بعد فضيحة جنسية هزت البلاد.. إقالة زوج رئيسة الوزراء الإيطالية السابق من منصبه
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
أعلن الزوج السابق لرئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، الذي انفصلت عنه بعد أن أدلى بتصريحات جنسية بثها التلفزيون، أنه لن يقدم برنامجه بعد الآن، لكنه سيظل رئيس تحريره.
إقرأ المزيد رئيسة الوزراء الإيطالية تعلن الانفصال عن زوجها ووالد ابنتهاوقال الصحفي أندريا جيامبرونو إنه آسف للإحراج والإزعاج الذي سببه سلوكه، مشيرا إلى أنه اتفق مع الشركة على ترك تقديم برنامج "Diario del giorno" لكنه سيواصل ضمان التنسيق التحريري فيه.
وفي وقت سابق، أعلنت ميلوني، 46 عاما، انفصالها عن جيامبرونو، 42 عاما، والد ابنتها البالغة من العمر 7 سنوات، بعد اعترافه في أحاديث سجلت بدون علمه بإقامة علاقة مع امرأة أخرى.
وكتبت ميلوني في رسالة نشرتها على شبكات التواصل الاجتماعي مرفقة بصورة تعود إلى عدة سنوات تظهر فيها مع جيامبرونو وطفلتهما: "علاقتي بأندريا جيامبرونو التي استمرت حوالى 10 سنوات، انتهت (...) لقد تباعدت مساراتنا منذ بعض الوقت وحان الوقت لنأخذ ذلك في الاعتبار".
وأضافت رئيسة الحكومة الإيطالية "أشكره على السنوات الرائعة التي قضيناها معا، وعلى الصعوبات التي واجهناها، وعلى منحي أهم شيء في حياتي: ابنتنا جينيفرا".
ونشرت التصريحات المثيرة للجدل والتي شكلت فضيحة من العيار الثقيل في إيطاليا خلال الأيام القليلة الماضية، في برنامج ساخر لشبكة "كانالي 5"، وهي قناة تابعة لمجموعة "ميدياست" التابعة لعائلة برلوسكوني، وخلقت وضعا محرجا للزعيمة المحافظة المتشددة التي تتولى السلطة منذ سنة وقدمت نفسها خلال حملتها الانتخابية على أنها "أم مسيحية".
La mia relazione con Andrea Giambruno, durata quasi dieci anni, finisce qui. Lo ringrazio per gli anni splendidi che abbiamo trascorso insieme, per le difficoltà che abbiamo attraversato, e per avermi regalato la cosa più importante della mia vita, che è nostra figlia Ginevra.… pic.twitter.com/1IpvfN8MgA
— Giorgia Meloni (@GiorgiaMeloni) October 20, 2023وفي التسجيل الذي تم بثه مساء الخميس، يقول الصحفي لزميلة له: "ما اسمك؟ نحن نعرف بعضنا البعض؟ أين رأيتك من قبل؟ هل كنت سكرانة؟" قبل أن يضيف، "كيف يا عزيزتي؟ تعلمين أنه بيني وبين XXX (تم حجب الاسم) علاقة؟ كل شركة ميدياست تعرف ذلك والآن أنت أيضا. لكننا نبحث عن مشاركة ثالثة. هل تريدين أن تكوني جزءا من فريق العمل الخاص بنا، هل هذا يروق لك؟".
وبعد ظهر يوم الجمعة الماضي، قال ناطق باسم "ميدياست" لوكالة الأنباء الإيطالية "أنسا" إن جيامبرونو قد تم إيقافه عن العمل كمقدم برامج ريثما تنظر المجموعة في تفاصيل الوضع.
المصدر: أ ف ب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: جورجا ميلوني
إقرأ أيضاً:
ما فرص تشكيلة الحكومة الفرنسية الجديدة في تجنب سحب الثقة؟
باريس- بعد 10 أيام من تعيين زعيم الوسط فرانسوا بايرو رئيسا للوزراء خلفا لميشال بارنييه، أفضت المفاوضات بينه وبين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الكشف أخيرا عن تشكيلة الحكومة الجديدة، مساء أمس الاثنين.
وأكد رئيس الوزراء الرابع في عهد ماكرون خلال سنة 2024 وحدها أنه يسعى إلى إنشاء فريق متماسك ومنفتح قدر الإمكان يتكون من شخصيات قادرة على تجنب الرقابة. ومن المقرر أن يعقد أول اجتماع له في الثالث من يناير/كانون الثاني المقبل.
