الموقع بوست:
2024-10-03@07:06:03 GMT

وائل الدحدوح وعائلته.. قصة تقرير لم يكتمل بعد

تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT

وائل الدحدوح وعائلته.. قصة تقرير لم يكتمل بعد


كعادتهم لم يتوان مراسلو الجزيرة في غزة وسائر الأراضي الفلسطينية عن بذل كل الجهد والوقت، وحتى المخاطرة بالأمن الشخصي، من أجل تقديم أفضل تغطية للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ ما يقرب من 3 أسابيع.

 

وكان من بينهم مراسل الجزيرة في غزة وائل الدحدوح، النجم الأبرز الذي يمكنك مشاهدته على الشاشة صباحا وظهرا ومساء وليلا وهو ينقل للمشاهدين ما يجري، في وقت تراخت فيه وسائل إعلام كبرى عن نقل الحقيقة ناهيك عن تحريفها وتشويهها في بعض الأحيان.

 

ولأننا كصحفيين في موقع الجزيرة نت لا نتوقف عن متابعة شاشة الجزيرة، فقد كان لافتا وآسرا أن نرى الجهد الكبير الذي يبذله ابن غزة في عرض المأساة التي تحل بالقطاع بسبب القصف الوحشي الذي تشنه قوات الاحتلال ليل نهار.

 

وقبل أيام اقترح أحد الزملاء في غرفة أخبار الجزيرة نت أن نطلب من أحد مراسلينا في غزة أن يعد تقريرا عن الزميل الدحدوح كنجم أبرز للتغطية الإعلامية يصل الليل بالنهار، ويتحرك من مستشفى قصفه الاحتلال إلى أنقاض منازل دمرها القصف المتواصل.

 

وبدوري اقترحت أن يسعى الزميل الذي سيعد التقرير إلى التواصل مع الدحدوح وأن يكون من بين الأسئلة التي يطرحها عليه أحوال عائلته وهل يتمكن من قضاء بعض الوقت معهم في ظل هذه الظروف، وما مشاعره كأب ورب أسرة قبل أن يكون مراسلا صحفيا وهو يغطي هذه الأحداث المؤلمة حيث غالبية ضحايا القصف من النساء والأطفال.

 

ولاقى الاقتراح قبولا، فالمراسل الصحفي إنسان قبل أن يكون صحفيا، والقراء عموما تجذبهم القصص الإنسانية، ولا بد أن لدى الكثير منهم الشغف لمعرفة كيف تسير حياة هؤلاء وأسرهم وهم تحت النار وفي قلب الحدث.

 

خبر صادم

 

وبينما كان فريق الجزيرة نت في غزة يحاول تحيّن الفرصة والوقت المناسب لمحاولة التواصل مع الزميل الدحدوح والوقوف على حاله وعائلته، جاء الخبر الصادم، فالاحتلال استهدف عائلته مثلما استهدف آلاف العائلات بالقطاع المحاصر.

 

وكان الدحدوح على الهواء عندما جاءه الخبر الصادم مساء الأربعاء، حيث كانت عائلته -التي نزحت كغيرها إلى منطقة ظنتها آمنة وفقا لوعود جيش الاحتلال- هدفا للقصف، وانضمت -حتى ذلك المساء- إلى قائمة 6546 شهيدا معظمهم نساء وأطفال حسب بيانات وزارة الصحة في قطاع غزة.

 

وفقد الدحدوح زوجته آمنة (أم حمزة) وابنه محمود البالغ من العمر 16 عاما، وابنته شام ذات الأعوام الستة، وكذلك حفيده آدم وهو رضيع قدم إلى الدنيا قبل 45 يوما فقط.

 

وفقد الرجل أسرته رغم أنهم نزحوا إلى مخيم النصيرات، إحدى المناطق التي دعا الجيش الإسرائيلي سكان غزة للتوجه إليها، لكن قصف جنود الاحتلال لحق بهم هناك، ليؤكد مجددا أنه لا يوجد مكان آمن بالقطاع المحاصر الذي يرزح تحت القصف منذ 20 يوما.

