التمييز ضد السود: ألمانيا الأسوأ بين 13 دولة أوربية
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
سلطت تظاهرات "حياة السود مهمة" الضوء أيضا في ألمانيا على التمييز ضد ذوي البشرة الداكنة فيها
خلصت دراسة أجرتها وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الاساسية الأربعاء (25 أكتوبر/تشرين الأول 2023) بشأن التمييز ضد أصحاب البشرة الداكنة في 13 دولة أوروبية، إلى أن ألمانيا كانت الأسوأ في الكثير من المجالات. وقال نحو 76% من المشاركين في ألمانيا إنهم تعرضوا لتمييز خلال الخمسة أعوام الماضية بسبب لون بشرتهم وأصلهم وديانتهم.
وهذه أعلى نسبة بين الـ13 دولة أوروبية، التي جرى استطلاع آراء ذوي الأصول الأفريقية بها بشأن التمييز والعنصرية.
وأشارت الدراسة إلى أنّ النمسا، التي يقع بها مقر الوكالة، سجلت نتيجة سيئة أيضا، وقال 72 بالمئة من المشاركين إنهم تعرضوا لتمييز.
وأشارت الدراسة إلى أن ألمانيا جاءت في المرتبة الأولى عندما يتعلق الأمر بالاعتداءات ذات الدوافع العنصرية، حيث قال 54% من المشاركين إنهم تعرضوا للمضايقة- فيما تعد أعلى نسبة بين الدول الـ13 المشاركة في الدراسة.
وقال أكثر من نصف أصحاب البشرة الداكنة في ألمانيا إنهم شعروا بالتمييز ضدهم لدى سعيهم للحصول على فرصة عمل. وأوضحت الدراسة أن نحو 40% من الطلاب من هذه الفئة في المدارس الألمانية يتعرضون لإهانات أو تهديدات عنصرية، مثلما يحدث في إيرلندا وفنلندا والنمسا.
التمييز في بولندا والسويد هو الأدنى
نتائج الدراسة أشارت إلى تعرض نحو 45% من بين مجموع المشاركين في الدراسة وعددهم أكثر من 6700 للتمييز العنصري خلال الأعوام الأخيرة. وهذه تمثل زيادة بواقع ست نقاط مئوية مقارنة بالدراسة السابقة في عام 2016.
وأتت فنلندا في المركز الثالث حسب نتائج الدراسة بنسبة 63%. وتظهر الدراسة أدنى قيم المسح خلال السنوات الخمس الماضية لبولندا (20 بالمئة) والسويد (25 بالمئة).
وأجرت وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية المسوحات في الفترة ما بين أكتوبر 2021 وأكتوبر 2022 في بلجيكا والدنمارك وألمانيا وفنلندا وفرنسا وأيرلندا وإيطاليا ولوكسمبورغ والنمسا وبولندا والبرتغال والسويد وإسبانيا.
العنصرية في أماكن العملالتمييز الصريح بسبب لون بشرتهم
وشعر 38% ممن شملهم الاستطلاع بالتمييز الصريح ضدهم بسبب لون بشرتهم، تليها خلفيتهم العرقية أو وضعهم كمهاجرين (30%)، ومن ثم الدين (6%).
وبالنظر إلى الأشهر الاثني عشر الماضية وحدها، ذكر 29 في المائة من جميع المشاركين في الدراسة أنهم كانوا هدفا لهجمات تمييزية أو عنصرية من ثلاث إلى خمس مرات خلال هذه الفترة.
وأبلغ 23 في المائة عن حادثتين خلال عام واحد، وقال 19 في المائة إنهم تعرضوا للتمييز مرة واحدة. وأفاد 16% ممن شملهم الاستطلاع عن ستة حوادث أو أكثر، وشعر 11% بالتمييز "المستمر" ضدهم في الحياة اليومية.
مظاهرة ضد العنصرية في ألمانيا
تمييز عند البحث عن وظيفة أو سكن
ويعاني السود بصورة خاصة عند البحث عن عمل أو سكن، وقال 34 بالمئة من المشاركين في الدراسة إنهم شعروا بالتمييز ضدهم عند البحث عن وظيفة. وتحدث 31 بالمئة منهم عن حصول تمييز ضدهم في أماكن العمل. وشعر نفس العدد من المشاركين في الدراسة بالتمييز عند البحث عن شقة في السنوات الخمس الماضية.