وبينما تستمر المعارضة في التلويح بإسقاط هذه الحكومة كسابقتها، "لأنها لم تحترم نتائج صناديق الاقتراع"، يرى محللون سياسيون أن هذه الفرضية لا تزال غير مستبعدة، وتتوقف بشكل أساسي على الميزانية التي سيتم تقديمها يوم 15 فبراير/شباط المقبل.
رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو (وسط) يحضر اجتماعًا في مركز الأزمات لمتابعة آثار الإعصار شيدو (الفرنسية) حكومة القدماءفي سنه الـ62، عاد رئيس الوزراء السابق مانويل فالس إلى منصب وزير أقاليم ما وراء البحار، وهو ملف شائك وملتهب في الآونة الأخيرة، خاصة في كاليدونيا الجديدة التي تضررت من أعمال الشغب، وجزيرة مايوت التي دمرها إعصار شيدو، وقام ماكرون بزيارتها في الفترة الماضية.
وحسب الترتيب البروتوكولي، فإن الاشتراكي السابق يحتل المرتبة الثالثة في الحكومة، قبل وزير الداخلية برونو ريتايو، ووزير العدل جيرالد دارمانان، وبعد وزيرة الدولة للتعليم إليزابيث بورن، التي شغلت منصب رئيسة الوزراء في السابق.
وتعليقا على هذه التشكيلة الجديدة، ترى فيرجيني مارتن -أستاذة العلوم السياسية وعلم الاجتماع في كلية كيدج للأعمال- أن بايرو حاول الابتعاد عن المفاجآت، وأنشأ فريقا مكونا من شخصيات معروفة في فرنسا، بمن فيها اثنان من رؤساء وزراء سابقين وهما بورن وفالس.
إعلانوأضافت مارتن -في حديث للجزيرة نت- أن هذه الشخصيات المعروفة للفرنسيين، التي تعرف طريقة عمل الحكومة، تجد نفسها أمام التزامات ومسؤوليات ثقيلة، لأن غالبيتها لديها ماضٍ "غير مشرق" للغاية، مثل بورن التي لجأت إلى إقرار قوانينها من خلال المادة 49.3 من الدستور ولاقت معارضة واسعة.
من جانبه، وصف الباحث والمحلل السياسي جيرالد أوليفيه التشكيلة الحكومية بـ"حكومة القدماء"، فهي مكونة من قدامى المحاربين في الحياة السياسية الفرنسية والاشتراكيين السابقين، مثل رئيس الوزراء السابق مانويل فالس والوزير السابق فرانسوا ريبسامين، بيد أنها حكومة لا تختلف كثيرا عن سابقتها، إذ أعيد تعيين ما يقرب من 20 وزيرا.
وفي حديثه للجزيرة نت، أوضح أوليفيه أن هذه الحكومة تم تعيينها للتو قبل عيد الميلاد وستليها عطلة قصيرة، على أن تعود إلى العمل منتصف يناير/كانون الثاني المقبل، مشيرا إلى أن بايرو لن يطلب اقتراحا بالثقة، لأنه يعلم جيدا أنه لن يحصل عليها.
وزيرة التعليم والبحث الفرنسية إليزابيث بورن شغلت منصب رئيسة الوزراء في السابق (الفرنسية) فخ الميزانيةيمكن القول إن "قلعة بيرسي"، ويقصد بها وزارة الاقتصاد والمالية الفرنسية، كانت ضمن الوزارات الأكثر ترقبا بسبب عاصفة الميزانية. وبالتالي، كان الخيار الأمثل منح حقيبة الوزارة لرئيس صندوق الودائع والتحويلات -الذي يعد "ذراع الدولة المسلح"- إريك لومبارد، نظرا لمشواره المهني الطويل في مجال الخدمات المصرفية الاستثمارية والتأمين.
ورغم هذا الاختيار، فلا يستبعد الباحث أوليفيه سقوط هذه الحكومة عاجلا إذا كان هناك بالفعل رفض للميزانية من نواب حزبي التجمع الوطني وفرنسا الأبية، الذين يشكلون الفئة الأكثر عددا داخل البرلمان ويمتلكون القدرة على إسقاطها، كما حدث مع ميشال بارنييه.