 

ولذلك لم يكن غريبا أن يختلط الحزن بالسخرية المريرة في حديث مراسل الجزيرة المكلوم وهو يربط بين استهداف الأطفال والنساء في منطقة آمنة، وبين وصف جيش الاحتلال لنفسه بأنه جيش أخلاقي.

 

وبينما كان الدحدوح يغالب دموعه، حرص على القول إنها دموع إنسانية لا دموع جبن وانهيار، قبل أن يضيف "فليخسأ الاحتلال".

 

سجن ومنع

 

الدحدوح كشأن كل الفلسطينيين عانى الكثير بسبب الاحتلال الإسرائيلي، فقد قضى في سجونه 7 أعوام من عمره بعدما تم اعتقاله عام 1988 بسبب مشاركته في الانتفاضة الفلسطينية الأولى.

 

وبعد خروجه من السجن استكمل دراسته بالجامعة الإسلامية في غزة وحصل على درجة البكالوريوس في الصحافة والإعلام عام 1998، وعندما حاول السفر خارج فلسطين من أجل استكمال دراسته كان الاحتلال له بالمرصاد، لكن منعه من السفر لم يحل دون حصوله على الماجستير من جامعة أبو ديس بالضفة الغربية.

 

وبدأ الدحدوح حياته المهنية مراسلا لعدة وسائل إعلام فلسطينية قبل أن يلتحق بمكتب الجزيرة في فلسطين مراسلا ابتداء من عام 2004، ثم أصبح مديرا لمكتب الجزيرة في غزة.

 

وعلى مدار السنين شارك الدحدوح مع زملائه في تغطية كل الحروب التي شهدها هذا القطاع المحاصر، وخلال هذه الحروب فقد نحو 20 من أقاربه بينهم إخوته وأبناء عمومته.

 

وفي حوار صحفي سابق للدحدوح، قال "دور الأب مفقود في مهنة الصحافة.. فعندما يحتاجك أولادك يفتقدون وجودك، وهذا شيء مؤلم جدا".

 

لكن الدحدوح كان على موعد مع ألم آخر أشد وطأة، فبعد افتقاد أسرته له بسبب ضرورات العمل في ساحة صعبة، ها هو ذا يفقدهم: الزوجة والابن والابنة، وحتى الحفيد الرضيع، فأي ذنب جناه هؤلاء وغيرهم كي تنتهي أعمارهم تحت أنقاض مبان سكنية تقصفها الطائرات دون رحمة.

 

والآن، إن تمكن مراسل الجزيرة نت من لقاء الزميل الدحدوح، هل سيكون مناسبا أن يسأله عن حاله مع عائلته في ظل هذه الظروف؟!


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: فلسطين الاحتلال الاسرائيلي وائل الدحدوح استشهاد اسرته الجزیرة فی الجزیرة نت فی غزة قبل أن

إقرأ أيضاً:

الجماعة الإسلامية في لبنان تنعى قائدها دحروج الذي استهدفه الاحتلال (شاهد)

استشهد الأحد الماضي القيادي البارز في الجماعة الإسلامية اللبنانية، محمد دحروج٬ في غارة نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في منطقة جب جنين بسهل البقاع في لبنان، ما أدى إلى اغتياله وزوجته ديانا الدسوقي الأستاذة في الجامعة اللبنانية الدولية٬ في الهجوم الذي يأتي ضمن سلسلة من الغارات الإسرائيلية التي تستهدف قيادات المقاومة اللبنانية.
استشهد القيادي في الجماعة الإسلامية لبنان محمد دحروج مع أفراد من أسرته في غارة صهيونية على "جب جنين" في البقاع شرقي لبنان.

