سواليف:
2024-11-16@01:41:34 GMT

الفلسطينيون لا يريدون طحينا

تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT

الفلسطينيون لا يريدون طحينا

الفلسطينيون لا يريدون طحينا – #ماهر_أبوطير

الدول الغربية تحديدا لم تحسب حسابا للكلفة الأمنية الإستراتيجية لتأثيرات هذه الحرب على أمنها، بل اتخذت موقفا لصالح إسرائيل على حساب الأبرياء والمدنيين، حيث يتم قتل المئات يوميا، فيما المعلومات تؤشر على عمليات طويلة المدى بمعنى أننا سنخسر آلاف الأبرياء.

هذه الكلفة الأمنية تتعلق بالموقف الانحيازي الكامل والأعمى لصالح إسرائيل بذريعة تعرضها لعملية السابع من تشرين الأول، وهذا الانحياز لم يخرج ليعترف بمسؤولية الاحتلال عن محاصرة غزة لأكثر من 16 سنة، ولا ألاعيب إسرائيل فيما يسمى عملية السلام، واستحالة إقامة دولة فلسطينية، وفقا للمشروع الإسرائيلي، ولا خرج ليفصل بشكل محدد وواضح بين المقاتلين في القطاع، والمدنيين في القطاع، بل سمح بالانتقام من المدنيين وحرقهم أحياء، وفوق كل ذلك تتوالى زيارات كبار المسؤولين الغربيين إلى إسرائيل تعبيرا عن دعمهم للاحتلال.

من ناحية تحليلية أغلب الدول الغربية يعيش بها ملايين العرب والمسلمين، وفي مناخات الإسلامفوبيا، والكراهية، والعنصرية، الموجودة أصلا، وما شهدته المنطقة من تدخل وحروب سابقة، واستعمار، واحتلالات، وما نشأ عن حروب المنطقة من ظهور التنظيمات المتشددة التي رفعت شعارات راديكالية ضد الدول الغربية، فإن انتقال المواجهة والتصعيد إلى دول غربية يبدو واردا من باب الانتقام، على ضوء موقف الدول الغربية من عدوان إسرائيل على الغزيين.

مقالات ذات صلة اطالة امد الحرب سيخدم من؟ 2023/10/24

ربما هناك بعض الدول التي أدركت هذه الكلفة، وبعد أن كانت متشددة ضد مظاهرات ومسيرات العرب والمسلمين، والمتعاطفين مع فلسطين، بدايات الحرب، عادت وسمحت بها بشكل متحفظ، لمعرفتها أن بنيتها الداخلية منوعة من حيث الأصول والأعراق والأديان، وأنه ليس من مصلحتها خلخلة استقرارها الداخلي، على هذه الأرضية، خصوصا، أن أخطار التنظيمات المتشددة، وما يمكن أن تفعله الذئاب المنفردة بحاجة إلى تقييم عميق داخل هذه الدول، التي عانى فيها الأبرياء أيضا من ممارسات سيئة تم نسبها إلى الإسلام وأهل هذه المنطقة.

هذا يعني أن مراكز القرار السياسي والأمني في الغرب يجب أن تتنبه إلى الكلف الأمنية الداخلية لديها على خلفية هذا الانحياز الكامل لإسرائيل، حتى لا تدخل هذه الدول شريكة بشكل لا يمكن احتماله، فوق الشراكة القائمة أصلا مع إسرائيل، على مستويات مختلفة، وهذه الكلفة الأمنية قد تتنزل عليها من جانب مواطنيها الذين يعودون إلى أصول عربية ومسلمة، وقد تتنزل من جانب تنظيمات متشددة داخل هذه الدول، أو عبر ضرب مصالحها في العالم.

الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة تعطي إسرائيل رخصة مفتوحة للقتل، ويقومون في الوقت ذاته بتأمين المدنيين بالطحين والأرز والسردين والمعلبات، وكأن المقصود أن يموتوا وهم غير جوعى، في معيار أخلاقي جديد، يكشف حجم البشاعة التي نعيشها في هذا العصر، وكأن مشكلة الفلسطينيين هي الطرود الغذائية، وأغطية الصوف مع اقتراب الشتاء، في مشهد لم أر مثله في حياتي، حين يتم تغييب القصة الأصلية، أي جرائم الاحتلال، لصالح قصص بديلة وفرعية، وبحيث يسكت العالم على انتقام إسرائيل من الأبرياء في غزة، فيما تنطلق نداءات الإغاثة الإنسانية للتغطية على الدم المسفوك.