وفي سياق متصل، أشار المحلل السياسي إلى أن الاستحالة الفرنسية تتمثل اليوم في هيمنة المتطرفين على المشهد السياسي، تزامنا مع عدم رغبة فتات الوسط بالعمل مع أي من أقصى اليمين أو أقصى اليسار، "لذا، تهدف هذه الحكومة الوسطية إلى عدم إثارة رفض المجموعات المتطرفة، في وقت أصبح فيه الحزب الاشتراكي وحزب الجمهوريين (حزب نيكولا ساركوزي السابق) في وضعية المتخلى عنهما".
إعلانوأضاف "قد نشهد لحظة محورية عند التصويت على الميزانية، فإذا قدم بايرو ميزانية مطابقة لحكومة بارنييه سيتم رفضها، وسنعود إلى المربع الأول، لكن إذا قام ببعض التعديلات فيما يتعلق بمسألة المعاشات التقاعدية أو الضمان الاجتماعي أو الصحة، فقد يعبر إلى بر الأمان، وتصمد حكومته حتى شهر يوليو/تموز المقبل، عندما يُسمح لرئيس الدولة بالدعوة إلى انتخابات تشريعية جديدة".
أما الباحثة في الأحزاب السياسية فيرجيني مارتن، فقد سلطت الضوء على ما سمتها "المفارقة الغريبة وغير المنطقية" بسبب تصريحات عدد من الاقتصاديين المقربين من اليسار، أكدوا فيها أن حجم الدين ليس خطيرا، متسائلة "هل هذا يعني أننا لسنا بحاجة لإدارة الديون والميزانية؟".
وأضافت مارتن "لا أعترف بالضرورة بكفاءة الوزراء الفردية، لكننا اليوم أمام حكومة مختصة على الأقل، وتعرف طريقة عمل الدولة، حتى أنني أصنفها أنها بين الحكومة السياسية والتكنوقراط".
مستقبل ضبابيوفي تحليلها لتركيبة حكومة بايرو، اعتبرت مارين لوبان زعيمة التجمع الوطني في قصر بوربون -في تغريدة لها على منصة إكس- أن هذه "لحظة تقبل سياسي ستنتهي في غضون أشهر قليلة"، وأضافت المرشحة الرئاسية السابقة "أولئك الذين وضعوا البلاد في هذه الحالة لا يستحقون الشفقة، بل يجب أن يُلاموا، يجب عدم دعمهم، بل تجب إقالتهم".
ولم تتأخر رئيسة كتلة حزب "فرنسا الأبية" في الجمعية الوطنية ماتيلد بانو عن انتقاد الحكومة الجديدة، فوصفتها بـ"الحكومة المليئة بالأشخاص المتبرئين من صناديق الاقتراع، الذين ساهموا في إغراق بلدنا بدعم من لوبان والجبهة الوطنية".
كما أكدت -في تغريدة لها على منصة إكس- أن "هذه الحكومة ليس لها سوى مستقبل واحد: الرقابة"، وأضافت "مع سقوط بايرو سيكون الملك ماكرون عاريا، رحيله لا مفر منه".
وتعقيبا على ذلك، يرى الباحث الفرنسي أوليفيه أنها حكومة بدون مستقبل عظيم، وستحاول إدارة وضع مستحيل سياسيا، أي اتباع سياسة بدون أغلبية واضحة.
وأضاف المتحدث أن ماكرون "قام بتحطيم الحياة السياسية عند انتخابه رئيسا عام 2017، وأعاد التكتيك نفسه عام 2022 من خلال توسيع قاعدة الوسط والقضاء على التطرف، لكن إستراتيجيته فشلت ولم تعد تحظى بدعم الناخبين، ولا تتمتع بالأغلبية في البرلمان".
إعلانمن جهتها، لا تعتقد الأستاذة الجامعية فيرجيني أن الجبهة الوطنية مستعدة للهجوم وإطلاق النار كل 5 دقائق، لأن ناخبيها لا يحبون عدم الاستقرار، وثلثهم انتقدوا بشدة تصويت الحزب لقرار الرقابة، كما أن بايرو يتعامل بشكل جيد مع لوبان حتى الآن.
وفي ظل عدم وجود أغلبية واضحة لإسقاط الحكومة، ما لم يجتمع حزبا فرنسا الأبية والجبهة الوطنية معا، ترى مارتن أن فرنسا في مرحلة "يصبح فيها الواقع المرير حقيقة واقعة". وأضافت أن "البلاد تعيش نوعا من الهذيان السياسي مع اختيار قاعدة حكومية قريبة جدا من حكومة رئيس الوزراء السابق ميشال بارنييه، لكن سيكون من الأفضل الحصول على بضعة أشهر من الاستقرار رغم المأزق المؤسسي".