عيسى مصلح يندد بضرب أحد مباني كنيسة برفيريوس للروم الأرثوذكس في غزة
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
تعرّض محيط كنيسة القديس برفيريوس في قطاع غزة، لضربة صاروخية، الخميس، أسفرت عن سقوط ضحايا وجرحى، وانهيار مبنى تابعًا لها، وسط تنديد بهذا الهجوم. وقد اعترف جيش الاحتلال بـ "استهداف موقع في منطقة الكنيسة، تابع لحركة حماس" وفق تصريحاته.
ودانت بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس، في بيان ليل الخميس الجمعة، هذه الضربة.
وقالت إن "استهداف الكنائس والمؤسسات التابعة لها، بالإضافة إلى الملاجئ التي توفرها لحماية المواطنين الأبرياء، خاصة الأطفال والنساء الذين فقدوا منازلهم جراء القصف الإسرائيلي للمناطق السكنية خلال الثلاثة عشر يومًا الماضية، يشكّل جريمة حرب لا يمكن تجاهلها".
وقال المتحدث باسم بطريركية الروم الأرثوذكس، عيسى مصلح: "بيوت الله تتعرّض للقصف في غزة ولا تمييز بين الحجر والبشر". وأضاف: "لا نريد استنكارات، نريد عالمًا غير صامت لإيقاف هذه الحرب المدمرة"، مشيرًا إلى أنه "لا توجد معدات لسحب الضحايا من تحت الأنقاض". ولفت إلى أن "ما يحصل لا يتقبله العقل البشري ومن حق الفلسطينيين الحصول على احتياجاتهم الأساسية".
وقال الأب يوسف أسعد، من كنيسة اللاتين في مدينة غزة، في تصريحات لموقع "الحرة" الإلكتروني، إنّ "الضربة استهدفت الكنيسة، وليس أحدًا آخر، ووقعت بالضبط بين مبنى الكنيسة وبيت مهجور، والحفرة الناتجة عن الصاروخ تقع داخل أملاك الكنيسة". وأضاف: "قطر الحفرة يبلغ نحو 7 أمتار، والضربة تسببت بانهيار مبنى الخدمات التابع للكنيسة".
وأوضح أن "المبنى كان يضم أكثر من 100 نازح"، مضيفًا: "عثرنا على 18 قتيلا وهناك 15 مفقودًا، والعديد من الجرحى حالتهم حرجة في المستشفى". وتابع: "أغلبية الضحايا من عائلة واحدة، لأنهم كانوا نائمين بجوار بعضهم البعض، وهذه العائلة انتهت من سجل المواليد في غزة".
وشدّد الأب يوسف أسعد في حديثه على أنه "لا يوجد مبرر لضرب الكنيسة"، قائلا إن "رسالته في ظل ما يحصل هي أن المسيحيين ليس لهم علاقة بكل ما يحصل"، مستطردًا قوله: "نحن مسالمون دائمًا، ولأول مرة يتم استهداف المسيحيين".
الجدير بالذكر أن "القصف أدى إلى تضرر مبنى مجلس وكلاء الكنيسة بالكامل، والذي يؤوي عددًا من العائلات الفلسطينية، المسيحية والمسلمة، التي لجأت إلى الكنيسة"، مشيرة إلى أن "طواقم الإنقاذ والإسعاف تحاول الوصول إلى العالقين تحت الركام".
وقال شهود عيان إنّ الغارة الإسرائيلية ألحقت أضرارًا بواجهة الكنيسة وتسببت بانهيار مبنى مجاور".
من جانبه، أكد الجيش الإسرائيلي، "استهداف موقع في منطقة الكنيسة".
وقالت وحدة المتحدثين باسمه: "طائرات مقاتلة استهدفت مقر قيادة أحد العناصر العسكرية التابعة لمنظمة حماس، والذي له ضلوع في إطلاق قذائف صاروخية وقذائف هاون باتجاه أراضي دولة إسرائيل". وأضافت: "أدير القتال من مقر القيادة واحتوى على بنى تحتية إرهابية وفي أعقاب موجة الانفجار الناتجة عن الغارة تضرّر حائط كنيسة تقع في المنطقة".
وأكدت أن "الادعاء بشأن وقوع إصابات معروف لدينا، ويجري التحقيق في ملابسات الحادث".
