف فئة السياح الذين يبحثون عن تجارب سياحية تساهم في المحافظة على البيئة والإرث الوطني.
وتعتبر المحميات الطبيعية إحدى أكثر وجهات السياحة البيئية استقطاباً للزوار، حيث تحتضن دولة الإمارات 49 محمية طبيعية، تمثل نحو 15.53% من إجمالي مساحة الدولة.

– انتعاش قطاع الطيران.
ويعد مؤتمر “COP28 ” أحد المحطات الداعمة لقطاع الطيران وانتعاش الرحلات الجوية بين الإمارات ودول العالم لاسيما مع استضافة المؤتمر لأكثر من 70 ألف مشارك، يستفيدون من شبكة واسعة نشطة للناقلات الوطنية التي تفوقت بجدارة على العديد من نظرائها إقليميا وعالمياً من حيث عدد الوجهات والأداء التشغيلي والخدمات المقدمة للمسافرين.
ومن المتوقع أن تواصل الناقلات الوطنية زخم النمو والانتعاش في الأعوام المقبلة مستفيدة من الطلب القوي على السفر من وإلى الإمارات، بعدما باتت في صدارة الوجهات المفضلة على مستوى العالم للسياحة والأعمال، لاسيّما بعد النجاحات الكبيرة التي حققتها الدولة في التعامل مع الجائحة ونجاح إكسبو 2020 دبي، إلى جانب الاستعدادات لاستضافة “COP28”.

– فنادق صديقة للبيئة.
ومن المتوقع أن يترافق مع مؤتمر “COP28”، ازدياد طلبات الحجز على الفنادق ورفع نسبة الإشغال سواء من المشاركين، أو من الزوار في المنطقة للوقوف على هذا الحدث العالمي الكبير الذي يقام في مدينة إكسبو التي نجحت على مدى 6 أشهر من فعاليات “إكسبو 2020 دبي” في جذب أنظار العالم إلى أضخم الإبداعات الهندسية وأكثرها استدامة على مستوى العالم.
وتشجع الدولة ، الفنادق على تبني استراتيجيات صديقة للبيئة، والعمل على تقليل التلوث البيئي، لاسيما في ظل الاستعدادات الحثيثة لاستضافة مؤتمر “COP28 ” وذلك من خلال تطبيق ممارسات خضراء في أعمال الإنشاء، والصيانة، والخدمات، واللوجستيات، وتقليل فاقد الطعام، وتوفير الطاقة النظيفة، وإدارة استهلاك المياه، والحد من الانبعاثات الكربونية.
في المقابل، أبدى القطاع الفندقي التزامه الكبير بالسعي نحو تعزيز وترسيخ الممارسات الواعية بيئياً، حيث تعمل الفنادق داخل الإمارات على مضاعفة جهودها لتحقيق استراتيجية الحياد المناخي بحلول 2050، والوصول إلى صافي انبعاثات صفرية، عبر اعتماد حلول مبتكرة وسياسات واستراتيجيات تحقق أهداف التنمية المستدامة.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الوجهات السیاحیة على مستوى العالم دولة الإمارات أنظار العالم إکسبو 2020 دبی من خلال

إقرأ أيضاً:

“هيفولوشن الخيرية” تخصص 400 مليون دولار لتعزيز الأبحاث العالمية بمجال إطالة العمر الصحي منذ بدء أعمالها عام 2021

• صاحبة السمو الملكي الأميرة الدكتورة هيا بنت خالد بن بندر آل سعود: “هيفولوشن” أكبر ممول خيري في العالم لتعزيز الابتكارات التحويلية العالمية وتمكين روّاد الأعمال المهتمين بتطوير علوم الشيخوخة
• يعد علم الشيخوخة مجالاً واعداً وجاذباً للاستثمار في ظل الإمكانات الضخمة غير المستغلة
• تلتزم “هيفولوشن” (المؤسسة الأولى من نوعها في العالم في مجال إطالة العمر الصحي الناشئ) بتكريس جهودها لتحسين صحة الإنسان خلال فترة الشيخوخة
• بميزانية سنوية تصل إلى مليار دولار تهدف “هيفولوشن” إلى تحفيز الأبحاث وزيادة عدد العلاجات الآمنة والفعالة لعلاج الشيخوخة في السوق

