الكاثوليكية في شبه الجزيرة العربية تستعد لافتتاح يوبيل الشهداء المسيحيين
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
تستعد الكنيسة الكاثوليكيّة في شبه الجزيرة العربيّة لافتتاح يوبيلًا استثنائيًا يستمرّ لمدة عام، وذلك لإحياء مرور 1500 عامًا على شهداء الجزيرة العربيّة (523-2023)، على أمل أن تعزّز هذه المناسبة إيمان نحو 2.5 مليون كاثوليكي يعيشون في هذه المنطقة.
وقال المطران ألدو بيراردي، النائب الرسولي لشمال الجزيرة العربية، متحدثًا لوكالة فيدس: "نعتبر هذا العام عام نعمة للنيابة بأكملها، ولجميع الكنائس المسيحية في الخليج.
وسيحتفل باليوبيل أيضًا في النيابة الرسولية لجنوب الجزيرة العربية.
يبدأ اليوبيل رسميًّا في 24 تشرين الأوّل، بتذكار القديس الحارث ورفاقه الشهداء.
وسيقدّم اليوبيل فرصة لإعادة اكتشاف إرث شهداء شبه الجزيرة العربية.
وقال المطران بيراردي إنّنا نرى استمراريتنا مع الكنائس والأديرة المسيحية التي ظهرت في المنطقة، مشيرًا إلى أنّ اليوبيل سيكون فرصة لتجديد روحنا الإرساليّة وتعميق إيماننا، ونحن بدورنا علينا أن نشهد للمسيح والإنجيل بأن نعيش حياة مقدّسة وثابتة.
وسيتم فتح الأبواب المقدّسة في كاتدرائية الكويت وكاتدرائية البحرين.
تكشف السجلات التاريخيّة أنهم كانوا مسيحيين عربًا من مدينة نجران المسيحية القديمة في جنوب شبه الجزيرة العربية، بين اليمن والمملكة العربية السعودية حاليًا. ويحظى القديس أريثا، واسمه العربي الحارث بن كعب، ورفقاؤه بالتبجيل في الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية. وقد شغل منصب والي نجران حتى استشهاده عن عمر يناهز 95 عامًا.
في عام 523م استشهد الحارث ورفقاؤه من قبل الملك ذو النواس، والي مملكة سبأ (مملكة حمير) بعدما اشعل اضطهادًا عنيفًا تجاه مسيحيي المنطقة. إنّ إيمان هؤلاء الشهداء وتضحياتهم التي لا تتزعزع هي بمثابة مصدر إلهام للمسيحيين المعاصرين في شبه الجزيرة العربية.
وأصدر البابا فرنسيس مرسومًا، في آب الماضي، بافتتاح يوبيل القديس أريثا ورفقاؤه في شبه الجزيرة العربيّة، وسيمتد من 24 تشرين الأوّل 2023 إلى 23 تشرين الأوّل 2024. ويمنح المرسوم الغفران الكامل للمؤمنين الذين يقومون بالحج إلى كاتدرائية سيّدة العرب في البحرين، أو كاتدرائية القديس يوسف في أبوظبي، أو رعيّة القديس الحارث.
ولتعزيز التواصل بشكل أعمق مع الشهداء المسيحيين في المنطقة، فقد تمّ ترجمة كتاب بعنوان "شهداء الجزيرة العربية غير المنسيين"، وقد نُشر لأول مرة باللغة الإنجليزيّة في عام 2020، إلى عدّة لغات. ومن المتوّقع أيضًا أن تصل ذخائر القديس الحارث إلى البحرين في تشرين الثاني المقبل، بعد مرور ما يقرب من أربعة عشر قرنًا.
وفي منطقة شبه الجزيرة العربية، التي تضم ما يقرب من 2.5 مليون مؤمن كاثوليكي، سيقدّم يوبيل 1500 عامًا على شهداء الجزيرة العربية، فرصة للتذكير بالتاريخ المسيحيّ الغنيّ في هذه المنطقة، ودعوة لتجديد الإيمان.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
بعد وفاة فرنسيس.. كيف بتم انتخاب بابا الفاتيكان رأس الكنسية الكاثوليكية؟
مع وفاة البابا فرنسيس، أول بابا للكنيسة الكاثوليكية من أميركا اللاتينية، تتجه الأنظار مجدداً إلى قلب الفاتيكان، حيث سيجتمع الكرادلة لانتخاب رأس جديد للكنسية الكاثوليكية الأمر الذي دفع الكثيرون حول السؤال كيف تتم عملية الانتخابات.
