فلسطين كرامة الأمة المستباحة..؟! (1)
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
أمة بلا فلسطين حرة مستقلة، هي أمة بلا كرامة، ففلسطين هي عنوان كرامة الأمة وهويتها وإيقونة حريتها، إذ لا كرامة للأمة، ولا سيادة، ولا حرية، ولا استقلال ولا تقدم، ولا تنمية، ولا تطور، بدون حرية واستقلال فلسطين، وبدون أنهاء الاحتلال وقيام الدولة العربية الفلسطينية على كامل التراب الوطني الفلسطيني.
واهم كل حاكم عربي، وكل نظام عربي، أن بإمكانه التغاضي عما يجري في فلسطين من جرائم صهيونية تُرتكب برعاية أمريكية، أمريكا هي بالمناسبة العدو الأول لفلسطين الأرض والإنسان والحقوق والقضية، وأمريكا هي المسؤولة الأولي عن المجازر التي تُرتكب بحق الشعب العربي في فلسطين، وهي المسؤولة عن تعطيل كل المبادرات بما فيها تلك التي اطلقت بناء على رغبتها وبموافقتها، وهي أي أمريكا هي المسؤولة عن إفشال كل مبادرات ومؤتمرات السلام من مدريد إلي أوسلو إلى كمب ديفيد أن الكيان الصهيوني ليس سوى أداة بيد أمريكا ومعسكر يحمي مصالحها، وهو لا يختلف عن أي حاملة طائرات أمريكية تجوب بحار العرب ومحيطاتهم، والفرق فقط أن هذا الكيان هو عبارة عن حاملة طائرات ثابتة.
أن من يراهن على دور أمريكي لتحقيق سلام في المنطقة هو واهم وغبي، بل وأغبي من أولئك الذين أبرموا اتفاقيات (تطبيع) مع العدو برعاية أمريكية بذريعة (مصلحة القضية الفلسطينية).؟!
إننا أمام عدو جبان، عدو ذليل، عدو مهزوم، عدو يعاني أزمة وجودية، لأنه ببساطة لا هوية له، ولا قيم أو أخلاقيات تجمع مكوناته ولا ثقافة اجتماعية تزرع في مفاصله روابط الهوية، والسبب إن كل أفراده هم مجموعة لقطاء جلبوا من مختلف أصقاع الأرض ليستوطنوا أرضا ليست أرضهم، وفي منطقة لا تناسبهم، ولا يمكنهم العيش فيها لأن كل ما فيها يرفض وجودهم، بما في ذلك الهواء والتراب والأشجار والأحجار..؟!
عدو مجرم مجرد من كل القيم والأخلاقيات الحضارية والإنسانية، عدو بلا دين، وبلاء أخلاقيات دينية، وهو لا يحترم أي قانون، ولا يعترف بأي قوانين أرضية كانت أو سماوية، دولية كانت أو إقليمية، لأن اعتراف هذا العدو بأي قانون يعني تسليمه بحقيقة عدم شرعيته..!!
عدو عاجز عن خوض حرب كلاسيكية تقليدية، لكنه يجيد استعراض القوة وارتكاب المجازر بحق النساء والأطفال والشيوخ والمدنيين العزل، ويجيد هدم المنازل والأحياء على رؤوس سكانها، ولكنه يهرب كالفار من أمام أبطال المقاومة المسلحين بأسلحة بدائية، وشاهد العالم بأسره كيف استطاعت مجموعة من المقاومين الأبطال أن ترعب أفراد جيش العدو المدججين بالأسلحة الحديثة، رأينا كيف تم إخراج طواقم ( الميركافا) من داخلها مذعورين على يد المقاومين الذين سلاحهم مجرد بندقية كلاشينكوف وقاذفة بي 7، وهي أسلحة بدائية مقارنة بما لدى جنود الاحتلال ومرتزقتهم الوافدين من كل دول أوروبا..؟!
إن رد الفعل الصهيوني والأمريكي والأوروبي والدولي على أحداث فلسطين فعل يعكس ويجسد حقيقة الانهيار الأخلاقي والقيمي الذي وصلت إليه المنظومة السياسية الدولية وعلى رأسها أمريكا التي تري أن جرائم حليفتها بحق الشعب الأعزل يندرج في سياق (حق الدفاع عن النفس)؟!