كشفت صاحبة السمو الملكي الأميرة الدكتورة هیا بنت خالد بن بندر آل سعود نائب الرئيس للاستراتيجيات والتطوير في مؤسسة هيفولوشن الخيرية (المؤسسة العالمية غير الهادفة للربح والرائدة في مجال إطالة العمر الصحي) أن المؤسسة استطاعت منذ بدء أعمالها في عام 2021 توجيه بوصلة الصحة العالمية نحو إطالة العمر الصحي من خلال تخصيصها أكثر من 400 مليون دولار لتعزيز وتحفيز البحوث العلمية المتقدمة في هذا المجال؛ كونها أكبر ممول خيري في العالم في مجال إطالة العمر الصحي، لافتة إلى أن هيفولوشن قدمت منذ بداياتها منحاً واستثمارات في مراحل البحث المبكرة لتمكين روّاد الأعمال المهتمين بتطوير علم الشيخوخة وتعزيز الابتكارات التحويلية.
جاء ذلك خلال اللقاء الصحفي الذي عقدته هيفولوشن يوم أمس الاثنين الموافق 18 نوفمبر الجاري بمقرها في مركز الملك عبدالله المالي بمدينة الرياض، بمشاركة نخبة من قيادات المؤسسة والباحثين ومجموعة من ممثلي وسائل الإعلام في المملكة.
وتركّز “هيفولوشن” على زيادة عدد العلاجات الآمنة والفعالة للشيخوخة في السوق، وتسريع المدة الزمنية المطلوبة لتطويرها، وجعلها في متناول الجميع بميزانية سنوية تصل إلى مليار دولار، كما تعمل بنشاط على زيادة عدد الباحثين المهتمين بعلم الشيخوخة في مختلف أنحاء العالم، مما يسهم في زيادة عدد الشركات المتخصصة لمواجهة هذا التحدي العالمي المُلحّ وجذب الاستثمارات الضخمة.
وأكدت سموها خلال اللقاء أن مثل هذه البحوث أصبحت ضرورة عالمية ملحة، ففي الوقت الذي ارتفع فيه متوسط العمر المتوقع للفرد نجد أن جودة تلك الأعوام المضافة غالباً ما تكون غير صحّية؛ إذ يمضي الكثيرون أكثر سنوات حياتهم وهم يعانون من أعراض الشيخوخة مثل: أمراض القلب، والأوعية الدموية، والسرطان، والخرف، والضعف. ومن المتوقع أن يتضاعف عدد سكان العالم الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً إلى مليارَي نسمة بحلول عام 2050. كما أن ثلثي الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً سيعيشون في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، حيث الأنظمة الصحية والاقتصادية غير مجهزة للتعامل مع تحديات شيخوخة السكان المتسارعة، وتواجه ضغوطاً مالية غير مسبوقة، بسبب ارتفاع التكاليف وتقلص حجم القوى العاملة. مشيرة إلى أن هيفولوشن الخيرية تلتزم التزاماً راسخاً وتكرس جهودها لتحسين صحة الإنسان خلال فترة الشيخوخة؛ إذ تستثمر المؤسسة في قطاع العلوم المتطورة لفهم الأسباب الجذرية للشيخوخة ومعالجتها انطلاقاً من أحقية كل إنسان، مهما كانت ظروفه، أن ينعم بحياة صحية.
وأشارت سمو نائب الرئيس للاستراتيجيات والتطوير إلى أن هيفولوشن قدمت مليون دولار داخل المملكة العربية السعودية لتمويل الدورة الأولى من برنامج المنح الذي أطلقته هيفولوشن بهدف دعم جيل واعد من الباحثين السعوديين في مجال علوم الشيخوخة. ويقدم برنامج التمويل لـ 11 من المستفيدين من مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، ومركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وغيرها من المؤسسات الرائدة لاستكشاف مجالات مثل الميكروبيوم، والعلامات الحيوية للشيخوخة، بالإضافة إلى 1.9 مليون دولار لتمويل برنامج زمالة ما بعد الدكتوراه 2024 التابع لمؤسسة هيفولوشن بهدف تطوير وتنمية قدرات الباحثين السعوديين الجدد في مجال أبحاث الشيخوخة، وتأهيلهم ليكونوا باحثين مبدعين في المستقبل. مبينة أنه سيتم الإعلان عن الفائزين في الدورة الثانية للشركة في شهر فبراير من عام 2025.
من جانبه، قال الدكتور خلدون الرميح الرئيس التنفيذي للعلوم في هيفولوشن أن علم الشيخوخة يعد مجالًا واعداً وجاذباً للاستثمار في قطاع الرعاية الصحية خلال القرن الحادي والعشرين، في ظل الإمكانات الضخمة غير المستغلة في مجال إطالة العمر الصحي. وباعتبار “هيفولوشن” الخيرية مؤسسة غير ربحية تركز على إحداث التأثير الإيجابي، وتوفر المساعدة لجعل تقنيات الصحة الناشئة أكثر سهولة وأقل خطورة بالنسبة للسوق. إذ تعمل على إعادة تعريف علم الشيخوخة باعتباره استثماراً قابلاً للتطبيق، من خلال توفير رأس المال اللازم وتخفيف المخاطر الفنية والسريرية والتنظيمية والاستثمارية الكامنة في قطاع الصحة، وتحفيز التركيز على الوقاية بشكل أكبر؛ إذ يمكن للمؤسسة أن تتحمل حجماً أكبر من المخاطر لإعطاء فرصة للعلاجات الواعدة التي يمكن أن تحسن مجال الشيخوخة على الصعيد العالمي.
وتابع الدكتور الرميح بأن الشركة تمتلك مسيرة حافلة بالإنجازات المؤثرة وترتكز على ثلاثة ركائز رئيسية لتحقيق أثر إيجابي أولاها الشراكات؛ إذ تحرص “هيفولوشن” على توحيد وجهات النظر المتنوعة والتعاون مع المؤسسات العالمية الرائدة مثل الأكاديمية الوطنية الأمريكية للطب، ومعهد باك لأبحاث الشيخوخة، والاتحاد الأمريكي لأبحاث الشيخوخة، والعديد من الجامعات في جميع أنحاء العالم، وإطلاق المبادرات أيضًا التي كان آخرها تقرير “إطالة العمر الصحي العالمي” و”تمكين حياة صحية في السعودية”، بالإضافة إلى تحديد الفجوات ومشاركة الأفكار والرؤى القيمة وتقديم التوصيات العملية، بهدف توجيه الجهود العالمية ومساعدة الأفراد على معرفة مفهوم العمر الصحي للإنسان وجعل فترة الشيخوخة أكثر صحة للجميع، والركيزة الثانية الفعاليات والأحداث إذ تدعم “هيفولوشن” إطلاق ورعاية مجموعة متنوعة من الفعاليات العالمية كالمؤتمرات وورش العمل العلمية، لجمع الخبراء وتعزيز النقاشات العلمية والرؤى المبتكرة بما يسهم في الارتقاء بمجال إطالة العمر الصحي؛ إذ أطلقت “هيفولوشن” العام الماضي النسخة الأولى من “القمة العالمية لإطالة العمر الصحي”، وهو أكبر تجمع في العالم في هذا المجال، بهدف تشجيع البحوث والابتكارات، وتوسيع نطاق ريادة الأعمال، وتحفيز الاستثمارات الذكية، وبناء شراكات قوية لتبادل المعرفة واتخاذ خطوات جدية لتحقيق الأهداف المنشود. وبعد الأصداء الإيجابية للقمة والنجاح الكبير الذي حققته على الصعيد العالمي، تنظم هيفولوشن النسخة الثانية من القمة العالمية لإطالة العمر الصحي في فبراير 2025، والركيزة الثالثة هي التحفيز؛ إذ خصصت هيفولوشن من خلالها نحو 400 مليون دولار (1.5 مليار ريال سعودي) لتمويل الاستثمارات لأكثر من 165 مشروعاً ونحو 200 منحة في جميع أنحاء العالم، بهدف زيادة عدد الباحثين في إطالة العمر الصحي وتسريع العلاجات على مستوى العالم.
الجدير ذكره أن “هيفولوشن” تأسست بموجب أمر ملكي صادر في عام 2018، وتتمثل مهمتها الرئيسية في توجيه النقاشات العالمية نحو إطالة العمر الصحي بدلاً من التركيز على إطالة متوسط عمر الأفراد. وخلال عامين منذ بدء عملها في عام 2021 نجحت في تعزيز وتحفيز وتسريع البحوث المتقدمة في هذا المجال. وتعد أكبر ممول خيري بالعالم في مجال إطالة العمر الصحي.

