الثورة نت:
2025-04-17@16:04:50 GMT

فلسطين كرامة الأمة المستباحة..؟! (1)

تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT

 

أمة بلا فلسطين حرة مستقلة، هي أمة بلا كرامة، ففلسطين هي عنوان كرامة الأمة وهويتها وإيقونة حريتها، إذ لا كرامة للأمة، ولا سيادة، ولا حرية، ولا استقلال ولا تقدم، ولا تنمية، ولا تطور، بدون حرية واستقلال فلسطين، وبدون أنهاء الاحتلال وقيام الدولة العربية الفلسطينية على كامل التراب الوطني الفلسطيني.
واهم كل حاكم عربي، وكل نظام عربي، أن بإمكانه التغاضي عما يجري في فلسطين من جرائم صهيونية تُرتكب برعاية أمريكية، أمريكا هي بالمناسبة العدو الأول لفلسطين الأرض والإنسان والحقوق والقضية، وأمريكا هي المسؤولة الأولي عن المجازر التي تُرتكب بحق الشعب العربي في فلسطين، وهي المسؤولة عن تعطيل كل المبادرات بما فيها تلك التي اطلقت بناء على رغبتها وبموافقتها، وهي أي أمريكا هي المسؤولة عن إفشال كل مبادرات ومؤتمرات السلام من مدريد إلي أوسلو إلى كمب ديفيد أن الكيان الصهيوني ليس سوى أداة بيد أمريكا ومعسكر يحمي مصالحها، وهو لا يختلف عن أي حاملة طائرات أمريكية تجوب بحار العرب ومحيطاتهم، والفرق فقط أن هذا الكيان هو عبارة عن حاملة طائرات ثابتة.