وخلف الموقف الأمريكي تأتي المواقف الغربية بتأكيد أن ما تقوم به العصابات الصهيونية يندرج في نطاق (حق الدفاع عن النفس)؟ وهذا الحق الذي يُمارس في فلسطين لا يأتي إلا من قوى جبانة، قوى بلا إخلاق، بلا قيم، قوى منحطة تجيد فن إبادة الأطفال والنساء، هذا العدو الذي يطالب نصف سكان القطاع بالهجرة من الشمال للجنوب ثم يقوم بقصف النازحين الذين استجابوا لطلبه..؟!
هل هناك أحقر من هذا الموقف؟ ثم تأتي رحلات وزير خارجية أمريكا لدول المنطقة مهددا ومتوعدا من مغبة تقديم أي دعم إنساني لأبناء الشعب العربي في فلسطين الذين وصفهم قادة العدو بأنهم مجرد (حيوانات بشرية) مع أن من وصفهم بهذا الوصف هو ذاته مجرد (خنزبر بري متوحش) لا يستحق أن ينتمي للبشرية..؟!
أن فرض الحصار على شعب بكامله وقطع كل مقومات الحياة عنه من مياه وكهرباء، وغذاء، وأدوية، وأجهزة إسعاف، وحتى النت والهاتف، حصار أدانته كل المنظمات الحقوقية الدولية،- ظاهريا ولا نعرف حقيقة دوافعها – لكنا سنأخذ بإدانتها، ومع ذلك لم يستجاب لها ولم يؤخذ بإدانتها، بل ذهبت عصابة العدو إلى المطالبة بإفراغ المستشفيات والمرافق الصحية وهذه لوحدها ظاهرة لم يسبق أن فعلها عتاولة المجرمين في التاريخ، حتي (النازية) لم تفعلها وكل ما قيل عن جرائم النازية هي مجرد أكاذيب افتعلتها الصهيونية الدولية لتبرر بها ابتزاز العالم، أن العصابات الصهيونية تمارس من الجرائم التي يخجل منها ويدينها كل طغاة التاريخ إن كان هناك طغاة أسواً من هذه العصابة المحتلة لفلسطين والمدعومة أمريكيا، وأمريكا لا تقل طغيانا عن تلامذتها وهي التي قامت على أجساد سكان البلاد الأصليين، وهي من ألقت قنابلها النووية على شعب اليابان وهي من اخترعت كل الأمراض التي أبادت بها ملايين البشر حول العالم، أمريكا التي ارتكبت أبشع المجازر في فيتنام واليابان وفي دول أسيا وليس آخر جرائمها في أفغانستان والعراق وسورية واليمن والصومال، وبالتالي هي ترى أن ما يجري بحق شعبنا في فلسطين يندرج في سياق (حق الدفاع عن النفس) ؟!
أمريكا التي أرعبها منظر جنود وضباط ربيبتها وهم كالفئران مذعورين مرعوبين من أبطال المقاومة الذين ساقوهم كالنعاج أمامهم في منظر دفع واشنطن لتحريك أساطيلها وحاملات طائراتها، وحركت جسرا جويا حملت على متنه أخطر الأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا، وسلمتها لمجرميها الصهاينة كي يبيدوا بها أطفال ونساء وشيوخ فلسطين، ومثلها فعلت بريطانيا، تزامن هذا التحرك تحرك سياسي واتصالات وتهديدات وتحذيرات، مطلقين العنان لآلة الموت الصهيونية لهدم البيوت على رؤوس سكانها فيما حكام أنظمة الذل يبحثون عن ممرات إنسانية ويتحدثون عن قانون دولي إنساني ليس له وجود إلا في قواميس أنظمة الذل والارتهان عربا كانوا أو مسلمين، مع أني لا ألوم الأنظمة الإسلامية على مواقفها، لكن اللؤم كل اللؤم يقع على الأنظمة العربية المطبعة منها وغير المطبعة التي يفترض أن ترتقي لمستوى أخلاقي وإنساني في مواقفها والا تبدو بهذا الذل والارتهان والعجز الذي سيرتد يوما عليها، خاصة والعالم بأسره بما فيه الأمم المتحدة التي عجزت عن فرض قراراتها التي أصدرتها من أجل هذه القضية العادلة، ولكن للأسف وعلى مدى 75عاما عجزت هذه المنظمة الدولية عن تنفيذ ما صدر عنها، لأن أمريكا والغرب رافضين تطبيق تلك القرارات، بل إن أمريكا تنكرت عن التزاماتها الدولية وعن اتفاقيات أبرمتها، ثم تنكرت لها بعض أنظمة الذل العربي الذين يقدسون اتفاقيات أبرموها مع العدو أكثر من تقديسهم للقرآن الكريم..؟!
