موقع 24:
2024-07-07@00:38:48 GMT

هل ينجح المخطط الإيراني في غزة؟

تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT

هل ينجح المخطط الإيراني في غزة؟

الموقف الأمريكي يصعب تفسيره بمعزل عن وجود رغبة لدى واشنطن، في تفادي الاعتراف بتورط إيران بحيث تصبح مطالبة بالرد أو على الأقل منح إسرائيل ضوءاً أخضر للرد، وتوفير حماية عسكرية لها.

ثمة هدف إستراتيجي إيراني يتمثل في إرباك حسابات حكومة نتانياهو

في ظل الشواهد والمؤشرات القوية التي تربط النظام الإيراني بالهجوم الدموي الذي شنته حركة حماس ضد إسرائيل، والذي جر على سكان غزة الويلات والموت، فإن تحليل المشهد برمته يشير إلى أن طهران تسعى إلى تفجير الوضع الإقليمي بأكمله لإنهاء التوجه المتزايد والمتسارع نحو توقيع اتفاقات سلام بين إسرائيل وجيرانها العرب ودول إسلامية أخرى، أو على أقل التقديرات تجميد هذا المسار وإيقافه ولو مرحلياً، بحيث يصبح من الصعب للغاية على أي دولة عربية أن تتخذ قراراً بشأن توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل.

وأعتقد أن رغبة النظام الإيراني في تحقيق هذا الهدف قد تزايدت في ظل تزايد احتمالات توقيع اتفاق سلام بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، والأمر هنا لا يقتصر على محاولة نسف هذا التوجه فقط، ولكنه يصب في مصلحة تحقيق أهداف أخرى حيوية للغاية، ومنها محاولة إنهاء ما تردد بقوة بشأن التفاوض الجاري حول توقيع اتفاق أمني غير مسبوق بين الرياض وواشنطن، وكذلك ما يتعلق بحصول المملكة على دعم تقني أمريكي في مجال التكنولوجيا النووية لتوليد الطاقة الكهربائية، وهو ما يصب في خانة إحداث تحول نوعي كبير في دور المملكة العربية السعودية ومكانتها وترسيخ الشراكة السعودية – الأمريكية، بكل ما يعنيه ذلك من توابع إستراتيجية طالما سعى النظام الإيراني لإنهائها، ولا سيما ما يتعلق بتفكيك علاقات الشراكة الإستراتيجية التقليدية بين واشنطن وحلفائها الخليجيين.

ثمة هدف إستراتيجي إيراني مهم آخر يتمثل في إرباك حسابات الحكومة اليمينية الإسرائيلية وإجبارها على تغيير تفكيرها الإستراتيجي الخاص الذي يتمحور جزء كبير منه حول استهداف المنشآت النووية الإيرانية ومحاولة إنهاء طموحات إيران على هذا الصعيد باعتبارها التهديد الأخطر الذي يواجه أمن إسرائيل.. وقد تلاقى الطرفان "الحمساوي" والإيراني إذاً على محاولة تغيير قواعد اللعبة والمعادلات الأمنية القائمة، حيث تصورت حركة حماس أن هناك أيضاً فرصة لحلحلة القضية وإجبار إسرائيل على الجلوس على مائدة التفاوض.

الواقع الآن يقول إن إيران قد نجحت عبر الذراع "الحمساوي" في الاقتراب من تحقيق هدفها، حيث توترت الأجواء إقليمياً وعالمياً بشكل غير مسبوق منذ سنوات بل وعقود، وعاد الحديث عن العداء مع إسرائيل إلى واجهة النقاش العربي والإسلامي، وتراجعت فرص مواصلة مسيرة السلام العربي – الإسرائيلي حتى إشعار آخر، وبالتالي فإن النظام الإيراني قد نجح في تحقيق جانب مهم من أهدافه، وهذا هو أخطر ما في الموضوع برمته، إذ يمكن أن يقود الاستسلام لفكرة التغيير الإيراني إلى واقع شرق أوسطي تسيطر عليه تنظيمات الإرهاب والتطرف التي ترعاها وتمولها إيران، خصماً من رصيد الدولة الوطنية والجهود التي بذلت على مدى سنوات طويلة من أجل تغيير ثقافة العنف وإحلال ثقافة التعايش والتسامح والانفتاح.

المسألة لا تقتصر هنا على الشق الأمني والعسكري وحتى السياسي، بل تطال مصالح الدول والشعوب والاستثمارات والخطط الاقتصادية التي بات تنفيذها في مواجهة تحدّ يصعب تجاهله، وحيث لا يمكن القبول بأن تتحكم إيران في ممرات ومشروعات التعاون الاقتصادي بين دول المنطقة، أو ترسم مستقبل هذه المنطقة وفق ما يتراءى لقادتها ويتماشى مع تصوراتهم الأيديولوجية الطائفية الضيقة، كما لا يمكن القبول بفكرة تحكم الميليشيات الموالية لإيران في مصير المنطقة ودولها، خصوصاً أن نجاح هذا السيناريو الكارثي يعني أن لنا أن نتوقع تكاثراً فطرياً لهذه الميليشيات خلال المرحلة المقبلة وهو ما نراه يحصل الآن فعلياً.