وقالت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، إن استهداف أحد مباني كنيسة القديس برفيريوس في قطاع غزة، التي يحتمي بها نحو 500 مواطن فلسطيني (مسلمون ومسيحون)، يؤكد أن "أهداف القوات الإسرائيلية هي المواطنين العزل من أطفال ونساء وشيوخ".
وأضافت اللجنة في بيان صدر، الجمعة، عن رئيسها، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رمزي خوري: "الصورة أصبحت واضحة للعالم بأن إسرائيل تنفذ مخطط إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأشار خوري إلى "استهداف مبنى مجلس وكلاء الكنيسة بشكل مباشر"، مضيفا: "هذه جريمة حرب بموجب اتفاقيات جنيف والعديد من الاتفاقيات الدولية، وتضاف إلى سلسة الجرائم المتواصلة تجاه المدنيين الفلسطينيين ودور العبادة في قطاع غزة والقدس ومختلف الأراضي الفلسطينية".
يُشار إلى أن كنيسة القديس برفيريوس للروم الأرثوذكس، تعتبر من أقدم الكنائس في العالم، ويعود تاريخ البناء الأصلي إلى عام 425، وتم تجديدها عام 1856، وتقع على بعد أمتار من المستشفى الأهلي العربي "المعمداني"، والتي تعرضت ساحته لضربة، الثلاثاء الماضي، وسط تبادل الاتهامات بين الجيش الإسرائيلي وبين حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
مصر تدين استهداف الاحتلال للقطاع الصحي بغزة وترفض تهجير الفلسطينيين
دانت وزارة الخارجية المصرية، اليوم الأحد، الاستهداف "الممنهج والغاشم" الذي تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المستشفيات والبنية التحتية الصحية في قطاع غزة، مؤكدة رفضها القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
ونددت الوزارة في بيان بـ"استهداف وإخلاء مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة"، مشيرة إلى أن هذا المستشفى هو آخر منشأة صحية رئيسة تعمل في المنطقة الشمالية للقطاع. ووصف البيان العملية بأنها "عدوان صارخ وانتهاك سافر لكل الأعراف والمواثيق الدولية"، لتضاف إلى سلسلة الانتهاكات التي ترتكبها سلطات الاحتلال بحق الفلسطينيين.
وحذرت مصر من استمرار "الأفعال المشينة" التي تهدف إلى إخلاء شمال قطاع غزة وجعله غير قابل للحياة، مؤكدة أن هذه الممارسات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين قسرا من أراضيهم. وأكدت أن هذا التوجه يمثل انتهاكا جسيما للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، فضلا عن كونه تهديدا خطيرا للسلم والأمن الإقليميين والدوليين.
وجددت مصر رفضها التام والقاطع لكل المخططات والخطوات التي تهدف إلى تهجير سكان قطاع غزة بأي شكل، مشيرة إلى أهمية إنهاء الحرب في غزة على الفور ووقف جميع الممارسات الوحشية.
إعلان دعوة للمحاسبة الدوليةودعت الخارجية المصرية إلى "تفعيل آليات المحاسبة الدولية" وأن يتخذ المجتمع الدولي ومجلس الأمن إجراءات حاسمة لوقف هذه الانتهاكات. كما شددت على ضرورة وضع حد للسياسات الإسرائيلية التي تتسبب في تهجير السكان المدنيين وتدمير بنيتهم التحتية.
واختتمت مصر بيانها بالتأكيد على ضرورة ضمان التدفق "الكافي والمستدام للمساعدات الإنسانية لإغاثة مئات الآلاف من الفلسطينيين في غزة"، محذرة من أن استمرار هذه الانتهاكات سيزيد من تفاقم الوضع الإنساني المتدهور، وهذا يتطلب تدخلا دوليا فوريا لإنهاء هذه الأزمة.
ويشهد قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية عالميا، حيث تواصل قوات الاحتلال عمليات القصف والتدمير، وهذا أدى إلى سقوط أكثر من 153 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء. وتأتي هذه الانتهاكات في ظل حصار خانق على القطاع ومنع دخول الإمدادات الأساسية، بما في ذلك الغذاء والماء والأدوية.