الخليج الجديد:
2024-12-26@17:23:56 GMT

رسالة غضب إلى الرئيس بايدن

تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT

رسالة غضب إلى الرئيس بايدن

رسالة غضب إلى الرئيس بايدن

الأسابيع القادمة ستكشف قدرتكم على تدمير حماس، لكن تأكدوا بأنكم تتحركون ضد العدالة وحقوق الإنسان.

حكومة إسرائيل ليست واثقة من النتائج، وكل الاحتمالات غير مؤكدة، في حين تستعد المقاومة لمعركة طويلة.

المرحلة السابقة استنفدت أغراضها. علينا انتظار ما ستسفر عنه خطة السيوف الحديدية مقابل مبادرة طوفان الأقصى.

في هذا المخاض الصعب، قررتم وضع كل بيضكم في سلة واحدة، واستدامة تفوق عسكري لإسرائيل ومساعدتها على تدمير حماس.

الأكيد أن المشهد غدا سيكون مختلفا، وأن المنطقة دخلت في منعطف تاريخي جديد، تختلط فيه المشاعر وتتصادم فيه الإرادات والأجندات.

رغم أن عدد ضحايا القصف العشوائي للغزيين الأبرياء تجاوز 7 آلاف شهيد، 40% منهم أطفال، لم تجرؤوا على مطالبة حليفكم الحميم نتنياهو بوقف إطلاق النار.

أصرت إدارتكم على ربط تمكين أهل غزة من الماء والغذاء والدواء والوقود باستسلام المقاتلين رغم أن القانون الدولي يعتبر حرمان المدنيين منها جريمة حرب.

تبنيتم كذبة قطع عناصر حماس لرؤوس الأطفال، وادعيتم رؤية الصور الدالة على ذلك، ورغم تراجع إدارتك عن الرواية السخيفة تمسكتم بتكرارها، وأصررتم أن إسرائيل ضحية والمقاومة معتدية.

* * *

السيد الرئيس، هذه رسالة من مواطن تونسي احترف الكتابة منذ أكثر من نصف قرن، وانخرط في حركة حقوق الإنسان، وتوفرت له الفرصة لزيارة بلادكم في أكثر من مناسبة، وكنت أدرك خلفيات الانحياز الأمريكي إلى الكيان الصهيوني، لكني مع ذلك تابعت بدهشة وغضب تصريحاتكم ومواقفكم منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى".

لقد تصرفتم بشكل مشين ومستفز. من شأنكم كرئيس للولايات المتحدة أن تتضامنوا مع الدولة العبرية، وقد سبق منذ فترة طويلة أن صرحتم بأنه لو لم تكن إسرائيل موجودة لوجب اختراعها، لكن احترموا عقولنا ولا تعتبر الآخرين بمن فيهم مواطنوك أغبياء لا يفقهون.

تبنيتم كذبة قطع عناصر حماس لرؤوس الأطفال، وادعيتم بأنكم رأيتم الصور الدالة على ذلك، ورغم تراجع إدارتك عن هذه الرواية الإسرائيلية السخيفة تمسكتم بتكرارها، كما واصلت القول بأن إسرائيل هي الضحية والمقاومة هي المعتدية.

وعندما قُصف مستشفى المعمداني، ادعيتم بأن الطرف الإسرائيلي بريء من هذه المجزرة، وأن مرتكبيها هم "الآخرون"، أي حماس، رغم أن الجميع يعلمون بمن فيهم صحفيون إسرائيليون بأن الجيش هو الذي ارتكب عن سبق إصرار هذه الجريمة البشعة.

ورغم أن الأغلبية الساحقة من شعوب الأرض تطالب بتمكين سكان غزة من الماء والطعام والدواء والبنزين، أصرت إدارتكم على ربط ذلك باستسلام المقاتلين، رغم أن القانون الدولي يعتبر حرمان المدنيين من هذه الحقوق الأساسية جريمة حرب.

ورغم أن عدد ضحايا القصف العشوائي للغزاويين الأبرياء تجاوز 7 آلاف شهيد، 40% منهم أطفال، لم تجرؤوا على مطالبة صديقكم الحميم نتنياهو بوقف إطلاق النار، وتمسكتم بالقول؛ إن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها! ولم تعدلوا نسبيا موقفكم إلا بعد استفحال القتل في الأبرياء.

تأكد أيها الرئيس أن هذه العنجهية من شأنها أن تؤدي بدولة قوية مثل أمريكا إلى الضعف والعزلة، وأن تدفع بأغلب الشعوب نحو كراهية دولتكم، والتمرد على نظام دولي تتحكمون في كثير من مفاصله بإدارة تحمل كل هذا السوء، وتعادي قيم العدالة وحقوق الإنسان والقيم الدينية والإنسانية بهذه الطريقة.

وبما أن داخل أمريكا هناك عقلاء وأصحاب ضمائر حية، اضطر بعضهم إلى معارضة هذا المنهج العاطل والمخيف الذي اعتمدتموه.