مقالات مشابهة

  • خالد بن محمد بن زايد: "فن أبوظبي" يرسخ مكانة الإمارة وجهة لبناء جسور الحوار الثقافي والفني
  • غداً ضمن تصفيات ” لونجين” العالمية لقفز الحواجز .. 15 من نخبة فرسان العالم في “نهائي الرياض”
  • “راكز” تشارك بمعرض لندن للمركبات الكهربائية
  • “سوق السفر العربي” 2025 يركز علي سبل تعزيز السياحة المستدامة
  • “مبادلة” و”سافران” الفرنسية تعززان شراكتهما الإستراتيجية
  • “سايبك” يختتم فعالياته معززاً مكانة الإمارات مركزا عالميا للابتكار
  • “مدينة الشارقة للنشر” توفر لعملائها حلولاً وخدمات مصرفية عالمية المستوى بشراكة استراتيجية مع بنك الإمارات دبي الوطني
  • “هيفولوشن الخيرية” تخصص 400 مليون دولار لتعزيز الأبحاث العالمية بمجال إطالة العمر الصحي منذ بدء أعمالها عام 2021
  • ذياب بن محمد بن زايد: ترسيخ مكانة أبوظبي وجهة ثقافية عالمية ملهمة
  • إطلاق مسار تصفير البيروقراطية الحكومية ضمن منصة “جاهز”