عملية انتخاب بابا الفاتيكانكانت روما مركز القيادة الروحية للمسيحيين منذ القرن الأول، فيها توفي القديسان بطرس وبولس وهو ما جعلها لاحقاً عاصمة الكنيسة الكاثوليكية خصوصاً بعد تحول الإمبراطورية الرومانية إلى المسيحية ما عزز من مكانة روما كمركز للسلطة الدينية والسياسية.
بابا الفاتيكان لم يكن زعيماً روحياً فحسب إنما أيضاً حاكماً زمنياً لأراض شاسعة في وسط إيطاليا، في القرن الرابع عشر حصل انقسام بين روما وأفينيون في فرنسا وهو ما دفع بالكرادلة الإيطاليين إلى زيادة أعدادهم لحماية البابوية في روما من النفوذ الفرنسي، وقتها. من هنا يتضح لماذا كان هناك 200 بابا إيطالي من أصل 266.
المرشحون الأوفر حظا لخلافة البابا فرنسيسمنذ وفاة البابا يوحنا بولس الأول عام 1978، لم يعتلِ الكرسي البابوي أي إيطالي، ومع وفاة البابا فرنسيس، يتجدد الحديث عن أسماء إيطالية قد تعود إلى سدة الفاتيكان ومنها.
الكاردينال ماتيو زوبيوهو رئيس مجلس الأساقفة الإيطاليين، ويتمتع بصورة رعوية قريبة من الناس.
لكن الكفة ليست محسومة، فالبابا فرنسيس ترك إرثاً من التنوع والانفتاح، ويقدم أيضاً مرشحون أقوياء من خارج إيطاليا.
الكاردينال لويس أنطونيو تاغلي (الفلبين)وهو يتمتع بالكاريزما، ومؤمن بخط الإصلاح. يُلقب بـ"فرنسيس الثاني" واسمه كان مطروحاً منذ رحيل البابا يوحنا بولس الثاني.
الكاردينال جان كلود هوليريشوهو قائد مسار "السينودس العالمي"(وهو ملتقى فكري فاتيكاني يضم نحو 250 أسقفاً ورئيس أساقفة وكاردينالاً من مختلف دول العالم للبحث في مسائل دينية)، و"لاهوتي" ومنفتح.
الكاردينال ويلتون غريغوريوهو أول كاردينال أميركي من أصل أفريقي، وناقد بارز للعنصرية.
الكاردينال كريستوف شونبورنوهو "لاهوتي" عميق يجمع بين التقاليد والفكر المعاصر.
الكاردينال سيريل فاسيليوهو أصغر المرشحين، ويمثل الجناح الشبابي المتجدد في الكنيسة.
ومن بين الخلفاء المحتملين للبابا فرانسيس، هناك 54 من أصل أوروبي، و24 من آسيا، و22 من أميركا الوسطى، و17 من أفريقيا، و16 من أميركا الشمالية، و4 من أوقيانوسيا.
عدد الأصوات المطلوبة لانتخاب الباباتُعقد اجتماعات الكرادلة في سرية تامة، حيث يُعزل المشاركون عن العالم، ويُمنعون من التحدث إلى أي شخص خارج نطاق هذه العملية التي قد تستغرق عدة أيام، بما في ذلك قراءة التقارير الإعلامية أو تلقي الرسائل.
ويُسمح فقط للكرادلة الذين تقل أعمارهم عن 80 عامًا بالتصويت.
ويُدلون بأصواتهم في كنيسة "سيستين"، أمام المنظر المهيب للوحة "يوم القيامة" لمايكل أنجلو، ويكتبون اختياراتهم على أوراق اقتراع تُحرق بعد فرزها.
وتستمر جولات التصويت حتى يحصل أحد المرشحين على أغلبية الثلثين،ويبلغ الحشد المنتظر في الخارج بانتخاب بابا عندما تتصاعد دخان أبيض من المدخنة فوق كنيسة "سيستين".
يجب أن يحصل أي مرشح على ثلثي أصوات الكرادلة الحاضرين في المجمع المغلق (الكونكلاف).
في المجمع الحالي، هناك135 كاردينالاً يحق لهم التصويت (تحت سن الـ80)، أي أن البابا الجديد يحتاج إلى90 صوتاً على الأقل.