سوء الفهم بين العرب والغرب، ليس جديدا، إذ له جذوره، وهو يتجذر أكثر على خلفيات الهويات الوطنية للمنطقة والهوية القومية العامة، وفسيفساء الهويات الفرعية، وخريطة النفوذ السياسي، وخرائط الثروات، وصراع الأمم والدول الكبرى على النفوذ فيها، إضافة إلى ما يعنيه الدين من حيث تأويلات البعض، للعلاقة مع الغرب، بما أحدث فرقا اجتماعيا وثقافيا، عززت الفروقات العلمية منه، وجعلت العالم، وكأنه ينقسم بين مجموعتين في تعزيز لصراع مكلف.

هذه ليست حربا ضد التنظيمات، هذه حرب ضد الفلسطينيين، ووجودهم التاريخي في كل فلسطين، وإلا بماذا نفسر هذه الحرب ضدهم حتى قبل ظهور تنظيمات غزة، وقبل تأسيس إسرائيل عام 1948، وما تلا ذلك، وهذا يعني بشكل واضح أن الدول الغربية تحديدا عليها أن تراجع مواقفها، وأن تدين الاحتلال الذي يقصف كل شيء، وأن توقف الحرب، وأن لا تتورط في سيناريو يعزز الأحقاد والكراهية بين الأمم، أي العرب والغرب، ويرتد أمنيا داخل هذه الدول.

الفلسطينيون لا يريدون طحينا من الغرب المتمدن، فلا فرق بين من يستشهد وقد تناول العشاء، او استشهد وهو جائع أيها السادة الكرام في كل مكان.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الدول الغربیة هذه الدول

إقرأ أيضاً:

الإمارات تشارك في الدورة الـ37 لمجلس وزراء النقل العرب

شاركت دولة الإمارات في الدورة الـ37 لمجلس وزراء النقل العرب، التي عُقدت الأربعاء، بمقر الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري بمدينة الإسكندرية في مصر.
ترأس وفد الدولة، الكابتن عبدالله درويش الهياس، مدير إدارة شؤون النقل البحري بوزارة الطاقة والبنية التحتية.
وناقشت الدورة عدداً من الموضوعات التي تهدف لتعزيز التعاون العربي في قطاع النقل.
وتضمن جدول الأعمال عدة بنود تتعلق بالاتفاقيات العربية لتنظيم نقل الركاب والبضائع عبر الطرق بين الدول العربية، وإنشاء منصة إلكترونية عربية شاملة للنقل الطرقي، والسككي، والبحري، ومتعدد الوسائط ومناقشة تحديث معايير الأبعاد والأوزان المحورية للشاحنات بين الدول العربية.
وشملت المناقشات، متطلبات تعزيز السلامة الطرقية، عبر إنشاء لجنة تقنية عربية لتبادل الخبرات في مجالات النقل الموجه، مثل المترو والترام والنقل بالكابلات، إلى جانب توحيد فترات القيادة والراحة لسائقي الشاحنات والحافلات، وتنسيق إجراءات نقل المواد الخطرة بين الدول العربية.
ومن بين البنود الأخرى المطروحة، مشروع اتفاقية لتنظيم النقل البحري للركاب والبضائع، ودراسة جدوى لإنشاء قاعدة بيانات عربية لدعم صناعة إصلاح وبناء السفن، بالإضافة إلى مناقشة تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاع النقل واللوجستيات.
وتضمنت الجلسة، أيضاً التحضيرات للمؤتمر الدولي الثالث عشر للنقل البحري واللوجستيات «مارلوج 13»، ودعم ترشيحات الدول العربية للمجلس التنفيذي للمنظمة البحرية الدولية «IMO»، ومراجعة اتفاقية تبادل الإعفاء من الضرائب والرسوم الجمركية على نشاطات ومعدات الناقل الجوي العربي.
(وام)

مقالات مشابهة

  • استطلاع: 69% من الإسرائيليين يريدون صفقة تبادل
  • هآرتس:(إسرائيل) تعلن الحرب على الناشطين الأجانب بالضفة الغربية من خلال الاعتقالات ومصادرة جوازات السفر والترحيل
  • المطران عطا الله: الفلسطينيون يتعرضون لنكبة جديدة ويعيشون في ظروف قاسية
  • ليبيا تشارك في اجتماع وزراء النقل العرب بالإسكندرية
  • الإمارات تشارك في الدورة الـ37 لمجلس وزراء النقل العرب
  • الإمارات تشارك في الدورة الـ 37 لمجلس وزراء النقل العرب
  • الإمارات تشارك في الدورة 37 لمجلس وزراء النقل العرب
  • اتحاد المستثمرات العرب يعلن عن إقامة أول مدينة صناعية صديقة للبيئة
  • فلسطين تتسلم رئاسة الدورة رقم الـ 37 لمجلس وزراء النقل العرب
  • فلسطين تتسلم رئاسة الدورة رقم الـ37 لمجلس وزراء النقل العرب