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
فلسطين ولبنان.. مذابح وقمم..!
قمتان عقدتا للقادة “المزعومين” للعرب والمسلمين وتصريحات ومؤتمرات صحفية ورحلات مكوكية وزيارات ولقاءات وتبويس لحى وكل هذا طيلة أكثر من عام لم ينقذ طفلا فلسطينيا أو لبنانيا من همجية ووحشية العدو وقنابل وصواريخ واشنطن، ولم ينقذ طفلا من جوع أو عطش، فقط مشاهد زائفة وأكاذيب تسوق عبر وسائل الإعلام المختلفة، لو جمعت المكافآت والإكراميات وتكاليف الأوراق والأحبار التي صرفت على الاخبار التي تناقلت نشاط أصحاب الفخامة والجلالة والسمو والتي أنفقت على السفريات وعلى اجتماعات المسؤولين وضيافتهم، هذه المبالغ لو جمعت واستخدمت لشراء مواد إغاثية لأطفال فلسطين، لكانت أنقذت بعضا منهم من الموت وخففت من قائمة الأموات الذين تجاوز عددهم أرقاما خيالية فاقت أعداد ضحايا الحرب العالمية، مقارنة بمساحة القطاع الذي يواجه حرب إبادة جماعية مؤكده، فيما العرب والمسلمين يغضون الطرف، بل بعضهم شركاء في الإبادة وموافقون على ما يجري في فلسطين ولبنان ومع ذلك يعقدون القمم ويشكلون اللجان ويطلقون التصريحات فقط لتضليل الشعوب ورفع العتب عنهم..!
يكذب العرب ويكذب المسلمون أنهم عاجزون عن إيقاف جرائم الصهاينة بحق الأشقاء في فلسطين ولبنان.. نعم يكذبون أنهم عاجزون ولكنهم ممتنون في الواقع لهذه الإبادة وقد يمنحون الصهاينة تكاليف خسارتهم في هذه الحرب، ولم لا وهم من منحوا الصهاينة الحق للقيام بهذه الإبادة وذلح أطفال ونساء فلسطين ولبنان وتدمير كل مقومات حياتهم..!
نعم بإمكان النظام في مصر إيقاف هذه الإبادة وبإمكان النظام السعودي إيقاف هذه المذبحة أن أراد، لكن للأسف لا النظام المصري يرغب في إيقاف حرب الإبادة هذه ولا النظام السعودي، وكلاهما متفقان عليها وعلى ديمومتها حتى آخر مواطن عربي فلسطيني وآخر مقاوم وحتى آخر مقاوم في لبنان وآخر مواطن لبناني حاضن للمقاومة.. هذه حقيقة وليست افتراء، بل حقيقة يعرفها العالم بأسره، قد لا يعرفها بعض المواطنين العرب والمسلمين الذين يصدقون ما تسوقه أنظمة (العهر والخيانة والعمالة) العربية والإسلامية، هذه الأنظمة التي باعت الهوية والدين والقيم والمشاعر الإنسانية، أنظمة ترغب في التخلص من المقاومة ومن كل شعب يقاوم أو يحضن المقاومة ويؤيدها، -لأنهم أي هؤلاء “القوادين”- يريدون حياة الرفاهية والاستقرار ويا ليتهم تركوا الشعبان الفلسطيني واللبناني يقرران مصيرهما، يا ليتهم تركوهما يواجهان العدو بمفردهما دون تدخلهم وتآمرهم، يا ليتهم حايدوا وبقوا على الحياد، لكنهم لم يحايدوا بل اصطفوا إلى جانب العدو المجرم وتعاونوا معه سواءً بالحصار على الشعبين، أو بالتعاون الاستخباري والضغط السياسي على المقاومة وحتى بالتسويق الإعلامي الذي يخدم العدو ويبرر جرائمه..