.؟!
أن من يراهن على دور أمريكي لتحقيق سلام في المنطقة هو واهم وغبي، بل وأغبي من أولئك الذين أبرموا اتفاقيات (تطبيع) مع العدو برعاية أمريكية بذريعة (مصلحة القضية الفلسطينية).؟!
إننا أمام عدو جبان، عدو ذليل، عدو مهزوم، عدو يعاني أزمة وجودية، لأنه ببساطة لا هوية له، ولا قيم أو أخلاقيات تجمع مكوناته ولا ثقافة اجتماعية تزرع في مفاصله روابط الهوية، والسبب إن كل أفراده هم مجموعة لقطاء جلبوا من مختلف أصقاع الأرض ليستوطنوا أرضا ليست أرضهم، وفي منطقة لا تناسبهم، ولا يمكنهم العيش فيها لأن كل ما فيها يرفض وجودهم، بما في ذلك الهواء والتراب والأشجار والأحجار..؟!
عدو مجرم مجرد من كل القيم والأخلاقيات الحضارية والإنسانية، عدو بلا دين، وبلاء أخلاقيات دينية، وهو لا يحترم أي قانون، ولا يعترف بأي قوانين أرضية كانت أو سماوية، دولية كانت أو إقليمية، لأن اعتراف هذا العدو بأي قانون يعني تسليمه بحقيقة عدم شرعيته..!!
عدو عاجز عن خوض حرب كلاسيكية تقليدية، لكنه يجيد استعراض القوة وارتكاب المجازر بحق النساء والأطفال والشيوخ والمدنيين العزل، ويجيد هدم المنازل والأحياء على رؤوس سكانها، ولكنه يهرب كالفار من أمام أبطال المقاومة المسلحين بأسلحة بدائية، وشاهد العالم بأسره كيف استطاعت مجموعة من المقاومين الأبطال أن ترعب أفراد جيش العدو المدججين بالأسلحة الحديثة، رأينا كيف تم إخراج طواقم ( الميركافا) من داخلها مذعورين على يد المقاومين الذين سلاحهم مجرد بندقية كلاشينكوف وقاذفة بي 7، وهي أسلحة بدائية مقارنة بما لدى جنود الاحتلال ومرتزقتهم الوافدين من كل دول أوروبا..؟!
إن رد الفعل الصهيوني والأمريكي والأوروبي والدولي على أحداث فلسطين فعل يعكس ويجسد حقيقة الانهيار الأخلاقي والقيمي الذي وصلت إليه المنظومة السياسية الدولية وعلى رأسها أمريكا التي تري أن جرائم حليفتها بحق الشعب الأعزل يندرج في سياق (حق الدفاع عن النفس)؟!
وخلف الموقف الأمريكي تأتي المواقف الغربية بتأكيد أن ما تقوم به العصابات الصهيونية يندرج في نطاق (حق الدفاع عن النفس)؟ وهذا الحق الذي يُمارس في فلسطين لا يأتي إلا من قوى جبانة، قوى بلا إخلاق، بلا قيم، قوى منحطة تجيد فن إبادة الأطفال والنساء، هذا العدو الذي يطالب نصف سكان القطاع بالهجرة من الشمال للجنوب ثم يقوم بقصف النازحين الذين استجابوا لطلبه..؟!
هل هناك أحقر من هذا الموقف؟ ثم تأتي رحلات وزير خارجية أمريكا لدول المنطقة مهددا ومتوعدا من مغبة تقديم أي دعم إنساني لأبناء الشعب العربي في فلسطين الذين وصفهم قادة العدو بأنهم مجرد (حيوانات بشرية) مع أن من وصفهم بهذا الوصف هو ذاته مجرد (خنزبر بري متوحش) لا يستحق أن ينتمي للبشرية..؟!
أن فرض الحصار على شعب بكامله وقطع كل مقومات الحياة عنه من مياه وكهرباء، وغذاء، وأدوية، وأجهزة إسعاف، وحتى النت والهاتف، حصار أدانته كل المنظمات الحقوقية الدولية،- ظاهريا ولا نعرف حقيقة دوافعها – لكنا سنأخذ بإدانتها، ومع ذلك لم يستجاب لها ولم يؤخذ بإدانتها، بل ذهبت عصابة العدو إلى المطالبة بإفراغ المستشفيات والمرافق الصحية وهذه لوحدها ظاهرة لم يسبق أن فعلها عتاولة المجرمين في التاريخ، حتي (النازية) لم تفعلها وكل ما قيل عن جرائم النازية هي مجرد أكاذيب افتعلتها الصهيونية الدولية لتبرر بها ابتزاز العالم، أن العصابات الصهيونية تمارس من الجرائم التي يخجل منها ويدينها كل طغاة التاريخ إن كان هناك طغاة أسواً من هذه العصابة المحتلة لفلسطين والمدعومة أمريكيا، وأمريكا لا تقل طغيانا عن تلامذتها وهي التي قامت على أجساد سكان البلاد الأصليين، وهي من ألقت قنابلها النووية على شعب اليابان وهي من اخترعت كل الأمراض التي أبادت بها ملايين البشر حول العالم، أمريكا التي ارتكبت أبشع المجازر في فيتنام واليابان وفي دول أسيا وليس آخر جرائمها في أفغانستان والعراق وسورية واليمن والصومال، وبالتالي هي ترى أن ما يجري بحق شعبنا في فلسطين يندرج في سياق (حق الدفاع عن النفس) ؟!
أمريكا التي أرعبها منظر جنود وضباط ربيبتها وهم كالفئران مذعورين مرعوبين من أبطال المقاومة الذين ساقوهم كالنعاج أمامهم في منظر دفع واشنطن لتحريك أساطيلها وحاملات طائراتها، وحركت جسرا جويا حملت على متنه أخطر الأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا، وسلمتها لمجرميها الصهاينة كي يبيدوا بها أطفال ونساء وشيوخ فلسطين، ومثلها فعلت بريطانيا، تزامن هذا التحرك تحرك سياسي واتصالات وتهديدات وتحذيرات، مطلقين العنان لآلة الموت الصهيونية لهدم البيوت على رؤوس سكانها فيما حكام أنظمة الذل يبحثون عن ممرات إنسانية ويتحدثون عن قانون دولي إنساني ليس له وجود إلا في قواميس أنظمة الذل والارتهان عربا كانوا أو مسلمين، مع أني لا ألوم الأنظمة الإسلامية على مواقفها، لكن اللؤم كل اللؤم يقع على الأنظمة العربية المطبعة منها وغير المطبعة التي يفترض أن ترتقي لمستوى أخلاقي وإنساني في مواقفها والا تبدو بهذا الذل والارتهان والعجز الذي سيرتد يوما عليها، خاصة والعالم بأسره بما فيه الأمم المتحدة التي عجزت عن فرض قراراتها التي أصدرتها من أجل هذه القضية العادلة، ولكن للأسف وعلى مدى 75عاما عجزت هذه المنظمة الدولية عن تنفيذ ما صدر عنها، لأن أمريكا والغرب رافضين تطبيق تلك القرارات، بل إن أمريكا تنكرت عن التزاماتها الدولية وعن اتفاقيات أبرمتها، ثم تنكرت لها بعض أنظمة الذل العربي الذين يقدسون اتفاقيات أبرموها مع العدو أكثر من تقديسهم للقرآن الكريم..؟!