فحالة الإحباط التي اتسعت رقعتها داخل وزارة خارجيتكم، بسبب إهمال "نصائح خبرائكم" وإصراركم على دعم العملية العسكرية الواسعة في غزة. ومن غير المستبعد أن تتوالى هذه الاستقالات لأن سياستكم تراجعت على "المستوى الأخلاقي" كما ورد في استقالة جوش بول بسبب قبول دعم بلاده للمجهود الحربي الإسرائيلي. وانتقل هذا التمرد إلى موظفي الكونغرس الذين طالبوا بوقف القصف في غزة.

تفاءل الكثيرون بفوزكم في الانتخابات الرئاسية الأخيرة؛ نظرا لكون منافسكم ترامب كان أشبه بالثور الإسباني في حالة هيجان قصوى، وعلق الكثيرون آمالا واسعة عليكم نظرا للشعارات التي رفعتموها من أجل دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان في العالم، خاصة في المنطقة العربية.

لكن مع هذا الاختبار القاسي، تجدون نفسكم وجها لوجه أمام الأمم المتحدة ومختلف منظمات حقوق الإنسان الدولية، وقد تصبح الشخصية المنبوذة أكثر في العالم إلى جانب مجرم حرب نتنياهو.

لا تنس كونكم أعطيتم الأوامر لإجهاض مشروع قرار كان سيصدر عن مجلس الأمن، يسمح بهدنة إنسانية مؤقتة لتقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة!

يمكن أن يتجاهل الرئيس الأمريكي كل هذه الأطراف المناهضة لسياسته، لكن في المقابل كيف يفسرون موقف عشرات الآلاف من اليهود الأمريكيين بمن فيهم أعضاء من المجلس القومي اليهودي الذين نزلوا إلى الشوارع، ونددوا بما يجري في غزة بكل شجاعة، خاصة عندما اندفع المئات منهم واقتحموا مبنى الكونغرس واعتصموا فيه؛ محاولة منهم للضغط عليكم من أجل إيقاف المجزرة؟

قد يكون ما قمتم به جزءا من التكتيك الانتخابي بنية الحصول على دعم اللوبي اليهودي الراديكالي، ووقوف الحركة الصهيونية إلى جانبكم في السباق المحموم من أجل ضمان دورة ثانية، لكن الانقسام أصبح واضحا داخل الرأي العام الأمريكي، حيث بيّنت استطلاعات الرأي تراجع شعبيتكم، وأن أغلبية الأمريكيين ليست مع الحرب، وليست مع منح إسرائيل مزيدا من الدعم.

الأحداث الجارية أكبر بكثير من الحسابات الانتخابية الأمريكية. هناك سعي من طرفي النزاع لإعادة تشكيل معادلات جديدة. نتنياهو وحلفاؤه وفي مقدمتهم البيت الأبيض، يحلمون بشرق أوسط جديد خال من فلسطين.

في المقابل المقاومة تعمل على كسر هذا الطوق الحديدي المضروب حول الفلسطينيين. قد تؤدي هذه الحرب إلى إعادة تشكيل خارطة مختلفة، تسمح بتحالفات أخرى ورهانات أكبر.

المرحلة السابقة استنفدت أغراضها. علينا انتظار ما ستسفر عنه خطة السيوف الحديدية مقابل مبادرة غضب الأقصى، فالحكومة الإسرائيلية ليست واثقة من النتائج، وكل الاحتمالات غير مؤكدة، في حين تستعد المقاومة لمعركة طويلة.

الأكيد أن المشهد غدا سيكون مختلفا، وأن المنطقة دخلت في منعطف تاريخي جديد، تختلط فيه المشاعر وتتصادم فيه الإرادات والأجندات. الأكيد أيضا أن إسرائيل لم تعد تتحكم وحدها في الأحداث وفي الميدان، رغم قدرتها العالية على الانتقام.

أما ما يسمى السلطة الوطنية الفلسطينية، فقد أصبحت جزءا من الماضي. في هذا المخاض الجديد والصعب، قررتم أيها الرئيس وضع كل بيضكم في سلة واحدة، والحفاظ على التفوق العسكري لإسرائيل من خلال مساعدتها على تدمير حماس. الأسابيع القادمة ستكشف مدى قدرتكم على إنجاز ذلك، لكن تأكدوا بأنكم تتحركون مرة أخرى ضد العدالة وحقوق الإنسان.

*صلاح الدين الجورشي كاتب وناشط في المجتمع المدني

المصدر | عربي21

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل أمريكا فلسطين المجزرة غزة بايدن وقف إطلاق النار وحقوق الإنسان رغم أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

التنسيقية: العفو عن 54 من أبناء سيناء يعكس حرص الرئيس على تعزيز حقوق الإنسان

ثمنت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعفو الرئاسي عن أربعة وخمسين من المحكوم عليهم من أبناء سيناء، والذي جاء إعمالًا لصلاحيات الرئيس الدستورية واستجابةً لطلب نواب ومشايخ وعواقل رفح والشيخ زويد بمحافظة شمال سيناء، وتقديرا للدور التاريخي لأبناء سيناء في جهود مكافحة الارهاب وتحقيق التنمية والاستقرار.