وفي ألمانيا، بلغت نسبة السود الذين قالوا إنهم تعرضوا للتمييز عندما بحثوا عن وظيفة في غضون خمس سنوات، نسبة عالية تصل إلى 56%. وهنا فقط النمسا لديها قيمة أعلى ووصلت إلى 59 بالمائة. وعندما يتعلق الأمر بالبحث عن سكن، تحدث 74% من المشاركين في ألمانيا عن تجارب تمييزية.
الدعوة لبذل المزيد من الجهود في مكافحة العنصرية
من جانبه، وصف مدير وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الاساسية ميشيل أوفلاهرتي، نتائج الدراسة بـ"الصادمة". وقال إن "الأشخاص المنحدرين من أصل أفريقي يتعرضون للتمييز بشكل متزايد لمجرد لون بشرتهم"، محذرا من أن "العنصرية والتمييز يجب ألا يكون لهما مكان في مجتمعاتنا".
ودعا أوفلاهرتي الدول الأوروبية لجمع مزيد من المعلومات الدقيقة بشأن الحوادث ذات الدوافع التمييزية وفرض عقوبات أكثر صرامة على مثل هذه الجرائم العنصرية.
ز.أ.ب/ (د ب أ، أ ر د)
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: حياة السود مهمة ألمانيا التمييز في ألمانيا حقوق الإنسان في أوروبا أصحاب البشرة الداكنة حياة السود مهمة ألمانيا التمييز في ألمانيا حقوق الإنسان في أوروبا أصحاب البشرة الداكنة المشارکین فی الدراسة من المشارکین فی التمییز ضد فی ألمانیا بالمئة من
إقرأ أيضاً:
رسالة البابا فرنسيس إلى المشاركين بمؤتمر الدعوات الوطني في إسبانيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وجّه قداسة البابا فرنسيس رسالة اليوم إلى المشاركين بمناسبة مؤتمر الدعوات الوطني الذي يعقد في مدريد، من ٧ وحتى ٩ فبراير ٢٠٢٥ تحت عنوان "لمن أنا؟ جماعة المدعوين للرسالة"، كتب فيها أيها الإخوة والأخوات الأعزاء: أود أن أتحد معكم في الاحتفال بهذا المؤتمر الوطني للدعوات الذي اخترتم عنوانه: "لمن أنا؟ جماعة المدعوين للرسالة"، شاكراً جميع الذين يعملون من أجل الدعوات في الأراضي الحبيبة في إسبانيا. في المقام الأول، الذين يقومون بهذه المهمة التي يرسلهم إليها أساقفتهم أو رؤسائهم، سواء كانوا يعملون في مراكز التنشئة أو لمجرد مرافقة الشباب.
وكذلك الذين، من خلال مثال حياتهم، يجعلون مرئيًا - وأجرؤ على القول - معديًا التفاني السخي والواثق في المشروع الذي يحمله الله لكل واحد منا. بدون أن أنسى هنا الذين بصلاتهم وتضحياتهم ينالون من الله نِعَمًا وفيرة لكي نكون نحن الرعاة والخراف، معلمين وتلاميذ، على مثال قلب المسيح.
وتابع البابا فرنسيس: "لقد سرّني أن شعار المؤتمر يأخذ كلمات الإرشاد الرسولي لما بعد السينودس " Christus vivit ". تقول لنا الوثيقة: "غالبًا ما نضيع الوقت في الحياة ونحن نسأل أنفسنا: "ولكن من أنا؟"، بدون أن نصل إلى السؤال الأساسي: "لمن أنا؟". أنت لله، بلا شك".
ولكنّه أرادك أيضًا أن تكون للآخرين، وقد وضع فيك العديد من الصفات والميول والعطايا والمواهب التي ليست لك بل للآخرين". عندما أعدت قراءة هذه الكلمات، تذكرت مشهد الشاب الغني الذي يسأل الرب ماذا عليه أن يفعل لكي ينال الحياة الأبدية.
وأوضح: “في جوابه يجعلنا الرب نرى، بأسلوب تربوي لطيف، أن الخير الذي نطمح إليه لا يتحقق بتلبية المتطلبات وبلوغ الأهداف، وحتى لو حاولنا القيام بكل هذا منذ شبابنا، فسينقصنا دائمًا شيء بسيط جدًا، وهو عطية بذل الذات بالكامل، أي اتباع يسوع في اختبار المحبة الأعظم”.