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

هل الأحزاب السودانية ظالمة ام مظلومة؟

قال لي أحدهم إن تجربة أحزابنا السودانية ضعيفة؛ قلت له نعم ولكن كيف تكون أحزابنا السياسية قوية ومعظم تجربتها في معارضة ومناهضة النظم الديكتاتورية الشمولية فلم يترك لها الجيش المؤدلج وقتا للحكم تستمد منه خبرة أو حتى فرصة لتمارس الديمقراطية داخلها وتقييم مؤتمراتها وتجدد كوادرها وقياداتها وبرامجها لذلك فإني اعتبر ما قدمته وما تقدمه من دور معارض بالرغم من كل ما مر بها من تشريد وتنكيل وقمع فإنه لا غبار عليها فهي مواعين الديمقراطية ولن تستقيم الا بممارستها حقبا ودورات عديدة ولنستعرض تاريخ السودان الحديث وما مرت عليه من فترات حكم لنستمد منه العبر ولنحكم بالعدل لهذه الأحزاب بما لها وما عليها.
فمنذ بداية الحكم الذاتي في 1954م واستقلال السودان في 1956م وحتى اليوم مرت 71 عاما منها:-
56 عاما أنظمة عسكرية شمولية دكتاتورية على أربعة فترات منها
-6سنوات انقلاب عبود
-16سنة انقلاب نميري(مايو)
-30سنة انقلاب البشير(الإنقاذ)
-4سنوات انقلاب البرهان_حميدتي
6سنوات من الفترات الانتقالية منها:-
-2سنة الحكم الذاتي(قبل الاستقلال).... ازهري.
-سنة واحدة... جبهة الهيئات (عقب ثورة أكتوبر)... سرالختم الخليفة.
-سنة واحدة... التجمع النقابي (عقب انتفاضة مارس/أبريل)... سوار الدهب والجزولي دفع الله
-2سنة.... قوى إعلان الحرية والتغيير(عقب ثورة ديسمبر)...عبدالله حمدوك
9سنوات حكم ديمقراطي بواسطة الأحزاب على ثلاثة فترات منفصلة لم تهنأ فيها ولو لمرة واحدة باستكمال دورة برلمانية منها:-
-2سنة بعد الاستقلال (حكومة الأزهري وحكومة عبدالله خليل)... الوطني الاتحادي ثم إئتلاف الشعب الديمقراطي والأمة على التوالي.
-4سنوات بعد ثورة أكتوبر (حكومات الصادق ثم المحجوب) إئتلاف الأمة جناح الصادق والحزب الاتحادي الديمقراطي ثم إئتلاف الأمة جناح الهادي والحزب الاتحادي الديمقراطي على التوالي.
-3سنوات بعد انتفاضة أبريل (حكومات الصادق المهدي الثلاثة الإئتلافية من أحزاب الأمة والاتحادي والجبهة الإسلامية).
من خلال قراءة متأنية لتلك الفترات فإن الأحزاب المفترى عليها لم تنل نصيباً من تجربة الحكم إلا لماماً في فترات أعقبت خروجها منهكة من مقارعة الديكتاتوريات باستثناء حزب الجبهة الإسلامية في تشكلاته المختلفة.
هذا طبعاً لا ينفي مسئولية الأحزاب عن مساهمتها بهذا الضعف في تبرير المغامرين من العسكر لإستيلائهم على السلطة وإن كنا نجد لها العذر من شواهد التاريخ المنشور وخلاصة القول فإن الديمقراطية هي بمثابة حياة وتطور للأحزاب مثل الماء للأحياء فإن فقدتها ستؤول إلى موات فهل نعي الدرس بعد هذه الحروب المتتالية والتي توجت بهذه الحرب المدمرة والمستمرة حتى الآن لنصطف حول تلك المواعين الحزبية المتبقية ونتعهدها بالإصلاح ليعود الحكم المدني الديمقراطي راشداً والذي لا مفر منه ام سنستمر في هذا السفه الذي أشعل الحرب و دمر الدولة؟
عبدالمنعم محمد أحمد العوض

samir.alawad@gmail.com

   

مقالات مشابهة

  • لماذا يزيد معدل الأطفال الذين لديهم إصابة بالتوحد في أمريكا؟
  • منظمات مدنية في حجة: جرائم الصهاينة بدعم أمريكي تستدعي موقفًا عربيًا ودوليًا حازمًا
  • رئيس برلمان أمريكا الوسطى يشيد بالتنمية التي تشهدها الأقاليم الجنوبية في لقاء مع الطالبي العلمي
  • هل الأحزاب السودانية ظالمة ام مظلومة؟
  • حزب الله يدعو للعمل بفاعلية وقوة لوقف الإجرام ‏الصهيوني على فلسطين والمنطقة
  • حكم قطع صلة الرحم مع الأقارب الذين يكثرون من الإساءة إلي ولأسرتي؟.. الأزهر يجيب
  • شاهد| أهداف طيران العدو الإسرائيلي والأمريكي في فلسطين واليمن
  • أمريكا تتوحش أكثر في عدوانها على اليمن
  • ماذا يعني هذا في اليمن ؟
  • تعاظم حالة اليأس داخلَ كيان العدوّ بعد الضربات اليمنية الجديدة: أمريكا لا تحقّقُ شيئًا