وأشادت التنسيقية بهذا القرار الإنساني، مؤكدة أنه يعكس حرص الرئيس السيسي على دعم وتعزيز حقوق الإنسان والانحياز للمواطن، والحرص على استقرار أوضاع المواطنين وتفعيل الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان على أرض الواقع، واتساقا مع مبادىء الجمهورية الجديدة التي تتسع للجميع.

وأكدت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين أن هذا القرار يعكس تقدير القيادة السياسية لأهالي سيناء الحبيبة ودورهم التاريخي في مساندة ودعم الدولة المصرية وأمنها واستقرارها وفي دعم جهود الدولة في مكافحة ومحاربة الإرهاب، كما يأتي هذا القرار استمراراً لقرارات العفو الرئاسي والإفراج عن بعض المسجونين سواء المحكوم عليهم في قضايا أو المحبوسين احتياطياً، والحرص على إعادة دمجهم في المجتمع والحياة العامة، كما يعكس القرار اهتمام الرئيس بالظروف الإنسانية للمحكوم عليهم في القضايا المختلفة.

كما ثمنت النائبة الدكتورة نيفين حمدي عضو لجنة الشؤون الأفريقية بمجلس النواب، عضو الهيئة البرلمانية عن حزب حماة الوطن، توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، باتخاذ الإجراءات القانونية نحو إصدار قرار بعفو رئاسي، عن أربعة وخمسين من المحكوم عليهم من أبناء سيناء، مؤكدة أن الرئيس استخدم سلطاته الدستورية في إصدار قراراً جمهوريآ بالعفو عنهم .  


واكدت عضو لجنة الشؤون الأفريقية بمجلس النواب، في بيان لها، اليوم ، أن قرار االرئيس السيسي جاء إعمالًا لصلاحيات سيادته الدستورية، تقديرا للدور التاريخي لأبناء سيناء في جهود مكافحة الارهاب وتحقيق التنمية والاستقرار، لافته الي إن الرئيس حريص كل الحرص علي الاهتمام  بالظروف الإنسانية والصحية والاجتماعية للمحكوم عليهم في القضايا المختلفة.



وأشارت عضو الهيئة البرلمانية عن حزب حماة الوطن، الي أن القيادة السياسية الرشيدة  تولي ملف حقوق الإنسان أهمية بالغة، والتي تعد من مكتسبات الجمهورية الجديدة ، مقترحة سرعة دمج وتأهيل الشباب المفرج عنهم وإعادتهم إلي حياتهم الطبيعية سواء من أصحاب الوظائف از المهن الحرة أو الدارسين وضمان انخراطهم في المجتمع لكي يشاركوا في عملية البناء والتنمية.

وقالت نيفين حمدي، إن الجمهورية الجديدة تولي اهتمامًا غير مسبوق بملف حقوق الإنسان، وقطعت شوطًا كبيرًا في عملية الاستقرار الاجتماعي، مشيرة إلى أن الدولة المصرية ماضية في تطبيق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان في ضوء ما يكفله الدستور والقانون، فضلا عن  توفير مناخ إيجابي يتناسب مع حالة الحوار الوطني وتنقيذ توصياته.
 

واختتمت نيفين حمدي بيانها بتوجيه الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي وكافة الجهات المعنية لحرصهم الشديد علي ادخال الفرحة والبهجة في بيوت وأسر اهالي المفرج عنهم ، منوهة إلى أن تلك القرارات تؤكد حرص الرئيس على مستقبل أبناء مصر واهتمامه بتوفير الحياة الكريمة لهم ولذويهم.

مقالات مشابهة

  • تتصل بالعلاقات الثنائية.. خادم الحرمين يتلقى رسالة خطية من الرئيس الروسي
  • خبراء: نتنياهو يراوغ بين إدارتي بايدن وترامب لتحقيق وثيقة استسلام من حماس
  • الرئيس الإسرائيلي: المحتجزون في خطر
  • عربية النواب: العفو عن 54 من السيناوية تقدير من الرئيس لأهالى سيناء
  • وزير الاتصال يسلّم رسالة خطية من الرئيس تبون إلى نظيره السنغالي
  • WP: تحول مواقف الأمريكيين تجاه إسرائيل شهد فورة في عهد بايدن
  • التنسيقية: العفو عن 54 من أبناء سيناء يعكس حرص الرئيس على تعزيز حقوق الإنسان
  • الراعي في رسالة الميلاد: نتطلّع بتفاؤل الى يوم انتخاب الرئيس بعد فراغ مخزٍٍ
  • مفتي الجمهورية يوجه رسالة لـ الرئيس السيسي: سِر على بركة الله
  • الرئيس الأمريكي جو بايدن يخفف أحكام إعدام صادرة بحق 37 سجينا