لا خيارات أمام دول المنطقة لتفادي تداعيات المخطط الإيراني في المنطقة سوى التعاون والتنسيق من أجل تجاوز هذا المأزق، لأن البديل هو نجاح إيران في الوقيعة بين هذه الأطراف جميعاً ووضعها في حال صدام كارثي مباشر وحرب، سواء من خلال أفكار مثل إجبار سكان غزة على الانتقال إلى داخل مصر، بكل ما يعنيه ذلك من تأثيرات عميقة على العلاقات الإسرائيلية – المصرية، أو تحويل الحدود المصرية – الإسرائيلية إلى مفرخة جديدة للإرهاب الذي لن تقتصر تأثيراته على إسرائيل بل تشمل مصر نفسها والأردن وغيرهما، فضلاً عن إمكانية تحول هذه المنطقة إلى نقطة جذب جديدة للعناصر الإرهابية وإنعاش أنشطة الإرهاب بعد كل الجهد الذي بذلته دول المنطقة والقوى الدولية في مكافحة هذه الآفة.

السؤال الأهم هنا: إذا كان هذا السيناريو الإيراني والمعلومات الداعمة له لا تخفى على إسرائيل والولايات المتحدة على الرغم من محاولات النفي الأمريكية لوجود أي معلومات داعمة له وعلى الرغم من أن واشنطن لا تترك فرصة غالباً إلا وتكيل الاتهامات لإيران سواء وجدت ما يؤيد كلامها من الأدلة أم لا فهل تفلت إيران بجريمتها هذه المرة أيضاً؟ الجواب بالتأكيد مرهون بحسابات إسرائيل والولايات المتحدة، ولكننا نلاحظ أن مثل هذا الموقف الأمريكي يصعب تفسيره بمعزل عن وجود رغبة أمريكية دفينة في تفادي الاعتراف علناً بتورط إيران وبحيث تصبح مطالبة بالرد عليها أو على الأقل منح إسرائيل ضوءاً أخضر للرد وتوفير حماية عسكرية لها.

وهنا نلاحظ أن الولايات المتحدة ترددت أو امتنعت عن توجيه اتهامات لإيران عقب قيام الأخيرة باستهداف حلفاء واشنطن وشركائها مرات عدة، إذ تكرر ذلك من قبل في عمليات استهداف المنشآت النفطية السعودية والإماراتية، وكانت الأسباب الأمريكية ذاتها تقف وراء الصمت أو التردد أو إنكار وجود معلومات حول تورط إيراني محتمل في هذه الهجمات.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل إيران النظام الإیرانی

إقرأ أيضاً:

انطلاق الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في إيران

طهران (زمان التركية) – يتوجه الإيرانيون إلى صناديق الاقتراع صباح اليوم في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية المبكرة بعد فشل المرشحين بتحقيق النسبة المطلوبة من الأصوات في الجولة الأولى.

وأدلى المرشد الإيراني علي خامنئي بصوته في الانتخابات وقال: “هو يوم مهم للشعب ونأمل أن تكون المشاركة واسعة من أجل حسم الانتخابات وتحديد هوية الرئيس الإيراني”.

وتنطلق بذلك الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية الـ14 المبكرة في البلاد، وأفاد مراسل وكالة “سبوتنيك” بأنه بدأت في الساعة الـ8 صباحا بالتوقيت المحلي، ومن المقرر استمرار عملية اقتراع اليوم حتى الثانية عشر من مساء اليوم في حال تم تمديدها.

وفي 29 يونيو الماضي، أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية التوجه نحو جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية، بعدما فشل المرشحون بتحقيق نسبة 50% وما فوق من أصوات المقترعين في الجولة الأولى.

ويتنافس في الجولة الثانية اليوم 5 يوليو، المرشحان: مسعود بزشكيان وسعيد جليلي اللذين تصدرا السباق الانتخابي في الجولة الأولى منه.

وتشهد إيران انتخابات رئاسية مبكرة أقرتها سلطات الجمهورية بعد مقتل الرئيس إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحية في 19 مايو الماضي.

Tags: إيرانابراهيم رئيسيالانتخابات الرئاسيةالجولة الثانيةانتخاب رئيس إيران

مقالات مشابهة

  • دول الخليج تهنّئ الرئيس الإيراني المنتخب
  • إسرائيل تعلق على فوز مسعود بزشكيان برئاسة إيران
  • من هو الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان؟
  • الإصلاحي مسعود بزشكيان رئيساً لإيران
  • لا تتركوني.. أول تصريح من الرئيس الإيراني بعد فوزه في الانتخابات
  • قفص الرئاسة في إيران
  • الرئيس الباكستاني: نتطلع إلى التعاون مع الرئيس الإيراني الجديد لتعزيز السلام والازدهار في المنطقة
  • مشرع غير ذائع الصيت.. من هو الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان؟
  • انطلاق الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في إيران
  • في تجربة رائدة.. مزارع ينجح في زراعة “هيل” القهوة بمنطقة الباحة