وأردف: "هذا ما يطلبه الرب من الشاب الغني: "اذهب فبع ما تملك وأعطه للفقراء، فيكون لك كنز في السماء، وتعال فاتبعني". قد يبدو أن مثل هذه الدعوة تشير فقط إلى نوع من الدعوة المحددة، فقط للذين يشعرون بأنهم مدعوون إلى اعتناق جذرية الفقر الإنجيلي. لكن هذا ليس صحيحًا، يمكننا أن نسمعها موجهة إلى كل واحد منا. نحن جميعًا وكلاء على مواهب النعمة والطبيعة التي وهبنا الرب إياها، وعلينا أن نضع مواهبنا في البنوك ونأخذ فوائدها، وأن نبيع خيورنا، لكي تصل ثمارها إلى الآخرين".
تابع يقول لنفكر في ظاهرة القطرة الباردة التي ضربت عدة مناطق في إسبانيا في نهاية تشرين الأول أكتوبر. إنه وضع يسائلنا بشكل عميق، ويُحيي فينا فكرة "لمن أنا". كم من شهادات الشجاعة والتضامن قد ظهرت، حيث أصبح واضحًا أن ما نملكه وما نحن عليه له هدف محدد: الآخرون. وعندما لا يكون الأمر كذلك، تظهر بوضوح مرارة الواقع وصرخة الأرض والله اللذين يذكراننا: "ألم تكن أنت المسؤول عن أخيك؟". ولكن على العكس، لأن كل ما سنكون قادرين على أن نعطيه سنجده كجواهر ثمينة مغروسة في أحشاء رحمة قلبه الإلهي.
أضاف يقول من المثير للاهتمام أن الشاب الغني في الإنجيل لم يسأل إلى من يرسله يسوع، ولم يهتم بما سيفعل أو كيف سيتصرف معهم؛ بل كان منشغلاً بأملاكه، بما يملك، بما أنجزه، وما يطمح لتحقيقه، حتى وإن بدا أنه يسعى للحياة الأبدية. لقد كان عالمه يدور حوله وهذا الأمر لم يكن يُرضِيه، بل على العكس، فعلى الرغم من أنّه كان يملك الكثير، ابتعد حزينًا لأنه لم يكن قادرًا على أن يقوم بخطوة العطاء. لم يعرف كيف يستثمر في العمل الأساسي الذي دعاه الله إليه. كم يختلف هذا عن شهادة هؤلاء الشباب الذين رأيناهم في كارثة ظاهرة القطرة الباردة، وفي استقبال المهاجرين أو أثناء ثوران بركان "لا بالما"، حيث كانوا أول من بادر إلى العمل.
تابع يقول لنقتدِ بهذا المثال في تمييز دعوتنا الخاصة لكي ندرك قيمة الخيرات الروحية أو المادية التي دُعينا لتدبيرها. مثل الوكيل الخائن في المثل الذي يخبرنا عنه القديس لوقا، لا "نبدِّدنها" ونستخدمها لكي نبعد الآخرين عنا وعن الله، وإنما لنسعى لكي نكون قادرين على أن نقول إنَّ ليس علينا لأحد دين إلا محبة بعضنا البعض. وكما فعل الوكيل في المثل: "كم عليك لسيدي؟ - إليك صكُّك"، لتكن هذه الخيور للجمع وليس للتفريق. لا نعتقدنَّ بأن ما لدينا ليس كافيًا، فبطرس ويوحنا لم يكن لديهما "ذهب أو فضة"، ولكنّهما بعد أن نالا الروح القدس، سعيا لكي يدركا حاجة الفقير المُقعَد عند باب الهيكل، لا بل تجاوزا توقعاته. فهما لم يعطياه المال، بل دعواه لكي ينظر إليهما، لكي يرى مثال فقرهما، وبعد أن لفتا انتباهه طلبا منه أن ينهض. ويوضح بطرس للجميع أنَّ يسوع هو الذي صنع المعجزة.
وفي سياق آخر، نجد فيليبس يلتقي بالخازن الملكيّ، الذي على الرغم من مجيئه إلى الهيكل لكي يعبد الإله الحقيقي وإلمامه بالكتب المقدسة، إلا أنه لم يكن قادرًا على فهم سر الصليب الذي يرويه النبي أشعيا في سرده لقصة عبد يهوه. وكما حدث مع بطرس، تمكن فيليبس، إذ حرّكه الروح القدس، من أن يرى حاجة الآخر ويعلن له يسوع، من خلال الكلمة والأسرار المقدسة، متجاوزًا توقعاته ومجيبًا على فقر ليس ماديًا بل روحيًا.