فالعدو الصهيوني لا يفرق بين سني وشيعي أو مسلم ومسيحي فهو لا يرانا إلا أهداف للقتل pic.twitter.com/m29F0MNRD4 — احمد فوزي - Ahmed Faozi (@AFYemeni) September 29, 2024
ونعت الجماعة الإسلامية في بيان دحروج قائلا: "بمزيد من الفخر والاعتزاز وعلى طريق تحرير الأرض والقدس وعلى درب الجهاد والمقاومة٬ تزف الجماعة الإسلامية القائد المجاهد الشهيد محمد دحروج أبو عمر".
استشهاد القيادي في الجماعة الاسلامية بلبنان محمد دحروج في غارة اسرائيلية استهدفت "جب جنين" بالبقاع اللبناني

استشهد هو وزوجته وابنه???? pic.twitter.com/tLFSNlYOAQ — Fatimah???????????????? (@FatiiiChh) September 29, 2024
كما نعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، القيادي في الجماعة الإسلامية بلبنان، محمد دحروج، قائلة في بيانها، تقدمت حركة الجهاد الإسلامي بأحر التعازي إلى الجماعة الإسلامية، وأنصار المقاومة الإسلامية في لبنان، والشعب اللبناني الشقيق، معتبرةً أن هذا الاستشهاد يعزز الترابط بين الشعبين اللبناني والفلسطيني في نضالهما المشترك نحو تحرير القدس وفلسطين.

وختمت الحركة بيانها بالدعاء للفقيد وزوجته بالرحمة والمغفرة، سائلة الله أن يلهم أهلهما الصبر والسلوان.
تغطية صحفية: متغنياً بالأقصى والرشـــاش.. قصيدة سابقة للقيادي محمد دحروج، الذي ارتقى اليوم بقصف الاحتلال منزله في لبنان. pic.twitter.com/yZPiCWNn47 — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) September 29, 2024
ويذكر أن الجماعة الإسلامية في لبنان أصبحت مستهدفة بشكل متزايد من قبل الاحتلال، حيث دخل قادتها ضمن بنك الأهداف الإسرائيلية٬ بعد إعلان جناحها العسكري قوات فجر مشاركتها في قوة إسناد المقاومة الفلسطينية واستهداف الأراضي المحتلة.

وخلال الأشهر الماضية، نفذ الاحتلال عمليات اغتيال استهدفت عدة قيادات بارزة في الجماعة، بما في ذلك حسين محمود النادر في أيلول/ سبتمبر الماضي، ومحمد حامد جبارة في تموز/ يوليو الماضي، وأيمن عتمة في حزيران/ يونيو الماضي.

تُركز الجماعة الإسلامية أنشطتها بشكل رئيسي في منطقة سهل البقاع، الواقعة شرقي لبنان، حيث تواصل العمل بالرغم من الضربات الإسرائيلية المتكررة.

وتأسست الجماعة الإسلامية في لبنان عام 1964، وقامت بتشكيل "قوات الفجر" كرد فعل على الغزو الإسرائيلي في عام 1982.


وفي السنوات الأخيرة، شهدت الجماعة الإسلامية تحولًا نحو تحالف سياسي قوي مع حزب الله وحماس. وقد برز هذا التوجه قبل إعادة تفعيل قوات الفجر في سياق الحرب الحالية على غزة.

مقالات مشابهة

  • فيرمينو يحتفل بيوم ميلاده الـ 33 .. فيديو
  • قناة الجزيرة تفشل في إخفاء الهجوم الإيراني: صواريخ طهران تضيء سماء إسرائيل
  • نبارك الرد الإيراني الذي طال بضربة قاصِمة على رؤوس الاحتلال المُجرم
  • عاجل | مراسل الجزيرة: جرحى إثر قصف إسرائيلي استهدف معهد الأمل الذي يؤوي نازحين غرب مدينة غزة
  • الجماعة الإسلامية في لبنان تنعى قائدها دحروج الذي استهدفه الاحتلال (شاهد)
  • من هو الشهيد عبود شاهين الذي طارده الاحتلال والسلطة؟
  • وليد العمري يروي للمرصد تفاصيل ليلة اقتحام الاحتلال مكتبَ الجزيرة
  • ما الذي قاله نائب حزب الله أمين قاسم في أول خطاب بعد اغتيال نصر الله؟
  • حماس تعلن اغتيال قائدها في لبنان وعائلته بغارة إسرائيلية
  • الجزيرة ترصد حجم الدمار الذي خلفته الغارات الإسرائيلية في تمنين بالبقاع