رؤساء الكنائس في القدس: ندين الضرابات الاسرائيلية للمقدسات المسيحية
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
عقب استقبالهم رئيس أساقفة كانتربري ورأس الكنيسة الإنجيلية جاستن ويلبي أصدر بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس بيانا جديدا حول الأوضاع في قطاع غزة. وهذا نصه نقلا عن الموقع الإلكتروني لبطريركية القدس للاتين:
نحن، بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس، بعد أن اجتمعنا في صلاة مع ضيفنا الكريم رئيس أساقفة كانتربري ورأس الكنيسة الإنجيلية جاستن ويلبي، نعلن موقفنا الواحد والذي نعبّر عنه بأقوى العبارات الممكنة عن إدانتنا للضربات الإسرائيليّة التي استهدفت دون سابق إنذار مجمع كنيسة القديس بورفيريوس الأرثوذكسيّة في غزة في ليلة 19 اكتوبر الحالي.
أدّت الانفجارات إلى الانهيار المفاجئ والكارثي لقاعتين في الكنيسة، وكان ينام فيهما عشرات النازحين، بينهم نساء وأطفال. ووجد العشرات أنفسهم مصابين على الفور تحت الأنقاض. أصيب العديد منهم بجروحٍ خطيرة. وفي آخر إحصاء، قتل ثمانية عشر شخصًا، تسعة منهم أطفال.
وبإدانتنا لهذا الهجوم على مأوى وملجأ يحظى بقدسيّة، لا يمكننا أن نتجاهل أن هذا ليس سوى أحدث مثال على إصابة أو مقتل مدنيين أبرياء لضربات صاروخيّة ضد ملاجىء أخرى يأوى إليها الناس كملاذ أخير. ومن بين هذه الملاجىء: المدارس والمستشفيات التي فرّ إليها النازحون بسبب هدم منازلهم في حملة القصف المتواصلة التي شنت على المناطق السكنيّة في غزة خلال الأسبوعين الماضيين.
وعلى الرغم من الدمار الذي لحق بمؤسساتنا وغيرها من المؤسّسات الاجتماعيّة والدينيّة والإنسانيّة، فإنّنا، بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس، لا نزال ملتزمين، بشكل كامل، بالوفاء بواجبنا المقدّس والأخلاقي المتمثّل في تقديم المساعدة والدعم والملجأ للمدنيين المتضررين الذين يأتون إلينا وهم في أمسّ الحاجة لخدمتنا. وحتّى في ظل مواجهة المطالب العسكريّة المستمرّة بإخلاء مؤسساتنا الخيريّة ودور العبادة، فإنّنا لن نتخلى عن هذه المهمة النابعة عن معتقدنا المسيحي، لأنّه لا يوجد مكان آمن آخر يلجأ إليه هؤلاء الأبرياء.
وكما تذكرنا الآية: "لأني جعت فأطعمتموني، وعطشت فسقيتموني، وكنت غريبًا فآويتموني، وعريانا فكسوتموني، ومريضًا فعدتموني، وسجينًا فجئتم إلي" (متّى 25: 35-36)، فإنّ السيّد المسيح يدعونا لخدمة الفئات الأكثر ضعفًا. ويجب علينا أن نفعل ذلك ليس فقط في أوقات السلام. يجب على الكنيسة أن تتصرّف ككنيسة وخاصة في أوقات الحرب، لأنّ المعاناة الإنسانيّة تكون في ذروتها. ومع ذلك، لا يمكننا إنجاز هذه المهمّة بمفردنا.
إنّنا ندعو المجتمع الدوليّ إلى فرض تدابير حماية فوريّة على أماكن اللجوء في غزة، مثل المستشفيات والمدارس ودور العبادة. ونحن ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانيّة حتى يتسنى تسليم الغذاء والماء والإمدادات الطبيّة الحيويّة بأمان إلى وكالات الإغاثة التي تخدم مئات الآلاف من المدنيين في غزة، بما في ذلك تلك التي تديرها كنائسنا.
أخيرًا، ندعو جميع الأطراف إلى وقف العنف، والتوقّف عن استهداف المدنيين بشكل عشوائي، والعمل ضمن القواعد الدوليّة للحرب. ونعتقد أنّه بهذه الطريقة فقط، يمكن وضع أسس لإطار النشاط الدبلوماسي للتعامل مع المظالم التاريخيّة، حتى يُفتح المجال لتحقيق سلام عادل ودائم في جميع أنحاء أرضنا المقدّسة الحبيبة، سواء في عصرنا هذا أو للأجيال القادمة.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
نيابة عن رئيس الجمهورية.. وزير الأوقاف يحضر جنازة البابا فرنسيس وسط رؤساء العالم.. صور
شارك في مراسم جنازة البابا فرنسيس، بتكليف من الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، التي أقيمت صباح اليوم الأحد، بساحة القديس بطرس بالفاتيكان- وفدٌ رسمي رفيع المستوى، برئاسة الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وقد رافق وزير الأوقاف، السفير حسين السحرتي سفير جمهورية مصر العربية لدى الفاتيكان؛ ومعه المستشار تامر شاهين؛ والدكتور أسامة رسلان المتحدث الرسمي لوزارة الأوقاف.
ترأس القداس الجنائزي، عميد مجمع الكرادلة الكاردينال جيوفاني باتيستا ري، وشارك فيه نحو ٢٥٠ كاردينالًا، إلى جانب عدد كبير من الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات، وبحضور حشود غفيرة تقدر بأكثر من مائتين وخمسين ألف شخص.
كما شهدت الجنازة حضورًا واسعًا من قادة العالم، حيث شارك فيها أكثر من (۱۳۰) وفدا رسميًا، بينهم (٥٠) رئيس دولة، و (۱۰) ملوك، من بينهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ والرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي؛ والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون؛ والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي؛ ورئيس الجمهورية الإيطالية؛ ورئيس الحكومة الإيطالية، مما عكس المكانة العالمية التي كان يتمتع بها البابا فرنسيس.
وتقدم وزير الأوقاف بخالص العزاء وصادق المواساة إلى الكنيسة الكاثوليكية، وإلى جميع أبنائها حول العالم، مؤكدًا أن البابا فرنسيس ترك إرثًا إنسانيًا خالدًا يشهد له التاريخ؛ حيث حمل لواء القيم النبيلة، ودافع عن كرامة الإنسان دون تمييز بين دين أو لون أو جنس.
وأشاد الدكتور أسامة الأزهري بالمسيرة العطرة لقداسة البابا الراحل، موضحًا أن مواقفه الشجاعة وإسهاماته الكبرى في تعزيز الحوار بين الأديان، ونبذ العنف والكراهية ستظل مضيئة في سجل الإنسانية؛ وأن العالم اليوم يفتقد قيادة روحية جمعت بين الحكمة والتواضع والعطاء اللا محدود.
وأشار وزير الأوقاف إلى أن البابا فرنسيس كان نموذجًا نادرًا في الدفاع عن حقوق المستضعفين والمهاجرين واللاجئين، رافعًا راية الإنسانية فوق كل اعتبار، ومقدمًا دروسًا خالدة في التضامن الإنساني ومناصرة قضايا العدالة الاجتماعية على المستوى العالمي.
واختتم الدكتور أسامة الأزهري كلمته بالتأكيد على أن الإنسانية برحيل قداسة البابا فرنسيس، فقدت صوتًا صادقًا من أصوات الحكمة، وعقلًا مضيئًا من عقول الإخاء والمحبة، وقلبًا نابضًا بالرحمة، قدَّم للبشرية جهودًا خالدة ستظل تذكرها الأجيال على مر العصور.