من متى نصر العرب فلسطين وشعبها والقضية الفلسطينية حتى نتحدث عن الخذلان العربي لها؟! متى كان للعرب أي موقف عروبي على مستوى الزعماء والقادة بعد موقف جمال عبدالناصر والملك فيصل بن عبدالعزيز؟!! المواقف العربية تجاه فلسطين دائما ما تتسم بالسلبية المفرطة والخذلان المخزي، من عدوان صهيوني إلى آخر على فلسطين وشعبها ينشط العرب من أجل التهدئة عندما تكون الغلبة للمقاومة الفلسطينية، ويبتلعون ألسنتهم عندما تكون المعطيات على الأرض عكس ذلك، يجندهم الأمريكي لمصلحته، ويسخرهم لخدمته، يجيدون فقط التآمر على فلسطين والفلسطينيين، إن دعموا فدعمهم من أجل شق الصف الوطني الفلسطيني وتفكيك الجبهة الداخلية الفلسطينية، وإذكاء الفتنة بين الفلسطينيين.
كيان العدو الصهيوني يدمر وهم يسارعون لتبني مشاريع إعادة الإعمار بالنيابة عن الصهيوني المطالب بإعادة إعمار ما دمره، هكذا كانوا في الماضي، واليوم حال العرب والعروبة أسوأ من ذي قبل، غالبيتهم إلا من رحم الله مع العدو ضد الأخ والشقيق، يحاصرون فلسطين وشعبها، يضيقون الخناق على مقاومتها، يطمرون الأنفاق تارة بالمياه، وتارة يسارعون إلى تفجيرها، يصادرون التبرعات التي تقدم لها، ويفرضون القيود كلها على حركة التجارة منها وإليها، مواقف مخزية، وتاريخ ملطخ بالعار لقادة العمالة والخيانة واليهودة والتطبيع والتصهين تجاه القضية الفلسطينية .
اليوم قطاع غزة يتعرض لحرب إبادة شاملة، حرب عالمية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وبقية دول العالم المنافق ومعهم أعراب التطبيع والتصهين يشاركون في ارتكاب جريمة العصر بحق أبناء قطاع غزة من الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء، قصف همجي إجرامي وحشي تعافه حتى الحيوانات المفترسة يطال القطاع المنكوب المعتدى عليه، المحاصر برا وبحرا وجوا، ولا بواكي على أطفال ونساء وأبناء غزة، مساكن تهدم على رؤوس ساكنيها، واستهداف ممنهج للنازحين في مناطق الإيواء المؤقتة، قصف للمستشفيات والمساجد والمدارس والمنشآت، وقادة العرب يتفنون في ابتكار الجديد من صنوف الترفيه والراحة والاستجمام، ويواصلون تشغيل مصانع الأسلحة الأمريكية والأوربية من خلال إبرام صفقات شراء أسلحة تعج بها مخازنهم دونما فائدة منها .
لا تعويل على الأنظمة العربية في قضية العدوان على قطاع غزة، فلا خير منهم يرتجى، والتعويل بعد الله عز وجل وسواعد أبطال المقاومة الفلسطينية البواسل على الشعوب العربية والإسلامية الحرة الأبية ومعهم كل الأحرار في العالم للوقوف إلى جانب مظلومية غزة وسكانها، والمطالبة بوقف جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها كيان العدو الصهيوني في حقهم، لا عذر لأحد أمام الله، يجب أن يكون للشعوب العربية والإسلامية تحركات شعبية غاضبة نصرة لغزة وأهلها، وأخص هنا الشعوب التي تربطها علاقات و لديها سفارات للكيان الصهيوني، لا مجال ولا مبرر للصمت، يجب أن تخرج الشعوب العربية عن صمتها وتجاهر بمواقفها المنددة بجرائم كيان العدو الصهيوني، أتطلع لمشاهدة مسيرات غضب عارمة في دبي وأبو ظبي والرياض وجدة، كما شاهدناها في لندن وروما وغيرها من الدول الأوربية .
لك الله يا غزة الصمود والبطولة والشجاعة والإقدام، لكل الله يا أيقونة الجهاد وملحمة التضحية والعطاء والاستشهاد، لك الله يا موطن الأحرار وجحيم الفجار، لك الله يا كربلاء العصر، لك الله يا مدينة الإباء والشموخ، مخذول من خذلك يا غزة، ومنصور من نصرك، مهما تكالبت عليك قوى الإجرام والإرهاب والتوحش، ومهما تحالف عليك البغاة فإنهم لن يضروك إلا أذى، لا تبالي بنباح الكلاب، ولا تسمعي إلى نعيق الغربان، ولا تكترثي بنهيق الحمير، ولا تعولي على بائعي الهوى ومعدومي الضمير، قلوبهم وسلاحهم ومالهم ونفطهم مسخر عليك، سهام حقدهم وشرهم موجهة إليك.
بالمختصر المفيد، غزة كانت وما تزال وستظل للعزة عنواناً، منها جاء الطوفان، لن تقبل ذلا وهواناً من صهيوني باغ أو مرتزق خائن مهما كان، وعلى مر الأزمان، كانت وستبقى البركان الثائر حمما تحرق أجساد الجرذان، ومهما قصف الكيان وحاول أن يطمس هوية المكان، فلن يحصد سوى الذل والهوان، وستبقى غزة للعزة عنواناً.
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تطلب رأي “العدل الدولية” في التزامات الكيان الصهيوني في فلسطين
الثورة / متابعات/
طلبت الجمعية العامة للأمم المتحدة ، رسميًا من محكمة العدل الدولية تقديم رأي استشاري بشأن التزامات الكيان الصهيوني المتعلقة بأنشطة الأمم المتحدة والدول الأخرى في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” فإن ذلك يأتي وسط تصاعد التوتر في المنطقة، وزيادة التركيز الدولي على الاحتياجات الإنسانية والتنموية للفلسطينيين.
وبموجب القانون الإنساني الدولي، فإن القوى المحتلة ملزمة بالموافقة على جهود الإغاثة لمن هم في حاجة إليها، وتسهيل مثل هذه البرامج “بكافة الوسائل المتاحة لها”، وضمان توفير الغذاء الكافي، والرعاية الطبية، والنظافة، ومعايير الصحة العامة.
ومحكمة العدل الدولية أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة، وفي حين أن آراءها الاستشارية تحمل وزنًا قانونيًا وسياسيًا كبيرًا، إلا أنها ليست ملزمة قانونًا وتفتقر إلى آليات التنفيذ.
وفي 19 يوليو الماضي، قالت محكمة العدل الدولية، خلال جلسة علنية في لاهاي إن “استمرار وجود دولة “إسرائيل” في الأرض الفلسطينية المحتلة غير قانوني”، مشددة على أن للفلسطينيين “الحق في تقرير المصير”، وأنه “يجب إخلاء المستعمرات الصهيونية القائمة على الأراضي المحتلة”.
وجاء في بيان نشرته العدل الدولية على موقعها الكتروني، أن “الجمعية العامة للأمم المتحدة طلبت، رسميًا من المحكمة تقديم رأي استشاري بشأن التزامات “إسرائيل” باعتبارها قوة محتلة فيما يتعلق بأنشطة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى بالأراضي الفلسطينية المحتلة”.
ووصف كبار المسؤولين في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” بأنها حجر الزاوية في جهود المساعدات الإنسانية بغزة.