وائل الدحدوح وعائلته.. قصة تقرير لم يكتمل بعد
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
كعادتهم لم يتوان مراسلو الجزيرة في غزة وسائر الأراضي الفلسطينية عن بذل كل الجهد والوقت، وحتى المخاطرة بالأمن الشخصي، من أجل تقديم أفضل تغطية للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ ما يقرب من 3 أسابيع.
وكان من بينهم مراسل الجزيرة في غزة وائل الدحدوح، النجم الأبرز الذي يمكنك مشاهدته على الشاشة صباحا وظهرا ومساء وليلا وهو ينقل للمشاهدين ما يجري، في وقت تراخت فيه وسائل إعلام كبرى عن نقل الحقيقة ناهيك عن تحريفها وتشويهها في بعض الأحيان.
ولأننا كصحفيين في موقع الجزيرة نت لا نتوقف عن متابعة شاشة الجزيرة، فقد كان لافتا وآسرا أن نرى الجهد الكبير الذي يبذله ابن غزة في عرض المأساة التي تحل بالقطاع بسبب القصف الوحشي الذي تشنه قوات الاحتلال ليل نهار.
وقبل أيام اقترح أحد الزملاء في غرفة أخبار الجزيرة نت أن نطلب من أحد مراسلينا في غزة أن يعد تقريرا عن الزميل الدحدوح كنجم أبرز للتغطية الإعلامية يصل الليل بالنهار، ويتحرك من مستشفى قصفه الاحتلال إلى أنقاض منازل دمرها القصف المتواصل.
وبدوري اقترحت أن يسعى الزميل الذي سيعد التقرير إلى التواصل مع الدحدوح وأن يكون من بين الأسئلة التي يطرحها عليه أحوال عائلته وهل يتمكن من قضاء بعض الوقت معهم في ظل هذه الظروف، وما مشاعره كأب ورب أسرة قبل أن يكون مراسلا صحفيا وهو يغطي هذه الأحداث المؤلمة حيث غالبية ضحايا القصف من النساء والأطفال.
ولاقى الاقتراح قبولا، فالمراسل الصحفي إنسان قبل أن يكون صحفيا، والقراء عموما تجذبهم القصص الإنسانية، ولا بد أن لدى الكثير منهم الشغف لمعرفة كيف تسير حياة هؤلاء وأسرهم وهم تحت النار وفي قلب الحدث.
خبر صادم
وبينما كان فريق الجزيرة نت في غزة يحاول تحيّن الفرصة والوقت المناسب لمحاولة التواصل مع الزميل الدحدوح والوقوف على حاله وعائلته، جاء الخبر الصادم، فالاحتلال استهدف عائلته مثلما استهدف آلاف العائلات بالقطاع المحاصر.
وكان الدحدوح على الهواء عندما جاءه الخبر الصادم مساء الأربعاء، حيث كانت عائلته -التي نزحت كغيرها إلى منطقة ظنتها آمنة وفقا لوعود جيش الاحتلال- هدفا للقصف، وانضمت -حتى ذلك المساء- إلى قائمة 6546 شهيدا معظمهم نساء وأطفال حسب بيانات وزارة الصحة في قطاع غزة.
وفقد الدحدوح زوجته آمنة (أم حمزة) وابنه محمود البالغ من العمر 16 عاما، وابنته شام ذات الأعوام الستة، وكذلك حفيده آدم وهو رضيع قدم إلى الدنيا قبل 45 يوما فقط.
وفقد الرجل أسرته رغم أنهم نزحوا إلى مخيم النصيرات، إحدى المناطق التي دعا الجيش الإسرائيلي سكان غزة للتوجه إليها، لكن قصف جنود الاحتلال لحق بهم هناك، ليؤكد مجددا أنه لا يوجد مكان آمن بالقطاع المحاصر الذي يرزح تحت القصف منذ 20 يوما.
ولذلك لم يكن غريبا أن يختلط الحزن بالسخرية المريرة في حديث مراسل الجزيرة المكلوم وهو يربط بين استهداف الأطفال والنساء في منطقة آمنة، وبين وصف جيش الاحتلال لنفسه بأنه جيش أخلاقي.
وبينما كان الدحدوح يغالب دموعه، حرص على القول إنها دموع إنسانية لا دموع جبن وانهيار، قبل أن يضيف "فليخسأ الاحتلال".