إننا في زمن أنظمة عربية وإسلامية تجردت من كل القيم العربية والإسلامية والأخلاقية والإنسانية، أنظمة سيدوِّن التاريخ في صفحاته أنها أحقر وأحط أنظمة عميلة عرفها التاريخ العربي الإسلامي..!
أنظمة لم تكلف نفسها حتى مجرد طرد سفراء الكيان الصهيوني أو سحب سفرائها من هذا الكيان، أنظمة لم تكلف نفسها حتى قطع علاقتها بالكيان أو استدعاء سفرائها من الدول الداعمة للكيان وإن للتشاور..
أنظمة قطعت علاقتها بالشعبين الفلسطيني واللبناني واصطفت إلى جانب العدو وتعمل لمصلحته وسخرت قدراتها لتحقيق انتصار لهذا العدو وتجريد المقاومة من أي مكاسب حققتها في الميدان وفي السياسية.. أنظمة تصب جام غضبها على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لأنها تدعم المقاومة وتدعم الحقوق المشروعة للشعبين الفلسطيني واللبناني، ولأنها تفعل ذلك، تعمل أنظمة العهر العربية الإسلامية على شيطنتها خوفا من أن يحسب انتصار المقاومة لإيران أو لمحور المقاومة الذي تبغضه أنظمة العهر العربية الإسلامية، التي تكشف لنا مواقفها أنها أنظمة بلا كرامة وبلا سيادة وبلا شرف وبلا هوية وأنها مجرد أنظمة (متصهينة ومتأمركة) وأنها مجردة من كل قيم إنسانية وهي ليست أكثر من أنظمة عميلة مرتهنة تعيش في اسطبلات العبودية للصهاينة والأمريكان وأنها لا تمثل لا الأمة ولا صلة لها بالأمة وقضاياها، بل لا علاقة لهذه الأنظمة حتى بشعوبها، لدرجة أن قادتها عجزوا عن قول أي شيء في ختام قمة (العار والجبن والنذالة والخيانة) التي انعقدت مؤخرا في (إسطبل آل سعود)، حتى أن من سخرية القدر أن أحدهم الذي يمثل المسلمين ألقى كلمته بـ(اللغة الفرنسية)..!
أليس من حقنا أن نقول اللعنة على هذه القمة وعلى غالبية من حضرها من الخونة والعملاء والجواسيس للصهاينة والأمريكان؟!
قمة جاءت لتفصل مسار لبنان المقاوم عن المسار الفلسطيني ولتجزئة محور المقاومة وفصل وحدة الساحات عن بعضها حسب طلب الصهاينة والأمريكان..!
إنها قمة العار الثانية وعنوان التضليل..
إن هذه القمة ومخرجاتها المثيرة تعكس مدى الارتهان الذي وصلت إليه الأمة، ليس بسبب العدو الذي يذله مجموعة مقاومين، بل بسبب هؤلاء الحكام الخونة وانظمتهم العميلة.. الذين يتحدثون عن القانون الدولي وعن عجز القانون الدولي، ومن الطبيعي أن يسخر القانون الدولي من هكذا أنظمة ويقف إلى جانب العدو، طالما أن العرب والمسلمين أنفسهم يتآمرون على الشعبين الفلسطيني واللبناني وعلى مقاومتهما الباسلة التي أذلّت العدو وأهانت أمريكا بكل عظمتها.. نعم صنعت المقاومة طيلة أكثر من عام ما لم تتمكن من صناعته كل أنظمة العهر والخيانة، عربية كانت أو إسلامية.