سجن ومنع
الدحدوح كشأن كل الفلسطينيين عانى الكثير بسبب الاحتلال الإسرائيلي، فقد قضى في سجونه 7 أعوام من عمره بعدما تم اعتقاله عام 1988 بسبب مشاركته في الانتفاضة الفلسطينية الأولى.
وبعد خروجه من السجن استكمل دراسته بالجامعة الإسلامية في غزة وحصل على درجة البكالوريوس في الصحافة والإعلام عام 1998، وعندما حاول السفر خارج فلسطين من أجل استكمال دراسته كان الاحتلال له بالمرصاد، لكن منعه من السفر لم يحل دون حصوله على الماجستير من جامعة أبو ديس بالضفة الغربية.
وبدأ الدحدوح حياته المهنية مراسلا لعدة وسائل إعلام فلسطينية قبل أن يلتحق بمكتب الجزيرة في فلسطين مراسلا ابتداء من عام 2004، ثم أصبح مديرا لمكتب الجزيرة في غزة.
وعلى مدار السنين شارك الدحدوح مع زملائه في تغطية كل الحروب التي شهدها هذا القطاع المحاصر، وخلال هذه الحروب فقد نحو 20 من أقاربه بينهم إخوته وأبناء عمومته.
وفي حوار صحفي سابق للدحدوح، قال "دور الأب مفقود في مهنة الصحافة.. فعندما يحتاجك أولادك يفتقدون وجودك، وهذا شيء مؤلم جدا".
لكن الدحدوح كان على موعد مع ألم آخر أشد وطأة، فبعد افتقاد أسرته له بسبب ضرورات العمل في ساحة صعبة، ها هو ذا يفقدهم: الزوجة والابن والابنة، وحتى الحفيد الرضيع، فأي ذنب جناه هؤلاء وغيرهم كي تنتهي أعمارهم تحت أنقاض مبان سكنية تقصفها الطائرات دون رحمة.
والآن، إن تمكن مراسل الجزيرة نت من لقاء الزميل الدحدوح، هل سيكون مناسبا أن يسأله عن حاله مع عائلته في ظل هذه الظروف؟!
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: فلسطين الاحتلال الاسرائيلي وائل الدحدوح استشهاد اسرته الجزیرة فی الجزیرة نت فی غزة قبل أن
إقرأ أيضاً:
وائل الفشني ضيفا في بودكاست "كلام في الفن"
تستضيف الليلة قناة "الوثائقية" الفنان وائل الفشني في حلقة جديدة من برنامج البودكاست "كلام في الفن"، حيث سيتحدث عن أبرز محطات مسيرته الفنية، وذلك في تمام الساعة العاشرة مساءً، يركز اللقاء على تجربته في تقديم الأغاني التراثية التي لاقت إعجاب الجمهور، وكيف ساهمت في تسليط الضوء على هويته الموسيقية وأصالته الفنية.
وخلال الحلقة، يكشف الفشني عن رؤيته الخاصة لتطوير الأغاني التراثية والابتهالات الدينية بأسلوب عصري يجمع بين الأصالة والابتكار، إضافة إلى طموحه في إحياء التراث الموسيقي بطرق تعكس هويته الفنية الفريدة، كما يشارك ذكريات طفولته حين أُطلق عليه لقب "الطفل المعجزة" بسبب موهبته الصوتية التي برزت مبكرًا وشكّلت حجر الأساس لمسيرته الفنية.
يُعد هذا اللقاء فرصة للتعرف على شخصية وائل الفشني عن قرب، ورسالته في الفن التي تهدف إلى المزج بين الأصالة والمعاصرة، بما يُثري الساحة الموسيقية المصرية والعربية.
كما تحدث عن ذكريات طفولته، حيث كان يُطلق عليه لقب "الطفل المعجزة" من قِبل معلميه وأقرانه في الحضانة والمدرسة، نظرًا لموهبته الصوتية المبكرة، هذه المرحلة شكلت نقطة انطلاق لرحلته في عالم الفن والتراث.
الفنان وائل الفشني
أحدث أعمال وائل الفشني
يذكر أن المطرب وائل الفشني انتهى من تصوير كليب أغنيته الجديدة "دعوة أمي"، والذي أخرجه خالد فهمي، كما تم تصوير الكليب في عدة مواقع مختلفة، حيث تميز بجو درامي يعكس عمق كلمات الأغنية. الأغنية من توزيع وميكس وماستر Saleh Dexter، ويأتي هذا الكليب في إطار استمرار وائل الفشني في تقديم أعمال تجمع بين الإحساس العميق والرسائل الإنسانية.